453 ــ نزار سنبل (ولد 1385 هـ / 1965 م)

نزار سنبل (ولد ١٣٨٥ هـ / 1965 م)

قال من قصيدته (حوار في دائرة الضوء) وتبلغ (٣٢) بيتاً:

خيرةُ الناسِ في الزمانِ رجالٌ     حضَنتْهُم في تُربها (كربلاءُ)

فـي غدٍ تُفرشُ الجنانُ الروابي     ويـلـمُّ الــســعــادةَ الـشـهـداءُ

فـعَـلـتْ فـي ثـغـورِهـم بسماتٌ     إيـهِ يـا قـومُ إنّــنــا الـسـعداءُ (1)

الشاعر

الشيخ نزار بن محمد شوقي بن عبد الرزاق بن الشيخ بدر آل سنبل، ولد في الجش إحدى قرى القطيف بالسعودية، درس بالحوزة العلمية في القطيف، والنجف الأشرف، وقم المقدسة وهو يحضر الآن البحث الخارج، له مشاركات في النوادي الأدبية والثقافية ونشر قصائده في مجلتي الموسم والتوحيد.

وله أيضاً مجموعة من المؤلفات العلمية والأدبية منها:

المغني في الأصول: تقرير لأبحاث الشيخ الوحيد الخراساني

توحيد العبادة

معالم مهدوية

حديث الطير، من كتاب البداية والنهاية دراسة وتحليل

أهل البيت عليهم السلام، في الشعر القطيفي المعاصر

المختصر في العقائد

حديث الغدير برواية ابن كثير

استصحاب العدم الأزلي

بغية الراغب في مباني المكاسب

وارثة خديجة، أم سلمة أم المؤمنين، حياتها، مواقفها، أحاديثها

عندما يُرفع الستار ــ رواية عقائدية ــ

ديوان شعر

الحسين (ع) بين الولادة والشهادة، في روايات الذهبي والهيثمي (2)

شعره

قال من قصيدته (حوار في دائرة الضوء) وهي على شكل حوارية (متعددة القوافي) في ليلة العاشر من محرم بين الإمام الحسين وأصحابه:

يجلس أصحاب الحسين (عليه السلام) يتحدّثون فيما بينهم:

في هُدوء الظلامِ يَـفترشُ الرمـ     لَ كـمـاةٌ مـن الـهُـدى أمـناءُ

قد اُديـرتْ حـكـايـةُ الزمنِ الما     ضي ومـا قـد تـفـوّهَ الأنـبياءُ

خيرةُ الناسِ في الزمانِ رجالٌ     حضَنتْهُم في تُربها (كربلاءُ)

فـي غدٍ تُفرشُ الجنانُ الروابي     ويـلـمُّ الــســعــادةَ الـشـهـداءُ

فـعَـلـتْ فـي ثـغـورِهـم بسماتٌ     إيـهِ يـا قـومُ إنّــنــا الـسـعداءُ

يأتي الإمام الحسين (عليه السلام) فيجمع أصحابه ويخاطبهم:

لـفَّ جـنـحُ الـظـلامِ أوديـــةَ الأر     ضِ فأَغفتْ عيونُها الأعداءُ

والدروبُ الـسـمـراءُ تـعتنـقُ الليـ     ـلَ بـشـوقٍ فـتختفي الأشياءُ

قـد وَفـيـتُـمْ ولـيسَ غيـريَّ مـطلو     باً لدى القومِ أيُّــها الأوفـياءُ

ارتدوا الدربَ في الخفاءِ سراعاً     واركـبوا الليلَ أيّها الأزكياءُ

فيقوم أخوه العباس (عليه السلام) ويتبعه بنو هاشم فيقولون:

أفنمضي وأنتَ وحدَكَ تبقى؟     ليسَ هذا من شيمةِ النبلاءِ

أفنمضي لكي نعيشَ فنشقى؟     قـد أبينا الحياةَ في الظلماءِ

ثم يتوجه الإمام (عليه السلام) نحو بني عقيل ويقول:

حسبكُم مسلمُ العظيمُ شهيداً   فاذرعوا الليلَ خلسةً والبيدا

ولكنّهم يجيبونه:

نحن.. نحن.. الـفـداءُ والقربانُ     إنَّما أنتَ بالقلوبِ تُصانُ

كيف نمضي وما تعرَّتْ ذراعٌ     واكتوى خافِقٌ وبُحَّ لسانُ

ثم يقوم مسلم بن عوسجة الأسدي ويُشير إلى معسكر الأعداء فيقول:

