الشريف المرتضى (355 ــ 436 هـ / 966 ــ 1044 م)
قال من قصيدة في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (26) بيتاً:
لقد كُسرتْ للديــنِ فـــي يومِ (كربلا) كســـائرَ لا تُوســــى ولا هي تُجبرُ
فإمـــــا سبـــيٌّ بالــرمــــاحِ مســـوَّقٌ وإمّا قـــــتيـــلٌ في التــــرابِ معفّرُ
وجرحى كما اختارتْ رماحٌ وأنصلٌ وصرعى كما شاءتْ ضباعٌ وأنسرُ (1)
الشاعر
أبو القاسم علي بن الحسين بن موسى بن محمد بن موسى بن إبراهيم بن الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام)، (2) الملقب بـ(المرتضى) و(علم الهدى)، من أفذاذ علماء الشيعة ومفاخرهم، كان علماً هادياً، وبحراً زاخراً، ونوراً ثاقباً، وقد لقِّب بـ (علم الهدى) لقصة سنذكرها، و(ذو المجدين) لنسبه المتّصل بأمير المؤمنين (عليه السلام) من أبيه وأمِّه، فأمُّه هي السيدة الطاهرة فاطمة بنت الحسين بن الحسن (الناصر الأطروش ملك الديلم وشيخ الطالبيين وعالمهم وشاعرهم) بن علي بن الحسن بن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن على بن أبي طالب (عليه السلام). ملك بلاد الديلم والجيل ويلقب بالناصر للحق وجرت له حروب عظيمة مع السامانية (3)
كما لقب الشريف بـ(الأجل الطاهر) لجلالته، وقد تولى نقابة الطالبيين فكان كما وُصف: (إمام أئمة العراق، إليه فزع علماؤها ومنه أخذ عظماؤها، صاحب مدارسها وجماع شاردها وأنسها، ممن سارت أخباره وعرفت به أشعاره وتصانيفه في أحكام المسلمين ممن يشهد انه فرع تلك الأصول ومن ذلك البيت الجليل والملح الشريف، وفضائله كثيرة) (4)
ولد المرتضى في بغداد ودرس هو وأخوه الرضي عند ابن نباتة صاحب الخطب وهما طفلان، وكان الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان وهو كبير علماء الشيعة في ذلك الوقت قد رأى في منامه أن فاطمة الزهراء (عليها السلام) دخلت عليه وهو في مسجده بالكرخ ومعها ولداها الحسن والحسين (عليهما السلام) وهما صغيران فسلمتهما إليه وقالت: علمّهما الفقه ! فاستيقظ المفيد وتعجّب من ذلك، فلما أصبح دخلت عليه المسجد فاطمة بنت الناصر وحولها جواريها وبين يديها ابناها (علي المرتضى) و(محمد الرضي) وهما صغيران فقام إليها وسلّم عليها، فقالت له: أيها الشيخ هذان ولداي قد أحضرتهما إليك لتعلمهما الفقه، فبكى الشيخ وقصّ عليها المنام. (5)
وكان المفيد من أعاظم علماء عصره فكان (من جملة متكلمي الإمامية، انتهت إليه رياسة الإمامية في وقته، وكان مقدماً في العلم وصناعة الكلام) (6) وهو الذي (فضله أشهر من أن يوصف في الفقه والكلام والرواية) (7)
وتولّى المفيد تعليمهما وأنعم الله عليهما وفتح الله لهما من أبواب العلوم والفضائل ما اشتهر عنهما في آفاق الدنيا، وهذه الكرامة ليست جديدة على هذه الأسرة الطاهرة بأواصرها النبوية ومآثرها العلوية والتي توارثت الأمجاد والمناقب سيداً عن سيد، فقد كان أبو أحمد الحسين ــ والد الشريفين ــ نقيب الطالبيين وكبيرهم وقد لقّبه بهاء الدولة بن بويه بـ(الطاهر الأوحد) وكان السفير بين آل بويه وبين الحمدانيين وهو على جانب عظيم من المنزلة عندهم، وقد قال المعري في رثائه في قصيدته تبلغ (68) بيتاً:
أوْدَى فلَيتَ الحادِثاتِ كَفَــــــافِ مالُ المُسيفِ وعنبرُ المُستافِ
الطّـاهرُ الآباءِ والأبنــــــاءِ والـ أثـــــــوابِ والآرابِ والأُلاّفِ
رغتِ الرُّعودُ وتلك هَدّة واجبٍ جبلٍ هَــوَى في آلِ عَبد مَنافِ (8)
رحلة العلم
تلقى السيد المرتضى الفقه والأصول والتفسير وعلم الكلام عن أستاذه الشيخ المفيد منذ حداثة سنه، ورغم أنه استقى من غيره من العلماء الكبار في ذلك الوقت إلّا أن أعظم الشيوخ الذين تلقى عنهم واستفاد منهم وكان لهم عظيم الأثر عليه في مؤلفاته هما:
الشيخ المفيد، والشيخ أبي عبد الله المرزباني الذي كان إماماً من أئمة الأدب وعلماً من أعلام الرواية وكانت داره مقصد العلماء والأدباء ومعظم ما رواه السيد المرتضى في كتبه من الشعر واللغة والأخبار تلقّاه عنه.
