161 ــ حسن قفطان : (1199 ــ 1279هـ / 1784 ــ 1862 م)

حسن قفطان: (1199 ــ 1279هـ / 1784 ــ 1863 م)

قال من قصيدة في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (58) بيتاً:

لِمَن الخبا المضروبُ في ذاكَ العرى    من (كربلاءَ) جرى عليه ما جرا

مــا خــلــتُ إلّا أنّــه غـــــــــابٌ بــه    آسـادُ غـيـلٍ دونـهـا أسْـدُ الـشـرى

فـتـيـانُ صـدقٍ مـن ذؤابةِ هــــــــاشمٍ    نـسـبـاً مـن الـشمسِ المنيرةِ أنورا (1)

ومنها:

أوهلْ درى بكَ حيدرٌ في (كربلا)    تربــاً صـريعاً ظامياً أم ما درى

مـن مـبـلـغ الـزهـراءَ أن سـلـيـلَها    عـــارٍ ثـلاثـاً بـالـعـرا لـن يُـقبرا

وفـــــرا ســنـانٌ نـحـرَه بـسـنـانِـهِ    شُـلّـتْ يـداهُ أكـانَ يـعـلـمُ مـا فـرا

ومنها:

يا (كربلا) طـلتِ الــسـمـاءَ مراتباً    شـرفاً تمنًّتْ بعـــــــضَه أمُّ الـقـرى

أرجٌ تـضوَّعَ في ثـراكِ تـعـطّـرَتْ    مـنـه جـنــــــانُ الحورِ مسكاً أذفرا

يا ابنَ النبــــيِّ ذخرتُ فيكَ شفاعةً    هيَ في المعادِ ولم يخبْ من أذخرا

وقال من قصيدة طويلة في أمير المؤمنين ورثاء الإمام الحسين (عليهما السلام):

قابلوا أيامَه بأيامِ بــــــــــــدرٍ    وأشـــاروا في (كربلا) إذ حالا

قابلوه بـعــــــــــــــدَّةٍ وعـديدٍ    ضاقَ فيه رحبُ الفضـاءِ مجالا

حـلـؤوهُ عـن الـمـيـاهِ وروداً    أوردوهُ أسـنـــــــــــــــةً ونـبـالا (2)

وقال من قصيدة في مدح أمير المؤمنين ورثاء الإمام الحسين (عليهما السلام) تبلغ (25) بيتاً:

وجعجــــــــــعَ في (كربلا) بالحسيـن    وأظـــــمأ أعداكَ ريحانتَكْ

هـــــــــمُ ضـربـوا، أنّـبـوا، خـضّـبوا    أبـوا، نقضوا، نكثوا بيعتَكْ

جفوا، جعجعوا، حرَّضوا، رضَّضوا    نفوا، فتكوا، سفكوا مهجتَكْ (3)

وقال في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) أيضاً من قصيدة تبلغ (39) بيتاً:

يا (كربلاء) فهل دريتِ بمنْ على    أكنافِ أرضِ الغاضريةِ خيَّما

مـن كـلِّ أروعَ تـنـتـمـي أحـسابُه    لـوسـيـمِ مـجـدٍ في مراتبِه سما

وهـبـتْ لـه الـهـيجاءُ لمّا خاضها    بـأغـرّ مـفـتـولِ الذراعِ مُطهَّما (4)

ومنها:

وبنيــــهِ في غـلِّ الـقـيـودِ وفـيـأهمْ    في غيرِهمْ متوزِّعاً ومُقسَّما

ورجاله صرعى بعرصةِ (كربلا)    ونســـاؤه مـسبيةٌ سبيَ الإما

من فــوقِ هـازلـةِ الـسـنـامِ طوالعٌ    أخفافُها نـقبتْ ورقّتْ مَنسما

وقال من حسينية أخرى:

للهِ كــــمْ فـي (كربلا)    لكَ شنشنــــــاتٌ حيدريَّه

بأسٌ يـسرُّ مـحـــــمداً    ومـــواقفٌ سَرَّتْ وصيَّه

يومَ ابنُ حيدرَ والموا    ضي عن مغامـدِها عريَّه (5)

