سليمان الكبير (1141 ــ 1211 هــ / 1729 ــ 1797 م)
قال من قصيدة في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (42) بيتاً:
قيل: ذي (كربلا) فقال بشجوٍ: يـا لـقـومي بها أريحوا ركابي
إنّـمـا هــذهِ لـنـا أرضُ كــربٍ وبـلاءٍ ومــحــنـةٍ واكــتــئــابِ
فارحلوا إنني مـقـيـمٌ على المـ ــوتِ رجاءً لنيلِ حسنِ الثوابِ (1)
وقال في رثاء الإمام الحسين من قصيدة تبلغ (59) بيتاً:
لهفي عليكَ وأنتَ عارٍ في العرا في (كربلا) حـرَّ الصخورِ تُوسَّدُ
لـــــهفي عليكَ وأنتَ فردٌ واقفٌ بين الألـــــوفِ وليسَ فيهم مسعدُ
ظامٍ ذبــــــيحٍ يا حسينَ مِن القفا والصدرُ مرضوضٌ وأنتَ مُجرَّدُ (2)
وقال من قصيدة في رثاء أصحاب الكساء (عليهم السلام) تبلغ (75) بيتاً:
صدورُ العلا أمستْ بعرصةِ (كربلا) تُرضُّ بركضِ العادياتِ صدورُها
عطـاشى تـبـلُّ الـسـمـرُ حـرَّ أوامِـهـا ومن حـولِها فاضت فراتاً بحورُها
أيا عـصـبـةً خـانـتْ عـهـودَ نـذيــرِها بـمَنْ فـي كـتـابِ اللهِ تُوفى نذورُها (3)
وقال من أخرى تبلغ (52) بيتاً:
لهفي لبدرِ عُلا ثوى في (كربلا) ولصدرِ علمٍ بالسنابكِ رُضِّضَا
لهفـي لرأسِ الدينِ من فوقِ القنا يـتـلـو الـكـتـابَ كـأنّه قمرٌ أضا
لهفي عـلـى سـبـطِ الـنبيِّ مُرمَّلاً أمرَ ابنُ سعدٍ خـيـلَه أن تركُضا (4)
ومنها:
لـهـفـي عـلـى ظعنِ النبيِّ أناخَه في (كـربـلا) وإلـى يـزيـدٍ قُوِّضا
لـهـفـي عـلـى نـسـوانِـهِ وبـنـاتِهِ قرحى الجفونِ عيونُها لن تغمضا
لهفي لهنَّ يبتنَ من عظمِ الأسى وقلوبُها تُـطوى على جمرِ الغضا
وقال من أخرى تبلغ (67) بيتاً:
وتجرَّعُوا غَصصِ الكروبِ بـ (كربلا) وبغيرِ سفكِ دمـائِهمْ لمْ تجرعِ
قـطـعـوا طـريـقَ الـحـتـفِ يـومَ نـزالِهم وبـغـيرِ قطعِ رقابِهم لمْ تقطعِ
رفـعـوا بـرفـعِ رؤوسِـهـمْ ديـنَ الـهـدى وبغيرِ رفعِ رؤوسِهم لمْ يرفعِ (5)
ومنها:
يا (كربلا) كم لي بيومِكِ لوعةٌ حـــطبتْ لوقدِ زفيرِ قلبيَ أضلعي
للهِ كم لي فــــي عراصِكِ وقفةٌ حكمتْ على عيني بفيضِ الأدمعِ
كم مهجةٍ لمحـــــمدٍ سُفكتْ بها فــوقَ الوهادِ وفوقَ تلكَ الأجرعِ
ومنها:
وا طـولَ نـدبي للقتيلِ بـ (كربلا) وا عظم كربي للعليلِ المفجعِ
همْ أورثوا قلبيْ ضرامَ الوجدِ أن أتـنـفّـسَ الـصـعدا عليهمْ يلذعِ
يـا جـدّ مـا والله يُــبــردُ غُــلّـتـي نظمُ القريضِ ولا نثارُ الأدمعِ
وقال من قصيدة تبلغ (75) بيتاً:
يا يومَ عاشورا ووقعة (كربلا) أورثـتـمـا قـلـبـي الكروبَ بلِ البلا
فـزمـانُ ذلـكَ طـالَ فـيه تأسُّفي ومـكـانُ تـلـكَ دمـاءَ جـفـنـيَ أسبلا
حـزنـاً لـسـبـطِ مـحـمـدٍ وحبيبِهِ وابنِ الوصيِّ وذي المفاخرِ والعُلا (6)
ومنها:
فهناكَ قالَ لخيرِ صحبٍ ما اسمُها ؟ وهوَ الخبيرُ بها فقالوا: (كربلا)
قـال: انــزلـوا هـذا مـنـاخُ ركــابِـنـا ومـنـاخُ نـسـوتِـنا الحواسرِ ثكّلا
إني أرى نـحـرَ الـنحورِ على ظمى فـيـهـا وأعـنـاقَ الأكـارمِ تُـختلى
ومنها:
ويُسقن في ذلِّ السِّبا ورقابُها تُلوى لكافِلِها القتيلِ بـ (كربلا)
بـأبـي قـتـيـلٌ قـد بـكاهُ محمدٌ وبكـتـه سـكّانُ السماواتِ العُلا
بأبي بدورُ التمِّ لمّا أن هوتْ أمـسـتْ بأرضِ الغاضريةِ أفّلا
وقال أيضاً من قصيدة في مدح أمير المؤمنين ورثاء الإمام الحسين (عليهما السلام) تبلغ (80) بيتاً:
ما كنتَ تصنعُ والحسينُ بـ (كربلا) غرضٌ تناهبُـه ظباً وسهامُ
روَّى غـلـيـلَ الـكـفـرِ فـيـضُ دمائِهِ وشـفـا بـه حـقـداً خبته لئامُ
فـي فـتـيـةٍ غُـرٍّ مــيــامــيــنٍ بــهـمْ يُجبى أثيلُ المجدِ والأحلامُ (7)
وقال من قصيدة في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (30) بيتاً:
آلُ النبيِّ بـ (كربلا) قد غُـودِروا صَـرعـى بـكـلِّ مُـثقّفٍ ويَمانِ
من مُـخـبـرِ الـهـادي بـأن سليلَه حشدت عليه عصائبُ العدوانِ
فقدَ الـنـصـيـرَ سوى بقيةِ أسـرةٍ شَـرَتِ الـخـلودَ ببذلِ عمرٍ فانِ (8)
وقال في رثاء الزهراء والإمام الحسين (صلوات الله عليهما) تبلغ (46) بيتاً:
وا لهفتاه على النساءِ بـ (كربلا) يومَ الـحـسـيـنِ ويـومَ جدَّ بها النوى
كـم يـسـتـغـثـنَ بـجـدهـنَّ وقلبُه من أجلهنَّ على المصابِ قد انطوى
ويـقـلـنَ: يا شـرَّ الـخليقةِ راقبوا فينا النبيَّ ومن على العرشِ استوى (9)
الشاعر
السيد سليمان بن داود بن حيدر (الشرع) ابن أحمد (المزيدي) ابن محمود بن شهاب بن علي بن محمد بن عبد الله بن أبي القاسم بن أبي البركات بن القاسم بن علي بن شكر بن أبي محمد الحسن بن أحمد بن أبي الحسن علي بن محمد بن عمر بن يحيى بن الحسين بن زيد بن الإمام زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) (10)
لُقِّبَ بالكبير تمييزاً عن حفيده السيد سليمان الصغير والد السيد حيدر الحلي، كما لقب بالحكيم لاشتهاره بالطب، ويسمى أيضاً بالمزيدي نسبة إلى قرية المزيدية في الحلة وكان جده الأعلى أحمد يعرف بالمزيدي لأنه يسكن قرية المزيدية المنسوبة لآل مزيد أمراء الحلة (11)
ولد السيد سليمان في النجف الأشرف من أسرة علمية عريقة لها سجل حافل في مضماري العلم والأدب فجدّه السيد حيدر لقب بـ (الشرع) لأنه كان مرجعاً متصدِّياً للأمور الشرعية في مدينته، كما كان والد السيد حيدر عالماً دينياً كبيراً وله قبر يُزار في الحلة يسمى بقبر (السيد أحمد المزيدي) (12) وتسمّى هذه الأسرة الشريفة أيضاً بـ (آل شهاب) نسبة إلى جد الأسرة السيد شهاب بن علي (13)
درس السيد سليمان الكبير في النجف علوم العربية والفقه، لكنه زاد عليها الطب وبرع فيه حتى لقب بـ (الحكيم)، ثم غادر النجف إلى الحلة عام (1175هـ)، (فكان أشهر أعلامها علماً وأدباً وتقوى وكرماً لا تصدر إلا عن رأيه ولا تفزع في مهماتها إلا إليه) (14)
وكان لوجوده في الحلة أثر كبير في إعادة الروح العلمية والثقافية لتلك المدينة التي تدهورت فيها الحياة الثقافية، وأسدل الستار على قرون مضيئة بالعلم والأدب. فقد تحوّلت داره إلى مدرسة وملتقى لطلاب العلم والأدب والعلماء والأدباء، فكان من أبرز روّاد هذه المدرسة الشيخ أحمد النحوي، والشيخ درويش التميمي، وابن الخلفة، والسيد صادق الفحام، والسيد شريف بن فلاح الكاظمي وغيرهم، إضافة إلى إغاثته المرضى القادمين من القرى والأرياف وهو يمارس مهنته الإنسانية الطب.
كوّن السيد سليمان في الحلة أسرة سجلت في تاريخ الحلة والعراق أروع الصفحات المشرقة في الميادين العلمية والأدبية والسياسية، وكان لها دور كبير ومؤثر على الواقع الاجتماعي والثقافي والسياسي، فقد نهج أبناؤه منهجه وتوارثوا عنه علمه وشعره فكانت أسرة علمية أدبية بامتياز.
