قمح من فيض الجواد

في ذكرى استشهاد تاسع الإئمة المعصومين الإمام محمد بن علي الجواد (صلوات الله عليه)

قلْ كلُّ عـيـسى فيه مـن مولودِ *** ومـحمَّدٍ .. ولـواءِ أهل الجـودِ

هذا الذي اعتمر الإمـامة عمَّةً *** فـي سـابع الأعوامِ بيتَ قصـيدِ

رُميتْ له الأقلامُ بعدَ نضوبِها *** والـشـعـرُ ضـيَّـعَ لـعـبةَ التـقعيدِ

ما إن هوى هذا الجوادُ على الثرى *** حتى تغنّى أجملَ التـغريدِ

ما كانَ طـفـلاً لـفَّ وسطَ قماطِهِ *** مـنـذُ الـولادةِ ذا قـويُّ الـعودِ

منذ الولادة ناطقٌ عـن نـاطـقٍ *** فـي سـنَّـةٍ للـنـطقِ وسطَ مـهودِ

لو غيِّبَ القرآن .. كانَ وجـودهـم *** قـرآنـنـا يـتـلـى كـما الأملودِ

ووجودهم أشـجـارنا نـطـقتْ له *** كـانت لـسـانَ حـفـيـفهم بمدُودِ

وصخورنا جعلته نطق صلابةٍ **  والآنَ عند الطرقِ صلبَ حديدِ

يا ذا الجوادِ .. ولـيـدُنـا ومرادُنا *** وإمـامُـنـا طـفـلاً لـكـلِّ مـريـدِ

لمَّا ولدتَ وكلَّ نـطـقـكَ بـارزٌ *** وجـمـالُ وجـهِـكَ آية الـمـعـبودِ

عيسى أحسَّ بأنَّ نطقَ مهاده *** هوَ مـن صداكَ بأجملِ الـتـرديـدِ

يا أيُّها المخلوقُ قبلَ وجودهِ *** فـي عـالـمِ الـتـكـويـنِ لـحـنَ نـشيدِ

بـل يـا وجــوداً ســابــقــاً بــإرادةِ الــرحــمــنِ إنـشـاءً لأيِّ وجــودِ

لـو لم تكنْ ما قالَ ربَّـكَ كـنْ إلـى *** شـيءٍ ومـا حـدَّدتَـهُ بـحـدُودِ

إذ أنتَ طفـلٌ مطلقٌ عن مطلَقٍ *** وإلـيكَ تُعطى عهدَةُ الـمـحـدودِ

والنطقُ في مهدٍ وسرُّ إمامَةٍ *** فـي الـسـبـعِ ذا المعتادُ بالـتـعـويدِ

لا معجزٌ باسمِ الفرادة .. ذاتكم *** هـي معجزُ التفريدِ والـتـوحـيدِ

وإليكَ يـنـمـى الأنـبـيـاءُ وكلَّهم *** قصدوا مرادَكَ ما أتوا بـجـديـدِ

فقديمكم فيه الجديد لمن مضوا *** وجـديـد من لحـقـوا لـهم بعهودِ

أنا عهدكم مولاي لستُ بخالفٍ عهدي وذي الأحزان من مقصودي

يا من لهم قـصـدُ الـسـبيلٍ هدايةٌ *** من إصـر رحـلـتنا وغلِّ قيودِ

يا من لهم ترصـيـدنا بـشـفاعةٍ *** وولايـةٍ كـأسٌ يــكونُ رصيدي

إذ تـملـؤوهُ بـكـوثـرٍ يـنـمـى لـكم *** نُـنـمـى لكم يا أهـلَ كلِّ مزيدِ

سلمان عبد الحسين

المرفقات

: سلمان عبد الحسين