حسن مصبَّح (1247 ــ 1317 هـ / 1831 ــ 1899 م)
قال من قصيدة في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (36) بيتاً:
فانظرْ بعينِ القلبِ قتلى (كربلا) حيث العدوُّ بجمــــــــعِه سدَّ الفضا
لـــم تلوِ جيداً للـدنـيّةِ واصطلتْ هيجاءَ حــــربِ لسانِها قد نضنضا
بأبي الذيــــن تسرَّعوا لحمامِهم دونَ الحسينِ فأحرزوا عينَ الرضا (1)
وقال من روضته التي تبلغ (28) قصيدة كل قصيدة تبدأ أبياتها بحرف رويّها وكلها في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) يقول في حرف الباء:
بكِ يا محاني (كربلا) غربتْ أقمارُ مجدٍ ضمَّها التربُ
بكتِ السـماءُ دماً وحـقّ لـهـا من جوِّها تتساقط الشهبُ
بدرتْ تطارحُ نَـوحَ نـسوتِها ورقُ الـحمى وأنينُها ندبُ (2)
وقال في حرف التاء:
تضيء بـ (كربلا) منهم بدورٌ برغـمِ الدينِ تمحقها ظُباة
توفّـوا بـالـفـراتِ ولـم يـبـلّـوا أُوامــاً ليته غاضَ الفراتُ
تـقلّبهم على الـرمضاء عَدْوَاً بأرجُلِها الخيولُ الصافناتُ (3)
وقال في حرف الصاد تبلغ (20) بيتاً:
صــادٍ قضى ابنُ محمدٍ في (كربلا) في ماحــــضيه مـودّةَ الإخلاصِ
صـــافـتـه نـصـرتـهـا بـيـومِ مـكـدَّرٍ والـــــمـوتُ فـيـه جـائلُ القنّاصِ
صدّت عن الخدرِ الطغـامُ وأفرغتْ صبراً ودرعُ الصبرِ خيرُ دلاصِ (4)
وفي في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) من قصيدة تبلغ (42) بيتاً:
كـــــنـازلـةٍ فـي يـومِ حـلَّ ابـنُ فاطمٍ ثرى (كربلا) فيه الرواحـــلُ ترقصُ
بـأصحابِ صدقٍ ناهضينَ إلى العلا بأحســــــابِ مجدٍ في علاها تقعّصوا
تعالى بها فخراً سما المجدَ مذ غدتْ لنصرِ الهدى بالسيفِ والرمحِ تقعصُ (5)
وقال من حسينية أخرى تبلغ (37) بيتاً:
في (كربلا) من حيث جاشَ بها من حزبِ آلِ أميَّةٍ رهطُ
يـــــــــومٌ به جـمـعَ ابـنُ فاطمةٍ عزمـاً لـه الأفلاكُ تنحطّ
بأماجــــــــــدٍ من دونه احتقبت أذراعَ حزمٍ نسجُـها سبط (6)
وقال من قصيدة تبلغ (27) بيتاً
وعــــلى الشهيدِ بـ(كربلاءَ) تألّبتْ حـــربٌ تذبُّ عن الشقا وتداركُ
سدَّت فروجَ الأرضِ حتى لا يُرى الوحشُ في وهدِ البطاحِ مباركُ
قاضته ذحــــــــلاً أضمرته مخافةً مِـــن يومِ بدرٍ في حشاها رامكُ (7)
وقال من قصيدة تبلغ (40) بيتاً:
وقد كانَ لـــــم يعهدْ له قبل (كربلا) مــــــنارٌ وآفاقُ السما كلها سوا
باسمي من نادتْ أولوا العزمِ باسمِه هتافاً بظهرِ الغيبِ أتلفها الجوى
فــــــــآدمُ أضنى قلبَه الوجدُ مذ دعا إلهَ البـــــرايا باسمِه بعدما غوى (8)
الشاعر
الشيخ حسن بن محسن بن حسين الحلي الملقب بـ (مصبّح) عالم وأديب وشاعر، ويعود لقبه نسبة إلى جده الأعلى (مصبّح)، وتعود أسرته في نسبها إلى آل يسار التي تسكن الهندية والحلة، ولهذه الأسرة تاريخ مع العلم والأدب
وكان جدها الشيخ مصبح قد انتقل إلى الحلة رغبة في طلب العلم والتفقه في الدين وذلك في أخريات القرن الثاني عشر على عهد السيد سليمان الكبير...
