أ. م. د. عصام كاظم الغالبي
لم يُعنَ بإمام من أئمة أهل البيت (عليهم السلام) بعد الإمام عليّ (عليه السلام) بكثرة الدراسات والبحوث والمؤلّفات التي تناولته كما عُني بالإمام الحسين (عليه السلام)، إلّا أنّ الملاحظ في أغلب تلك الدراسات والبحوث والمؤلّفات أنّها ألقت ثقلها على بيان ثورة الإمام الحسين (عليه السلام)ضد الأُمويين، أسبابها ووقائعها ونتائجها، ولم يُعنَ أغلبها بإبراز الجانب العلمي من حياته عليه السلام على كثرة ما رُوي عنه من روايات وأحاديث تتعلّق بالجوانب التفسيرية والفقهية وغيرهما.
وقد زخرت تفاسير الإمامية قديماً وحديثاً بآلاف الأحاديث المروية عن أهل بيت العصمة (عليهم السلام)، ومنهم الإمام الحسين (عليه السلام) في تفسير آيات القرآن وبيان معاني كلماته، كيف لا وهم عِدْل القرآن، وفي بيوتهم نزل؟! فهُم مع القرآن، والقرآن معهم، لا يفارقونه حتى يرِدوا على حوض رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وقد نهى الرسول صلى الله عليه وآله عن تقدّمهما قائلاً: "ولا تقدموهما فتَهلكوا، ولا تُعلّموهما، فإنّهما أعلمُ منكم" [1] .
أمّا تفاسير العامّة فلم يخلُ أغلبُها من الرجوع إلى أقوال أهل البيت (عليهم السلام) والنهل من معينهم، ولكن استشهادها برواياتهم كان قليلاً جدّاً إذا ما قِيستْ بتفاسير الإمامية، وهي متفاوتة فيما بينها في الاستشهاد بذكر المرويات عن الإمام الحسين (عليه السلام).
وهذا البحث محاولة لتسليط الضوء على ما روي عن الإمام الحسين (عليه السلام) في تفاسير العامّة، فيما يتعلّق بالقراءات القرآنية والمسائل التفسيرية وسواهما، مفيداً من أهم كتب التفسير لدى العامّة، لذا سمّيته (مرويات الإمام الحسين عليه السلام في تفاسير العامّة).
وقد اقتضت طبيعة البحث أن يُقسَّم على ثلاثة مباحث، تناولت في المبحث الأول القراءات المروية عن الإمام الحسين (عليه السلام)، موجّهاً إياها، شارحاً أثرها في النصّ القرآني، وخصصتُ المبحث الثاني للروايات المتعلِّقة بالتفسير، مفصِّلاً لها بحسب أغراضها، وجعلت المبحث الثالث لما روي عن الإمام الحسين في سوى القراءات والتفسير، مفصلاً لها بما روي عنه مباشرة، وما روي عنه عن أبيه عن جدّه، وما روي عنه عن جدّه مباشرة، ثمّ ختمته بأهمّ ما توصّل إليه البحث من نتائج.
المبحث الأوّل: ما رُوِي عنه (عليه السلام) من القراءات القرآنيةالقراءة في اللغة مصدر الفعل (قرأ)، يقال: "قرأ الكتابة قراءة وقرآناً... وقرأ الشيء جمعه وضمّه"[2]، أمّا في الاصطلاح فحدودها كثيرة، منها أنّها: "علم بكيفيّة أداء كلمات القرآن واختلافها معزواً لناقله"[3]، ومنها أنّها: "علم يُعلم منه اتّفاق الناقلين لكتاب الله تعالى واختلافهم في الحذف والإثبات والتحريك والتسكين والفصل والوصل وغير ذلك من هيئة النطق والإبدال وغيره من السماع"[4] ، أو هي: "وجوه مختلفة في الأداء من الناحية الصوتية أو التصريفية أو النحوية" [5].
واختلف العلماء في حقيقة القراءات، فيرى الباقلاني (ت403هـ) أنّها قرآن منزل من عنده تعالى[6]، ويرى الزركشي (ت794هـ) أنّ القرآن والقراءات: "حقيقتان متغايرتان، فالقرآن: هو الوحي المنزل على محمد (صلّى الله عليه وسلّم) للبيان والإعجاز، والقراءات: هي اختلاف ألفاظ الوحي المذكور في كتبة الحروف، أو كيفيتها"[7]، وقد أدّى ذلك إلى جعل "النظرة إلى هذه القراءات متأرجحة بين التقديس والمناقشة، فمَن يقدّسها يعتبرها قرآناً، ومَن يناقشها يعتبرها علماً بكيفيّة أداء كلمات القرآن، وفرق بين القرآن وأداء القرآن"[8]. وممّن رأى أنّها ليست من القرآن وليست مسألة دينية الدكتور طه حسين، فقد رأى أنّ القراءات السبع ليست من الوحي في قليل ولا كثير، وليس مُنكِرها كافراً ولا فاسقاً، وللناس أن يجادلوا فيها، وأن ينكروا بعضها[9].