وقال في أبي الفضل العباس (عليه السلام) من قصيدة تبلغ (34) بيتاً:

من مبلغ أمَّ الـبـنـيـــــــنَ رسالةً    عن والهٍ بشجـــــائهِ مرهونُ

لا تسألِ الركبــــــانَ عن أبنائِها    في (كربلاء) وهمْ أعزُّ بنينِ

تأتي لأرضِ الطفِّ تنظرُ ولدها    كابينَ بين مبضَّــــعٍ وطعينِ (6)

الشاعر:

الشيخ حسن بن علي بن عبد الحسين بن نجم السعدي الرباحي، الدجيلي الأصل، اللملومي المحتد، النجفي المولد والمسكن والمدفن، (7) عالم وفقيه وشاعر من أسرة آل قفطان العلمية الأدبية، وقد انتقل أبوه من الدجيل إلى النجف في السنة التي ولد فيها. (8)

يقول السيد محسن الأمين عن الشاعر وأسرته: نسبته السعدي والرباحي نسبة إلى آل رباح فخذ من بني سعد العرب المعروفين بالعراق وفي كتاب أنساب القبائل العراقية بنو سعد بطن من العرب منهم في الدجيل ومنهم في كربلاء وآل سعد قبيلة من بني منصور في أذناب الفرات والدجلة

كان جدهم نجم من أهل السنة من سكنة الدجيل ثم انتقل إلى لملوم من مساكن خزاعة وكان تاجراً وله شريك فتزوج شريكه امرأة وقبل أن تمضي سبعة أيام دعاه إلى الخروج معه للتجارة فقيل له أين تمضي مع هذا المتقفطن لكثرة ثيابه التي كانت عليه فسمي بأبي قفطان ثم أن نجماً تشيّع أيام توطّنه في لملوم وانتقل ولده الشيخ علي إلى النجف فولد له الشيخ حسن وأخاه الشيخ محمد من أم والشيخ جعفر وإخوته من أم أخرى طفيلية من آل حتروش

والشيخ حسن بمقتضى ما ذكر في العنوان هو حفيده لا ولده الصلبي والمنقول عن طبقات الشيخ علي الجعفري المسمى بالحصون المنيعة أن انتقاله من لملوم إلى النجف كان في حدود سنة 1200 ه وفي النجف ولد له الشيخ حسن. (9)

ويقول السيد الأمين أيضاً عن هذه الأسرة: (وقفطان اسم أعجمي لنوع من اللباس كان يلبسه جدهم فقيل له: أبو قفطان، هكذا نقل عن بعض أحفادهم، وآل قفطان من بيوتات العلم والفضل القديمة في النجف خرج منهم عدة علماء وشعراء) (10)

ويقول عنها الشيخ محمد رضا الشبيبي: (آل قفطان بيت من بيوت الأدب والبلاغة والبيان، منشؤهم في النجف، وأصلهم من آل رباح فخذ من بني سعد العرب المعروفين في العراق، نبغ منهم جماعة في الفقه والأدب، وأشهر من عرفناه منهم الشيخ حسن المترجم ومن أبنائه الشيخ إبراهيم والشيخ أحمد، وكانت لآل قفطان مكتبة ثمينة في النجف يرجع إليها طلبة العلم والأدب وكان إنشاؤها مما تقتضيه طبيعة مهنتهم الوارقة، وعُني آل قفطان بالأدب والتاريخ والفنون وتمتاز مجاميع آل قفطان باحتوائها على تاريخ الحوادث والوقائع التي وقعت في العراق في القرون الثلاثة الأخيرة بعد الألف للهجرة وهي تواريخ مفيدة لمن يعنى بهذا الشأن من العراقيين) (11)

ويقول عنها الخاقاني: (وآل قفطان من بيوت النجف العلمية الأدبية الشهيرة ضم عدداً من الأعلام، وقد نبغ منهم في الفقه والأدب جماعة احتفظ التاريخ لهم بذكر طيب ومآثر خالدة، وكانت لديهم مكتبة ثمينة ضمت ألواناً من الآثار الأدبية...) (12)

درس الشيخ حسن قفطان الفقه على يد الشيخ علي بن الشيخ جعفر كاشف الغطاء حتى نبغ فيه، وعُد من الأعلام الأفاضل، كما درس على يد العالم الجليل الشيخ محمد حسن صاحب الجواهر وكان يعد من أجل تلامذته وأفاضلهم. وفي الأُصول درس على يد الميرزا أبي القاسم القمي.