يقول الشيخ محمد علي اليعقوبي: (اتقن ـ أي السيد سليمان ـ العلوم وبرع في الطب والأدب وصنّف بكلِّ علمٍ وفنٍّ كتاباً) (15)
وذكر الأستاذ محمد الخليلي: (إن دار السيد سليمان كان يعدّها الحلّيون آنذاك مدرسة يُحجُّ إليها من مختلف القرى والأرياف..، كما يصف السيد سليمان بأنه: من مؤسسي دولة الأدب في الحلة) ووصف أسرته بـ (مؤسسي نهضة الحلة الأدبية في القرن الثالث عشر) (16)
وقال عنه الشيخ محمد هادي الأميني: (عالم فاضل طبيب جليل أديب متتبع ولد في النجف وتتلمذ على العلماء والفضلاء وصنف في كل فن وكان عالماً بعلمي الأديان والأبدان نقياً كريماً طريفاً أديباً يرتجل الشعر ارتجالاً...) (17)
وقال عنه السماوي: (كان فاضلا مشاركا في العلوم..) (18)
وكان للسيد سليمان أربعة أولاد أكبرهم السيد حسين الذي كان ملازماً لوالده وورث عنه مهنته إضافة إلى مكانته العلمية والأدبية والاجتماعية، فقد كانت له هيبة وجلالة عند حكام الحلة وولاة بغداد العثمانيين، وقد لُقّب بالحكيم كوالده، ولقمان عصره، ومحيي الموتى لعلاجه الحالات المستعصية والميؤوس منها فـنهض بزعامة الأسرة بعد أبيه، وللسيد حسين قصيدة في ديوانه وثّق فيها الغزو الوهابي على كربلاء وكان فيها شاهد عيان يقول عنها الباحث محمد حسن علي مجيد: (ومن الغريب أننا لم نظفر من الشعر الحلي في الحوادث الوهابية سوى قصيدة واحدة للشاعر السيد حسين بن السيد سليمان الكبير). (19)
أما ثاني أولاد السيد سليمان فهو داود الذي وصفته المصادر بأنه كان: (فقيهاً عابداً صالحاً أديباً)، (20) وقد ألّف داود كتاباً عن سيرة النبي والأئمة المعصومين (عليهم السلام) وختمه بسيرة أبيه، وله ديوان أيضاً، وكان من أعلام هذه الأسرة ابنه السيد سليمان الصغير، والد السيد حيدر الحلي، والسيد عبد المطلب بن داود بن مهدي بن سليمان الكبير، والسيد مهدي بن داود بن سليمان الكبير صاحب كتاب (مصباح الأدب الزاهر) والذي افتتح مدرسة يقيم فيها الصلاة والتدريس، وأبرز أعلام هذه الأسرة هو السيد حيدر الحلي.
فلا تزال هذه الأسرة عيناً تتفرّع منه ينابيع الشعراء، فكان من فرع السيد حيدر ابنه السيد حسين ثم السيد عباس بن السيد حسين، ومن فرع أخيه داود السيد علي والسيد عبد المطلب، وقد عدّ الشيخ محمد علي اليعقوبي في البابليات أربعة عشر شاعراً من أعلام هذه الأسرة وأورد نماذج كثيرة من شعرهم.
ولم يقتصر نشاط هذه الأسرة وإنجازاتها على الميادين العلمية والأدبية، فقد كان لها دورها السياسي في مقاومة الإحتلال العثماني الظالم، والذي تخطى حدود القصائد والخطب ليصل إلى المواجهة، فقد تعرّضت دور آل سليمان إلى الحرق والنهب عدة مرات على يد العثمانيين، وضاع بسبب ذلك الكثير من الثروة الأدبية والعلمية لهذه الأسرة بعد قيام السيد عبد الله بن السيد سليمان الكبير بقتل حاكم الحلة العثماني المستبد، فقتل عبد الله غدراً، كما قاد أخوه السيد علي بن سليمان انتفاضة أهل الحلة المناهضة للعثمانيين والتي انتهت بإعدامه مع مجموعة من الثوار وقطع رؤوسهم وإرسالها إلى داود باشا في بغداد، ونتيجة لهذه الأعمال هدمت دور آل سليمان أكثر من مرة ونهبت محتوياتها وأحرقت فضاع وأتلف أغلب نتاج هذه الأسرة العلمي والأدبي وهناك الكثير من الأحداث المتشعبة التي جرت لهذه الأسرة والتي نادراً ما يجود الزمان بمثلها تركناها خشية الإطالة. (21)