وقد سلك أبناؤه مسلكه في طلب العلم ومن أعلام هذه الأسرة الشيخ حسين مصبح ــ جد الشاعر ــ الذي رثاه السيد حيدر الحلي بقصيدة أشار إليها في كتابه العقد المفصل مطلعها:
ومذ راحَ للجنّاتِ قلتُ مُؤرِّخاً لأطيبَ ظلّيها حسينٌ مصبِّحُ
ومن أعلامها أيضا الشيخ محسن مصبح ــ والد الشاعر ــ الذي: كان ورعاً ناسكاً شديد التمسك بالدين حج بيت الله الحرام مراراً عديدة وزار مشهد الإمام الرضا عليه السلام زهاء ثلاثين مرة وعُمِّر طويلاً ولما مات رثاه السيد حيدر الحلي بقصيدة مثبتة بديوانه مطلعها:
بكيتُ لمحمولٍ إلى القبرِ في نعشِ سرى حاملوهُ في الثرى وهوَ في العرشِ
ســرتْ خلفَه التقوى تشيِّعُ روحَها ومِن غــــــيرِ روحٍ مَن رأى ميِّتاً يمشي) (9)
وقد ترجم الشيخ أغا بزرك الطهراني أيضاً لجد الشاعر الشيخ حسين مصبح فقال: (هو الشيخ حسين بن مصبّح الحلي النجفي فاضل جليل. كان من فضلاء عصره في النجف، ويظهر من بعض الخصوصيات أنه كان من الأجلاء). (10)
ولد الشاعر حسن مصبح في الحلة ونشأ في مجالس العلم والأدب فيها فدرس مبادئ علوم العربية واللغة والبيان على يد أبيه، واستقى الشعر من منابع شعرية صافية حيث تعلمه على يد كبار شعراء الحلة والعراق في ذلك الوقت أمثال صالح الكواز وحمادي الكواز وحمادي نوح.
أرسله أبوه إلى النجف الأشرف لإكمال تعليمه ولما يكمل العقد الثاني من عمره وبقي يدرس فيها الفقه والأصول مدة عشرين سنة حتى وفاة والده فعاد إلى الحلة وبقي فيها حتى وفاته وحمل جثمانه إلى النجف. (11)
عُرف الشاعر بشدة نسكه وزهده وصلاحه وعبادته وقد وصف بأنه (كان خيِّراً ديِّناً مرموقاً موثوقاً لدى وسطه ومشاراً إلى تقواه ووثوقه، وقد حج إلى البيت الحرام (٢٥) مرة حيث كان ينوب في الحج وكان يقيم صلاة الجماعة في الحلة كما كان عفيفاً ولم يتكسب بشعره رغم حالته المادية البائسة وفقره) (12)
قالوا فيه:
قال عنه السيد جواد شبر: (وكان على محجة أسلافه من النسك والصلاح... وكان على جانب عظيم من عزة النفس وعلو الهمة، تعرف على أمراء آل رشيد ومدحهم ولم يقبل عطاياهم لطيف المحاضرة حسن المحاورة، كثير النظم شاعراً مبدعاً) (13)
ويقول أيضاً في وصف شاعريته: (له ثلاث روضات ـ والروضة هي أن يلتزم الشاعر بجعل أول كل بيت من القصيدة وآخره على حرف واحد من الألف إلى الياء فيكون مجموعها (٢٨) قصيدة، وفي ذلك من التكلف والتعسف ما لا يخفى على أرباب هذه الصناعة
أما روضات المترجم له فالاولى في الغزل ، والثانية في مدح أمير المؤمنين علي (ع) ، والثالثة في رثاء الحسين عليه السلام). (14)
وقال عه الشيخ علي كاشف الغطاء: (جمع ديوانه بنفسه وبخطه الجيد ويبلغ خمسة عشر ألف بيت كله من الرصين المحكم وأكثره في مدائح ومراثي أهل البيت (عليهم السلام) (15)
ولما كانت الروضة تضم كل حروف الهجاء حتى الحروف الصعبة فقد قال عنه عبد العزيز البابطين: (ثقافته اللغوية واسعة، يميل إلى القوافي الصعبة، كالضاد، والطاء، والهاء، كما يميل إلى صياغة الحِكَم واختيار التراكيب العسيرة). (16)