واتخذ الوراقة مهنة له وورث ذلك عنه أبناؤه وأحفاده، إلّا أنه كان يمتاز عنهم باتقان الفقه واللغة والبراعة فيهما، وهذا ما حدا بأستاذه أن يحيل إليه وإلى ولده الشيخ إبراهيم تصحيح الجواهر ومراقبته حتى قيل: أنه لولاهما لما خرجت الجواهر، لأن خط المؤلف كان رديئاً وقد كتب النسخة الأولى عن خط المؤلف ثم صارا يحترفان بكتابتها وبيعها على العلماء وطلاب العلم وأكثر النسخ المخطوطة بخطهما، وهذا دليل على أن المترجم كان يعرف ما يكتب، وكان جيد الخط والضبط. (13)

قال فيه الشيخ محمد السماوي: (ولد في النجف الأشرف وتوفي فيها عن عمر يناهز الثمانين ودفن في الصحن الشريف العلوي عند الايوان الكبير المتصل بمسجد عمران، كان فاضلاً ناسكاً تقياً محباً للأئمة الطاهرين وأكثر شعره فيهم) (14)

وقد ترجم له السيد الأجل حسن الصدر في تكملة أمل الآمل ترجمة وافية قال عنه منها: (كان في مقدمي فقهاء الطائفة مشاركاً في العلوم فقيهاً اصولياً حكيماً إلهياً وكذلك له التقدم والبروز في الأدب وسبك القريض وله شعر من الطبقة العليا). (15)

وقال عنه الشيخ علي كاشف الغطاء: (كان فاضلا زكيا تقيا ناسكا أديبا لوذعيا شاعرا بارعا وأكثر شعره في الأئمة عليهم السلام، وله مطارحات مع أدباء عصره وتواريخ في أغلب الوقائع..) (16)

وقال عنه السيد جواد شبر (كان جامعاً مشاركاً في العلوم بأكثر من ذلك) (17)

يقول الشبيبي: (فقيه لغوي، اتخذ الوراقة مهنة له في النجف، وكان جيد الخط والضبط، وقد ورث ذلك عنه أبناؤه وأحفاده وأدرك عصر الشيخ حعفر النجفي الكبير وعصر أولاده وأخذ عنهم وتفقه بهم ثم اتصل بصاحب الجواهر وهو أكبر أساتذته في الفقه وقد اختص به، وإليه وإلى ولده أحال الشيخ صاحب الجواهر تصحيح الجواهر ووراقتها حتى قيل: لولاهما ما خرجت الجواهر لأن خط مؤلفها كان ردياً جداً لا يكاد يقرأ فكتبا أول نسخة منها عن خطه لأنهما بصيران به ثم صارا يحترفان بكتابتها ويبيعانها على العلماء وطلاب العلم، وأكثر النسخ المخطوطة منها قبل أن تطبع كانت بخط القفطانيين...) (18)

وقال الخاقاني: (عرف الشيخ حسن خاصة بدرس قاموس الفيروزآبادي وقد جرد منه رسائل مفيدة في بعض الأصول اللغوية وغيرها، والخلاصة كان أديبا صحيح الطبع سليم الذوق له تقريظ مفيد على كتاب براهين العقول في شرح تهذيب الأصول للشيخ محمد بن يونس الحميدي النجفي، كتبه على ظهر النسخة بخطه..) (19)

ورغم تعدد موارد علوم وثقافات الشيخ حسن قفطان إلا أن مؤلفاته اقتصرت على اللغة والأدب، يقول الشبيبي: (وعُني آل قفطان بالأدب والتاريخ والفنون كما مر وعرف الشيخ حسن خاصة بدرس قاموس الفيروزبادي وقد جرد منه رسائل مفيدة في بعض الأصول اللغوية وغيرها تأتي عند ذكر مؤلفاته وبالجملة كان أديباً صحيح الطبع سليم الذوق) (20) 

ومن مؤلفاته:

1 ــ أمثال القاموس

2 ــ رحلة الأضداد

3 ــ طب القاموس

4 ــ رسالة في الأفعال اللازمة المتعدية في الواحد.

