103 - جابر الكاظمي: (1222 ــ 1312 هـ / 1807 ــ 1894 م)

جابر الكاظمي: (1222 ــ 1312 هـ / 1807 ــ 1895 م)

قال في مدح أهل البيت (عليهم السلام):

سناهمْ عـــمَّ نوراً كالدراري‏    فخـصَّ ضيـاؤه أهلَ السماءِ

وبغــــدادٌ وسـامـرّا فـطـوسٌ‏    فيثربَ فالغريُّ فـ (كربلاءِ)

إذا شدُّوا على الأعداء شدُّواً    مــآزرهمْ على صدقِ الإباءِ (1)

وقال من قصيدة في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (72) بيتاً:

أمَّ في ركبِه إلى أرضِ كربٍ‏    وبلاءٍ مــــن (كربلاء) يبابِ

فأحــاطتْ بذلكَ البحرِ حربٌ    بجيــوشٍ كمثلِ سيلِ الرَّوابي

ضاقــتْ الأرضُ منهمُ بعديدٍ    يومَ ضاقتْ رحابُها بالحرابِ (2)

الشاعر

الشيخ جابر بن عبد الحسين بن عبد الحميد بن جواد بن أحمد خضر بن عباس بن خضر بن عباس بن محمد بن مرتضى بن أحمد بن محمود بن محمد بن الربيع الربيعي، ينتهي نسبه إلى ربيعة بن نزار، ولقب بـ (الكاظمي) نسبة إلى ولادته في الكاظمية المقدسة.

أمه هي السيدة العلوية (الهاشمية) بنت السيد جواد بن رضا بن مهدي البغدادي، ويرجع نسبها إلى زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، كانت سيدة جليلة القدر عابدة زاهدة. (3)

قال السيد محسن الأمين: (كانت جليلة معظمة مقدسة عابدة زاهدة متهجدة وإن الشيخ محمد حسين الأصفهاني صاحب كتاب (الفصول الغروية في الأصول الفقهية)، والشيخ محمد حسن النجفي صاحب الجواهر كانا إذا جاءا لزيارة الإمامين الكاظمين (عليهما السلام) يزورانها في دارها لجلالتها). (4)

وقد أشار الكاظمي في شعره إلى جلالتها مفتخراً بنسبه العلوي من جهة أمه بقوله:

أنا من (أهلها) وقد شملتني    نسبةٌ حيث جدتي (الزهراء) (5)

والشاعر الكاظمي هو خال العالم الكبير المجتهد السيد حسن الصدر الكاظمي.

نشأ الكاظمي محباً للعلم والأدب وملازمة المجالس الأدبية في الكاظمية وحفظ كثيراً من التراث الشعري العربي، وكان أبوه قد جاء إلى الكاظمية من بلد لطلب العلم في عهد العالم الكبير محسن الأعرجي، فتهيأت للابن الأجواء الأدبية ودرس علوم العربية على يد أساتذة ذلك العصر وكان أبرز أساتذته الشيخ حبيب بن طالب الكاظمي فاستطاع بلوغ طموحه وحاز على مكانة كبيرة بين شعراء عصره وكان يكتب الشعر باللغتين العربية والفارسية وله في كليهما ديوان كما عرف بتميزه في الخط، وقد عرف بتواريخه في إعمار العتبات المقدسة في النجف الأشرف وكربلاء والكاظمية وسامراء.

سافر الكاظمي إلى إيران مرتين وهناك اتقن اللغة الفارسية وقد أصيب في آخر عمره باضطراب عصبي ومات في مسقط رأسه ودفن في الحضرة الكاظمية المقدسة وكان له ولد واحد اسمه طاهر مات في حياة أبيه (6)

يقول السيد محسن الأمين: (رأيته في الكاظمية وهو شيخ كبير..) (7)

وقال في ترجمته: (كان نادرة عصره في الشعر والحفظ وحسن الخط مع ورع وتقوى وتعفف، له تخميس الهائية الأزرية .... وكان ينظم الشعر بالفارسية. وله ديوان شعر اسمه "سلوة الغريب وهبة الأديب" وقد ذكر شرح نسبه أباً واماً وأدبه وبعض ظرايفه في مقدمة هذا الديوان....) (8)