وقال عنه السيد محسن الأمين: (كان عالماً فاضلاً أديباً شاعراً اخذ صنعة الشعر عن الكوازين الشيخ صالح والشيخ حمادي وعن الشيخ حمادي بن نوح واقام بالنجف يطلب العلم عشرين سنة ولم يكن يعرف في صباه بقرض الشعر وانما زاوله شيخاً وله ديوان شعر في نحو ستمائة صفحة جمعه بنفسه ونسخه بخطه) (17)
وقال الشيخ محمد علي اليعقوبي: (كان طويل النفس مكثراً من نظم الشعر وقد رأيت ديوانه بخطه..) (18)
وقد طبع ديوانه مؤخّراً وصدر عن مركز تراث الحلّة التابع لقسم شؤون المعارف الإسلامية والإنسانية في العتبة العباسية المقدسة، وهو بجزأين بتحقيق مضر سليمان الحلي
شعره
قال من قصيدته (الضادية) في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) وتبلغ (36) بيتاً وقد قدمناها:
ما شاقهم زهرُ الجــــــــنانِ إلى الردى وحريـــــرُ سندسِها وعيشٌ يُرتضى
لكـنـمـا غــــــــــــــضـباً لـديـن إلـهـهـا قامتْ لنصرِ المجتبى ابن المرتضى
فــــــــقضوا كما شاؤوا فتلكَ جسومُهم فوقَ الصعيــــدِ بنورِها الهادي أضا
رووا صدى البيضِ الحدادِ وفي الحشا شعلُ الظما تشتـــــدُّ لا شعـلُ الغضا
كمْ أنعشَ العافينَ فضلُ نــــــــــــوالِهم واخصوصبَ الوادي بـذاكَ وروّضا
وارتـاحَ بـالـعـزِّ الـمـؤيَّـدِ جـارُهـــــــم ونـزيـلُـهم نالَ الكــــــرامـةَ والرضا
وقال في قصيدة في الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (28) بيتاً:
ضاقَ رحبُ الفلا بها حيث حــلّت وترامــــــتْ بـهـا أكـفُّ البلاءِ
يومَ جاءَ الحسينُ في خيرِ صُـحبٍ وكـــــــــرامٍ مــن آلهِ الـنجـباءِ
حـلّـقـت فيهمُ عن الضيـــــــمِ عزَّاً أنــفـسٌ دونــهـا ذرى الجوزاءِ
أسدُ غابٍ إن صرّتِ الـحربُ ناباً أجمُها في الهياجِ بيضُ الضُباءِ
تـخـذتـهـا أبـنـاءَ فـــــي يومِ بؤسٍ فـرأتـهـا مـن أكــــــرمِ الأبـنـاءِ
أضرموها وغــــىً بأمضى شفارٍ أنـحلتها غمداً طــــــلى الأعداءِ
هيَ غرثـــــى الشبا وقد أوردوها مـن رقـابِ الـكماةِ بـــحرَ دماءِ
وثووا في الصعيدِ صرعى ولكن لـم يبلّوا الحشى بقطــــــرةِ ماءِ
وغــــــــدا السبط مفرداً بين قـومٍ كـفـروا بـالـكـتـابِ والأنـــبـيـاءِ
تـارةً لـلـــــنـسـاءِ يـرنـو وطـوراً يـنظرُ الماجدينَ رهنَ الثـــــواء (19)
وقال من قصيدته في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) التي تبلغ (42) بيتاً وقد قدمناها
أُفدّيهـمُ صرعى تضوّعَ نشرُهمْ بأنوارِ قدسٍ نحوها الشمسُ تشخصُ
فعـــادَ فتى الهيجاءِ فرداً بعزمةٍ طمـــــوحُ الردى يعطو بها ويقلّصُ
يـراودُهـا ثـبـتُ الجنانِ فلم تخل سـوى أنـــــــــه بازُ المنايا مغرّصُ
وقال أيضاً في رثاء الامام الحسين (عليه السلام) من حسينيته التي تبلغ (37) بيتاً:
فغدا ابنُ فاطمةٍ ولا عـــــضدُ إلا الـعـليـلَ وصــــــارمٌ سلط
بأبي الوحيدُ وطـــــوعُ راحته يومَ الهياجِ القــــبضُ والبسط
يسطو فتصعـــــقُ من بوارقِه وبعزمِه كــــفُّ الـردى يسطو
يا روضة الـدنـيـا وبهجـــتِـها ودليلـــــــــها إن راعها خـبط