ومن شيوخه أيضاً: عبد العزيز بن عمر بن محمد بن أحمد بن نباتة بن حميد بن نباتة، سهل بن أحمد بن عبد الله الديباجي، أبو القاسم عبيد الله بن عثمان بن يحيى الدقاق المعروف بابن جنيقا، أبو الحسن أحمد بن عمران بن الجندي النهشلي البغدادي، الحسين بن علي بن الحسين بن بابويه أخ الشيخ الصدوق، أبو الحسن (الحسين) علي بن محمد الكاتب، أبو القاسم الحسين بن علي بن الحسين ابن محمد بن يوسف الوزير المغربي، أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي المعروف بالشيخ الصدوق، أبو محمد هارون بن موسى التلعكبري الشيباني، علي بن محمد بن عبد الرحيم بن دينار الكاتب، أبو الحسين أحمد بن محمد بن علي الكوفي الكاتب، أبو القاسم علي بن حبشي الكاتب التلعكبري، الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسي النحوي (9)
ثم استقل المرتضى بالرأي بعد ذلك وتفرّغ للتدريس والتأليف فوضع الكثير من الكتب والرسائل والتصانيف واستنزف أيامه في المطالعة والتأليف مؤثراً مجالسة العلماء وطلاب العلم على مخالطة الرؤساء وذوي السلطان، بل إنه زهِد فيما ورّث له أبوه من نقابة الطالبيين والنظر في المظالم وإمارة الحج وآثر بها أخاه الرضي ليحقق رغبته في الانقطاع إلى العلم والخلوة إلى القراءة والدرس، ولم يتولّ شيئاً من هذه المناصب الاّ بعد وفاة أخيه وقد أعانه ما تهيّأ له من مكتبة واسعة تحوي على أكثر من ثمانين ألف مجلد وإنها قُومّت بعد وفاته إنها قومت بثلاثين الف دينار بعد أن أهدى إلى الرؤساء والوزراء شطراً عظيماً منها (10)
مع العلماء والطلاب
كان السيد المرتضى في نِعَم سابغة وخير كثير وثروة قلّ أن تتهيأ لغيره من العلماء فقد رُويَ أنه كانت له ثمانون قرية بين بغداد وكربلاء يشقّها بنهر ينتهي إلى الفرات وكانت السفن تسير فيه غادية ورائحة تحمل السفر والزوار وخاصة في موسم الحجيج، وكان لهم فيما يساقط من ثمار الأشجار العاطفة على النهر فاكهة موقوفة عليهم ولغيرهم ممن تحمل السفن وقدّروا ما تغلّه هذه القرى بأربعة وعشرين ألف دينار في العام، وقد تمكّن بفضل هذه الثروة من أن يعيش في داره مكفول الرزق مقضي الحاجات لا يشغله ما يشغل غيره من شؤون الدنيا ومطالب الحياة ولا يصرفه شيء عن القراءة والدرس والتصنيف والفُتيا، بل تمكن من أن يقضي حاجة قلبه من البر بالناس ومواصلتهم والعطف عليهم وخاصة من كان يمتّ إلى العلم بصلة أو يدلي إليه برحم ماسة، فكان منزله داراً للضيافة ومدرسة للتعلم والمدارسة، كما جعل للكثير من تلاميذه مرتبات منظّمة وأموالاً موقوفة عليهم، ووقف قرية كاملة يجري خيرها على ورق الفقهاء خاصة، رغبة في نشر الثقافة ونشر العلم بين الناس. (11)
وقد درس على يديه أعلام العلم والفقه ومن تلامذته: شيخ الطائفة، أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي، الشيخ حمزة بن عبد العزيز الطبرستاني الديلمي الملقب ب (سلار)، الشيخ تقي الدين بن النجم الحلبي كان خليفة المرتضى في البلاد الحلبية، الشيخ أبو القاسم عبد العزيز بن النحرير بن عبد العزيز المعروف بالقاضي ابن البراج كان خليفة أستاذه المرتضى والطوسي في البلاد الشامية، الشيخ أبو الفتح محمد بن علي بن عثمان الكراجكي، السيد عماد الدين أبو الصمصام ذو الفقار بن محمد بن معبد بن الحسن بن أبي جعفر المروزي الملقب بحميدان، الشيخ أبو عبد الله، جعفر بن محمد بن أحمد بن العباس الرازي الدوريستي، الشيخ أبو الحسن سليمان بن الحسن بن سليمان الطهرشتي الديلمي، الشيخ أبو الحسن محمد بن محمد بن أحمد البصروي، الشيخ أبو عبد الله محمد بن عبد الملك بن التبان، الشيخ أبو بكر أحمد بن الحسين بن أحمد النيسابوري الخزاعي، السيد محمد بن الحسن بن حمزة الجعفري، الشيخ عبد الرحمن بن أحمد بن الحسين النيسابوري الخزاعي الحافظ، الشيخ أبو الحسين هبة الله بن الحسين المعروف ب (ابن الحاجب)، القاضي أبو القاسم أحمد بن علي بن أحمد بن العباس النجاشي، محمد بن أبي الغنائم علي بن أبي الطيب محمد المعروف بالنسابة العمري صاحب كتاب المجدي، أبو الفرج يعقوب بن إبراهيم البيهقي، راوية ديوانه، الشيخ أبو عبد الله محمد بن علي الحلواني، السيد تقي بن طاهر الهادي الحسني النقيب الرازي، السيد نجيب الدين أبو محمد، الحسن بن محمد بن الحسن الموسوي، القاضي عز الدين عبد العزيز بن كامل الطرابلسي، الشيخ أبو بكر أحمد بن الخطيب البغدادي، الشيخ أبو الفضل ثابت بن عبد الله بن ثابت اليشكري، الشيخ أبو الفرج المظفر بن علي بن الحسين الحمداني، الشيخ أبو المؤيد موفق بن أحمد المكي الخوارزمي، الشيخ زربي بن عين كان من غلمان السيد المرتضى، السيد الحسين بن الحسن بن زيد الجرجاني، الشيخ القاضي أبو المعالي أحمد بن قدامة (12).
أخلاقه
كان السيد المرتضى على جانب كبير من الخلق ورحابة الصدر ونبل الخصال فقد رُوي أنه احتال رجل يهودي على تحصيل المال، وشفاعته الرغبة في العلم فحضر مجلس المرتضى واستأذنه في أن يقرأ عليه شيئاً من علم النجوم فأذن له وأمر بجائزة تجرى عليه في كل يوم فقرأ عليه برهة ثم أسلم. (8) ومن أمثال هذه القصص الكثيرة التي تروى عنه في كريم أخلاقه ما رواه ابن خلكان عن أبي زكريا التبريزي أن أبا الحسن علي بن أحمد الفالي الأديب كانت له نسخة من كتاب الجمهرة لأبن دريد في غاية الجودة فدعته الحاجة إلى بيعها فاشتراها الشريف المرتضى بستين ديناراً وتصفّحها فوجد بها أبياتاً بخط بائعها أبي الحسن الفالي وهي:
أنستُ بها عشرينَ حولاً وبـــعتُها لـقد طالَ وجدي بعدها وحنيني
وما كـــــان ظنّي أنني ســـأبيعُها ولو خلّدتني في السجونِ ديوني
ولكن لضعفٍ وافتقــــارٍ وصبيةٍ صــــغارٍ عليهم تستـهلّ شؤوني
فقلتُ ولم أمــــلكْ سوابـقَ عَبـرةٍ مقالة مـكويّ الفـــــــــؤادِ حزينِ
(وقد تخرجُ الحاجاتُ يا أمَّ مالكٍ كرائم من ربٍ بهــــنَّ ضنيـــنِ)
فلما قرأ المرتضى هذه الأبيات أرجع إليه النسخة وترك الدنانير جرياً على عادته من صلته بأهل العلم وبرّه بهم، (14)
فكانت الرحال تشد إليه ويفد الناس عليه من كل البلاد فكان يضع لكل منهم كتاباً وتعددت رسائله ومسائله فوضع المسائل الديلمية والطوسية والمصرية والموصلية وغيرها وبرع ونبغ في علم الكلام وأصول الجدل، فحاجّ النظراء والمتكلمين وناظر المخالفين، وكتابه الشافي حجةً على سعة اطلاعه وعلمه في الجدل، وله في تفسير القرآن الكريم وتأويله ما كشف عن علم مكنون لم يسبقه إليه غيره كما حفظ من أخبار العرب وأيامهم وأشعارهم ولغاتهم ما جعله في الرعيل الأول من الرواة والحفّاظ والأدباء فكان مفخرة العصور ومعجزة الدهر، فهو إمام الفقه ومؤسس أصوله، وأستاذ الكلام، ونابغة الشعر، ورواية الحديث، وبطل المناظرة، والقدوة في اللغة، وبه الأسوة في علوم العربية كلها، والمرجع في تفسير القرآن الكريم، وليس أدل على ذلك من كتابه (غرر الفوائد ودرر القلائد) المعروف بـ (الآمالي) الذي يعد آية من آياته الباهرة وأسفاره الفذة في عالم العلم والأدب، وكتابه (الشافي في الإمامة) الذي لم يصنّف مثله في الإمامة.
