في خضم الصراع الذي خاضه (محمد العويد) في قضية أرث شائكة، لم يجد أبن مدينة الناصرية، سوى اللجوء إلى أحد الصفحات في موقع (التلغرام) الشهير، ليبعث بسؤال عن أحقيته في ذلك الأرث، حيث أستند على تلك الإجابة ليصل الأمر به أن يتشاجر مع من ينازعه على الميراث بعد أن أيقن بأنه صاحب الحق، لكن الصدمة أتته عندما علم من ناس موثوقين بأن تلك الصفحة أو الموقع لا يمت للمرجعية العليا بصلة وأنها صفحة مزورة.
تلك الحادثة وغيرها من الحوادث، جعلت المتلقي يتسائل من يقف وراءها وما الغاية منها، فيما أكد مكتب المرجع الديني الاعلى السيد علي الحسيني السيستاني، أن تلك القنوات والصفحات والحسابات التي تعمل باسم المرجع الديني الاعلى السيد علي الحسيني السيستاني او مكتبه في مواقع التواصل الاجتماعي ليس لها علاقة بالمكتب، وأنها تنشر فتاوى وأخباراً غير صحيحة.
وجاء في نص البيان الصادر عن مكتب السيد السيستاني بخصوص قناة التلغرام "يعلن مكتب سماحة السيد السيستاني (دام ظله) للمؤمنين الكرام بأن هناك قناةً في التلغرام تعمل بعنوان (مكتب السيد السيستاني) للإجابة على المسائل الشرعية، وهذه القناة لا علاقة لها بمكتب السيد السيستاني وموقعه الرسمي على شبكة الانترنيت، وهي تنشر فتاوى وأخباراً غير صحيحة".
واضاف "نهيب بالمؤمنين الكرام عدم الاعتماد على هذه القناة ومقاطعتها، ونؤكد مرة أخرى انه ليس لمكتب سماحته أي مشاركة في شبكات التواصل الاجتماعي، وأن كل ما يوجد فيها مما يستغل اسم المكتب مزور لا علاقة له به".
وبالرجوع إلى قصة محمد العويد، حيث قال، إن "الخدعة التي انطلت علي كانت كبيرة، ودفعت ثمنها غاليا، حيث بسبب ذلك الاعتداء اضطررت أن أخسر نصيبي من الأرث، فدفعته كتسوية عشائرية حتى يتنازل الشخص الذي أعتديت عليه عن حقه القانوني".
وأضاف أن "الخطأ يقع علي، كيف صدقت بهكذا شيء دون التحقق منه، خسرت كل شيء، بسبب ضعف أستيعابي وتكاسلي والاعتماد على موقع وهمي، أنصح الكل بأن لا يقعوا في نفس خطأي".
وكان بيان آخر للمكتب قد أكد أن لا علاقة للمكتب بأي صفحة أو حساب في مواقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك- تويتر- الانستغرام- وغيرها)، وأن ليس لمكتب السيد السيستاني إلا الموقع الرسمي (www.sistani.org).
من جهته، قال الصحفي والباحث هادي العصامي، للموقع الرسمي، إن "قضية المنشورات ليست بالجديدة بالنسبة لموقع مهم وهو الأرفع عالميا على مستوى شخص يمثل النيابة للامام المعصوم في العالم وليس في العراق فقط، بأعتبار أن هناك عدة جهات تحاول الاستثمار في هذا المجال، وخاصة اذا ما علمنا بوجود حركات تدير الأمر على شكل ملفات ترتبط بالوهابية وكذلك الماسونية، وهذا الموضوع ليس موضوع نظرية المؤامرة، أو من باب التشكيك، وإنما هي موثقة ضمن معلومات أستخباراتية تعرفها الأجهزة الأمنية العراقية جيدا ومرصودة بالنسبة لهم".
وتابع "أعتقد هناك عدة أسباب، من بينها عدم دعمه لكتلة أو حزب معين، وعدم التدخل بشؤون البلاد بالتفاصيل، ودائما ما يقدم النصح والأرشاد فقط وللجميع بغض النظر عن الإنتماءات، أعتقد أن كل هذه الأمور تثير حساسية وتثير الفضول، وكذلك الغيرة لدى من يمثل خطوط تدعي بأنها تدعم الإسلام، أو تدعم الحركات الدينية وحل قضايا الأمة المصيرية بالركون للاسلام، أعتقد أن هناك الكثير من المواقع تحاول أن تشوه صورة مكتب السيد المرجع الأعلى بهدف النيل من سمعته الرفيعة، فالمرجع الأعلى محط أحترام ليس فقط لدى أتباع أهل البيت (عليهم السلام)، وانما محل أحترام الجميع على المستوى المحلي والأقليمي وحتى الدولي والعالمي، لذا نجد الكثير من المواقع المزورة تحمل أسمه في مواقع التواصل والشبكة الألكترونية".
ونوه إلى أن "الوعكة الصحية الذي تعرض لها السيد السيستاني مؤخرا، والتي اجري له على أثرها عملية جراحية، ومدى أهتمام العالم اجمع بعد العراق بأخبار العملية، وتمنيهم له بالشفاء، كشف لنا حجم الهجمة التي يتعرض لها مكتب السيد السيستاني، ومحاولة الحركات العالمية التكفيرية والوهابية تشويه سمعته وذلك من خلال تزوير فتاوى شرعية بأسمه، ونشرها عبر مواقع التواصل الأجتماعي".
ولاء الصفار
فارس الشريفي
الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة
اترك تعليق