توفي السيد سليمان في الحلة وحمل جثمانه إلى النجف في موكب مهيب وصلى عليه إمام الطائفة يومئذ السيد محمد مهدي بحر العلوم ودفن هناك وقد رثاه كبار الشعراء في ذلك الوقت منهم: الشيخ محمد علي الأعسم، والشيخ يونس بن الشيخ خضر، والشيخ حسن نصار، ومحمد بن اسماعيل المعروف بـ (ابن الخلفة)، والشيخ مسلم بن عقيل الجصاني، والشيخ محمد رضا النحوي وغيرهم. (22)
شعره
بلغت قصائد ديوانه (33) قصيدة في (1906) كلها في مدح ورثاء أهل البيت (عليهم السلام)
قال من قصيدة في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (68) بيتاً:
يـا ســيِّــداً ثُــلــتْ بــــيـــومِ مُــصــابِـهِ أركــانُ ديــنِ اللهِ عـنـدَ نُــعـــائِــهِ
يا سـيِّـد الـشـهـداءِ يا ابـنَ الـمُـرتـضـى يـا بـدرَ تـمٍّ غـابَ غِـبَّ ضــيــائهِ
أتـمـوتُ مـمـنـوعَ الــفــراتِ وتـغـتـدي وحـشُ الـفـلا ريَّـانـة مـن مـائــهِ؟
هـل يـعـلـمُ الـمجدُ المـنـيفُ بمنْ هـوى بـمــحـرمٍ وثـوى بـكـربِ بــلائــهِ
هــل يــعــلــمُ الإسـلامُ مـن هـوَ فـاقــدٌ يومَ الـطـفـوفِ؟ لـيـبكِ أهلُ ولائـهِ
ويــلاهُ مــن رزءٍ أقــامَ بــمــهـجــةِ الـ ـهادي ضـنى والـهــفـتـا لـضيـائـهِ
لـهـفـي لـقـد نــحــرتْ ســيـوفُ أمـيـةٍ نـحـراً تُــقـبِّـل فـي تــقىً لـنــقـائــهِ
لـهــفـي لــقــد رَضَّــتْ خـيــولُ أمـيـةٍ صـدراً تُـديـنُ ذوي الـعـلا لـعلائـهِ
تـلـكَ الـمـصـاعبُ في الطفوفِ تذللتْ وجـبـالُ حــلـمٍ دُكــدكـتْ بـفــنــائـهِ
لـهـفـي عـلـى آســادِ حربٍ صُـرِّعـتْ وتـجرَّعـتْ كـأسَ الــردى لـوقـائـهِ
أنـسـاكَ؟ يـا لـيـثـاً يــرى مُـرَّ الــرَّدى يـومَ الـكـريـهـةِ شـــهـدةً لــشــفـائـهِ
أسـدٌ يـرى الإدبــارَ عــاراً حــيــثــمـا دارتْ كؤوسُ الحربِ في نصـرائهِ
أفـدي الــوحــيــدَ ومـــالـهُ من نـاصرٍ مـن لـي بـحـسـنِ فــدائـهِ ووقــائــهِ
فـاغــتــالـه ســهـمُ الــردى مـتـشــعِّبـاً في القلبِ غارَ فغاصَ في أحشــائهِ
فـهـوى الـجـوادُ عـن الـجـوادِ مـكـبِّراً فـهـوى أثـيـلُ الـمـجـدِ فـي أهـوائـهِ
فـلــيـبـكِ لـلإيــمـانِ مـن هـو مـؤمــنٌ ولـيــنــعَ للإسـلامِ يــومَ عـــزائــــهِ
فغدا الحِصَانُ إلى الـحَصَانِ وسـرجُـه مُــتــنــكِّــسٌ يـنـعـاهُ عـنـدَ نـســائـهِ
لـم أنـسَ زيـنـبَ إذ تـقـولُ بــحــرقـــةٍ أأخـيَّ يـا مـن قد قـضـى بـظـمـائهِ
يـا بـدرَنا ووريــتَ بــعـــدكَ مــالــنــا بـدرٌ فــيــهــديــنـا بــنـورِ سـنــائـهِ
يـا كـهـفـنـا ولــقــد هـويــتَ فـمـالـنــا كـهـفٌ نـلـوذُ ونـحتـمـي بـحـمــائـهِ
يـا واحـدي كـنـت الـمُـعـدَّ لـشـــدتــي وشـفـاءَ قــلــبـي عـنـد فـقـدِ دوائــهِ
أأخـي كـيـفَ الـدمـعُ يـبــــردُ غُـلَّـتـي والـقـلـبُ مـحـتــرقٌ بـنـارِ عــزائـهِ
يـا لـيـثَ غـابٍ غـابَ غِـبَّ فـــراسـةٍ أشــبــالــه صــرعـى إلـى أعــدائـهِ
أبـنـاتُ بـيـتِ الـوحـي تُسبى حُـــسَّراً يـلـطـمـنَ فـي جـزعٍ عـلـى أبـنـائـهِ
يُـسـرى بـهـم أسـرى ورأسُ إمـامِهم فـوقَ الـسـنـانِ أمـامَ ظـعـنِ نـســائهِ (23)
وقال من قصيدة في مدح أمير المؤمنين (عليه السلام) تبلغ (81) بيتاً:
فـلا فـضـلَ إلا وهــوَ فـيـه مـقـــدَّمٌ فـتـأخـيـرُه فـي الـعـقـلِ أشـنـا الـغرائبِ
أمن كانَ مفضولاً كمنْ كان فاضلاً سـواءٌ وذو عـيـبٍ كـخـالـي الـمـعـائـبِ
فيا شـنـعـة عـمـيـاء تـاهَ بـصـيـرُها مـنـاقــبــه قــد عُـــودلـــت بــمـثــالــبِ
لـقـد نـهـجـت نـهجَ الضلالِ بـغيِّها وقـد بـدّلـت أسـدَ الـوغـى بـالــثــعــالـبِ
متى كنت يا نفس الرسول مؤخّراً عن الرتبة القصوى وعالي المناصبِ ؟
إذا كــنــتَ أيــامَ الـنـبـيِّ مــقـدَّمــاً فـمـن بـعـده أولـى بــأعـلـى الـمراتبِ ؟ (24)