5 ــ رسالة المثلثات

6 ــ تعليقات مفيدة على نسخة من المصباح المنبر للفيومي نسخها بيده سنة 1265

7 ــ تأليف في الفقه لم يخرج إلى المبيضة (21)

شعره

قال الخاقاني: (وفق في كثير من نتاجه الأدبي، وكما أجاد في النظم فقد أبدع في النثر الفني..) وذكر له بعض البنود والرسائل (22)

قال في مدح أمير المؤمنين (عليه السلام):

يا عـلّـة الإيجـــــــــادِ يا من حبُّه    لجـميعِ أعمالِ الـخليقةِ روحُ

لولاكَ ما أدَّى الرســــــــــالةَ آدمٌ    كلّا ولا نجّى الــسـفينةَ نوحُ

سجدتْ لكَ الأملاكُ لا بسواكَ بل    أحيا بإذنِكَ في الحياةِ مسيحُ

ما رقّ مـدحٌ فـيـكَ إلا فــــــــــاقه    للهِ مـدحٌ فـي عُلاكَ صريحُ (23)

وقال من قصيدته اللامية المطولة التي قدمناها في مدح أمير المؤمنين ورثاء الإمام الحسين (عليهما السلام):

وهو نفسُ الـنـبيِّ لمّـــــــــا أتاهُ    وفدُ نجرانَ طالبـين ابتهالا

فـدعـاهُ وبـنـتَـــــــه أمَّ سـبـطـيـ    ـهِ وسبطيهِ لا يــرى أبدالا

فاستهلّ القسيـسُ والأسقفُ الوا    فدَ رعباً اذ اسـتبـانا الوبالا

واستمالا رضاهُ بالجزيةِ العظـ    ـمى عليهم مضروبة إذلالا

ومنها في شجاعته:

أنـزلَ اللهُ ذا اعـتـــــــــــــمـاداً إليه    آيـة تـزعـج الـوغــــى أهوالا

ما استطاعت جموعهم يوم عرضٍ    لكفاحٍ إلا عليـــــــها استطالا

وطـواهـم طيَّ السجـــــــلِ وطوراً    لـفّـهـم فـيهِ يمنةً وشمــــــــالا

يغمدُ السيفً في الرقابِ وأخــــرى    يتحرَّى تقليـــــــدَها الأغلالا

صـالحَ الجـيـشِ أن تــكونَ له الأر    واحُ والنـــــاسُ تغنمُ الأموالا

قاتـلِ الناكثينَ والـقـاســـــطـيـن الـ    ـبهــمَ والمارقينَ عنه اعتزالا

كرعَ السيف في دماهمْ بــــــما حا    دوا عن الدينِ نزغةً وانتحالا

ومنها في فتح خيبر:

من برى مرحبـــاً بكفِّ اقتدارٍ    أطعمته من ذي الفقارِ الزيــالا

يومَ سامَ الجبانُ من حيث ولّى    راية الدينِ ذلّة وانخـــــــــــذالا

قلعَ البابَ بعدما هـــــي أعيتْ    عـنـد تـحريكِها اليسيرِ الرجالا

ثـم مـدَّ الـرتـاجَ جسراً فما تـمَّ    ولـكـن بـيـمـــــــــنِ يمناهُ طالا

ومنها في يوم الأحزاب:

وله في الأحـزابِ فـتـحٌ عـظيمٌ    إذ كفى المؤمـــنينَ فيه القتالا

حيـنَ سالتْ سيلَ الرمالِ بأعلا    مٍ من الشركِ خافقاتٍ ضـلالا

فـلـوى خـافـقـاتِـهـا بـيــــــمـينٍ    ولواهُ الخفّـاقُ يـذري الرمـالا

ودعا للبرازِ عـمــــــرو بن ودٍّ    يومَ في خنـدقِ المــدينةِ جـالا

فـمـشى يـرقلُ اشـتـيـاقـاً عـلـيٌّ    لـلـقـاهُ بــسـيـفِـهِ إرقــــــــــالا

وجثا بعد أن بـرى ساقَ عمرو    فوق عمرو تضرّماً واغتـيالا

ثـم ثنى برأسِ عـمـرو فـأثـنـى    جـبرئيلٌ مُهللاً إجــــــــــــلالا

فانثنى بالفخارِ من نصرةِ الديـ    ـنِ على الشركِ باسمِه مُختالا

وقال من قصيدته التي قدمناها في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) التي تبلغ (58) بيتاً ومنها يصف أصحابه الشهداء (سلام الله عليهم)

نصـروا ابنَ بــنتِ نبيِّهم فتسنّموا    عـزّا لهم في النشأتينِ ومفخرا

بذلــوا نفوسَــهـمُ ظـمــاءً لا ترى    مــــاءً يُباحُ ولا سحاباً مُمطرا

حـتــى أبيــدوا والرياحُ تـكـفّـلـتْ    بـجهــــازِهمْ كفناً حنوطاً أقبرا

مـتـلــفّـعـيـن دمَ الشهادةِ سندســاً    يـومَ التغابنِ أو حريراً أخضرا

للهِ يــوم ابـنِ الـبـتـولِ فــــــــإنـه    أشـجى البتولـةَ والنبيَّ وحيدرا

يوم ابـن حيدرَ والـخيولُ محيطة    بــخباهُ يدعو بالنصيرِ فلا يرى

إلّا أعـــادٍ في عــوادٍ فــي عــوا    رٍ فـي عوالٍ فـي نـبـالٍ تـبـتـرا

فهـناكَ دمدمَ طامنـاً فــي جـأشِـهِ    بـــمهندٍ يســـــــمُ العديدَ الأكثرا

مُـتصرِّفاً في جمعـــــهمْ بعواملٍ    عادت بجمعهمُ الصحيحَ مُكسّرا

بأسٌ وسيفٌ أخرسا ضوضاءهم    لـكـــــــنَّ أمـرَ اللهِ كـانَ مُـقـدّرا

وقال في رثاء الإمام الحسين (عليه ‌السلام) من قصيدته التي قدمناها:

نفسي الفـــــــــداءُ لسيدٍ    خانت مواثقَه الـــرعيّة

رامـت أمـيــــــــــة ذلّه    بالـسلمِ لا عـــزَّتْ أميّة

حاشاهُ من خـوفِ المنيَّـ    ـةِ والركونِ إلى الدنيّة

فـأبى إبـاءَ الأسْـدِ مـخـ    ـتاراً على الذلِّ المـنيـة

وحموه أن يردَ الـشريـ    ـعةَ بالعوالي السمهرية

فهناكَ صـــــالتْ دونَـه    آسادُ غيلٍ هاشـــــــمية

وقال من قصيدته في أبي الفضل العباس بن أمير المؤمنين (عليهما ‌السلام) من قصيدته التي تبلغ (34) بيتاً:

يـومٌ أبو الفضلِ استفزتْ بأسَه    فتياتُ فاطمَ من بني يــــــاسينِ

فـي خيرِ أنـصـارٍ براهمْ ربُّهم    لـلـديـنِ أوّل عـــــــالمِ التكوينِ

فرقى على نهدِ الجزارةِ هيكلٌ    أنـجبــــــــنَ فيه نتائجَ الميمونِ

متقـــــــــلّداً عضباً كأنَّ فرنده    نقشُ الأراقمِ في خطوطِ بطونِ

وأغاث صبيــته الظما بمزادةٍ    من ماءِ مرصودِ الوشيجِ معينِ

ما ذاقه وأخــــوهُ صـادٍ بـاذلاً    نـفساً بها لأخيهِ غير ضنيـــــنِ

وقال من قصيدة مطولة في رثاء الإمام الحسين واستنهاض الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) ذكر منها الخاقاني (28) بيتاً ومنها في دولة الإمام المهدي:

متى امتطى نهدَ الجزارةِ فارهاً    بدولةٍ سلطانِ الورى مدركُ الثارِ

إمامٌ يـرانـا وهـو عـنّـا مُـحجَّبٌ    إلى طلـعـةٍ مـنه ببــارقهِ الشاري

تـعـودُ بـه الـدنـيـا شباباً نعـيمُها    لها زهـوُ أزهـارٍ ويـــانـعُ أثـمـارِ

ويملؤها بالعدلِ من بعد جورِها    ويكـلـؤهـا مـن موبقـاتٍ وأخطارِ

وتـخـصـبُ أقـطارُ البلادِ بنائـلٍ    لــها مـن نـداهُ لا بـوابـلِ أمـطـارِ

ويـحنى علينا دولة الدينِ غضَّة    تـضــيءُ بـأنـوارٍ وتـزهو بأنوارِ

له مطـلعٌ بـيـن الـحطيمِ وزمزمٍ    بأعـلامِ نصرٍ في حواريِّ أنصارِ (24)

وقال من قصيدته في أمير المؤمنين ورثاء الإمام الحسين (عليهما السلام) والتي تبلغ (25) بيتاً وقد قدمناها:

علي فـــــــأما الـــــــــــــولاية والـ    ـحكومة في الــــنشأتين فلكْ

قــــــليلٌ بشـأنك إني أقـــــــــــــول    لِطَوعِ يَــــــمينكَ دور الفَلَكْ

أتدري حسين أُخيفَ فـــــــســــــارَ    بأهْلِيهِ في أي وادٍ سَـــــــلَكْ

وكاتَبَهُ رُؤســـــــــــــاء الــــعــراق    هَلُمَّ نُبـــــــــايعكَ لنْ نخذلكْ

 دَعَوهُ ومُــــــــذْ أنــزلوه الــــــعَرا    به فـــي الطـفوفِ يزيدٌ فَتَكْ

 حــــــــسينٌ ودونَك يــــــا لـــيتني    أكــــــونُ المُجَدِّلَ مَن جَدَّلَكْ

 ومَنْ حَشَّدَ الجُنْدَ جُنْدَ الـــــــــــعرا    قِ عـليك ومَنْ بالعَرا أنزَلَكْ

 بِقانِي وَرِيِدَك مَـــــــنْ زَمَّــــــــلَكْ    بِـفيضِ دِمائِكَ مَـــــنْ غَسَّلَكْ

 أزينُ العبــــــــــــــادِ أسيراً حملت    على ضالع تشتكـــــي عِلَّتَكْ

 تُعاني السّرى فــوقَ عـجف المَطا    تُعاينُ جُزر الـمَدى أُسْــرَتَكْ

 تُقاسي معَ الغِــلّ عَـــــــضّ القُيودِ    أتَعْلَمُ هــــــــــاشِمَ مَنْ غَلَّلكْ

 أبا حَـــــــــــــــــسَنٍ ولأَنْتَ العَليمُ    بِيومِ الطُّفــوفِ فَـــلَنْ أُعَلِّمَكْ