تقضي ظماً والمـــــاءُ تشربه عصبُ الشقا والوحشُ والرط
الله أكـبــــــــــــــر أيّ نـازلـةٍ بـالـديـنِ قـامَ بـعـبـئـهـا السبط
سَــــــلـبـتْ مـن الدنيا أشعتها وبها السماءُ اغتالها الــــــشط
يقضي ابنُ فاطمة ولا رفعتْ سوداء ملء إهابـــــــها سخط
وقال من قصيدة في أبي الفضل العباس (عليه السلام) تبلغ (28) بيتاً:
هنالكَ هبَّ ابنُ الــــــوصيِّ إلى الوغى بهمةِ ليثٍ لم يرعه اقتحامُــــــها
أبو الفضلِ حامي ثغرةِ الدينِ جامــــعاً فرائدَه إن سلّ منها نــــــــظامُها
نضى لقراعِ الشوسِ غضباً بــــــــحدّه ليومِ التنادي يستـــــــكنُّ حمامُها
عليهِ انطوتْ في حلبةِ الطعنِ فـانطوى عليهِ الفضا منـــه وضاقَ مقامُها
وخــــــــــــاضَ بها بحرّاً يرفُّ عبابَه ضباً ويدُ الأقــــدارِ جالتْ سهامُها
فحلّأها عن جــــــــــــانبِ النهرِ عنوةً وولّت عـــــــواديها يصلُّ لجامُها
ودمدمَ ليثُ الغابِ يعــــــــــــطو بسالةَ إلى الماءِ لم يكبرْ عليه ازدحامُها
ثنى رجله عن صهوةِ الــمهرِ وامتطى قرى النهرِ واحتلّ السقاءَ همامُها
وهبَّ إلى نحو الخيامِ مــــــــــــــشمّراً لريِّ عطاشا قـــــد طواها أوامُها
ألّمت به سوداءُ يخــــــــطفُ برقُها الـ ـبصائرَ مِن رعبٍ ويـــعلو قتامُها
جلاها بمشحوذِ الــــــــــــغرارينِ أبلجٍ يدبُّ به للدارعينَ حمـــــــــــامُها (20)
وقال من قصيدة في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (29) بيتاً
مصابُ شهيدِ الطفِّ نفسي فداؤه وقلَّ له والعالمونَ فــــــــــــــــدائيا
فللهِ من رزءٍ له مــــــقلةُ الهدى إلى الحشرِ تذري صيِّبَ الدمعِ قانيا
غداةَ حسينٍ والجيوشُ تــــــحفّه وهزّوا لــــــه بيضَ الظبا والعواليا
ومشن دونه آسادُ غيلٍ تسنّـــموا إلى الحربِ أمــــثالَ النسورِ مذاكيا (21)
ومن حسينية ذكر منها الخاقاني (17) بيتاً:
لكَ اللهُ مجروحَ الجوارحِ داميا تريبَ المحيّا في ثرى الطفِّ ثاويا
علـــى أيّما جرمٍ تُجرِّعه الظبا بـــــرغمِ العلى كأسَ المنيةِ صاديا
ومِن حــــوله أقمارُ تمِّ تتابعتْ لوردِ الردى حرَّى القلوبِ صواديا
أألله يا بنَ الــمصطفى ووصيِّه تقاسـي الظما والسيفَ لم تلقَ فاديا
وتبقى ثلاثاً بالــــــعراءِ مُجرَّداً لدى لفـــحِ رمضاءٍ تذيبُ الرواسيا (22)
أما قصائده الروضية الحسينية فيقول في حرف الباء ــ وقد قدمناها ــ:
بانَ الـعزاءُ وواصلَ الكربُ بالطفِّ يوم تفانـتِ الصحبُ
بـلّــغْ بـنـي فـهـرٍ وقـل لـهمُ أودى بـشـامخِ عـزّكمْ خطبُ
بعـد ابنِ فـاطـمةٍ يسوغُ لكمْ مـن سـلـسـبيلِ فـراتِها شربُ
بـدرٌ إذا ما شـعّ فـي غـسقٍ منه يضيءُ الـشرقُ والغربُ
بـدرتْ إليهِ ضـلالة ورمتْ تـلـكَ الأشــعـةَ بـالخفا حربُ
بــأبــي الـقـتيلُ وحوله فئة أخنى عليها الطعنُ والضربُ
بلغوا بموقفهمْ ذرى شرفٍ من دونـه الـعـيـــوقُ والقطبُ
وفي حرف الثاء:
ثغرُ ديـــــــنِ الإلهِ قطبٌ فهذي محصناتُ النبيِّ أسرى غراثُ
ثــــــكـلـت صيدَها فعادتْ نهاباً لــلأعـادي بـرودُها والرعاثُ
