أحمد الجدحفصي (1060 ــ 1131 هـ / 1650 ــ 1718 م)
قال من قصيدة في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (76) بيتاً:
ولكنني مــــــهما ذكرتُ بـ(كــربلا) مــصاباً إذا ما قُصَّ تُنسى المصائبُ
نسيـــــتُ الذي قد نالني من خطوبِهِ ولم تصفَ لي مهما حُييتُ المشاربُ
وكيفَ وسبطُ المصطفى وابنُ حيدرٍ قـضى ظامئاً بالسيفِ والماءُ ناضبُ (1)
ومنها:
وحطّوا تجاهَ السبطِ في أرضِ (كربلا) فضاقتْ بهم أرجاؤها والمضاربُ
يريدونَ أن يُـــــعطي المقـادةَ صـاغراً ومــا لانَ مـنه لـلعدى قـطّ جـانـبُ
فصــالوا عليه بالــــــقــواضبِ والقنــا وما فـكّروا فيــما تــكـونُ العواقبُ
ومنها:
فيا (كربلا) من ذا يـدانـيـكِ رفعــةً وأنــــتِ لأقمــارِ السمــاءِ مغـــاربُ
فكمْ فيكِ من بدرٍ تـــــوارى سنـاؤه ومن أنجمٍ غارتْ وغاضتْ مشاربُ
ويا لهفَ نفسي للرؤوسِ على القنا كأنَّ لهــــــا سمــرُ الرمــــاحِ ذوائبُ
وقال من قصيدة حسينية أخرى تبلغ (91) بيتاً:
ريحانةُ المختــــــــــارِ بهجـةُ فـاطمٍ نفسُ الـوصـيِّ فخارُ كلِّ مفاخرِ
بدرُ الهدايةِ قطبُ دائــــــــــرةِ التقى شمسُ النهى فلكُ المعالي الدائرِ
دارتْ عليه رُحى المنونِ بـ (كربلا) مـــن بعدِ كلِّ معاضدٍ ومظاهرِ (2)
الشاعر
السيد أحمد بن عبد الرؤوف بن حسين بن عبد الرؤوف بن حسين بن أحمد بن محمد بن علي بن عمران الحسيني الجدحفصي البحراني. عالم وأديب وشاعر، ولد في مدينة جدحفص ونُسب إليها، وهي مدينة تقع في شمال البحرين. (3)
نشأ في ظل أسرة عرفت بالعلم والأدب، فكان جده السيد حسين ووالده السيد عبد الرؤوف من شعراء البحرين الكبار، كما كان أخوه حسين شاعراً (4)
وقد ذكر الحر العاملي والده السيد عبد الرؤوف الحسيني فقال في ترجمته: (رأيته في البحرين ورأيت منه العجب، لكنني غرقت في بحرين، بحر العلم، وبحر الأدب). (5)
وقال السيد محسن الأمين في ترجمته: (السيد عبد الرؤوف البحراني ابن الحسين الحسيني الموسوي قاضي قضاة البحرين. توفي سنة ١٠٠٦) (6)
نشأ السيد أحمد الجدحفصي نشأة علمية في ظل أبيه وأسرته فكان من الفصحاء والبلغاء
قال السيد محسن الأمين: (السيد أحمد ابن السيد عبد الرؤوف الجد حفصي البحراني (والجد حفصي) نسبة إلى جد حفص من قرى البحرين. ذكره الشيخ يوسف البحراني في اللؤلؤة عرضاً ووصفه بالسيد الأكمل الأمجد وقال إن الشيخ عبد الله بن صالح البلادي البحراني صنف رسالة في مناسك الحج بالتماسه). (7)
وإضافة إلى شعره فله عدد من المؤلفات في الأدب منها:
1 ــ شرح ديوان المتنبي
2 ــ حاشية على ألفية ابن مالك
إضافة إلى قصائده في أهل البيت (عليهم السلام) (8)
شعره
قال من القصيدة الأولى:
وللطعــنِ في أجـــــــــســـادِهم أعينٌ لها حدودُ المواضي الباتراتِ حواجبُ
فما انجـــــــــابَ ليلُ النقعِ إلّا وقـد هوتْ نجــومٌ بأكنــافِ الطفــوفِ ثـواقبُ
وقد غاضَ في أرضِ الطفوفِ من الندى بحورٌ وغــارتْ في ثراها كواكبُ
ومن الثانية يخاطب الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف):
يا ابنَ الحطيمِ ويا ابنَ مكّةَ والصفا يا شمـسَ منقبةٍ وبدرَ مفاخرِ
يا ابنَ الأئمةِ أنتَ كاشـــفُ غـمَّـــةٍ عن أمَّـةٍ أولتكَ صـفوَ سرائرِ
ضاقَ الخناقُ بـها ولـم تــرَ ناصراً إلّاك أنـتَ فأنتَ خيرُ الناصرِ
............................................................
1 ــ دائرة المعارف الحسينية ديوان القرن الحادي عشر ج 2 ص 21 ــ 29
2 ــ دائرة المعارف الحسينية ديوان القرن الثالث عشر ج 5 ص 154 ــ 162
3 ــ معجم الشعراء الناظمين في الحسين للكرباسي ج 3 ص 172
4 ــ نفس المصدر ص 178
5 ــ أمل الآمل ج 2 ص 146
6 ــ أعيان الشيعة ج 7 ص 459
7 ــ نفس المصدر ج 2 ص 624
8 ــ أنوار البدرين ص 88
اترك تعليق