أما لقبه المرتضى فقد روي أن الوزير محمد بن الحسن مرض فرأى في منامه أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول له: قل لعلم الهدى يقرأ عليك حتى تبرأ فقال: يا أمير المؤمنين ومن علم الهدى؟ فقال (عليه السلام): علي بن الحسين الموسوي فكتب إليه فقال: الله الله في أمري فإن قبولي لهذا اللقب شناعة عليّ، فقال الوزير: والله ما كتبت إليك إلا ما أمرني به أمير المؤمنين (ع)، (15) فأضيف هذا اللقب الى ألقابه الأخرى: (المرتضى) و(الأجل الطاهر) و(ذي المجدين).
وقد أجاد المعري في وصفه مع أخيه الرضي في قصيدته التي رثى بها والدهما بقوله:
أبْقَيْتَ فينا كَوْكَبَينِ سناهُــــــــــــــــما في الصّبحِ والظّلماءِ ليسَ بخافِ
مُتَأنّـــقَينِ وفي المَـــــــــكــارِمِ أرْتَعَا مُتَألَقَيـــنِ بسُـــــــــــؤدَدٍ وعَـفافِ
قَدَرَينِ في الإرْداء بل مَطَرَين في الـ إجْداءِ بل قَمَرَينِ فــــي الإسدافِ
رُزِقا الــــــــــــعَلاءَ فـأهْلُ نَجدٍ كُلّما نَطَقا الفَصاحَةَ مثلُ أهـــــلِ دِيافِ
ساوَى الرّضيُّ الــمُرْتَضى وتَقاسَما خِطَطَ العُلى بتَناصُفٍ وتَــــصافِ
مع أبي العلاء المعرّي
وكان الشاعر الفيلسوف أبو العلاء المعري سمع فضائل المرتضى وعلمه فاشتاق إلى زيارته فحضر مجلسه فلما سمع حديثه قربه وأدناه فامتحنه فوجده وحيد عصره وأعجوبة دهره فكان أبو العلاء المعري يحضر مجلس السيد وعدّه من شعراء مجلسه وجرى بينهما مذاكرات في الرموز وغيرها ولما خرج المعري من العراق سُئل عن السيد المرتضى فقال:
يا سائلي عنه لمَّا جئــــتُ أسأله ألا هـــــو الرجلُ العاري من العارِ
لو جئته لرأيتَ الناسَ في رجلٍ والدهرَ في ساعةٍ والأرضَ في دارِ (16)
وكان المرتضى متفرِّداً في درسه متفنناً بمذاهب الكلام بصيراً بحقائق السير والتاريخ والأخبار أبدى تفوقاً عجيباً في التوفيق بين تأويل الآيات المتشابهة مما يبهم تأويله على الخاصة والعامة وكذلك أبان عن ذهنه الوقّاد الكشف عما دار على ألسنة العرب من نصوص الشعر واللغة بذكاء فريد وبصر نافذ وأعانه فيما فسّر وأوّل ووجّه وفرة محفوظه وسعة اطلاعه على الشعر واللغة ومأثور الكلام وكان الطابع الذي يغلب عليه عرض الوجوه المختلفة والآراء المحتملة مجوزاً في ذلك إمكان الأخذ بالآراء جميعاً وقد بذل جهده في تآليفه على تشييد مذهب أهل البيت (ع) والدفاع عن الحق ورفع الستار عن الحقيقة.
أهم مؤلفاته
ألف المرتضى كثيراً من الكتب والرسائل وقد عد منها الدكتور محمد أبو الفضل إبراهيم (71) مؤلفاً مع ذكر مصادرها وأماكنها والإشارة إلى المطبوع (17) منها وهي:
إبطال القياس
الانتصار في الفقه
إنقاذ البشر من القضاء والقدر
البرق
تتبع الأبيات التي تكلم عنها ابن جني في إثبات المعاني للمتنبي
تتمة أنواع الأعراض من جمع أبي رشيد النيسابوري
تفسير الخطبة الشقشقية
تفسير قصيدة السيد الحميري المعروفة بالقصيدة المذهبة، وهى القصيدة البائية في مدح أمير المؤمنين على بن أبى طالب، وتبلغ ١٧ بيتا، مطلعها:
هلّا وقفت على المكان المعشب ... بين الطويلع فاللّوى من كبكب ــ طبعت مع الشرح بمصر سنة ١٣١٣ بعنوان: «القصيدة الذهبية».