وقال فيه الشيخ أغا بزرك الطهراني: (كان أحد شعراء الزمن وأدبائه ونديم ملوكه وأمرائه سافر إلى طهران في زمن فتح علي شاه سلطانها فامتدحه بقصيدة فأجازه، ثم عاد إلى محله، وعاود في زمن محمد شاه ...) (9)

وقال فيه السيد جواد شبر: (من فطاحل الأدباء، ملأ الأسماع بشعره، متضلعاً في الكلام والتفسير والحديث والتاريخ مع ورع وتعفف وتقوى ونسك لم يرَ في الشعراء بورعه وتقواه، وولاؤه لأهل البيت عليهم ‌السلام مضرب المثل حلو الكلام عذب الألفاظ موزون النبرات). (10)

وقال عنه الشيخ علي كاشف الغطاء: (كان فاضلاً كاملاً شاعراً ماهراً بالعربية والفارسية أديباً لغوياً عالماً بالعلوم العربية والأدبية وقد خمّس قصيدة الأزرية المشهورة فأحسن بتخميسه وأجاد). (11)

وقال عنه الشاعر عبد الباقي العمري: (أستاذ الكل في هذه الصناعة، وملاذ الجل في ترويج هذه البضاعة، مكلل تيجان مفارق أهل البراعة، بما ينثره من الدر، وينظمه من الشعر، وينفثه من السحر، في معاقل العقول ومعاقد عقود اليراعة ...) (12)

وقال السيد حسن الصدر: (كان هذا الشيخ من أفاضل علماء الأدب وأجلاء شعراء عصره، مع ورع وتعفف وتقوى ونسك، لم يُر في الشعراء بورعه وتقواه وتدينه، وكان شديد المجبة لأهل البيت وهو صاحب تخميس هائية الأزري، فلو لم يكن له إلا هذا التخميس لكفاه شرفاً وفضلاً وأدباً ونبلاً، وكان من أهل الفضل في جملة من العلوم غير علوم الأدب كالكلام والتفسير والحديث والتأريخ ولم يكن أحسن منه في محاضرته ومحادثته...) (13)

وقال عنه عبد العزيز البابطين: (شاعر شغفه حب آل البيت حتى شغله عما سواه، فملأ دنياه، كما استولى على لغته، وقاد صياغته، وشكل معارفه وحدد معالمه. نوَّع في الموضوع، وفي الممدوح، لينتهي القصيد إلى ذات الغاية التي لم يتجاوزها بصره ولم تدرك غيرها بصيرته، يحمل شعره إمكانات الفحولة بما يبدي من ثراء المعجم وغزارة المعرفة وندرة التصور، ولكن حبس الموهبة في الموضوع الواحد - مهما اتسع - يصيب القصيدة بالتصلب). (14)

شعره

امتاز شعره بقوة المعنى والسبك في اللغة وقد حقق ديوانه الشيخ محمد حسن آل ياسين وترجم له ترجمة وافية في مقدمة الديوان الذي احتوى على (394) صفحة ونشر في المكتبة العلمية - بغداد عام 1964 وغلب عليه طابع مدائح ومراثي أهل البيت (عليهم السلام) وإضافة إلى هذا الديوان فللكاظمي أثر أدبي آخر هو تخميس الأزرية في مدح النبي وأهل بيته الأطهار (عليهم السلام) التي تبلغ (570) بيتا ونشرت وحدها بتحقيق الشيخ محمد رضا المظفر في النجف بالمطبعة الحيدرية‌ عام 1950.

أما شعره بالفارسية فقد جمعه بديوان قدم له محمد رضا المظفر وقد عهد به لأحد أدباء إيران ليطبعه، لكنه فقد أثره. (15)

قال من قصيدة تبلغ (84) بيتاً في تمجيد الخالق وذكر آلائه ونعمائه وقدرته وعظمته ومد النبي وأهل بيته (عليهم السلام):

