في الثالث عشر من حزيران ذلك التاريخ الذي بات معلقا في أذهان العراقيين أجمع وهو اليوم الذي أعلنت فيه المرجعية الدينية العليا فتوى الدفاع الكفائي عبر ممثلها، الشيخ عبد المهدي الكربلائي ومن الصحن الحسيني الشريف في كربلاء، لتقلب بذلك موازين الحرب لصالح العراقيين الذين هبوا للدفاع عن الارض والعرض والمقدسات.
وبالتزامن مع مرور (6) سنوات على الفتوى الخالدة، وبالإضافة للظروف الراهنة التي يعيشها العراق من ازمة اقتصادية وصحية بعد تفشي جائحة (كورونا) وانتشارها في اغلب دول العالم ومنها العراق، ينشر الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة معلومات تخص دور العتبة المقدسة ما بين فتوى عام 2014 وعام 2020 والتي تضمنت دعوة التكافل الاجتماعي ومساعدة العوائل المتعففة ودعم الكوادر الصحية.
البداية
بدأت العتبة الحسينية من خلال تأسيس لجان متعددة المهام منها لجان لمتابعة شؤون المقاتلين وأخرى للدعم اللوجستي وايصال الغذاء الى المرابطين في سوح القتال في المناطق الساخنة، بالإضافة الى لجان لمتابعة النازحين واستقبالهم في كربلاء وتوفير السكن لهم ، الى جانب تكليف لجان اخرى بتوزيع الأطعمة وتوفير الخدمات الصحية.
العتبة الحسينية في ذلك الوقت سخرت جميع طاقاتها لمساندة المواطنين والقوات الأمنية لعبور الازمة والخلاص من عصابات (داعش) الإرهابي، كما قامت في عام 2015 بتأسيس شعبة رعاية ذوي الشهداء والجرحى للتكفل بإجراء العمليات المجانية داخل وخارج العراق وفي ارقى المستشفيات العالمية والمحلية للجرحى من القوات الأمنية والحشد الشعبي، فضلا عن توفير السكن لعوائل الشهداء من خلال بناء دور سكنية والمساهمة بتأثيثها والتكفل بتعليمهم وإقامة الورش التنموية والتدريبية لأبناء المقاتلين.
ولم يتوقف عمل هذه الشعبة حيث أصبحت قسما مهما في العتبة الحسينية وتستمر بتقديم الخدمات للمقاتلين والحالات الإنسانية الاخرى ولغاية الآن.
وفي عام 2016 افتتحت العتبة الحسينية مستشفى الإمام زين العابدين (عليه السلام) التخصصي ليلتحق بالأقسام الأخرى في تقديم الدعم للمصابين في الحرب والعلاجات واجراء العمليات بشكل مجاني للمقاتلين وعوائلهم ليبلغ حجم المبالغ التي تحملها المستشفى خلال الحرب ما يقارب المليار ونصف المليار دينار عراقي.
العتبة الحسينية لم تتوقف على دعم المقاتلين فقط بل اتجهت نحو مساعدة العوائل الفقيرة والتي تضررت بسبب الحرب من خلال تقديم المساعدات المالية والغذائية وتوفير السكن لهم عن طريق فتح مجمعات خاصة كمجع أبا ذر الخاص بالنازحين والفقراء، بالاضافة الى توفير أماكن سكن أخرى، حيث تجاوز حجم الانفاق (8) مليار دينار.
خطوة أخرى وتاريخ جديد
ففي منتصف شهر اذار/ مارس الماضي اعلن العراق حظرا شاملا كإجراء وقائي للحد من انتشار جائحة (كورونا)، وبعد أيام من هذا القرار وبالتحديد يوم 21 اذار/مارس الماضي اصدر مكتب المرجع الديني الاعلى السيد علي الحسيني السيستاني استفتاء جديد حث فيه اهل الخير والتجار والشباب الغيارى بضرورة المساهمة بتوفير الاحتياجات الاساسية الضرورية للعوائل المتضررة خصوصا في ظل عدم الاهتمام الكافي من قبل الجهات الحكومية المعنية.
وبعد ساعات من صدورة الفتوى انطلقت العتبة الحسينية لتقديم شتى أنواع الخدمات للوقوف مع المواطنين من جهة ومساندة القطاعات الصحية من جهة أخرى، حيث بادرت بتوزيع مئات الآلاف من السِلال الغذائية على العوائل الفقيرة في عدة محافظات ، ومن ثم توجهت لمساندة القطاع الصحي في اغلب المحافظات العراقية، حيث افتتحت في 12 نيسان /ابريل الماضي، مركز الشفاء (1) في كربلاء وبسعة 60 سريرا، وبعدها أعلنت يوم 7 ايار/ مايو الماضي عن افتتاح مركز الشفاء (2) في مدينة النجف الأشرف بسعة 30 سريرا، أما في 17ايار/ مايو الماضي فقد افتتحت العتبة الحسينية مركز الشفاء (3) في محافظة بغداد بسعة 20 سريرا، وفي نفس الشهر افتتحت مركز الشفاء (4) أيضا في محافظة بغداء وبسعة (64) سريرا.
وأنجزت هذه المراكز بفترة قياسية وصممت وفق احد التصاميم الحديثة مع مراعاة العوامل النفسية للمصابين، فيما اعلنت بعد ذلك وفي بيان رسمي عن الشروع بإنجاز 5 مراكز شفاء جديدة في كل من محافظة ذي قار سعة (100) سرير، وواسط سعة (60) سريرا، والديوانية سعة (60) سريرا، وفي ديالى سعة (70) سريرا، و البصرة سعة (100) سرير، وذلك بهدف دعم وزارة الصحة في جهودها لمواجهة جائحة (كورونا).
مصطفى احمد باهض
تحرير: فارس الشريفي
الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة
اترك تعليق