تفسير قوله تعالى: لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا
تفسير قوله تعالى: قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ ما حَرَّمَ رَبُّكُمْ
تفسير سورة الحمد، وقطعة من سورة للبقرة
تقريب الأصول
تكملة الغرر والدرر
تنزيه الأنبياء
جمل العلم والعمل
جواب الملحدة في قدم العالم من أقوال المنجمين
الحدود والحقائق
الخطبة المقمصة
الخلاف في أصول الفقه
ديوان شعره
الذخيرة في الأصول
الذريعة في أصول الفقه: قال عنه السيد حسن الصدر: (لم يصنف مثله جمعا وتحقيقا، استوفى فيه كل مباحثة - أي مباحث أصول الفقه - وتعرض لنقل الأقوال في مسائله، وحقق الحق فيها وكان هذا الكتاب هو المرجع في هذا العلم والذي يقرأه الناس إلى زمان المحقق نجم الدين الحلي، فلما صنف المعارج وكان كتابه سهل العبارة والمأخذ عكفت الطلبة عليه، وإن كان كتاب الذريعة إلى اليوم من أشهر الكتب في أصول الفقه عند الشيعة وأحسنها) (18)
الرد على يحيى بن عدي في اعتراض دليل الموجد في حدث الأجسام
الرد على يحيى بن عدي في مسألة سماها طبيعة المسلمين
الرسالة الباهرة في العترة الطاهرة
رسالة في المحكم والمتشابه
الشافي في الإمامة والنقض على كتاب المغني للقاضي عبد الجبار بن أحمد، قال عنه أبو جعفر الطوسي: إنه لم يؤلف مثله في الإمامة
شرح مسائل الخلاف
الشهاب في الشيب والشباب
طيف الخيال
غرر الفوائد ودرر القلائد المعروف بأمالي المرتضى ويعد من أهم كتبه
الفرائض في نصر الرواية، وإبطال القول بالعدد
الفقه الملكي
الكلام على من تعلق بقوله: وَلَقَدْ كَرَّمْنا بَنِي آدَمَ»
ما تفرد به الإمامية
مسائل آيات
مسائل أهل مصر الأولى والأخيرة
مسائل البادريات
المسائل التبانيات
المسائل الجرجانية
المسائل الحلبية الأولى والأخيرة
مسائل الخلاف فى الفقه
المسائل الرازية
المسائل الرمليات
المسائل السلارية
المسائل الصيداوية
المسائل الطبرية
المسائل الطرابلسية الأولى والأخيرة
المسائل الطوسية
المسائل المحمديات
مسائل مفردات من أصول الفقه
مسائل مفردات: نحو مائة مسألة في فنون شتى
المسائل الموصلية الثلاث
مسائل ميافارقين
المسائل الناصرية في الفقه
مسألة في الإرادة
مسألة في دليل الخطاب
مسألة في التأكيد
مسألة في التوبة
مسألة في قتل السلطان
مسألة في كونه تعالى عالما
مسألة في المتعة
المصباح في أصول الفقه
المقنع في الغيبة
الملخص في الأصول
المنع في تفضيل الملائكة على الأنبياء
الموضح عن وجه إعجاز القرآن
نقض الرواية، وإبطال القول بالعدد
النقض على ابن جنى فى الحكاية والمحكى
نكاح أمير المؤمنين ابنته من عمر
الوعيد
قالوا فيه
قال عنه الشيخ النجاشي: (أبو القاسم المرتضى، حاز من العلوم ما لم يدانه فيه أحد في زمانه، وسمع من الحديث فأكثر، وكان متكلّماً شاعراً أديباً عظيم المنزلة في العلم والدين والدنيا) (19)
وقال علي بن أبي الغنائم المعروف بـ (المجدي العمري): (أبو القاسم نقيب النقباء الفقيه النظار المصنف بقية العلماء وأوحد الفضلاء رأيته فصيح اللسان يتوقد ذكاء) (20)
وقال الشيخ الطوسي: (المرتضى متوحِّد في علوم كثيرة، مجمع على فضله، مقدم في العلوم مثل علم الكلام والفقه وأصول الفقه والأدب والنحو والشعر ومعاني الشعر واللغة وغير ذلك، له من التصانيف ومسائل البلدان شيء كثير مشتمل على ذلك فهرسته المعروف) (21)
وقال أيضاً: (انه أكثر أهل زمانه أدبا وفضلا، متكلم، فقيه، جامع العلوم كلها - مد الله في عمره) (22).
وقال ابن عنبة الحسني: (كان مرتبته في العلم عالية فقهاً وكلاماً وحديثاً ولغة وأدباً وغير ذلك، وكان متقدماً في فقه الإمامية وكلامهم ناصراً لأقوالهم) (23)
وقال عنه الباخرزي: (هو وأخوه من دوح السيادة ثمران، وفي فلك الرياسة قمران، وأدب الرضي إذا قرن بعلم المرتضى كان كالفرند في متن الصارم المنتضى) (24)
وقال عنه ابن حجر: (هو أول من جعل داره دار العلم وقدرها للمناظرة، ويقال: إنه أمر ولم يبلغ العشرين وكان قد حصل على رياسة الدنيا العلم مع العمل الكثير والمواظبة على تلاوة القرآن وقيام الليل وإفادة العلم و كان لا يؤثر على العلم شيئاً مع البلاغة وفصاحة اللهجة) (25)
وقال ابن العماد الحنبلي: (نقيب الطالبيين، وشيخ الشيعة ورئيسهم بالعراق، كان إماماً في التشيع والكلام والشعر والبلاغة كثير التصانيف، مُتبحّراً في فنون العلم) (26)
وقال عنه اليافعي: (إمام أهل العراق بين الاختلاف والافتراق، إليه فَزَعَ علماؤها، وأخذ عنه عظماؤها، صاحب مدارسها وجامع شارِدها وآنسها، ممن سارت أخباره، وعُرِفت بها أشعاره، وحمدت في ذات الله مآثره وآثاره، وتواليفه في أصول الدِّين، وتصانيفه في أحكام المسلمين؛ مما يشهد أنه فرع تلك الأصول، ومن أهل ذلك البيت الجليل) (27)
وقال عنه الصفدي: (كان فاضلاً ماهراً أديباً متكلماً، له مصنفات جمة على مذهب الشيعة) (28)
وقال ابن خلكان: (كان إماما في علم الكلام والأدب والشعر، وله تصانيف على مذهب الشيعة ومقالة في أصول الدين، وذكره ابن بسام في الذخيرة، وقال: (كان هذا الشريف امام أئمة العراق بين الاختلاف والاتفاق، إليه فزع علماؤها وعنه اخذ عظماؤها، صاحب مدارسها وجماع شاردها وآنسها، ممن سارت اخباره وعرفت به اشعاره، وحمدت في ذات الله مآثره وآثاره، إلى تآليفه في الدين وتصانيفه في احكام المسلمين مما يشهد أنه فرع تلك الأصول ومن أهل ذلك البيت الجليل والملح الشريف، وفضائله كثيرة) (29)
وقال الذهبي: (ديوان المرتضى كبير، وتواليفه كثيرة، وكان صاحب فنون … كان من الأذكياء الأولياء، المتبحرين في الكلام...) (30)
وقال ابن الجوزي: (وكان يناظر عنده في كُلِّ المذاهب) (31)
وقال الخوانساري: (أعرف الناس بالكتاب والسنة ووجوه التأويل في الآيات والروايات، فإنه لما سد باب العمل بأخبار الآحاد، اضطر إلى استنباط الشريعة من الكتاب والأخبار المتواترة، والمحفوفة بقرائن العلم، وهذا يحتاج إلى فضل اطلاع على الأحاديث، وإحاطة بأصول الأصحاب، ومهارة في علم التفسير، وطريق استخراج المسائل من الكتاب، والعامل بأخبار الآحاد في سعة من ذلك) (32)
وقال الدكتور محمد أبو الفضل إبراهيم: (وقد اجتمع إليه من فنون العلوم وضروب الآداب ما قلّ أن يجتمع لسواه، وضرب فيها جميعها بسهم وافر؛ فكان فقيها انتهت إليه رئاسة الإمامية فى عصره؛ بعد أن درس الأصول، ومحّض الحقائق، واستخرج المسائل، ونصب نفسه بعد ذلك للفتيا، فشدّت إليه الرحال، ووفدت إليه الناس من كل صقع، ووضع لكلّ كتابا؛ فهذه المسائل الديلمية، وتلك المسائل الطوسية، وهذه المسائل المصرية والموصلية وهكذا. وحذق علم الكلام وأصول الجدل، فحاجّ النظراء والمتكلمين، وناظر المخالفين؛ وكتابه الشافي حجة على طول باعه في الجدل. وله في تفسير القرآن وتأويل الكتاب ما كشف به عن بحر لا يسبر غوره؛ ولا ينال دركه؛ وقد حفظ من أخبار العرب وأشعارهم ولغتهم ما جعله في الرعيل الأول من الرواة والحفاظ والأدباء؛ وبكل هذا كان إمام عصره غير مدافع) (33)
وقال الشيخ عباس القمي: (هو سيد علماء الأمة، ومحيي آثار الأئمة، ذو المجدين أبو القاسم علي بن الحسين ابن موسى بن إبراهيم بن الإمام موسى الكاظم عليهم السلام، المشهور بالسيد المرتضى الملقب من جده المرتضى عليه السلام في الرؤية الصادقة السيماء ب (علم الهدى). جمع من العلوم ما لم يجمعه أحد، وحاز من الفضائل ما تفرد به وتوحد، وأجمع على فضله المخالف والمؤالف، كيف لا وقد أخذ من المجد طرفيه، واكتسى بثوبيه وتردى ببرديه، متوحد في علوم كثيرة، مجمع على فضله، مقدم في العلوم مثل: علم الكلام، والفقه، وأصول الفقه، والأدب، والنحو والشعر، واللغة وغير ذلك) (34).
صفته ووفاته
ذكر الخوانساري في صفة السيد المرتضى: إنه كان نحيف الجسم حسن الصورة اشتهر بالبذل والسخاء وذكر أيضاً أن وفاته كانت سنة 463 هـ، وصلى عليه ابنه أبو جعفر محمد وتولى غسله أحمد بن الحسين النجاشي، والشريف محمد بن جعفر الجعفري، وسلار بن عبد العزيز الديلمي، ودفن أولاً في داره ثم نقل إلى جوار جده الحسين (ع) ودفن في مشهده مع أبيه وأخيه الرضي وذكر أيضاً: (إن قبورهم ظاهرة مشهورة). (35)
والظاهر أنها كانت ظاهرة في ذلك الوقت ويدل على ذلك أن هناك روايات تؤكد على أنهم ــ المرتضى والرضي وأباهما ــ دُفنا عند قبر السيد إبراهيم المجاب جد المرتضى وحفيد الإمام الكاظم (ع). منهم السيد العلامة الطباطبائي عند ذكره للسيد المرتضى في (36) نقلاً عن الحسين بن علي بن شدقم الحسيني المدني صاحب مسائل الشيخ البهائي
مع الشعر
إضافة لتصدره مركز الرئاسة في العلوم والآداب، فقد كان المرتضى شاعراً مجيداً مكثراً وهذه الصفة قلما اجتمعت لشاعر بإكثاره وجودته قال ابن شهر آشوب: (إن ديوانه يربو على عشرين ألف بيت)، (37) وذكر بروكلمان (أن هناك نسخة منه في مكتبة مشهد) (38) وقد أورد المرتضى طائفة منه في كتاب الغرر (الأمالي) والشهاب، وطيف الخيال، كما ذكر الثعالبي في اليتيمة والباخرزي في دمية القصر قدراً وافياً منه كما أورد جزءاً منه الخطيب في تاريخ بغداد وقال عن المرتضى: (كتبت عنه وعن جامع الأصول أنه عدّه ابن الأثير من مجددي مذهب الإمامية في رأس المائة الرابعة) (39)
أما شعره في أهل البيت فيفيض شاعرية وولاءً، يقول من قصيدته التي تبلغ (25) بيتاً وقد قدمناها وهو يستذكر عطش جده الحسين (عليه السلام):
أأُسقى نميرُ الماءِ ثم يـــــــــلذّ لي ودوركمُ آلُ الرسـولِ خَلاءُ؟
وأنتمْ كما شاءَ الشتــــــاتُ ولستمُ كما شئتمُ في عيشةٍ وأشـــاءُ
تذادونَ عن ماءِ الفــراتِ وكارعٌ به إبلٌ للغـادريــــــــنَ وشاءُ
تنشّر منكمْ في القَــواءِ معاشــــرٌ كأنهمُ للمبصــــــــرينَ مُـلاءُ
ألا إنّ يومَ الطفِّ أدمى مـحاجراً وأدوى قلوبــــاً ما لهنّ دواءُ
وإن مصيباتِ الزمانِ كــــــثيرةٌ وربَّ مصابٍ ليسَ فيه عزاءُ (40)
وقال في يوم عاشوراء سنة 429 هـ في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) من قصيدة تبلغ (62) بيتاً:
إنَّ يـــــومَ الطفِّ يومٌ كانَ للدينِ عصيبا
لمْ يدع في القلبِ مني للــمسرَّاتِ نصيبا
إنه يومُ نــــــــــحيبٍ فالتــزمْ فيه النحيبا (41)
وقال في رثائه عليه السلام من قصيدة تبلغ (64) بيتاً:
يا صاحبي في يومِ عا شوراءَ والحدبِ المواتي
لا تـــــــسقني بالله فيـ ـه سـوى دموعِ الباكياتِ
ما ذاكَ يـــــوماً صيِّباً فاسمــــــحْ لنا بالصيِّباتِ (42)
وفي عاشوراء أيضاً من قصيدة تبلغ (56) بيتاً:
يا يومَ عـاشـورَ كمْ أطردتَ لي أملاً قد كـان قـبـلـكَ عـندي غير مـطرودِ
أنـتَ الـمُـرنِّـقُ عـيـشي بـعد صفوتِهِ ومُولجُ البيضَ من شيبي على السودِ
جُـز بـالـطـفوفِ فكمْ فـيهنَّ من جبـلٍ خـرَّ الـقـضـاءُ بـه بـيـن الـجـلامـيـدِ
وكــمْ جـريــــحٍ بـــلا آسٍ تــمــزِّقُــه إمِّـا الـنـسـورُ وإمِّـا أضـبـعُ الـبــيــد
وكـمْ سليـبَ رمـاحٍ غــيـر مُســتـتــرٍ وكـمْ صـريعَ حِمـامٍ غـيـر مـلـحـودِ
كـأنَّ أوجـهـهـم بـــيـــضــاً مـلألـئـةً كواكبٌ فـي عِـراصِ الـقفرةِ الـسـودِ
لم يُطعموا الموتَ إلا بعد أن حطموا بالضربِ والطعنِ أعـناقَ الصناديدِ
ولـم يـدعْ فـيـهمُ خوفَ الـجـزاءِ غداً دمـاً لـتربٍ ولا لـحـمـاً إلـى ســيـــدِ
مِـن كـلِّ أبـلـجَ كـالديــنارِ تــشـهــده وسط الـنديّ بفـضـــلٍ غير مـجحودِ
يـغـشـى الـهـياجَ بكفٍّ غير منقبضٍ عن الضـرابِ وقـلبٍ غــير مـزرودِ
لم يـعـرفـوا غـير بثّ العرفِ بينهمُ عفواً ولا طـبـِعـوا إلا عــلـى الـجـودِ