يا عـلـيـاً يُـنـمـى إليه الــــــعلاءُ    ولجـــداوهُ تنتـــمي الآلاءُ

وعـظـيـمـاً ذلتْ فـراعـنـةُ الـدهـ    ـرِ لديـه ودانتِ العظــماءُ

وغـفـوراً مـدَّت لـمـــغـفـرةٍ مـنـ    ـه يـديـهـا عـبيـدهُ والإماءُ

ورحيماً بالعـــالمينَ وفي الرحـ    ـمةِ منه به اقتدى الرحماءُ

ومفيضاً منه الفيوضاتُ فاضتْ    فتوالــــتْ ومـا لهنَّ انتهاءُ

وكريماً من جودِهِ كلُّ جـــــــودٍ    والندى والألاءُ والنـــعماءُ (16)

ومنها:

وجواداً عمَّ الوجــوداتِ منه    أيُّ جودٍ عُـفاتُه الكرماءُ

وعميماً بكلِّ فـضـلٍ عـظـيمٍ    مـستديـمٍ حفَّت به الآلاءُ

مجدهُ في الآفاقِ سـارَ ولكن    وقفتْ دونَ شأوِهِ الآراءُ

بـهـرَ الـعـالميـــنَ مـنه بهاءٌ    وسـنـاً عـزَّ شأنُه وسناءُ

ضلَّ من يطلبُ الدليلَ عليهِ    وعلـــيه قد دلّتِ الأشياءُ

ومنها في عظمته في خلقه:

دائمُ المجـــــدِ ينتهي كلُّ مجدٍ    وهوَ باقٍ ومجدُهُ والعلاءُ

أوجدَ الموجوداتِ إذ لا وجودٌ    معـــــه غـيرُه ولا إنشاءُ

ثم ينتقل إلى مدح أهل البيت (عليهم السلام) فيقول:

بالألى ما عصوكَ طرفةَ عينٍ    لا ولا غفــــــلةً هفوا ثم فاءوا

هُمْ قـــوامُ الدنيا بهم ثبتَ الديـ    ـنُ وقرَّت أرضٌ وقامتْ سماءُ

وهــمُ صـــفـوةُ الإلـهِ وآل الـ    ـمـصـطـفى والأئــمـةُ الأمـنـاءُ

وهمُ رحمة الإلـــــــــه ومنهمْ    أصفـياءُ الرحمنِ والأوصــياءُ

كلماتُ الرحمنِ هُمْ والـمعاني    وصفـاتُ الإلـــــــــهِ والأسماءُ

لا يضاهيهمُ الوجــــودُ بـمجدٍ    لا مـضـاهٍ لـه ولا أكفــــــــــاءُ

وفي الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) يقول:

وبها خـتمهـمْ إمـامٌ هـــــمـامٌ    لـيـسَ إلّا لحـــكمِه إصـغاءُ

ملكٌ تـسجدُ الملـــــــوكُ لديهِ    وتدينُ الغبراءُ والـخضراءُ

وعليه الأملاكُ تنزلُ بالنصـ    ـرِ وقد أذعنـتْ لـه الأمراءُ

هوَ نـورُ اللهِ الـذي من سـناهُ    ملأ الأرضَ والسماءَ سناءُ

وقال في مدح النبي (صلى الله عليه وآله) من قصيدة تبلغ (13) بيتاً:

للنبيِّ المصـطفى صدقُ ولائي    وهوَ العدَّة فـــــــي يومِ اللقاءِ

سيِّدُ الرسلِ الذي قـــــد سادهمْ    فـي مـعالـــيه وأزكى الأنبياءِ

رحمة الله التـــــي قد شــمـلت    كل دانٍ في الوجوداتِ ونـائي

ضاءَ وجهُ الأرض فيه والسما    قد أضاءت من سناهُ في ذُكاءِ

أسـمـحُ النــــاسِ وأنـداهــم يداً    لــفَّـعَ الدهـرَ نـداهُ بـــالـغــنـاءِ

مفردٌ لـولا الـــــــذي شـاطـره    فــي علومٍ باهراتٍ وعـــــلاءِ

صنوُهُ الندبُ علــيُّ المرتضى    صـفوةُ اللهِ ونورُ الأصـــفيـاءِ (17)

وقال في مدح أمير المؤمنين (عليه السلام) من قصيدة تبلغ (29) بيتاً:

نؤمُّ الغريَّ مقـــامَ الوصيِّ    ومثوى علـيٍّ ومأوى الإبا

إلى نبـأ فـي البـرايا عظيمٍ    وكـــــلُّ عـظيمٍ عظيمُ النَّبا

وفوجاً ففوجاً نزجُّ المديحَ    ونزجي الثــنا موكباً موكبا

إمامٌ له الشمسُ ردَّتْ وقد    دجا الليلُ والقرصُ قد غيِّبا

ومغربها قد غـدا مـشـرقاً    وقد كان مشـــــرقُها مغربا (18)

وقال من قصيدته البائية في رثاء الإمام الحسين وأهل بيته وأصحابه (عليهم السلام) والتي تبلغ (72) بيتاً وقد قدمناها:

فانتضى ابنُ النبيِّ للنصـــرِ قوماً    قــد أجابوا لنصــرهِ في الجوابِ

فرمى شرَّ معشرٍ مـــــــــن عداهُ    بأسودِ الوغى ضــواري الغلابِ

مـــن بـنـيـهِ وســــادةٍ من ذويــه    وكــــــــــــرامٍ نـقــــيَّــةٍ أطـيـابِ

رستِ الحـــــــربُ منهمُ برواسٍ    كمْ أبــادتْ جـبـالـــهـا بالضرابِ

فانتضـــــوا عزمةً لو انَّ هضاباً    جاولتـــها لأصــبـحتْ كالجوابي

فأقاموا قيـامـةً أصبـحـتْ فـيــهـا    جـبـالُ الـــهـيـجـاءِ مثلَ السرابِ

فتحوا في رماحِهم بابَ عــــــدنٍ    دونَ مـــــفـتـاحِ كـلِّ مـقـفلِ بابِ

حسبُهم في الحسابِ غــــرُّ فعالٍ    أزهرتْ فهي ضوءُ يومِ الحسابِ

ثم لمّا شاءَ القضــــــــاءُ بأن تقـ    ـضى ظماءَ الحـشا لبردِ الشرابِ

صرعتهم أيدي المنونِ فأضحوا    كالأضاحي بشعــبِ تلكَ الشعابِ

ومن حسينية أخرى تبلغ (29) بيتاً:

إذا مـــــا ذكرتُ صريعَ الطفوفِ    غدا يصرعُ الرزءُ قلباً جزوعا

نضا الروحَ في الضربِ منه فتىً    تردّى مـن الصبرِ فيها دروعا

هوى الديــنُ لما هوى في الثرى    وقـد كـان للــــدينِ حصناً منيعا

أرى رأسَـــــه وهــو ســرُّ الإلـه    بـرأسِ سـنـــــانِ سـنـانٍ أذيـعـا

تـقـولُ له زيــــــــنـبٌ والـدمـوع    نجيعٌ عـلـى مـن تـردّى نـجيعا (19)

وقال من قصيدة في التوسل بآل البيت (عليهم السلام) تبلغ (54) بيتاً:

ذاب قلبي فارفــــــــقْ بقلـــــبي إلهي    وأجــــرني من هولِ يومِ المعادِ

بـشـفـيـعِ الورى محـــــــــــمدِ بالمحـ    ـمـود حـقــــاً بـأحـمـدٍ بالـهـادي

بالنـبـيِّ الـهـادي الــذي أنـبـــــــــيـاءُ    اللهِ ألـقــــت إلـيه فــــضلَ القياد

بـالـرسـولِ الذي بــــــــــــه أرشدَ اللهُ    البرايـا إلـى ســـــبـيـلِ الـرشـادِ

بالحـبـيـبِ الذي يُــكشَـــــــــفُ الضُّرُ    وتـنــــجـو الـعـــبـادُ يومَ المعادِ

بـعـليٍّ بــالمرتضى حـــــــــجَّةِ المعـ    ـبودِ صدقاً بحيـــدرٍ ذي الأيادي

بأخِ المصطفى الذي اشـــــــــتُقَّ منه    نبعُه فـاغـتــــــدى شـقيقاً مفادي

بالوليِّ الذي إلــــــــــــــــــــيه ولائي    والعميدِ الـــــذي عليه اعتمادي

بإمامِ الورى ومـلجا الـــــــــــــــبرايا    وحمــى المـلــتجى مــن الآسادِ

بأمانِ الدارينِ من كــــــــــــــلِّ هولٍ    بنــــجاةِ الــــورى أبـي الأمجادِ

وبأزكى النســــــــــاءِ زوجِ عــــــليٍّ    فاطمِ الطهــرِ بنتِ أزكى العبادِ

بالإمــــــــــــــــــــامين شُبّرٍ وشُبيــرٍ    سبطـيَ المــصطفى من الإيجادِ

بـــــــــالذي قد أتتْ به وأخيـــــــــــه    آيُ فضــــلٍ تـربو على الأعدادِ

هم ذوو الـمـعجــــــــزاتِ فيها الروا    ياتُ أتـتــــــنا قـويـةَ الإســـــنـادِ

