(احمد الموسوي)، شاب في الثلاثين من العمر، وهو من أهالي المدينة القديمة، أضطره الزمن، بعد أن عانى من البطالة وضنك العيش، إلى الهجرة نحو أوربا، أبان موجة الرحيل التي تبناها الشباب العراقي مطلع بداية العقد الثاني من القرن الحالي، ليكون أستقراره هناك ويبني لنفسه عائلة، وفي مطلع العام الحالي، قدم إلى مدينته الأم (كربلاء المقدسة)، ليزور العتبات المقدسة، ويتذكر أيام صباه، عندما كان يرتاد سوق الحسين (عليه السلام) التراثي، فتفاجئ بأن المكان ذاته، لكنه تجدد نحو الأفضل، حتى أحس كأنه بغير مكان.
وقال الموسوي، في حديث للموقع الرسمي، إن "الزمان يغير الكثير علينا، وعندما أتيت إلى العراق مرة أخرى بعد غربة دامت عشر سنوات، توقعت أن الحال باقٍ على ماهو عليه، لكن وجدت العكس، فالسوق الذي كنت دائم التواجد فيه، أصبح أكثر أناقة، ومحاله مرتبة، والشارع (الدربة) أوسع".
وأضاف أن "هناك أهتماما من قبل العتبات، بإعادة تأهيل كل ما هو تراثي في محيط المرقد الشريف، وهذا يلاحظه من غاب عن المدينة لمدة طويلة، فشكرا لهم لأنهم حافظوا على ذكرياتنا".
تأهيل الاسواق، والشوارع، والازقة، في مركز مدينة كربلاء المقدسة، وخاصة القريبة من الصحن الحسيني المطهر، واظهارها بشكل حضاري جميل، من الغايات التي تسعى اليها العتبة الحسينية المقدسة، حيث قامت مؤخرا كوادر قسم رعاية وحماية الصحن الخارجي ومداخله، من اعادة تأهيل سوق الحسين العصري، والذي سيفتتح قريبا.
وقال مسؤول القسم المهندس ثائر عذار هاشم، إن "أعمال التأهيل في السوق استمرت لاكثر من شهرين، حيث تمت ازالة المخلفات، والتجاوزات القديمة فيه"، مبينا أن "يوم غد الاحد الاول من اذار سيشهد أفتتاحة بشكل رسمي".
وأضاف "قد تم نصب منظومات اطفاء الحرائق، وكاميرات المراقبة، إضافة الى نصب ديكورات بتصاميم اسلامية في هذا السوق للمحافظة على الشكل التراثي له".
لمبادرة العتبة الحسينية المقدسة، بالتعاون مع أصحاب المحال، وأبناء المدينة القديمة، في تأهيل الأسواق التراثية والأزقة، وقعها لدى المختصين في التراث الكربلائي، ففي الوقت الذي ثمنوا فيه المبادرة، طالبوا بأن تشمل عددا أكبر من الأماكن في المدينة وخارجها، كما تمنوا أن يكون هناك أهتماما أكبر بالشوارع الرئيسية القريبة من مرقدي الإمام الحسين (عليه السلام) وأخيه العباس.
وقال الباحث بالتراث الكربلائي مرتضى الأوسي، في حديث للموقع الرسمي، إنها "خطوة جيدة، خاصة وأنها قريبة من الحرم، حيث يجب أن تظهر المدينة القديمة بالمظهر اللائق، وأتأمل أن تتوجه مبادرة العتبة الحسينية، الى خارج المدينة كذلك، واعادة تأهيل اسواق، أو اماكن تخدم الناس، ولها قيمة تراثية".
وأضاف "أتمنى إعادة تأهيل شارعي الحسين، والعباس، لأنهما واجهة المدينة القديمة، والزائرين يدخلون منهما غالبا، فيجب أن تكون البنايات مرتبة، والشوارع مخططة، كما يمكن ترحيل المولدات، وأسلاكها المتشعبة الى داخل الافرع".
وتابع أنه "من الممكن استخدام (الشتايكر) في رصف أرضيات الشوارع، لمنظرها الجميل، وتشغيل السيارات الكهربائية للنقل، حيث أنها صغيرة الحجم، وذات أشكال جذابة، وصديقة للبيئة".
وطالب الأوسي، العتبة الحسينية المقدسة، بالعمل على ان تكون واجهة المدينة القديمة، بطراز معماري، إسلامي، تراثي محدث.
يذكر أن العتبة الحسينية المقدسة، ومن خلال أقسامها الفنية، والهندسية، قامت مؤخرا، وبالتعاون مع العديد من الكسبه، بإعادة تأهيل مجموعة من الاسواق التراثية، ومنها سوق التجار والعرب، والحسين، وبفترات قياسية.
فارس الشريفي
الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة
اترك تعليق