يا آلَ أحـمـدَ كـمْ تُلـوى حــقــوقــكـمُ لـيَّ الـغـرائبِ عـن نـبـت الـقـراديـد
وكـمْ أراكـمْ بـأجوازِ الـفـلا جُـــزراً مُــبـدَّديـــنَ ولــــكـن أيّ تــبـــديــد؟
لـو كـان يـنصِفكمْ من ليس ينصفكمْ ألـقـى إلـيـكـمْ مُـطـيــعـاً بـالمـقـالـيـدِ
حُـسِـدتـمُ الـفـضلَ لم يحرُزْهُ غيركمُ والـنـاسُ مـا بـيـنَ محرومٍ ومحسودِ
جـاءوا إلـيـكـمْ وقد أعـطوا عهودَهمُ فـي فـيلقٍ كزهـاءِ الـلـيــلِ مــمـدود
مـسـتـمـرحـيـنَ بأيديـهـم وأرجـلـهـم كما يشاءونَ ركضَ الـضمّـرِ القودِ
تهوي بـهـم كـلُّ جــرداءٍ مـطـهّـمـةٍ هـويّ سجـلٍ مـن الأوذامِ مــجــدودِ
مـستشعرينَ لأطرافِ الرمـاحِ ومِن حدِّ الظبـا أدرعــاً مـن نــسـجِ داودِ
كـأنَّ أصواتَ ضـربِ الهامِ بيـنـهـمُ أصواتُ دوحٍ بأيـدي الريحِ مـبرودِ
حـمـائـمُ الأيـكِ تـبـكـيهـمْ على فَنَـنٍ مُرنَّـحٍ بـنـســيـمِ الــريــحِ أُمــــلــودِ
نـوحـي فـذاكَ هـديـرٌ منكِ مُحتَسَبٌ عـلـى حسيـنٍ فـتـعـديــدٌ كـتــغـريـدِ
أُحـبـكـمْ والـذي طـافَ الحجيـجُ بـه بـمبـتـنـى بـإزاءِ الـعــرشِ مـقصودِ
وزمـزمٍ كـلّـمـا قِــســنــا مواردهــا أوفى وأربى عـلـى كــل الـمـواريـدِ
والـموقـفينَ وما ضحَّوا على عجلٍ عـنـدَ الجِـمـارِ مـن الــكومِ المقاحيدِ
وكلُّ نُسكٍ تـلـقَّـاهُ الـقـــبـولُ فـــمــا أمسى وأصـبـحَ إلا غــيــر مــردودِ
وارتـضي أنـأنـي قــد مــتُّ قـبلكـمُ فـي مـوقـفٍ بـالـرديـنـيــات مشهود
جـمّ الـقـتـيـلُ فـهـامـاتُ الرجالِ بـه في القاعِ ما بين متروكٍ ومحصودِ
فـــقـــلْ لآلِ زيــادٍ أيَّ مــعـــضلـةٍ ركبتـموهـا بـتـخـــبــيـبٍ وتـخويدِ؟
كـيفَ اسـتلبتم من الشجعان أمرهم والـحـربُ تـغلي بـــأوغادٍ عراديدِ؟
فرقـتـمُ الشملَ ممـن لـفَّ شــمـلـكمُ وأنـتـمُ بـيـن تـطــريـدٍ وتـشــريــــد
ومَـن أعـزَّكـمُ بعدَ الخمـولِ ومَـــن أدنـاكـمُ مِــن أمــانٍ بـعـد تـبـعــيد؟
لولاهمُ كـنــتـــمُ لحـمـاً لــمُـــزدردٍ أو خُلسةً لـقصــيرِ الـبـاعِ معـضودِ
أو كـالـسقاءِ يبيـسـاً غـيـر ذي بـللٍ أو كـالـجـناءِ ســقـيطاً غير مـعمودِ
أعـطـاكـمُ الـدهـرُ ما لا بد يـرفـعُـه فـسـالـبُ الـعـودِ فـيها مُورقُ العودِ
ولا شـربـتـمْ بـصـفـوٍ لا ولا علِقتْ لــكــمْ بــنـانٌ بـأزمــانٍ أراغــيــــدِ
ولا ظـفـرتـم وقـد جـنّـتْ بكم نِوَبٌ مـقـلـقـلاتٌ بـتــمــهــيـدٍ وتـوطـيــدِ
وحـوّلَ الـدهـرُ ريــــانـاً إلى ظمــأ مـنـكـمْ وبـدَّلَ مــحـدوداً بــمـجـدودِ
قـد قـلـتُ للقومِ حطّوا من عمائِمهم تـحـقـقـاً بـمـصابِ الـسـادةِ الـصـيدِ
نوحوا عـلـيـه فـهـذا يـومُ مصرعِهِ وعـــدِّدوا إنــــهــا أيـــامُ تــعــديــد
فـلـي دموعٌ تُبـاري الـقـطـرَ واكفةٌ جادتْ وإنْ لمْ أقلْ يا أدمعيْ جُودي (43)
ومن حسينية أخرى تبلغ (46) بيتاً قالها يوم عاشوراء سنة 427 هـ:
أجلْ بأرضِ الطفِّ عينيكَ ما بينَ أناسٍ سُربلوا العثيرا
حـــــــــكّم فيهم بغيُ أعدائِهم عــليهمُ الذؤبانَ والأنسرا
تخالُ مِـــــــن لألأءِ أنوارِهم ليـــــلَ الفيافي بهمُ مُقمرا (44)
ومن أخرى تبلغ (105) أبيات قالها يوم عاشوراء سنة 435 هـ:
عُج بأرضِ الطفوفِ عيسَكَ وأعقلـ ـهنَّ فيها ولا تجــــــــــــزهنَّ دارا
وابكِ لي مُسعداً لحـــــزنيَ وأمنحـ ـني دمـــــــوعاً إن كنَّ فيكَ غِزارا
فلنا بالطفوفِ قتــــــــــــلى ولا ذنـ ـبَ سوى البغي من عدىً وأُسارى (45)
وقال من قصيدة حسينية تبلغ (55) بيتاً:
لا تبكِ إن أنــــتَ بكيتَ الهدى إلا على قاصمةِ الظهرِ
وأبكِ حسيناً والأولى صرّعوا أمـامَه سطراً إلى سطرِ
ذاقوا الردى من بعد ما ذوّقوا أمثـاله بالبيضِ والسُمرِ (46)
وقال من أخرى في يوم عاشوراء سنة 430 هـ تبلغ (34) بيتاً:
قد أتى من يومِ عاشو راء مــا كان بغيضا
دع نـــشيجي فيه يعلو ودموعي أن تفيضا
وبناني قد خضبن الد مَ من سني عضيضا (47)
وقال من أخرى تبلغ (30) بيتاً:
فكم أجرى لنا عاشورُ دمعاً وقطّعَ مـــن جوانحِنا النياطا
وكــــــم بتنا به والليلُ داجٍ نميطُ من الجوى ما لن يُماطا
يسقّينا تــــــــــذكّره سماماً ويــــــــولجنا توجُّعُه الوراطا (48)
وقال من قصيدة في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (75) بيتاً
ذكرتُ بيومِ الطفِّ أوتادَ أرضِه تهبُّ بهمْ للموتِ نكباءُ حرجفُ
فــــــــكم مرهفٍ فيهم ألمَّ بحدِّه هنالكَ مسنونُ الغرارينِ مرهفُ
ومعتـــــــــدلٍ مثلَ القناةِ مثقفٍ لواهُ إلى الموتِ الطويلِ المثقفُ (49)
وقال في يوم عاشوراء سنة ٤١٣ هـ من قصيدة تبلغ (47) بيتاً:
عداني دمٌ لي طلّ بالطفِّ إن أُرى شجيّاً أُبكّـــــــــي أربعاً وطلولا
مصابٌ إذا قـــابلتُ بالصبرِ غربَه وجدتُ كثيري فـي العزاءِ قليلا
ورُزءٌ حملتُ الـــــثقلَ مـنه كأنني مدى الدهرِ لم أحملْ سواهُ ثقيلا (50)
وتتجدد عاشوراء عند الشريف ويتجدد معها الحزن فيقول من قصيدة تبلغ (52) بيتاً:
مصيبةٌ ســـيقتْ إلى أحمدٍ ورَهطِهِ في الملأ الأعظمِ
رزءٌ ولا كالرُزء من قبله ومـــــؤلمٌ ناهيكَ من مؤلمِ
ورميةٌ أصمـــتْ ولكنــها مصمــــيةٌ من ساعدٍ أجذمِ (51)
وقال في عاشوراء أيضاً من قصيدة تبلغ (19) بيتاً:
مُنعوا الفراتَ وصُرِّعوا من حولهِ مــــــن تائقٍ للوردِ أو ظمآنِ
أوَ ما رأيـــــتَ قراعَهم ودفاعَهم؟ قدماً وقد أُعروا من الأعوانِ
متزاحمينَ على الردى في موقفٍ حشي الـــــظبا وأسنّة المرَّانِ
ما إن به إلا الــــــشجــاع وطائرٌ عنه حــذارَ المـوتِ كلّ جبانِ (52)
وقال في جده أمير المؤمنين (عليه السلام) ويذكر بعضاً من فضائله من قصيدة تبلغ (48) بيتاً:
قومي الذينَ وقد دجتْ سبُلُ الــهدى تركوا طريقَ الديـــــنِ فينا مُقمِرا
غلبوا على الشرفِ التليدِ وجـاوزوا ذاك التليـــدَ تـــــطــرُّفاً وتخيُّـــرا
كم فيهمُ من قســورٍ متخــــــــمــــطٍ يردي إذا شــــاءَ الهزبرَ القسورا
متنمرٍّ والحــربُ إن هــــتـفــــت به أدّتـــه بـــــسَّــامَ المُـحيّا مُســــفِرا
وملوّمٍ في بـــذلهِ ولطـــــــــــــــالما أضحى جديراً في العلا أن يُشكرا
ومرفّعٍ فوقَ الرجـــــــــــالِ تخــاله يومَ الخـطــــابةِ قد تسنّـــمَ مِنبـــرا
جمعوا الجميلَ إلى الجمــالِ وإنَّــما ختموا إلـى المرأى الممدّحِ مخبرا
سـائل بهم بــدراً وأحــــــــداً والتي ردّتْ جبيـنَ بني الضــــلالِ مُعفّرا
للهِ درّ فوارسٍ فـــي خـيـــــــــبــــرٍ حمــــلوا عـن الإسلامِ يوماً مُنكرا
عصـفوا بسلطانِ اليهـــودِ وأولجوا تلكَ الجــوانــــــــحَ لوعةً وتحسُّرا
واستلحموا أبطالهم واستخرجوا الـ ـأزلام من أيديـــــــــــهمُ والمَيسرا
وبمرحبٍ ألــوى فتىً ذو جمـــــرةٍ لا تصطــلي وبســــــالةٍ لا تُعترى
إن حــزّ حــزّ مطبِّــقــاً أو قال قــا ل مصــدّقــاً أو رام رام مــطــهّرا
فثنــاهُ مصفّــرّ الـــــــبنـــانِ كأنّـما لطـخ الحمــــامُ عليهِ صبغاً أصفرا
تهفو العقـــابُ بشلــوهِ ولقد هفــتْ زمناً به شـــــــمُّ الذوائــــبِ والذرا
أما الرسولُ فقد أبــــــــــانَ ولاءَه لو كان ينفــــعُ جـــــــائراً أن ينذرا
أمضى مقــــــالاً لم يقــله معرّضاً وأشــــــــادَ ذكراً لم يشـــده مُغرّرا
وثنـــى إليهِ رقــــابَهم وأقـــــــامَه علمـــــــــاً على بابِ النجاةِ مُشهّرا
ولقد شفى يوم الغديـــرِ معـــاشراً ثلجـــــــــت نفوسُهمُ وأدوى معشرا
قلقتْ بهم أحقــــــــادُهـــم فمرّجَّعٌ نفســــــــــأً ومانـــع أنةٍ أن تجــهرا (53)
.........................................................................