بالإمامِ المظلومِ بـالحسنِ الــــــــمسـ    ـمومِ بالمجتــــــبي بـــخيرِ عمادِ

بالعميدِ الشهيدِ أعني حـــــــــــــسيناً    بـسليلِ الهدى جــــــــديلِ الوهادِ

وبزينِ العبادِ أعــــــــنـي عــــــــليّاً    ذي المعالي والــــسيِّـــــد السجّادِ

بسمـيِّ الــــــــنـبـيِّ بـالـبـاقـرِ الـعـلـ    ـمِ الإلـهــــــــــيِّ بــاهـرِ الاتّـقـادِ

بأخِ الـبـذلِ جـعـفـر الـفـضـلِ بالصا    دقٍ القـــــــــــــــولِ نيّرِ الإرشادِ

بحليفِ الحلمِ كاظمِ الغيظِ موسى الـ    طُهر جدِّ الجوادِ بابِ المـــــــرادِ

بـعـليِّ الـرضـا الذي ضــــمن الخلـ    ـدَ لـمـن زاره مــــــــــن الـوفّـادِ

بجــــــــــــوادِ الندى محمدِ ملجأ الـ    ـجـودِ مـنجا الوجـودِ خيرِ جـوادِ

بعليٍّ الهـــادي إلـى الرشدِ مَـن ضـ    ـلَّ بضوءٍ مــــــــــن نورِه الوقّادِ

بالزكيّ الإمــــــــــامِ والعسكريِّ الـ    ـحسَنِ الطهرِ نجلِ أشرفِ هادي

بإمام العصرِ الذي تـــــــشرقُ الأر    ضُ بمـــــــرآهُ إذ ينادي المنادي

الإمام المهديِّ والخــــــــلفِ الحُجَّـ    ـةِ بـالحــــــقِّ مَـن أتـى بـالأيادي

ربِّ هَبْ زلّتي بــــهم واعفُ عنَي    وأجـــــــرني من هولِ يومِ التنادِ (20)

وقال في الإمامين الكاظمين (عليهما السلام) من قصيدة تبلغ (54) بيتاً:

حوتْ فلكي مجدٍ وقطبَ مـــآثرٍ     وبحري ندى بحرُ الندى منهما أجدى

إمـاميـنِ من فخريهما كلُّ مفخرٍ    تـــــــــــــــولَّدَ ما بين الورى إذ تولَّدا

ونورينِ يـكسو النّيراتِ سناهماً    سناءاً وفيــــــــه الشمسُ والبدرُ أسعِدا

جـوادينِ قـد عمَّ الوجودَ نداهما    فأضـــــحى بــــــــه جيدُ الزمانِ مقلّدا

سليـــلي هـداةٍ في القديمِ سناهمُ    براهُ القديـــــمُ الفـــــــردُ باليمنِ مُفردا (21)

وقال في مدح الإمام علي بن موسى الرضا (صلوات الله عليه) من قصيدة تبلغ (70) بيتاً:

ثنينا عــــطفَ محمودِ الثناءِ    لمغنى سبــــطِ ختمِ الأنبياءِ

لــــــــربـعِ هـدايـةٍ للهِ فـيــهِ    مواهبُ رحمةٍ لذوي الولاءِ

لمغنىً فيه للرضوانِ مأوىً    وفــــــيه للرضا أسمى بناءِ (22)

ومنها:

إلى شمسِ الشموسِ وما سواهُ    أنيـــسٍ في الأسى للأصفياءِ

إلــى شمسٍ حبا طوساً بشمسٍ    تفوقُ الشمسَ باهرةِ الضياءِ

فأشـــــــرقتِ العوالمُ من سناهُ    بـشمسٍ لا تغيبُ مدى البقاءِ

وللكاظمي تخاميس كثيرة لبعض الشعراء ومن تخاميسه قوله في تخميس قصيدة السيد حيدر الحلي في مدح النبي (صلى الله عليه وآله):