الـسـيـاجُ الـذي تـلــوَّثَ بــالــحقـ     ـدِ ذئـابٌ مـمـسـوخـةُ الألـوانِ

أيّ عـذرٍ لـنـا إذا الــتــحــمَ الـقو     مُ فأقعتْ عن نَصركُم ساعدانِ

لا يـرانـي الإلــهُ أهــربُ خــوفاً     سوف أمشي للحربِ والميدانِ

إنّ سهمي مرماهُ صدرُ الأعادي     ورمـاحـي مـشـتـاقــةٌ لـلطعانِ

ويقوم سعيد بن عبد الله الحنفي فيقول:

لو قُتلنا سبعينَ قتلةِ عزٍّ     مـا تركناكَ للسيوفِ طعاما

وسـنـبـقـى ليعلمَ الله أنّا     قد حفظنا فيكَ العهودَ ذماما

ويقوم زهير بن القين ويقول:

قد وددتُ المماتَ ألفاً وكانتْ     لغةُ القتلِ لـلـحـسينِ وقاءَ

إنّ روحي على يديَّ وأمشي     حاشَ للهِ أن أرومَ بــقــاءَ

إنّها الـنـعـمـةُ الـكـبيرةُ تنصـ     ـبُّ لأُلـقي لها الـفؤادَ إناءَ

فرحةُ النفسِ أن تروحَ فـداءا     لحسينٍ فترتدي الأضواءَ

ويتكلّم جماعة أصحاب الإمام (عليه السلام) بكلام يشبه بعضه بعضاً فيقولون:

قد أبتْ أنـفسُ الكرامِ انهزاما     وأحطناكَ سـيّــداً وإمــامـا

في غدٍ نُطعمُ المواضي قلوباً     ونـهـزّ الـرماحَ والأعـلاما

شرفٌ أن نـموتَ دونَ حسينٍ     ونفوسٌ نفدي بها الأسلاما

وهنا يشكرهم الإمام (عليه السلام) على موقفهم هذا:

لكمُ الجنّة المـوشّـاةُ بــالـنــو     رِ وفـائـي وعـيـنُ كـلِّ وســامِ

أنـتـمُ الـهـالـةُ الـمضيئةُ سرٌّ     غـرقـتْ فـيـه قـصَّــةُ الأيَّـــــامِ

في غدٍ تنطوي الحياةُ ولكنْ     سوف تحيونَ في نفوسِ الكرامِ

كلُّ فردٍ يـلـقـى المنيّةَ دوني     دمُه الماءُ في عروقِ الـنـوامي

صوت يجيء من وراء الغيب:

باركَ اللهُ في النفوسِ نفوساً     عانقتْ في الوغى السيوفَ عروسا

وقال من قصيدة (ألق المعاني) وهي في السيدة الطاهرة فاطمة الزهراء (عليها السلام) وتبلغ (37) بيتاً:

قوافي الشعــرِ تســــبــــــقـني عجالـى     وترقصُ في مُـــخـيَّـلـتي دلالا

تطيــرُ إلــى معـــــــــانـقــةِ المعـانــي     فـتـبـرزُ كـالــســـراجِ إذا تلالا

وشــــــــلالُ الـــــشعـــورِ إذا تهــادى     يضيءُ لفرحـةِ الهادي احتفالا

فســـوسـنـةُ الـــــجنــانِ تفـوحُ عِطـراً     وتنشرُ في الــدنى أرجـاً زلالا

تـرانـــيــمُ الــــــمـلائــكِ وهـيَ جذلـى     وتـغـريـدُ الــثـغــورِ إذا تعالـى

تبـثّ الـــــــوحيَ فـي شفـتـيَّ شـــعـراً     وألحـانـــاً تــشـفُّ لهـا اختيـالا

فـــــــمــا غـنّــتْ طيــورُ الأيـــــكِ إلاّ     لتسكبَ مـن فضائِلها الخصالا

وما عطرتْ زهورُ الروضِ حُــســنــا     تعـبِّـقُ مـنـه أخيـلـــةً ثمـالـــى

وما بـزغــتْ خيــوطُ الـــــــفـجــرِ إلّا     ونورُ الـطهـرِ يكسـوها الجمالا

أيـا زهــراءُ يــا ألــــقَ الـــــــمعـانــي     ويــا فجــراً تبــلّجَ واسـتطـــالا