ومنها:
لـقـد أوجـــبــتْ آيُ الـكـتـابِ ودادَهــم وودُّ سـواهـمْ لـو زكـا غـير واجبِ
بــهــمْ مـــن عـــلــــيٍّ آيــــةُ اللهِ آيـــة سمتْ بهمُ في الفخرِ أعلى المراتبِ
هـوَ الـعـروةُ الوثقى حوى أيَّ عصمةٍ هوَ الآيـةُ الكبرى رقى أيَّ غاربِ؟
فـلـو لـم يـكـن خـيـرَ الـورى وإمـامَـها لـمـا جـازَ أن يـرقى خيارَ المناكبِ
ولـو لـم يـكـن سـيـفَ الـنـبـوَّةِ لـم تـقـم لـهـا حـجَّـة مـن بـيـنِ تلكَ المذاهبِ
ولـو لـم يــكــنْ يـومَ الـغـديـرِ مـؤمَّـراً لـتـفـسـيـرِ (بـلّغ) كان ليسَ بصائبِ
ولـو لـم تُـفـسَّـر فـيـه (أكـمـلتُ دينكم) لـعـابَ عـلـيـنـا قـولـنـا كـلُّ عــائبِ
ولـو لـم يـكنْ مولى الورى مثل حيدرٍ (فـمـا هـو إلا حــجَّـة لـلـنـواصـبِ)
إذا قلتُ: نفسُ المصطفى كنتُ صـادقاً وإن قـلـتُ: عـيـنُ اللهِ لـستُ بكاذبِ
فـإن أطــمــعَ الأقــوامُ مــدحَ ســواكـمُ فـمـدحكَ في الدارينِ أوفى مكاسبي
أتـــخـشـى سـلـيـمـانٌ وجـدُّكّ حــيــدرٌ لـه الـعـزمـةُ الـكـبـرى بكلِّ النوائبِ
سروركَ يـضـحـى بالمنى غيـر ذاهبٍ وحـزنُـكَ يـمـسـي بالـهـنا غير آئبِ
فــصــلـى عــلــيــهِ اللهُ مـا ذرَّ شــارقٌ وما أرضعتْ روضاً ثديُّ السحائبِ
وقال من قصيدة في مدح أمير المؤمنين ورثاء الإمام الحسين (عليهما السلام) تبلغ (83) بيتاً:
بناتُ المصطفى أمستْ حيارى سَهارى بـعـد سبيٍ واستلابِ
ورأسُ رئيسها في الرمحِ يتـلو أمـامَ الـركـبِ آيـاتِ الـكـتـابِ
فوا لهفا لذاك الشـيبِ أضـحـى يعوَّضُ بالدماءِ عن الخضابِ
ألا أيـنَ الـرسولُ يـرى يـزيـداً سليلَ الشركِ يقـرعُ خيرَ نابِ
تـمـثّـلَ نـادبـاً أرجــاسَ حربٍ طـروبـاً فـي مجـاوبةِ الغـرابِ
ألا يــا لـيـتَ أشـيـاخـي بـبـدرٍ لذي الثاراتِ قد شهدوا طلابي (25)
وقال في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) من قصيدة تبلغ (84) بيتاً:
تقلّبه المواضـــــي وهوَ ثاوٍ غـــــــريبٌ لهف قلبي للغريبِ
فلا كــــــــــــفٌّ تقلّبه برفقٍ سوى وطءٍ من الجردِ الجنوبِ
تـــعرّى بالعرى فكساهُ ثوباً صعيدُ التربِ مِن نسجِ الجنوبِ
سليباً قد كسا الأحشاءَ وقداً فوا حزني على الكاسي السليبِ (26)
وقال من قصيدته التي تبلغ (42) بيتاً وقد قدمناها:
فـارحـلـوا إنـنـي مـقـيـمٌ عـلـى الــمـو تِ رجـاءً لـنـيلِ حـسـنِ الـثـوابِ
فـأجــابـوه: لا ومـــنْ قــد حــبـــاكــم بـمـديـحٍ أتـى بـنــصِ الـكـــتــابِ
لا رجــعـنـا وأنـت فــردٌ أحـــاطــتْ بـكَ أهـلُ الــضــلالِ والارتـيـابِ
أفــنــلـوي خـوفَ الـحـتـوفِ عـنـانـاً كيـف تخشى الأسـودُ نبحَ الكلابِ
فـانـثـنـوا للـهـيـاجِ وامـتـطـوا الـخـيـ ــلَ لدى الروعِ كالأسودِ الغضابِ
أوردوا السمرَ من صـدورِ الأعادي وأبـاحـوا الـسـيـوفَ هـبرَ الرقابِ
وأبـادوا لولا الـقـضا عصبـةَ الـشـر كِ بـحـربٍ عــقـيــمـةِ الأعــقــابِ
وقال في رثاء الزهراء (عليها السلام) من قصيدة تبلغ (59) بيتاً:
يــــا دارَ أحمدَ والوصيّ وفاطمٍ حاشاكِ من ضيمٍ بجورِ بغاتِها
ما كـنتَ تصنعُ يا رسولَ اللهِ لو شــاهدتَ فاطمةً بظلمِ طغاتِها
مُنعتْ من الميراثِ ظلماً بعدما غُصبت فريضتُها ودُعَّ هباتِها
إذ أبطلوا الدعوى وشُقّ كتابُها من بــــعدِ ردِّ شهودِها وثباتِها (27)
وقال من قصيدة في أمير المؤمنين (عليه السلام) تبلغ (76) بيتاً وهي خالية من حرف الألف:
هو سيفُ دولتِه ومـــــــعجزُه ومَن في يومِ خيـبرَ غيرُه لم ينصرِ
وبيومِ بدرٍ ليسَ يُنكرُ فــــــــــــعلُه وبـــــيومِ صفِّينٍ ووقعةِ خيبرِ
