521 ــ عباس العجيلي (ولد 1379 هـ / 1959 م)

عباس العجيلي (ولد 1379 هـ / 1959 م)

قال من قصيدة (يوم الطف) وتبلغ (22) بيتاً:

قفي يا (كربلاءَ) وخـبِّرينا      عن السبطِ الـشهيدِ وحـدِّثـيـنـا

فـإنَّـا فـي اشـتـياقٍ للحـكايا      عـنِ الـنـفـرِ الـعـظـامِ المُتّقينا

بيومِ الطفِّ عربدتِ المنايا      وقد طحنتْ ضلوعَ الأكرمينا (1)

ومنها:

هـوتْ يـا (كربلاء) بــهــا أســودٌ      ووغدٌ صارَ يمتلكُ العرينا

فـمـا يُـجـديـكِ عـذركِ عـنـدَ طــهَ      وآلـه بـالـدمـاءِ مـضرَّجينا

أرى الزهراءَ تبكي وهيَ غضبى      كما يبكي أمير الـمـؤمـنينا

ومنها:

قفي يا (كربلاءَ) قِفي طويلاً      وقولي عن ظماءٍ صابرينا

وعن أشجانِ زينبَ والسبايا      وعـن آهـاتِ زيـنِ العابدينا

وعـن شـهـقـاتِ عبد اللهِ لمَّا      قضى نحباً بسهمِ المُجرمينا

الشاعر

عباس بن كاظم بن عبود بن مطلك العجيلي، ولد في المحاويل بالحلة، تخرج من مركز المعتصم للتدريب الكيمياوي عام 1980 وعمل مديرية ماء بابل وديالى، وواصل تعليمه فدرس في كلية التربية جامعة بابل، وهو عضو منتدى المحاويل الثقافي، عمل في مديرية ماء ديالى وبابل.

نشر قصائده في الصحف العراقية وشارك في العديد من المهرجانات الشعرية، وأصدر ثلاث مجاميع شعرية هي:

عواصف وجحيم ــ 2008

أنين في طرقات صاخبة ــ 2008

جنان الجنان في مدح أهل البيت عليهم السلام ــ 2010 (2)

قال الكاتب الدكتور غالب المسعودي عن منجزي الشاعر الأولين: (ومن قراءة أولية لتجربة الشاعر في هذين الديوانين نجد إنها تجربة مختزنة وذات محور متجذر في التجربة العراقية بعد الغزو بعد أن انقشع الغبار عن الطروحات البراقة لمروجي البراءة إذ أن للشاعر عراقته ومعرفيته وحلمه وبراءته.

على الرغم من أن شاعرنا هو صندوق من العذاب إلا أنه لا يخلو من صراع فكل صورة يأتينا بها الشاعر يتحقق نصر بأفعال متشعبة. لقد أنجز صراعه مع العذاب توازناً مع صدق النية والواقع المر الذي ينحر الشاعر فتجده أحياناً يكاد أن يقتحم العقبة بمرارة الصحو وأحياناً يغني كعازف ناي حزين لن يتردد في الافصاح عن نيته في تحويل رمال الصحراء إلى عشب أخضر كي يبني مملكته تبدو فيها الكائنات كفراشات عطر مضمخة وأشياء لا ترى إلا وفق نظام باراميتافيزيقي سنه الشاعر وفق أسلوب أنيق وبتجربة صورية لاحتواء فوته الآسرة وبلغة كهنوتية كأنها أنتجت إلى جنس أكثر مرونة وأكثر عافية من جنسنا البشري لأنه كان يعني الديناميكية التي سيطرت على عصرنا في غفلة من الهلع والقلق الذين أورثانا الخوف والحزن المتجذر في يقيننا وحتى في تفاؤلنا.

ويبدو أن شاعرنا كان كثير التأثر بشعراء المقاومة الفلسطينية ومنهم الشاعر سميح الفاسم وارهاصات الشعرية العراقية في بداية القرن العشرين أعني بدر شاكر ونازك الملائكة) (3)

شعره

قال من قصيدته:

ترى كيفَ الرعاعُ على حـــسينٍ      تـمـادوا بـالضلالةِ غارقينا

يـزيـدٌ صـارَ يـنـعـمُ فـي فـــجورٍ      ويسبحُ في خمورِ الأندرينا

وراحَ مُـحـرِّكــاً بـعصـــاهُ رأسـاً      له تجثو الـمـلائـكُ ساجدينا

فـتـعـسـاً لــلـدعيِّ وبــــئـسَ قـومٍ      له نصروا وذلّوا صاغرينا

قفي يا (كربلاءَ) قِــــفـي طـويـلاً     وقولي عن ظماءٍ صابرينا

وعن أشجانِ زيــــنـبَ والـسـبايا     وعـن آهـاتِ زيـنِ العابدينا

وعـن شـهــــقـاتِ عـبـد اللهِ لـمَّـا     قضى نحباً بسهمِ المُجرمينا

وعن شكوى سكينةَ وهيَ حيرى      وتـنـدبُ بين قومٍ كـافـريـنـا

قفي فـالـكـونُ قد وقفَ اكـتـئـابـاً      يـبـشّـرُ بـالـعـذابِ الـخـاذلينا

......................................

1 ــ الحسين في الشعر الحلي ج 2 ص 277 ــ 278

2 ــ نفس المصدر ص 276

3 ــ اصدارات جديدة للشاعر عباس العجيلي / موقع سومر نينت بتاريخ 29 / 4 / 2010

كما ترجم له:

الدكتور سعد الحداد / تراجم شعراء بابل في نصف قرن ص 84

الدكتور سعد الحداد / ديوان الحلة / أنطولوجيا الشعر البابلي المعاصر ص 179

كاتب : محمد طاهر الصفار