 رقى فوق مــنبـــــــــرك ابن زياد    وقَرَّعَ بالسَــبِّ ذُريَّـــــــــتَكْ

 وجَعْجَعَ فــي كربلا بـــــــالحُسينِ    واظمأ أعَــــــــداكَ رَيْحانَتَكْ

 هم ضــربوا أنّبوا خضَّـــــــــــبوا    أبوا نقضوا نـكــــــثوا بيعتك

 جَفوا جَعْجَعوا حَرّضوا رَضَّضوا    نـــــفوا فتكوا سفكوا مهجتك

عتوا صــــــــــــلبوا سلبوا سحبوا    عدوا نــــــــهبوا عذبوا فئتك

سعوا جرَّعوا الســـــمَّ شكوَ النبال    أباحوا حِماكَ ســــبوا نِسوَتَكْ

أبادوا بنيكَ وطـــــــــــافوا بروسِ    ذراريكَ وانتهكوا حُــــرْمَتَكْ

رموا غدروا جزروا بــــــــــقروا    بَنوا سَجَـــــنوا حَرَثوا تُربَتَكْ

طـــــــــــــــغوا نكّلوا مثلوا غللوا    بَغَوا طَرَدوا صَــفَّدوا عِتْرَتَكْ

بِفَيء بَنيكَ اسْـــــــــــــــــتَبَدَّ يزيد    وحكَّـــــــــمَ بالسّيفِ لَمّا مَلَكْ

فَــــــــــــــــكَمْ مِن دَمٍ للنبيِّ سَفَكْ    وكَـــــــمْ مِن حَريمٍ له قدْ هَتَكْ

سَيَنْتَقِمُ اللهُ مــــــــــــــــــــــنه بِما    تَهَتّكَ فـــــــــــي دينهِ وانْتَهَكْ

على حُكمِ سُلـــــــــطانِ عَدْلٍ بِدَوْ    لَتِهِ في السّمـــــاءِ يُنادي مَلَكْ

....................................................

1 ــ أدب الطف ج 7 ص 103 ــ 105 / ذكر منها الخاقاني (25) بيتاً في شعراء الغري ج 3 ص 20 ــ 21 / وذكر منها السيد محسن الأمين (16) بيتاً في أعيان الشيعة ج ٥ ص ٢٠٠

2 ــ ذكر منها الخاقاني (25) بيتاً في شعراء الغري ج 3 ص 26 ــ 27 / وذكر منها السيد جواد شبر (82) بيتاً في أدب الطف ج 7 ص 108 ــ 111 / وذكر منها السيد محسن الأمين (62) بيتاً في أعيان الشيعة ج ٥ ص ٢٠٠

3 ــ شعراء الغري ج 3 ص 24 ــ 25

4 ــ شعراء الغري ج 3 ص 28 ــ 30

5 ــ أعيان الشيعة ج ٥ ص ٢٠١ / شعراء الغري ج 3 ص 39 ــ 40 / أدب الطف ج 7 ص 108 ــ 108

6 ــ أدب الطف ج 7 ص 112 ــ 113

7 ــ أدب الطف ج 7 ص 106

8 ــ شعراء الغري ج 3 ص 10

9 ــ أعيان الشيعة ج ٥ ص ١٩٩

 10ــ أعيان الشيعة ج ٢ ص ١٢٥ في ترجمة إبراهيم قفطان نجل الشيخ حسن قفطان

11 ــ نفس المصدر ج 5 ص 199 عن مجلة الحضارة

12 ــ شعراء الغري ج 3 ص 10

13 ــ أدب الطف ج 7 ص 106

14 ــ الطليعة ج 1 ص 131

15 ــ تكملة أمل الآمل ج 2 ص 379

16 ــ الحصون المنيعة ج 9 ص 190

17 ــ أدب الطف ج 7 ص 106

18 ــ شعراء الغري ج 3 ص 10 عن مجلة الحضارة

19 ــ شعراء الغري ج 3 ص 11

20 ــ أعيان الشيعة ج 5 ص 199

21 ــ . شعراء الغري ج 3 ص 12 / أعيان الشيعة ج ٥ ص ١٩٩

22 ــ شعراء الغري ج 3 ص 12 ــ 16

23 ــ علي في الكتاب والسنة والأدب ج ٤ ص ٤٠٩

24 ــ شعراء الغري ج 3 ص 17 ــ 18

كما ترجم له:

الشيخ جعفر النقدي / الروض النضير ص 315

كاظم عبود الفتلاوي / مشاهير المدفونين في الصحن العلوي الشريف ص. 100 ــ 101

رسول كاظم عبد السادة / موسوعة أدباء إعمار العتبات المقدسة ج 1 ص 301 ــ 303

المرفقات

كاتب : محمد طاهر الصفار