وكذلك اختلفوا في القراءات القرآنية أهي متواترة أم لا؟ فذهب قوم منهم إلى تواترها، ومن هؤلاء الزرقاني الذي يقول: "والتحقيق الذي يؤيده الدليل هو أنّ القراءات العشر كلّها متواترة"[10]، وغالى بعضهم فادّعى أنّ مَن زعم عدم تواتر القراءات السبع فقد كفر[11]، ولعل السبب فيما ذهب إليه هؤلاء هو ربطهم القرآن بالقراءات، وأنّ عدم تواتر القراءات يؤدّي في نظرهم إلى عدم تواتر القرآن[12].
وذهب آخرون إلى عدم تواترها عن النبي (صلى الله عليه وآله)، فيرى الزركشي أنّ القراءات السبع متواترة عن الأئمّة السبعة، أمّا تواترها عن النبي (صلى الله عليه وآله) ففيه نظر، فإنّ إسناد الأئمّة السبعة بهذه القراءات السبع موجود في كتب القراءات، وهي نقل الواحد عن الواحد، ولم تكمل شروط التواتر في استواء الطرفين[13].
وقد رُوِي في كتب التفسير والقراءات عن أئمّة أهل البيت (عليهم السلام) عددٌ كبير من القراءات القرآنية ونُسبت إليهم، وليس من السهل الجزم بصحّة نسبتها إليهم أو عدم الصحّة، وقد تناولها عدد من الباحثين جمعاً ودراسة وأثرا[14]، والملاحظ في هذه القراءات عدم التعارض أو التناقض فيما بينها، فالقراءة إمّا تُنسب لأحد أئمّة أهل البيت (عليهم السلام)، وإمّا تُنسب إلى عدد منهم (عليهم السلام)، ولا تكاد تجد إماماً منهم (عليهم السلام) قرأ بقراءة معينة، وقرأ إمام آخر بقراءة أُخرى.
وذكر الآلوسي أنّ قراءة ﴿رَبِّ اغفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ﴾[15]، أراد أباه (لمك بن متوشلخ)... وأُمّه شمخى (بالشين والخاء المعجمتين) بوزن سكرى بنت أُنُوش بالإعجام بوزن أُصول، وكانا مؤمنين، ولولا ذلك لم يجز الدعاء لهما بالمغفرة، وقيل أراد بهما آدم وحواء، وقرأ ابن جبير والجحدري (ولوالدِي) بكسر الدال وإسكان الياء، فإمّا أن يكون قد خصّ أباه الأقرب، أو أراد جميع مَن ولدوه إلى آدم عليه السلام، ولم يكفر. كما قال ابن عباس لنوح أبٌ ما بينه وبين آدم (عليه السلام)، وقرأ الحسين بن علي (كرّم الله تعالى وجههما ورضي عنهما) وزيد بن علي بن الحسين (رضي الله تعالى عنهم) ويحيى بن يعمر والنخعي والزهري (ولولدَيّ) تثنية (وَلَد) يعني ساماً وحاماً على ما قيل[16].
وهنا تغيّر المعنى، فالدعاء في الآية لأبوي النبيّ نوح (عليه السلام)، وأبوه لمك بن متوشلخ، وأُمّه شمخى بنت أُنُوش، وكانا مؤمنين، وقيل: هما آدم وحواء، أمّا الدعاء في القراءة فهو لوَلدَي النبي نوح، وهما سام وحام[17]. وفي تفسير قوله تعالى: ﴿فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ * أَنَّا صَبَبْنَا الْـمَاءَ صَبّاً﴾[18]، ذكر الزمخشري أنّ الإمام الحسين قرأ: «(أنّى صببنا) بالإمالة على معنى: (فلينظر الإنسان كيف صببنا الماء) [19]، ويرى الزمخشري أنّ الله تعالى "لما عدد النعم في نفسه أتبعه ذكر النعم فيما يحتاج إليه، فقال: ﴿فَلْيَنظُرِ الإنسان إلى طَعَامِهِ﴾، إلى مطعمه الذي يعيش به كيف دبرنا أمره ