طالب البلاغي (توفي 1283هـ / 1866 م)
قال من قصيدة تبلغ (39) بيتاً في رثاء السيد حسن الخرسان المتوفى سنة 1265 هـ وفيها يتأسى بمصاب الإمام الحسين (عليه السلام)
وفي ذكرِ سبطِ المصطفى يوم (كربلا) تـهــونُ مــن الـدهـرِ العنيدِ مصائبُه
فـيـا لـغـريـبٍ قـد قـضى ضاميَ الحشا ويــا لـوحــيـدٍ شــطّ عــنــه أقـاربُـه
ويـا لـطـــريـــحٍ بـالـدمــاءِ مُـــرمَّــــلٍ بـنــاتُ عـــلـيٍّ والـبـتـولِ نــوادبُـــه (1)
الشاعر
الشيخ طالب بن عباس بن إبراهيم بن حسين بن عباس بن حسن بن عباس بن حسن بن محمد علي البلاغي، الربعي، النجفي (2) عالم كبير وفقيه وأديب وشاعر يعد من كبار علماء الحوزة العلمية الشريفة، ولد في النجف الأشرف من أسرة علمية عريقة ترك رجالاتها بصمات لا تمحى في تاريخ العراق الأدبي والعلمي والسياسي، وقد فصّلنا الحديث عن هذه الأسرة في ترجمة حفيد الشيخ طالب، الشيخ جواد بن حسن بن طالب البلاغي.
قالوا فيه:
قال السيد محسن الأمين: (وكان المترجم من تلاميذ صاحب الجواهر، قال حفيده الشيخ محمد جواد البلاغي فيما كتبه إلينا: كان معروفاً بالعلم والفضل والجلالة والورع والزهد والأخلاق الفاضلة وكان الشيخ محمد طه نجف يحدث بكرامة له بعد موته وكتبها استطرادا فيما كتبه في أحوال المرحوم الشيخ حسين نجف الكبير وقد جرت من بعض العلماء والأدباء من معاصري الشيخ طالب المذكور مساجلة في مدائحه والاطراء بفضله بموشحات وقصائد مطولة رأيتها في مجموعة ...) (3)
وقال السيد حسن الصدر: (عالم عامل فاضل فقيه أصولي من مشاهير علماء عصره، تخرج على الشيخ صاحب الجواهر، وكانت له أخوة مع الشيخ محمد حسن آل ياسين وكان يثني عليه ...) (4)
وقال الشيخ جعفر آل محبوبة: (كان من مشاهير أهل الفضل معروفا بالزهد والتقوى، ومن أهل الإيثار والكرامات وكان من الشعراء المجيدين وله مطارحات ومساجلات مع أدباء عصره وهو الذي كون الندوة الأدبية النجفية التي عرفت بالندوة البلاغية) (5)
وقال الأستاذ علي الخاقاني: (درس على أعلام عصره وتفوق في المقدمات على أخدانه وبرز على خلانه، وذاع صيته وانتشر فضله وأصبح ناديه كعبة للأدباء وأرباب الفضل، وعرف بين أصدقائه ومشاركيه في الفضيلة جمع من الأعلام منهم: السيد صالح القزويني البغدادي، والشيخ عبد الحسين محي الدين، والشيخ باقر الكاظمي، والشيخ إبراهيم صادق، والسيد كاظم بن أحمد الأمين العاملي، والشيخ موسى شريف محي الدين، والشيخ عباس ملا علي البغدادي، والشيخ صالح حجي الكبير، والشيخ أحمد البلاغي، والشيخ إبراهيم قفطان، والسيد محمد ابن معصوم القطيفي، وعبد الباقي العمري.
وكان هؤلاء يشكلون أعظم ندوة أدبية شهدها عصرهم فقد أكثروا من المساجلات والحلبات، ونهضوا بالأدب العربي في القرن الثالث عشر الهجري نهضة محسوسة ....
ثم يقول عن البلاغي: كان ذكي القلب حاد الذهن مرح النفس اجتماعيا لأبعد حد، وكان وجوده بين من ذكرنا وجود القطب أو العمد..) (6)
وقال عنه الشيخ عباس القمي: (عالم فاضل، فقيه أُصولي، من مشاهير علماء عصره، تخرّج على الشيخ محمّد حسن النجفي صاحب الجواهر، كان (رحمه الله) معروفاً بالتقوى والزهد والإيثار) (7)
وقال عنه الشيخ عبد الحسين شبستري: (من كبار علماء النجف الأشرف، وكان مجتهداً، جليل القدر، فقيهاً، اصولياً، أديباً، شاعراً معروفاً، حاد الذهن) (8)
وقال عنه الشيخ جعفر سبحاني: (كان فقيهاً إمامياً، أصولياً، عالماً ربانياً، من مشاهير رجال عصره وشعرائه المتقدمين) (9)
توفي الشيخ طالب البلاغي ودفن في النجف
شعره
قال من قصيدته التي قدمناها:
فإنـكمُ إن كــوكــبٌ غــابَ عــنــكــــــمُ بـدا كـوكـبُ تـأوي إلـيـهِ كـواكــبُـه
وفي ذكرِ سبطِ المصطفى يوم (كربلا) تـهــونُ مــن الـدهـرِ العنيدِ مصائبُه
فـيـا لـغـريـبٍ قـد قـضى ضاميَ الحشا ويــا لـوحــيـدٍ شــطّ عــنــه أقـاربُـه
ويـا لـطـــريـــحٍ بـالـدمــاءِ مُـــرمَّــــلٍ بـنــاتُ عـــلـيٍّ والـبـتـولِ نــوادبُـــه
ولـهـفـي عـلـى أنـصـارِهِ وحـــمـــاتِــهِ قضوا عطشاً والماءُ ساغتْ مشاربُه
ولهفي على الـنـسـوانِ حَسْرى ثـواكلاً يــجـاوبُـهـا وجـدُ الـحـشـا وتـجـاوبُه
وذا الموتُ لا يُـبـقـي من الناسِ واحداً وإنْ طـالَ عـمـرٌ مـنـه أو عزَّ جانـبُه
وإنَّ الـفـتـى مَـن قـدّمَ الــزادَ قــبــلــــه فـبـانـتْ لـه يـومَ الـمـعـادِ عــواقــبُـه
.................................................................................
1 ــ شعراء الغري ج 4 ص 425 ــ 427
2 ــ نفس المصدر ص 419
3 ــ أعيان الشيعة ج ٧ ص ٣٩٣
4 ــ تكملة أمل الآمل ج 1 ص 209 ــ 210
5 ــ ماضي النجف وحاضرها ج 2 ص 75
6 ــ شعراء الغري ج 4 ص 419
7 ــ الكنى والألقاب ج ٢ ص ٩٤
8 ــ مشاهير شعراء الشيعة بالرقم 470
9 ــ موسوعة طبقات الفقهاء ج 13 ص 315
كما ترجم له:
الشيخ محمد حرز الدين / معارف الرجال ج 2 ص 94
الشيخ أغا بزرك الطهراني / الكرام البررة ج 2 ص 676 ــ 678
محمد علي جعفر التميمي / مشهد الإمام أو مدينة النجف ج 2 ص 186 ــ ج 1 ص 91
محمد هادي الأميني / معجم رجال الفكر والأدب ج 1 ص 255
محمد علي التبريزي / ريحانة الأدب ج 1 ص 277 ــ 278
اترك تعليق