ويــا إشراقــةَ التـأريـــــخِ نـــــــالـــتْ     بهــا الأيـــامُ أو سـمـــةً تـــلالا

نشرتِ الهديَ في الآفــاقِ نــــــــــوراً     تسلسلَ في الزمانِ رؤىً جـذالا

ويــا نــــبـعـــاً تحـــفُّ بــــــــه ورودٌ     ويمــلأ كـــلَّ جادبـــةٍ ظــــلالا

ويـا اُمّــــاً لــــوالــدِهــا الــمـــــصـفَّى     وذا ســـرٌّ عرفـتِ بــه الـجلالا

حملتِ العبءَ مـن صغرٍ وناغـــــــتْ     علـى كفـيــكِ أنغــامٌ حُـبـــالــى

فتحـتِ القلــبَ إذ ضاقــتْ رحــــــابٌ     فــلا سهـلاً يـضمُّ ولا جـبــــالا

فرشتِ الكونَ فـي عينـيـهِ زهــــــــراً     وكنــتِ الاُمَّ تـمنحــه الـــــدلالا

فــلا عجــبٌ إذا غـــنّـــــــــتْ سمــاءٌ     تـرتِّــلُ مــن مناقـبِهــا مقـــــالا

فمــا خلــقَ الإلــهُ لــــــــــهــا مثيـــلاً     ومــا عـرفَ الـزمانُ لهـا مثـالا

وكمْ أنثـى تطـــــــــوفُ إلى المعالــي     وتسبقُ فـي مساعـيـها الرجــالا

يقــولُ الـــنــــاصبــيُّ نطقــتَ هجـراً     وذاكَ الـرافـضيُّ هــذى وغالـى

وجـــــــــرَّدَ مـن ضغـائـنِـه حســامــاً     وســدَّدَ حقــدَهُ الـغــاوي نبــــالا

تــــــخـبّــطَ فـي الظــلامِ عمىً وتيـهاً     وصـالَ بفكــرِه الخــاوي وجالا

وزمـجـــــــــرَ والغــرورُ لــه سـلاحٌ     ومــا عــرفَ القـراعَ ولا النزالا

وذنــــــــبــي أنّـــنـي أهــوى علـيّـــاً     وأنــي قــد عشـقـتُ بـه الكمـــالا

وســيـري فــــي هــدى القـرآنِ ذنبٌ     عظـيـــمٌ اســتحــقُّ بــه القـتـــالا

أإيــــــــمــانـــي وتـوحـيـدي وحبّــي     لآلِ البـيـتِ يجعـلـكــم خبـالـى؟!

ألــيــــسَ اللهٌ كـــــلّـلــهـــمْ بـــــتـــاجٍ     تقدَّسَ فـي الورى وعـلا وطــالا

فذي (القربى) وذي (الإنسان) تحكي     وذي (التطهير) تـتحفُـهــمْ نـوالا

أحاديــثُ الـــرســولِ غــدتْ تـوالـى     وأقوالُ الصحـابِ بــدتْ سِجــالا

أزيلــوا عـــــــن عيـونِكــمُ غشـاهــا     فــلا بــدراً تـــرونَ ولا هــــلالا

سأبــــقى مـا حيـيـتُ علـى هـداهـــمْ     وأنعــمُ فـي جحـيــمِ الحـبِّ بــالا

فـــلـــي وعــيٌّ يـــــــسـانــدُه دليـــلٌ     فـــلا شكّــاً أقــولُ ولا احتمـــالا

وإن سُـــدَّتْ دروبٌ فـــــي وجــــوهٍ     ولكــنَّ الـــحيــاةَ لمِـــن تـوالـــى

أيــا تـــــــفـاحــةَ الفــردوسِ مـــدّي     إلينــا المجــدَ نقـتـطــفُ الكمــالا

فقـد تـــــهنــا وأفــقُ البحــرِ صفــوٌ     ولــم يــدَعِ الضبــابُ لنــا مجـالا

فــــهبِّــي مـن نسيــمِ الخلــدِ روحــاً     لــــتـبـعــثَ مـا يعــزُّ لنــا منــالا (2)

..............................................................

1 ــ ترجمته وشعره عن:  ليلة عاشوراء في الحديث والأدب ص 389 ــ 393

2 ــ شبكة الفكر للكتب الألكترونية

2 ــ كتاب: للزهراء شذى الكلمات المؤلف: المكتبة الادبية المختصة ج 1 ص 68 ــ 69

المرفقات

كاتب : محمد طاهر الصفار