مواقف انسانية ومشاريع كبيرة عجزت عن توفيرها دول كبرى.. كتاب صدر في المانيا يسلط الضوء على مواقف العتبة الحسينية خلال ازمة جائحة كورونا

تناول كتاب صدر مؤخرا عن المركز الديمقراطي العربي الكائن في برلين المانيا، حمل عنوان (الامن الصحي كأحد مهددات الامن القومي والمجتمعي)، سلط الضوء على دور العتبة الحسينية المقدسة خلال ازمة جائحة (كورونا).

وقال معاون رئيس قسم الإعلام في العتبة الحسينية المقدسة ولاء الصفار في حديث للموقع الرسمي، إن "تسليط الضوء على انجازات العتبة الحسينية المقدسة خلال جائحة (كورونا) في كتاب دولي جاء نتيجة المبادرات الانسانية والمشاريع الكبيرة والدعم اللامحدود الذي قدمته ادارة العتبة الحسينية للمؤسسات الصحية والمواطنين، حيث انها سخرت جميع امكانياتها لمواجهة هذه الجائحة".

وأوضح أن "العتبة الحسينية المقدسة وبتوجيه من قبل ممثل المرجعية الدينية العليا والمتولي الشرعي لها الشيخ عبد المهدي الكربلائي، وبعد اعلان اول اصابة في العراق تصدت لانشاء مراكز للشفاء بمواصفات عالمية خلال فترات زمنية قياسية، وفي مختلف محافظات العراق، فضلا عن انشاء معمل للاوكسجين يعمل على مدار (24) ساعة ساهم بسد حاجة المراكز الطبية والمواطنين مجانا، الى جانب انشاء منظومات متطورة في مراكز الشفاء، سبقها افتتاح مدن الزائرين العصرية لاستقبال الملامسين والوافدين ومن ثم للمصابين".

وأضاف أن "العتبة الحسينية لم تقف عند هذا الحد بل شكلت لجانا مهمتها تعفير المناطق وتوزيع المعقمات والكمامات مجانا، الى جانب تخصيص مبالغ كبيرة لتوزيع المواد الغذائية للعوائل المتعففة في اغلب المحافظات العراقية.

وأشار إلى أن "ما قدمته العتبة الحسينية المقدسة عجزت عن تقديمه دول كبرى، وان مراكز الشفاء التي انجزت خلال الفترات الزمنية القياسية لم نشاهد مثيلا لها في عدد كبير من الدول، وهذا ليس بالغريب على مرجعيتنا الدينية العليا وعتباتنا المقدسة التي كان لها مواقف عديدة وكبيرة، وخاصة ابان الهجمة الشرسة التي تعرض لها العراق من قبل تنظيم (داعش) الارهابي".

إلى ذلك، قال كاتب البحث الدكتور عباس الطعان، إن "الغاية من البحث الذي تحدث عن استعداد الدولة العراقية وعدم جهوزيتها ازاء جائحة (كورونا) او أي وباء آخر، فخلال هذه الازمة تبين أن هناك دورا مهما تبنته العتبة الحسينية وهيأة الحشد الشعبي وهو بكيفية اسناد الدولة، من خلال بناء مراكز للشفاء، وحجر المصابين والملامسين والوافدين، في موضوع المساعدات والتكافل الاجتماعي بالاضافة الى العديد من المواضيع الاخرى مثل ايقاف صلاة الجمعة وغيرها من الأمور، خاصة أن سكان العراق لا يعتمدون على وزارة الصحة وتعليماتها، بل كان تأثير العتبة الحسينية المقدسة هو التأثير المهم في هذا الأمر كما تأثير المرجعية الدينية العليا في تحريم بيع (بلازما الدم)".

وأوضح الطعان وهو مقيم دوري في مستشفى الامام علي (عليه السلام) في العاصمة بغداد، أن "أي مجتمع وفي ظل ازمة كبيرة مثل ازمات الجوائح يصاحبه اثر سلبي اقتصادي واجتماعي وسكاني وامني وفي جميع النواحي، وهنا يأتي دور المؤسسات والتي قد تكون موازية للحكومة أو مؤسسات غير رسمية أو مؤسسات معتمدة ذات طابع ديني تعمل على منع انهيار المؤسسة الصحية وانهيار الدولة في ظل ازمة صحية، مبينا ان العراق لم يسبق له ان واجه ازمة صحية كما التي واجهها في كورونا، فهنا اتى الدور الذي قدمته العتبة الحسينية من خلال مراكز الشفاء وغيرها من الاعمال الاخرى، كما كان هنالك دورا مارسته هيئة الحشد الشعبي في هذه الازمة، فالاعلام كان سابقا يصورها بطريقة سلبية، لكن مع توفيرها لمعامل الاوكسجين الطبي وكيف انقذت المستشفيات وعملها في المستشفيات الميدانية وجعلها في خدمة المصابين غير تلك الصورة السابقة التي كما قلنا رسمها الاعلام".