1 ــ ديوان القرن الخامس ص 133 ــ 136 عن ديوان المرتضى ج 1 ص 474 / أدب الطف ج 2 ص 277 / مناقب آل أبي طالب ج 4 ص 121
2 ــ وفيات الأعيان ج ١ ص ٣٣٦ ــ ٣٣٨ / مرآة الجنان ج ٣ ص ٥٥ – ٥٧ / أمل الآمل ص ٤٨٦ – ٤٨٧ / إنباه الرواة ج ٢ ص ٢٤٩ – ٢٥٠ / بغية الوعاة ص ٣٣٥ ــ ٣٣٦
3 ــ أعيان الشيعة ج ٥ ص ١٨٠
4 ــ الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة لابن بسام ج 8 ص 465
5 ــ الدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة لعلي خان المدني ص 459
6 ــ الفهرست للطوسي ص 158
7 ــ الرجال للنجاشي ص 311
8 ــ ديوان المعري سقط الزند دار صادر بيروت 1957 ص 31 ــ 37
9 ــ مقدمة كتاب الناصريات للشريف المرتضى تقديم السيد أحمد الحسيني ص ١٨ ــ 21
10 ــ مقدمة أمالي المرتضى / تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم ص 7
11 ــ نفس المصدر ص 8
12 ــ مقدمة الناصريات للشريف المرتضى، تقديم السيد أحمد الحسيني ص 21 ــ ٢٥
13 ــ وفيات الأعيان ج 3 ص 316
14 ــ روضات الجنات للخوانساري ج 1 ص 295 ــ 296
15 ــ طرائف المقال للبروجردي ج ٢ ص ٤٧٠
16 ــ بحار الأنوار ج ١٠ ص ٤٠٨
17 ــ مقدمة الأمالي ج 1 ص 12 ـــ 17 / مقدمة رسائل المرتضى للشريف المرتضى، تقديم وإشراف السيد أحمد الحسيني دار القرآن الكريم مدرسة آية الله العظمى الگلپايگاني ج ١ ص ١٤ / مقدمة الناصريات للشريف المرتضى ص ٢5
18 ــ تأسيس الشيعة ص ٣١٢
19 ــ الفهرس ج 1 ص 102 بالرقم 706
20 ــ المجدي في أنساب الطالبيين ص 125
21 ــ رجال الطوسي ص 53
22 ــ الفهرست للطوسي ص 99
23 ــ عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب ص 181
24 ــ دمية القصر ص 75
25 ــ لسان الميزان ج 4 ص 223
26 ــ شذرات الذهب 3 ص 256
27 ــ مرآة الجنان 3 ص 55
28 ــ الوافي بالوفيات ج 20 ص 231
29 ــ وفيات الأعيان ج 3 ص 313
30 ــ سير أعلام النبلاء ج 17 ص 588
31 ــ المنتظم ج 8 ص 120
32 ــ روضات الجنات ج 4 ص 290
33 ــ مقدمة الأمالي ج 1 ص 9
34 ــ الكنى والألقاب ج 2 ص ٤٣٩
35 ــ روضات الجنات ج 4 ص 383
36 ــ الفوائد الرجالية ج 3 ص 108
37 ــ معالم العلماء ص ٦٠
38 ــ مقدمة أمالي المرتضى / تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم ص 10
39 ــ تاريخ بغداد ج ١١ ص ٤٠٢ ــ ٤٠٣
40 ــ ديوان القرن الخامس ص 25 ــ 28 عن ديوان المرتضى ج 1 ص 159 / أدب الطف ج 2 ص 256 / الغدير ج 4 ص 292
41 ــ ديوان القرن الخامس ص 47 ــ 53 عن ديوان المرتضى ج 1 ص 214 / أدب الطف ج 2 ص 260 / بحار الأنوار ج 45 ص 249
42 ــ ديوان القرن الخامس ص 61 ــ 86 عن ديوان المرتضى ج 1 ص 291
43 ــ ديوان القرن الخامس ص 97 ــ 104 عن ديوان المرتضى ج 1 ص 436 / أدب الطف ج 2 ص 278 / الغدير ج 4 ص 295
44 ــ ــ ديوان القرن الخامس ص 113 ــ 118 عن ديوان المرتضى ج 1 ص 487 / أدب الطف ج 2 ص 275 / الغدير ج 4 ص 280
45 ــ ديوان القرن الخامس ص 119 ــ 131 عن ديوان المرتضى ج 1 ص 499 / أدب الطف ج 2 ص 281
46 ــ ديوان القرن الخامس ص 144 ــ 150 عن ديوان المرتضى ج 1 ص 538 / أدب الطف ج 2 ص 286
47 ــ ديوان القرن الخامس ص 155 ــ 159 عن ديوان المرتضى ج 2 ص 23 / أدب الطف ج 2 ص 289
48 ــ ديوان القرن الخامس ص 163 ــ 167 عن ديوان المرتضى ج 2 ص 36 / أدب الطف ج 2 ص 290
49 ــ ديوان القرن الخامس ص 176 ــ 186 عن ديوان المرتضى ج 2 ص 115 / أدب الطف ج 2 ص 272
50 ــ ديوان القرن الخامس ص 211 ــ 217 عن ديوان المرتضى ج 2 ص 311 / أدب الطف ج 2 ص 263
51 ــ ديوان القرن الخامس ص 249 ــ 256 عن ديوان المرتضى ج 2 ص 482 / أدب الطف ج 2 ص 269
52 ــ ديوان القرن الخامس ص 264 ــ 266 عن ديوان المرتضى ج 2 ص 560 / أدب الطف ج 2 ص 285
53 ــ أدب الطف ج 2 ص 293 ــ 295
كما ترجم له:
ياقوت الحموي / معجم الأدباء ج 5 ص 173
شمس الدين الذهبي / ميزان الاعتدال ج 2 ص 223
ابن الأثير / الكامل 9 ص 181
السيوطي / بغية الوعاة ص 335
الحر العاملي / الوسائل ج 3 ص 551
الميرزا محمد علي الاسترابادي / منهج المقال ص 231
المازندراني / منتهى المقال ص 214
يوسف البحراني / الكشكول ص 216
الشيخ النوري / مستدرك الوسائل ج 3 ص 515
المامقاني / تنقيح المقال ج 2 ص 284
السيد حسن الصدر / الشيعة وفنون الإسلام ص 53
خير الدين الزركلي / الأعلام ج 2 ص 667
الشيخ عباس القمي / سفينة البحار ج 1 ص 525 / الكنى والألقاب ج 2 ص 439 / هدية الأحباب ص 203
البستاني / دائرة المعارف ج 10 ص 459
محمد فريد / دائرة المعارف ج 4 ص 260
عبد الحسين الأميني / الغدير ج 3 ص 32
ابن كثير / البداية والنهاية ج 15 ص 693
شوقي ضيف / تاريخ الأدب العربي ج 5 ص 371
الحر العاملي / أمل الآمل ص ٤٨٦ ــ ٤٨٧
القفطي / إنباه الرواة ج ٢ ص ٢٤٩ ــ ٢٥٠.
السيوطي / بغية الوعاة ص ٣٣٥ ــ ٣٣٦
ابن الأثير / تاريخه ج ٨ ص ٤٠ – ٤١
العماد / شذرات الذهب ج ٣ ص ٢٥٦ ــ ٢٥٨
اترك تعليق