مَن قدَّ مرحبَ يـــــــومَ خيبرَ سيفُه نصفيـــــــنِ بعدَ تجبُّرٍ وتكبُّرِ
سَل عنه شـــــيبةَ كيفَ صيَّرَ شلوَه للوحشِ بعـــد تضمُّخٍ وتعطرِ
مَن مرحبٌ؟ مَن شيبةٌ؟ مَن طلحةٌ؟ مَن نجلُ ودٍّ بلْ وصولةُ عنترِ
هل يمتري منه فضيلة مــــــوقفٍ بحروبِه بل هـــل عدوٌ يمتري
وبمحكمٍ نزلتْ فسلْ مَن يرتضـــي هل في حنينٍ مَن يدبُّ كحيدرِ
هوَ زوجُ بضعتِه وعـــــــيبةُ علمِه وخليفةٌ في شـــــرعِه لم يعثرِ (28)
وقال من أخرى فيه (صلوات الله عليه) تبلغ (58) بيتاً خالية من النقطة:
إمامُ الورى طرَّاً وروحُ مــــــحمدٍ له طهرُه طهرٌ له سدرُه سدرُ
وواللهِ ما عاداهُ إلّا عــــــــــــــدوُه ولا ودَّه إلا امــــرؤ عالمٌ حرُّ
ومودعُ عـــــــــلمِ اللهِ حاكمُ وعـدِهِ علاهُ على هامِ العلاءِ له وكرُ
هوَ الدارُ دارُ العلمِ والحلمِ والهدى وأحمدُها ســورٌ وأولادُه كسرُ
وســــــــــــدَّدَ حكمَ اللهِ حدُّ حسامِهِ ولا ملكٌ إلّا أطـــــاعَ ولا دهرُ (29)
وقال من قصيدته في رثاء أصحاب الكساء (عليهم السلام) التي تبلغ (75) بيتاً وقد قدمناها ومنها في التوسل بالإمام المهدي المنتظر (عجل الله فرجه الشريف):
فأنتَ لها يا مُـدركاً ثأر ما مضى ومـنـتـقــمٌ مـنـهـا وأنـت مـثـيــرُهـا
ألا أيها الـموـتورُ عجِّل بثأر من بـفـقـدِ أبـيـهـا غـابَ عـنها سرورُها
وإن قـتـيـلَ الـطـفِّ يـا ثـائـراً به مـصـيـبـتـه الـكبرى أقـامتْ ثبورُها
فيا حـــاملاً أعـبـاءهـا عجلنْ لها برايــاتِكَ الـمحيـي الرميمَ ظهورُها
أبا الـقـاسـمِ الـمـهـدي وثبـة ثائرٍ بثــارات قـتـلى بالطفـوفِ تـثـيـرُهـا
عسى ولعلَّ الـوجـد يطفى بدولةٍ لها الخضرُ خدنٌ والمسيحُ وزيـرُها
وقال من قصيدة في أهل البيت (عليهم السلام) تبلغ (45) بيتاً ومنها في يوم الغدير:
أرأيتَ لـــــــمَّا أحمدٌ أمرَ الوصيةِ قد ذكرْ
مِن بعـــدِ خمٍّ قال ذا إمـــــامكم قلتمْ هجرْ
إذ قـــالَ بعدي حيدرٌ خيرُ البرايا والبشرْ
وهوَ الإمامُ المجتبى ومَن أبـى قولي كفرْ (30)
وقال من قصيدة في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (75) بيتاً:
يا عـيـنَ مـقـروحِ الـفــؤادِ تـفـجَّـري بـدمٍ ويــا قـلـبَ الـشـجــيِّ تــفـطّـرِ
لـمـصـابِ ســبـطِ محـمـدٍ وحـبـيـبـهِ وابنَ الـبـتـولِ أخـي المـزكّى شُبَّـرِ
لا رزءَ لا والله يــــــعــــــدلُ رزءَه كلا ولا خـطـــبٌ كـذلـك يـعـتــري
رزءٌ يـجـلُّ عـن الـبكـاءِ وإن جرتْ مـنـه الـعـيـونِ لـه بــدمــعٍ أحـمــرِ
رزءٌ إذا قُـتـلَ الـحـزيــنُ بــه أســىً وتـفـجُّــعــاً وتــوجُّــعــاً لـم يُـعــذرِ
رزءٌ به احـتـرقـتْ حـشـاشـةُ أحـمـدٍ وتـمـزَّقـتْ جـزعـاً حشـاشةُ حيـدرِ
رزءٌ به شـبَّــــــت بـمــهـجـةِ فـاطـمٍ نـارُ وأضـرمَـهـا بـمـهـجـةِ جـعـفرِ
رزءٌ به بـكـتِ الـسـمــــاءُ دمـاً ومـا وفـتِ الـسـمـاءُ لـه إذا لــم تُـفــطـر
رزءٌ به الإسلامُ أضحى في الورى غرضـاً لـنـهـبـةِ فـاجـرٍ أو مفتـري
رزءٌ به الـشـمـسُ الـمـنـيـرةُ بـعدما كـسـفـتْ لـقـد بـرزتْ بـلـونٍ أكــدرِ
رزءٌ به جبريلُ أضحى في الـسَّـمـا شـجـواً بـصــوتِ مـفـجَّـع مـتـحسِّرِ (31)
ومنها:
لما رأى أن لا مناصَ من الرّدى فيها ولا يرضـى بعارِ الـمدبرِ
ثبتتْ لخوضِ الحتـفِ منه عزمة أبداً بـيـومِ الـروعِ لـم تـتـذعَّـرِ
وثـنـى إلـى نـحوِ الـخيـامِ جوادَه هـمـل العيـونِ بدمعهِ الـمتحدِّرِ
ودعا ألا يا أهل بيتي فـاخـرجوا هذا الـفـراق ولا لـقىً للمحشرِ
فخرجنَ ثم حـفـفـنَ فـيـه مـثــلما شهــبُ حـفـفـنَ بـبـدرٍ تـمٍّ أنورِ
