من هو الحسين ؟

ولماذا قام بالثورة ؟

وماذا أراد بثورته ؟ 

الحسين.. وقف وحده مع قلة قليلة ليموت هو ومن معه ليعلّم الناس كيف يعيشون وكيف يموتون، علّمهم معنى الكرامة بقوله: (ألا وإن الدعي بن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة والذلة، وهيهات منا الذلة، يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون, وحجور طابت وطهرت وأنوف حمية ونفوس أبية من أن تؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام), وعلمنا أيضاً كيف نكون حقاً (خير أمة أخرجت للناس) لو سرنا على خطاه.

الحسين.. كان كفؤاً للمهمة الملقاة على عاتقه ففجّر ثورته التي انبثقت عن أعظم شهادة في تاريخ البشرية، فكانت شهادته ضماناً لحياة أمة، وأساساً لبناء عقيدة، وكشفاً لأقنعة الزيف والظلم والطغيان الأموي، وإدانة لممارساته البشعة المنحرفة، وإنقاذاً لرسالة السماء من أيدي المحرّفين والمنحرفين.

الحسين.. سطّر بشهادته أعظم درس للبشرية وهو (الرفض) للظلم والفساد بأحرف حمراء من دم الشهادة فبقيت كلماته تدوّي في الأجيال: (لا أعطيهم بيدي إعطاء الذليل ولا أفر فرار العبيد)، فما أعظمه من درس، وما أقدسه من موقف، وما أجلّها من عِظة.

الحسين يعلمنا كيف يكون الإنسان شجاعاً في الحق لا ترهبه صولة الباطل ولا تخدعه زهرة الحياة عن أداء رسالة الحق والخير والإيمان ولا يداهن على حساب دينه وكرامته، حتى إذا عاش عاش عزيزاً، وإذا قضى قضى مع الأبرار كريماً (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ).

الحسين تلميذ أبيه القائل: (الموت في حياتكم مقهورين والحياة في موتكم قاهرين) علّمنا أن اليد الطاهرة النقية لا تخضع لليد الآثمة الملوّثة وإلّا صارت مثلها، وقد قال: (وعلى الإسلام السلام اذا ابتليت الأمة براعٍ مثل يزيد)، وقال: (والله لو لم يكن في الدنيا ملجأ ولا مأوى لما بايعت يزيد بن معاوية)، وتتجلى روعة موقفه في يوم عاشوراء على ما هو عليه ماضٍ بقوله: (أمضي على دين النبي).

الحسين وريث جده النبي محمد، ووريث دعوته المباركة التي قضت على الجاهلية وأنقذت الإنسان من العبودية، كما قال جده رسول الله (صلى الله عليه وآله): (حسين مني وأنا من حسين) فكان الحسين امتداداً لتلك الدعوة بثورته ضد التحريف والظلم الأموي، فقام بدوره التاريخي الرسالي من أجل إنقاذ الرسالة من أعدائها في الجاهلية والإسلام، فكان المثل الأعلى لكل ثائر على الظلم في كل الأزمان. 

المرفقات