ثوبُ هذا المصابِ عمرُ الليالي ليـــس يُبلى والحادثاتُ رثاثُ (23)
وفي حرف السين:
سلْ عنهمُ وادي الـطفوفِ فقد زها خصباً بغيــــــثِ نوالِها الرجَّاسُ
سقتِ الروابي العاطشاتِ من الدما وعـلى الظما سبط النبيِّ تواسي
سيَّانَ يوم الروعِ غـربُ سـيـوفِـها الـمـوتُ كـلُّ مــــــخـمَّدِ الأنفاسِ
سئمت لقاءهمُ الكماةُ فــــــأحجمتْ رعـبـاً ولـم تـظـفــر بغيرِ اليأسِ
سمحت بأنفسِها انتصاراً للــــهدى والـديـنُ طـعـنـاً لـلـقــــنا الميَّاسِ (24)
وفي حرف الصاد وتبلغ (20) بيتاً:
صرعى بحرِّ الشمسِ في صيخودةٍ رمضاؤها مشبوبةُ الأعراصِ
صدعَ المصابُ بهم حشا ابن محمدٍ لا غــــرو، كلٌّ درّة الغواصِ
صـــــابـتـه رامـيـة الـمـنـايـا غـرّةً بـسـهـــامِ مَـن للهِ فيها عاصي (25)
وفي حرف الغين وتبلغ (23) بيتاً
غـــدا إليها الـسـبـط في أراقمٍ تنفثُ ســــمَّاً في حشى مَن قد بغى
غارت ولولا ما قضى الله لها في الفوزُ بالحتفِ أبادتْ من طغى
غولُ المنـــايا غالها فانتثرتْ صــرعى وحزناً بازلُ الدينِ رغى (26)
وفي حرف القاف:
قـل لـلـمــــــــــقاديرِ كفاكِ سبّة إذ خنتِ من آلِ النبيِّ الموثقا
قد عــــفّرَ الصعيدُ منهم أوجهاً من نورِها الليلُ البهيمُ أشرقا
قـــــد غـسّلـتـهـا جارياتُ دمِها وكــــــفّنتها الريحُ برداً عبِقا
قلبُ الهدى والدينِ والمجدِ معاً ذكا بــواري حزنِها واحترقا (27)
وفي حرف الكاف:
كـــــــــفرتْ بالإلهِ قومٌ أضاعتْ حرمـاتِ الهدى بسفكِ دمـاكا
كرّ شبلُ الوصيِّ فيها أبو الفضـ ـلِ فطاشت لا تستطيعُ حِراكا
كـالـئـاً صـــــــــفـوةَ الإلـهِ أخـاهُ مــن شأى في علائه الأفلاكا (28)
وفي حرف اللام:
لستَ أنـــــــــتَ القتيلَ يا خيرَ هادٍ بل قلوبُ الــــورى لرزئكَ قتلى
لستَ أنتَ العفيرُ في التربِ وجهاً بـلْ محـــــــــــيّا الهدى تعفّر ذلا
لارقـــــا للعيونِ دمعٌ ودمـعُ الـديـ ـنِ مـن فـوقِ وجـيـنـتـهِ اسـتـهلّا (29)
وفي حرف الهاء:
هتفت باسـمِـهـا المنايا بيومٍ فـيـه لم تـبلـــــــــغ النفوسُ مُناها
هالَ أقدامُها الكماةَ فطاشت لاندهـــــــــاشٍ بـها فسيحُ خطاها
هي في حزمِــها أشدّ نفوذاً في حشا الخصمِ من نصولِ قناها (30)
وقال في حرف النون:
نهضَ المـــــــجتبى بأعباءِ حربٍ تـــثقلُ الناهضينَ فيها متونا
نــــــــــــاقلاً عزمةَ الوصيِّ بأحدٍ عن لسانِ السنانِ طعناً مُبينا
ناصراهُ في الروعِ عضبٌ وحزمٌ وله الــــصبرُ لا يزالُ قرينا (31)
وقال في حرف الواو
وحــــــسبكَ شجواً أنَّ سبطَ محمدٍ بلغنَ بــــه الأحداثُ غاياتِها القصوى
وسلّتْ عليه عصبةُ الشركِ مُرهفاً بـــــــه جدعتْ أنفَ الهداية والتقوى
وقد ناضــلتْ مِن دونه أسدُ غالبٍ كتائبَ جاءت تركبُ الشركَ والشقوا (32)
وقال في حرف الهاء:
هانَ صعبُ الخطوبِ حيث تناهى لرزايا الهداةِ مِن آلِ طه
هُــــــــــم هداةُ الأنـامِ علماً ونسكاً وبـــها بارئُ النسائمِ باها
هُدّ ركنُ الــــــــــهـدى غداةَ ألمَّت بهم الحادثاتُ مِن مُبتداها (33)
..................................................
