عِمامةُ موسى

أَرى كُـلَّ جـسـرٍ كـعـبـــــةً ومـــزارا      عِمامَةُ مـوسى قد كـسَـتْـهُ سِــتـارا

أَرى مِـنْ قـيـودٍ فـي الـنُّفوسِ تحَـرُّراً      أَرى مِنْ طَـوامـيرِ الظّلامِ نَـــهـارا

وهـذا الّـذي فـي الـسّـجـنِ مُـغلقُ بابُهُ      تـحَـوَّلَ بـابـاً مُـشْـرَعـاً لـلـحَـيـارى

غريبٌ قضى في السّجنِ سُبحانَ ربِّنا      على شرِّ طاغوتٍ يحوزُ انـتـصارا

يَـعِـنُّ خـيـالٌ مــن رصــافــةِ أَمـسِـنـا      فَيَعصِفُ في ذهني رؤىً وادّكــارا

تَـجَـلَّـيـتَ مـحـمـولاً أَمــامـي بـمـنظرٍ      يُعَصّرُ دمعي مِـنْ أَساهُ اعتـصـارا

أَأَنـتَ سـلـيـلُ الـمصطـفى وابنُ حيدرٍ      سَـمِـيُّ الّـذي قـد قـالَ آنَـسْتُ نــارا

بَـلـى آنَـسَـتْ كـفّاكَ أَغــلالَ حـقـدِهِـم      ومـا آنَـسَـتْ أَهـلَ الـودادِ وجــــارا

أَأنت الـمُـسَـجّـى والـنّـــداءُ يـسـومُـهُ      هَـوانـاً وأَعـظِـمْ بـالـهـــوانِ جَـهارا

طـبـيـبـاً أَرى لِابـنِ الـسّـوَيْـدِ مُـخَبِّراً      عـشـيـرَتُـهُ فَـلـتـأتِ تـــطـلـبُ ثــارا

وفي هذهِ الأثناءِ جـاشَـتْ لَـواعـجــي      ورَفـرَفَ لـلـطّـفِّ الـــفـؤادُ وطـارا

وذاكَ بِـلا وعـيٍ ودونَ تَـخَـيُّـــــــــرٍ      وهـل مـالكٌ في الحُبِّ قــلبي خِيارا

 وغـيـرُ الـهــوى قد قادَ قلبي لكربلا      فَشَجْوٌ هُنا قد دارَ فـي الـطّــفِّ دارا

وحـيـدٌ هُـنـا حـاكـى وحـيــداً بـغُربةٍ      وقـيـدٌ هُـنـا قـيـدُ الـسّبــايـا الأُسارى

وهـذا حَــشــاهُ بـالـسّـمـومِ تَـفَـتَّــتـت      وجَـدٌّ لـهُ بـالـسّـهـمِ صـارت نــثــارا

وسـاقٌ لـهُ رُضَّــتْ وقاسَت حديدَهُم      وصدرُ الهُدى بالخيلِ قاسى انكسارا

فـيـا بـابَ حــاجــاتٍ يـظـــلُّ بحاجةٍ      بـتـشــيـيـعِ جُــثــمــانٍ يُــلاقي وقارا

إلـيـك لـنـا حـاجـاتُ نرجو قضاءَها      وأَنــتَ الّـذي يـأبـى نَـداهُ اعــتـــذارا

تَـشَـفَّــع لـنا دُنيا وأُخرى أَبا الرّضا      تَـضَـرَّع لـمـوعـودٍ وعــنّــا تَــوارى

حسن الحاج عگلة ثجيل 

المرفقات

: حسن الحاج عكلة ثجيل