هـذي تــقـــبِّــلـه وتـلـك تـشـمُّـه ولهذه يوصــي أخية فاصبري
وعليكِ بالـتقوى وبالصبرِ الذي هو دأبنا في كل خطب يعتـري
وقال في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) من قصيدة تبلغ (46) بيتاً:
هاجَ وجدي وزفيري للحسينِ ابنِ الأمـيرِ
لــــغريبِ الدارِ فرداً شـــــفّه فقدُ النصـيرِ
لم يــجدْ بين الأعادي مِن معينٍ أو ظـهيرِ
واقفاً كـــالليثِ يحمي خدرَ ربَّاتِ الـخدورِ
يتلقّى الشـــوسَ فرداً غيرَ خاشٍ أو ذعورِ
فأصابَ القلــــبَ منه سهمُ أفَّــــــاكٍ كفورِ (32)
وقال من حسينية أخرى تبلغ (27) بيتاً:
يا للرجـــــــــــــــــــالِ لرزءٍ جلَّ فادحُه أناطَ بالدينِ كسراً غيرَ مجبورِ
يقضي الحسينُ على شاطي الفراتِ ظما والماءُ يجري مُباحاً للخنازيرِ
دامــــــــي الوريدينِ مقطوعُ اليدين لقىً فوقَ الصعيدِ ثلاثاً غيرَ مقبورِ
ورأسُه فوقَ رأسِ الـــــــــــرمحِ مرتفعٌ ومنه أشـــــرقتِ الآفاقُ بالنورِ
والعادياتُ على الرأسِ الشــريفِ عدتْ عـــــداوةً بـعد تضميخٍ وتعفيرِ
اللهُ أكبرُ أبــــــــــــــــــــــــناءُ النبيِّ لقد قامتْ قيامتُـهم في يومِ عاشورِ (33)
وقال في رثاء أمير المؤمنين والإمام الحسين (عليهما السلام) من قصيدة تبلغ (51) بيتاً:
فأصيبَ في يومِ لسقيفةِ سبطُه في حادثٍ يومَ الطفوفِ شنيعِ
بأبي قتيلٌ بــــالطفوفِ مُجلبباً ثــوبينِ ثوبَ بلى وثوبَ نجيعِ
بأبي الذي يلقــــى النبالَ بلبَّةٍ حســـرى معطّشةً بغيرِ دروعِ
بأبي الذي تطأ الــعدا أشلاءَه وتدوسُ منه الجردُ أيَّ ضلوعِ (34)
وقال من قصيدة في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (54) بيتاً:
حـــسينُ يا بنَ فاطمةٍ أأبكي على العلياءِ والمجدِ الأثيلِ؟
أمِ الـراجينَ واللاجينَ تبكي لـما فقدتْ من الظلِّ الظليلِ
أمِ المهرَ الذي ينعى هزبراً تديـــــــنُ لبأسِه كلُّ الفحولِ (35)
وقال من حسينية أخرى تبلغ (55) بيتاً
شَجَنِي لابنِ الــــرسولِ لا لتـــــــذكارِ الطلولِ
لفقـــــــــــــــيدٍ هزَّ لمّا إذ قضى عرشَ الجليلِ
وقتيلٍ أحرقَ الـــــــقلـ ـبَ بنيرانِ الـــــــــغليلِ
لستُ أنساهُ بأرضِ الـ ـطفِّ في حزبٍ قليــــلِ
والأعادي أحـدقتْ فيـ ـهِ ببــــــــيضٍ ونصولِ (36)
وقال في مدح أمير المؤمنين (عليه السلام) من قصيدة تبلغ (82) بيتاً:
صــــهرُ المختارِ قسيمُ النا رِ حميُّ الجارِ مِن النقمِ
مولودُ البيتِ ومحي الميتِ ولـــــــيُّ اللهِ على الأممِ
وزينُ الــزينِ أبو الحسنين ومُهدي الحينَ إلى البهمِ
وأخو الهـــــــادي وخليفتُه والعـــروةُ منه لمعتصمِ
فالدينُ به وبصـــــــــارمِه عن كلِّ أذىً يــلقاهُ حمي
نطقَ القرآنُ بمدحـــــــــتِهِ فولايتُه أوفى الــــــــنعمِ (37)
وقال من قصيدته في أمير المؤمنين (عليه السلام) والتي تبلغ (80) بيتاً وقد قدمناها:
حـارتْ بـكـنـهِ صفاتكَ الأحلامُ وتـــعــذّرَ الإدراكُ والإلــهـــامُ
وتخالفت فيكَ الظنونُ فلم تحط بـدقـيقِ معنى وصـفِـكَ الأفهـامُ
يـا ســرَّ سـرِّ اللهِ بـل يـا نـورَه هل كـيـف تـدركُ ذاتكَ الأوهامُ
وتـبـايـنـت فـيكَ العقولُ ففرقةٌ عرفت وقد عجزت وقومٌ هاموا
وعـصـابـةٌ جـحـدتكَ بعد تيقّنٍ حـسـداً فـضـلّـت مـنـهمُ الأحلامُ
ولذا يصحُّ فيكَ يا مولى الـملا إعـلان خـيـر الـخـلـقِ والإعلامُ
ومنها:
واسأل لمن جمعت حدائـجُ خُـمِّـها ومن المبخبخُ مُكرَها أيُلام ؟
واسأل عن الأعرافِ فيمن أُنزلت والـحِـجـرُ والأنـفـالُ والأنعامُ
من ردَّ شمسَ الأفقِ بعد غروبِـهـا من كلّمَ الأمواتَ وهيَ عظامُ