نبيَّ الهدى يا أبــــــــا القاسمِ    وعـــلَّة آدمَ والعـــــــــــالمِ

ويـا أيَّ مــــــــــــبـتـدأٍ خاتمِ    تـــــــــــخيَّركَ اللهُ من آدمِ

وآدمُ لــــــــــــولاكَ لمْ يخلقِ

بنـورِكَ لو لم يكن يستضيء    لما كـان للرشدِ يوماً يفيء

لأنكَ في الغيبِ قبلَ المجيء    بجبهتِـه كنتَ نوراً تضيء

كما ضـــاءَ تاجٌ على مفرقِ

عُـــــــــلاكَ وجوداً له سبَّبا    كذاكَ ســــــــجوداً له أوجبا

ومن قد أبى بالشقاءِ احـتبى    لذلكَ إبليسُ لــــــــــــمّا أبى

سجوداً له بعد طردٍ شـــقي (23)

وقال في تخميس الأزرية للشيخ محمد كاظم الأزري:

كم صروفٍ للنائبــــــــــاتِ شدادِ    رائحاتٍ عــــــــلى الأنامِ غوادِ

ولكَم سُــــــــــوِّمت كخـيلِ طرادٍ    كلُّ يــــــــومٍ للــحـادثـاتِ عوادِ

ليس يقوى رضوى على ملتقاها

كم خطوبٍ للدهرِ لا تتجـــــــلّى    وذنوبٍ عن نهجِها النسكُ ضلاً

إن عدتْ فضلَ مـــــن دنا فتدلّى    كيف يُرجى الخلاص منهن إلا

بذمامٍ من سيدِ الرســــــــــلِ طه (24)

...............................................

1 ــ ديوان الشيخ جابر الكاظمي ــ تحقيق الشيخ محمد حسن آل ياسين / منشورات المكتبة العلمية ــ بغداد 1384 هـ / 1964 م ص 34

2 ــ نفس المصدر ص 97 ــ 100

3 ــ مقدمة الديوان بقلم الشيخ محمد حسن آل ياسين ــ ج ــ

4 ــ أعيان الشيعة ج ٤ ص ٤٠

5 ــ ديوانه ص 5

6 ــ مقدمة الديوان ــ ك، ل ــ

7 ــ أعيان الشيعة ج ٤ ص 41

8 ــ نفس المصدر ص 40

9 ــ نقباء البشر ج 1 ص 274 ــ 275

10 ــ أدب الطف ج 8 ص 89

11 ــ نفس المصدر والصفحة عن الحصون المنيعة لكاشف الغطاء

12 ــ مقدمة الديوان ــ د ــ

13 ــ تكملة أمل الآمل ج 2 ص 242 ــ 247

14 ــ معجم البابطين

15 ــ مقدمة الديوان ــ ح ــ

16 ــ ديوانه ص 21 ــ 25

17 ــ نفس المصدر ص 27

18 ــ نفس المصدر ص 69 ــ 70

19 ــ نفس المصدر ص 269 ــ 270

20 ــ نفس المصدر ص 169 ــ 171

21 ــ نفس المصدر ص 178 ــ 179

22 ــ نفس المصدر ص 31 ــ 34

23 ــ أعيان الشيعة ج ٤ ص ٤١

24 ــ ديوانه ص 337

كما ترجم له:

علي الخاقاني / شعراء بغداد ج 2 ص 215 ــ 216

محمد حرز الدين / معارف الرجال ج 1 ص 147 ــ 150

محمد حسن آل ياسين / شعراء كاظميون ج 1 ص 185 ــ 213

محمد السماوي / الطليعة من شعراء الشيعة ج 1 ص 169 ــ 174

عبد الكريم الدباغ / موسوعة الشعراء الكاظميين ج 1 ص 269 ــ 304

أغا بزرك الطهراني / نقباء البشر ج ١ص ٢٧٤

عمر رضا كحالة / معجم المؤلفين ج ٣ ص ١٠٦

حميد المطبعي / أعلام العراق الحديث ص 191

المرفقات

: محمد طاهر الصفار