المقدمة

أيَّة لغةٍ تليقُ بسماءِ سيمائِك ؟

أمْ أيّ نفحٍ يؤطّرُ عطرَك ؟

أمْ أيّ فكرٍ ينفذُ إلى ذاتِك ؟

أمّ أيّ حسٍّ يَتقنُ كنهَك ؟

يا من بسيرتِه تجلّى الكمال 

ولإسمِه خشعَ الجلال

ولوجهِه صلى الجمال

أنّى لي أن أعرَّفَك ؟

وهلْ يُستدلُّ على البحرِ بالغَور ؟

أمْ على الشمسِ بذبالةِ الفانوس ؟

أمْ على الجبلِ بالوادِ ؟

أأقولُ: حسبُك أنّك سبط محمّد ؟ 

وابن عليٍّ ؟

وابن سيدة نساء العالمين ؟

وإنّكَ سيد شباب أهل الجنة ؟؟

أمْ أقولُ: حسبُك أنك الشهيد, والظمآن, وقتيل العبرة, وصريع الدمعة ؟

أمْ أقولُ: حسبُك أنّك محضُ المعنى, وسدرةُ المنتهى, والعروةُ الوثقى, وشجرةٌ طوبى, وجنةُ المأوى ؟

أم أقول.. وأقول ؟

فأيّ قنوتٍ لا يبسملُ اسمَكَ النابضَ في تراتيلِ السماء.. ؟

وأيَّة قصيدةٍ تحبسُ دموعَها عند نجواك..؟

أمْ.. أيِّ فجرٍ ينثرُ الندى لغيرِ وجهِك..؟

يا صرح الجلال, وأنفاس الوحي, وعبق النبوة, ونبع الطهارة, وشذى القداسة, وسنّة الحزن, وحكمة الدموع, وظِلال النبوة ...

يا من عرَّفه سيد الخلق بقوله: (إن الحسينَ مصباحُ هدىً وسفينةَ نجاةٍ وإمامَ خيرٍ ويمنٍ وعزٍّ وفخرٍ وبحرَ علمٍ وذخر)

وما أقول أمام هذه الأوسمةُ الإلهيةِ والهالاتُ القدسيةِ التي تخشعُ عندَها الأبصارُ, وتعيا عندَها الأقلامُ, وتعجز عنها الأذهان, وتقفُ عندها النفوسُ وقد تملّكتها نشوةُ النجوى على محرابِ نورِك ؟؟

سأقولُ: حسبُك أنّك الدمعةُ الطاهرة التي لم ترقأ.

وإنّك الجرحُ الذي لم يَبرأ.

وإنّك صبغةُ الألمِ النبيلِ الذي لا يُسلى

وإنّك الروحُ التي أوقدت الأزمان لتختطّ طريقَها في تضاريسِ العروجِ إلى الله

حتى مضيتَ عليه ... شهيدا

وإنّك اليدُ الحانية التي لم يشهد لها التاريخ مثيلاً في العطاء

إذن فحسبُك أنك الحسين

وإنك .. سيد الشهداء