1 ــ شعراء الحلة ج 1 ص 304 ــ 305 / ذكر منها (21) بيتاً في أدب الطف ج 8 ص 139 ــ 140
2 ــ ذكر منها السيد جواد شبر (12) بيتاً في أدب الطف ج 8 ص 132
3 ــ ذكر منها السيد جواد شبر (8) أبيات في أدب الطف ج 8 ص 133
4 ــ أدب الطف ج 8 ص 135 ــ 136 / شعراء الحلة ج 1 ص 301 ــ 302
5 ــ شعراء الحلة ج 8 ص 302 ــ 303 / ذكر منها (30) بيتاً في أدب الطف ج 8 ص 137 ــ 139
6 ــ شعراء الحلة ج 1 ص 305 ــ 307 ذكر منها (23) بيتاً في أدب الطف ج 8 ص 140 ــ 141
7 ــ شعراء الحلة ج 1 ص 309 ــ 310
8 ــ شعراء الحلة ج 1 ص 316 ــ 317
9 ــ البابليات ج 3 ص 31
10 ــ طبقات أعلام الشيعة ج ٢ صفحة ٤٣٠
11 ــ أدب الطف ح 8 ص 131 ــ 132
12 ــ شعراء الحلة ج 1 ص 288
13 ــ أدب الطف 8 ص 121 ــ 122
14 ــ نفس المصدر ج 8 ص 122
15 ــ الحصون المنيعة ج 2 ص 163
16 ــ المعجم
17 ــ أعيان الشيعة ج 5 ص 236
18 ــ البابليات ج 3 ص 33
19 ــ أدب الطف ج 8 ص 130 ــ 131
20 ــ شعراء الحلة ج 1 ص 310 ــ 311
21 ــ شعراء الحلة ج 1 ص 318 ــ 319
22 ــ شعراء الحلة ج 1 ص 319 ــ 320
23 ــ أدب الطف ج 8 ص 133 ذكر منها (10) أبيات
24 ــ أدب الطف ج 8 ص 133 ــ 134 ذكر منها (7) أبيات
25 ــ شعراء الحلة ج 1 ص 301 ــ 302
26 ــ شعراء الحلة ج 1 ص 307 ــ 308
27 ــ أدب الطف ج 8 ص 134
28 ــ أدب الطف ج 8 ص 134
29 ــ أدب الطف ج 8 ص 135
30 ــ أدب الطف ج 8 ص 137
31 ــ ذكر منها الخاقاني (16) بيتاً شعراء الحلة ج 1 ص 314 ــ 315
32 ــ ذكر منها الخاقاني (17) بيتاً شعراء الحلة ج 1 ص 315 ــ 316
33 ــ ذكر منها الخاقاني (12) بيتاً شعراء الحلة ج 1 ص 318
كما ترجم له:
الدكتور سعد الحداد / الحسين في الشعر الحلي ج 1 ص 247
إميل يعقوب / معجم الشعراء منذ بدء عصر النهضة ج 1 ص 333
كامل سلمان الجبوري / معجم الأدباء ج 2 ص 173
الدكتور عباس هاني الجراخ ــ الشيخ حسن مصبح الحلي / دراسة موضوعية و فنية في ديوانه المخطوط.. مجلة المحقق المجلد 4، العدد 9 (31 ديسمبر/كانون الأول 2019)، ص 102 ــ 144
اترك تعليق