وقال في أمير المؤمنين (عليه السلام) من قصيدة تبلغ (112) بيتاً:
أخو الـــنبيِّ المصطفى مولىً تعالى شـــانُه
ليثُ الهـياجِ المرتضى إن غرَّدتْ شـجعانُه
ومَـــــن بيومِ الطعنِ قد ذلّت له فـــــرسانُه
والخائضُ الحتفِ الذي تعنـــــــو له أقرانُه
مولىً لأضــلاعِ العدى مـــشتاقةٌ خرصانُه
وللرقـــــــــــــــابِ ولَّهٌ مِن عطشٍ قضبانُه (38)
وقال في رثاء الزهراء (صلوات الله عليها) من قصيدة تبلغ (82) بيتاً:
لم ترعَ حرمةُ مَن قد قالَ بيــــــــــنهمُ مـــــــــــــــــؤكِّداً لوصـايا أحكمتْ فيها
فــــــــــــــــــفاطمٌ بضعةٌ مـني وربُّكم يرضى وأرضى الذي قد كان يرضيها
يرزي نبيكمُ مــــــــــــــا كان يرزؤها غيظاً ويؤذيـــــــــــه ما قد كان يؤذيها
إن كان يرضي رسول الله إن رضيت يا ويلَ من كان بالإغضـــــابِ يرزيها
رُدّت شـــــــــــــــهادةُ مَن رَدَّ الإلهُ له شمسَ النهارِ وقد بزَّت عــــــــــواليها (39)
كما احتوى الديوان تشطير لقصيدة الشيخ رجب البرسي التي مطلعها:
همُ القومُ آثارُ النبوَّةِ فيهمُ تلوحُ وأنوارُ الإمامةِ تلمعُ (40)
وتشطير لقصيدة السيد الحميري التي مطلعها:
لأمِّ عمروٍ بالوى مربعُ طامسة أعلامُها بلقعُ (41)
.................................................................
1 ــ ديوان السيد سليمان بن داود الكبير ــ دراسة وتحقيق مضر سليمان الحسيني الحلي ــ دار الأرقم، بابل ــ العراق 1429 هـ / 2008 م ص 157 ــ 160
2 ــ نفس المصدر ص 167 ــ 173
3 ــ نفس المصدر ص 193 ــ 201
4 ــ نفس المصدر ص 220 ــ 225
5 ــ نفس المصدر ص 226 ــ 232
6 ــ نفس المصدر ص 254 ــ 260
7 ــ نفس المصدر ص 272 ــ 278
8 ــ نفس المصدر ص 289 ــ 292
9 ــ نفس المصدر ص 292 ــ 295
10 ــ شعراء الحلة ج 3 ص 3
11 ــ البابليات ج 1 ص 188
12 ــ نفس المصدر والصفحة
13 ــ تاريخ الحلة ليوسف كركوش ج 2 ص 191
14 ــ البابليات ج 1 ص 189
15 ــ نفس المصدر ص 194
16 ــ معجم أدباء الأطباء ج 1 ص 186
17 ــ معجم رجال الفكر والأدب ج 1 ص 439
18 ــ الطليعة من شعراء الشيعة ج 1 ص 381
19 ــ الشعر في الحلة بين سنتي 1824 ــ 1917 ص 152
20 ــ ديوان السيد سليمان بن داود الحلي ص 46 تحقيق السيد مضر الحلي
21 ــ نفس المصدر ص 56 ــ 57
22 ــ ذكرت مراثيهم في مقدمة ديوان السيد سليمان بن داود الحلي تحقيق السيد مضر الحلي ص 32 ــ 37
23 ــ ديوان السيد سليمان بن داود الحلي تحقيق السيد مضر الحلي ص 115 ــ 123
24 ــ نفس المصدر ص 124 ــ 136
25 ــ نفس المصدر ص 136 ــ 147
26 ــ نفس المصدر ص 148 ــ 157
27 ــ نفس المصدر ص 161 ــ 166
28 ــ نفس المصدر ص 173 ــ 184
29 ــ نفس المصدر ص 184 ــ 192
30 ــ نفس المصدر ص 201 ــ 206
31 ــ نفس المصدر ص 206 ــ 213
32 ــ نفس المصدر ص 213 ــ 217
33 ــ نفس المصدر ص 218 ــ 219
34 ــ نفس المصدر ص 233 ــ 238
35 ــ نفس المصدر ص 249 ــ 253
36 ــ نفس المصدر ص 261 ــ 265
37 ــ نفس المصدر ص 265 ــ 271
38 ــ نفس المصدر ص 279 ــ 288
39 ــ نفس المصدر ص 296 ــ 302
40 ــ نفس المصدر ص 238 ــ 241
41 ــ نفس المصدر ص 241 ــ 248
كما ترجم له:
السيد جواد شبر / أدب الطف ج 6 ص 38 ــ 47
الزركلي / الأعلام ج 3 ص 125
السيد محسن الأمين / أعيان الشيعة 7 ص ٢٩٨
أغا بزرك الطهراني / الكرام البررة ج ٢ ص ٦٠٧ ــ ٦٠٨
أغا بزرك الطهراني / الذريعة ج ٩ ص ٤٦٧
رضا كحالة / معجم المؤلفين ج ٤ ص ٢٦٣
حسين الشاكري / علي في الكتاب والسنة والأدب ج ٤ ص ٣٥٢
اترك تعليق