حصل معاون الامين العام للعتبة الحسينية المقدسة السيد أفضل الشامي، على الدكتوراه بتقدير (امتياز) من كلية الادارة والاقتصاد في جامعة كربلاء لتمكنه من اضافة بعد جديد ولأول مرة للابعاد الخاصة بقياس جودة الخدمة.
واشار الشامي في حوار اجراه معه الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة، كوننا نعمل بمؤسسة كبيرة جداً، وهذه المؤسسة تقدم خدمات واسعة ومتنوعة وفي الغالب تكون مجانية ومرتبطة بموضوع مقدس يتعلق بالعلم والأئمة الاطهار (عليهم السلام) وزوار مراقدهم المقدسة، نعتقد من الأهمية لكل العاملين أن يفكروا في كيفية تقديم خدمة جيدة ومتطورة، وهذا من اساسيات العمل في اي مكان يعمل به الإنسان، خصوصا إذا ارتبط العنوان بأهل البيت (عليهم السلام)، مبينا ان هنالك عدد كبير من الروايات تحث على خدمة زوار الإمام الحسين (عليه السلام)، لذا يكون من باب أولى على الإنسان الذي لديه بحثا أو اطروحة أو رسالة بأن يفكر كيف يقدم خدمة أفضل لهؤلاء الزائرين، موضحا ان هذا الامر يمثل محور الفكرة، حيث ذهبنا إلى أن نفكر كيف نعمل على تحسين جودة الخدمات المقدمة في العتبة الحسينية المقدسة من خلال الاتفاق مع الأساتذة وعمادة كلية الادارة والاقتصاد في جامعة كربلاء المقدسة فتم اختيار عنوانا للاطروحة (أثر التفكير الاستراتيجي على جودة الخدمة بالعتبات المقدسة من خلال التراصف الاستراتيجي).
ما هي المتغيرات التي عملتهم عليها من خلال الأطروحة؟عملنا على ثلاثة متغيرات، المتغير الأول هو التفكير الاستراتيجي، والمتغير الثاني التراصف الاستراتيجي، والمتغير الثالث المتغير الذي نريد أن نحققه هو الهدف، وهو جودة الخدمة في العتبات المقدسة، علما انه حتى عام (1985) كانت هناك (10) ابعاد، وبعد هذه الفترة تم تطوير هذه الابعاد وفق المنظور العلمي واصبحت (5) ابعاد فقط.
كيف عملتهم بالجانب العملي للأطروحة؟عندما نتحدث ونقول تقديم خدمة للزائر، هنا نحتاج الى أبعاد حقيقية، لذا أصبح الشغل في الاطروحة وهو الاهم كيف نلبي رغبة الزائر، فعملنا بذات الاسلوب الذي عمل عليه الباحثين عام (1985)، من خلال مقابلة المستفيدين من الخدمة ومقدمي الخدمة من إدارات العتبات المقدسة وقدمنا استمارات معينة لعدد من ادارات العتبات المقدسة، ثم التقينا بمجاميع من الزائرين، وهناك عدد من الفضلاء من أساتذة العلم وأساتذة من الجامعات، كما التقينا بعدد من الزوار من داخل مدينة كربلاء وخارجها، ووجدنا بأن اجوبة الزوار أشرت على قضية مهمة وهي تلبية رغبة الزائر عند العتبات المقدسة، حيث أن الزائرين القادمين يبحثون عن راحة البال والاستقرار النفسي، وبعض الأمور الأخرى، حتى وصلنا إلى قناعة بمجموعة من الأمور، اهمها أن الزائر عندما يأتي إلى العتبات المقدسة يريد أن يشبع الجانب الروحي للجسد، لذا اضفنا بعدا جديدا لجودة الخدمة أطلقت عليه (البعد والجانب الروحي).
كيف تحققتم علميا من اضافة هذا البعد الجديد؟طبعا حتى يزداد الاطمئنان لما قمنا به من اضافة هذا البعد، ذهبنا إلى زوار العتبة وليس فقط من العراق، بل من خارجه، حيث اعددنا استبانة تضم (8) أسئلة، ونشرناها في الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة لمدة أكثر من شهر، واخذنا منها اجابات لأكثر من (1325) شخص، من (33) دولة، وكانت اجاباتهم على هذه الأسئلة تؤكد باتجاه واحد مهم يجب أن يتوفر حتى نقول بأننا قدمنا خدمة فعالة وهي البعد الروحي، لذا تمكنا من الوصول الى (6) أبعاد من أصل (5) ابعاد كان معمول بها سابقا، وبعد عدة تحليلات علمية واستكشافية وصلنا إلى هذه النتائج، واخذنا اراء مجموعة من الاساتذة والخبراء بشأن هذه الإضافة الجديدة، وايدوا الموضوع طبعا بالأسلوب العلمي وبعدها توجهنا إلى الجانب الإحصائي، وصحة هذه الفقرات وأصبح لدينا (6) أبعاد في جودة الخدمة وكان البعد الروحي هو السادس الذي كان نتاجا لعملنا في هذه الاطروحة.
هل التوصيات التي خرجت بها الاطروحة قابلة للتنفيذ على ارض الواقع في العتبة الحسينية المقدسة او العتبات المقدسة الاخرى؟التوصيات نأمل بأن يتم العمل بها وتطبيقها في العتبة الحسينية المقدسة لأنها ليست بالصعبة.
البعد السادس الذي نتج عن هذه الأطروحة هل سيعتمد من قبل الجامعات العراقية مستقبلا كأساس في الدراسات المماثلة؟أن البعد السادس والذي تم اعتماده من قبل اساتذة لجنة المناقشة وأعطيت الاطروحة على اساسه درجة (امتياز)، طبعا من قبل أساتذة مختصين في الاستراتيجية وعلم الإدارة، المفروض أن يعتمد ويتم تداوله في الاروقة العلمية باعتبار أن الأطروحة خرجت ببعد جديد يضاف إلى أبعاد جودة الخدمة.
ماهو القادم بإذن الله بخصوص هذه الأطروحة؟طبعا سنأخذ هذا البحث ونترجمه وننشره في بعض المجلات الرصينة، بعد أن يتم تطويره وتحويله ليشمل بعض الكنائس، أعتقد أن هذا المقياس سيعمل ليس فقط على العتبات المقدسة بل حتى الإمكان غير الدينية، وغير الإسلامية، حيث أن إشباع الجانب الروحي شيء في غاية الاهمية، وبالنتيجة فإن الاطروحة استطاعت أن تضيف شيئا جديدا للعلم والحمد لله.
حاوره: فارس الشريفي، قيس محمد النجار
الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة
اترك تعليق