وأضاف أن "اهداف البحث كانت اولا كيف يكون العراق اكثر جهوزية في المستقبل لمواجهة هكذا ازمات ويعيد النظر في المنظومة الصحية، ثانيا نتيجة لتبني العتبة الحسينية لهذا الدور المهم فيجب أن يكون كذلك لها دورا كبيرا في اعادة اعمار العراق وفي اعادة اعمار المؤسسة الصحية، وفي خاتمة البحث طالبت الدولة العراقية انها اذا ارادت اعادة اعمار العراق فعليها أن لا تعطي المناقصات فقط للشركات الاجنبية وغيرها، وانما يجب أن تعطي دورا للعتبة الحسينية وهيئة الحشد الشعبي وذلك لكفاءتهما ونزاهتهما وحرصهما في العمل والتنفيذ".

من جهتها، قالت رئيس اللجنة العلمية للكتاب واستاذة الاعلام الدولي بالجامعة المستنصرية الدكتورة فاطمة سلومي إن "الحديث عن المرجعية الدينية العليا ودورها في مواجهة جائحة (كورونا) طويل لان دورها عظيم، ولعل مساهمتها الكبيرة وتقديمها الدعم الواضح لوزارة الصحة في ظل ازمة (كورونا) واجراءات حظر التجوال كان واضحا، فقدمت كل خدماتها من حيث استحداث المراكز الصحية لفحص المصابين والملامسين وتذليل كل العقبات امامهم".

وأوضحت "تم تزويد المراكز بالاسرة والمستلزمات الطبية من كمامات ومعقمات ومد يد العون للجيش الابيض من مساندة وحماية كل ذلك مهد الى تخفيف مايعانيه المواطن العراقي من عجز وسوء خدمات في بعض المستشفيات والمراكز الصحية التي يعاني منها العراق منذ سنوات".

وأضافت أن "العتبة الحسينية المقدسة سعت وفق توجيهات المرجعية الدينية العليا الى فتح ابوابها امام الجميع، سيما فيما يخص الحجر الصحي واستقبال الملامسين مثل فتح مدن الزائرين وتوفير كل مايحتاجونه، لذلك فليس غريباً ان نرى دعمها ومساندتها، فخدماتها لم تقتصر  في هذه الازمة بل في الازمات التي مر بها العراق وايجاد الحلول المناسبة لها، ومنها الازمات السياسية التي عصفت بالبلاد منذ 2003 فكانت خير ناصح ومرشد لكل السياسيين، ولايمكن ان ننسى فتوى (الدفاع الكفائي) التي منعت اعتى واشرس تنظيم هو تنظيم (داعش) الارهابي من احتلال العراق، وانتهاك سيادته، فطوبى للمرجعية الدينية العليا، وطوبى للعتبة الحسينية وهي تكون بخدمة المواطن ومراعاة كل ظروفه حتى المعيشية، ومنها دعمها للتكافل الاجتماعي وغيرها".

يذكر أن المركز الديمقراطى العربى للدراسات الإستراتيجية والسياسية والاقتصادية تأسس بجمهورية مصر العربية  في أعقاب سنة 2007، وهو شركة ذات مسؤولية محدودة خاضعة لأحكام القانون 159 لسنة81 ،ولائحته التنفيذية تحت رقم1762 لسنة 2007 إستثمار .

ويعتبر المركز مؤسسة مستقلة تعمل فى إطار البحث العلمى الأكاديمي والتحليلات السياسية والقانونية والإعلامية والأقتصادية حول الشؤون الدولية والإقليمية ذات الصلة بالواقع العربي بصفة خاصة والدولي بصفة عامة .

ويضع المركز فى قائمة اولوياته العمل على تمكين  الباحثين  و الإعلاميين و الأقلام الحرة من طرح أرائهم بموضوعية و دون قيود، إذ يسعى إلى عرض  كافة وجهات النظر  دون مصادرة  تكريسا لديمقراطية، ويقوم من خلال الانشطة البحثية المختلفة التى يجريها باصدار عدد من الاصدارات التى ستعمل على تحقيق أهدافه البحثية ومن أهم هذه الاصدارات، المشروعات البحثية، وتقارير دورية عن الأحداث الجارية فى المنطقة العربية والعالمية، وتقارير وإصدارات إستراتيجية فى الشئون المحلية والعربية والدولية، الدوريات والكتب والكتيبات المتخصصة، والكتب والبحوث المترجمة من اللغات المختلفة الى اللغة العربية، ومجلات علمية دورية محكمة.

فارس الشريفي

الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة

المرفقات

المرفقات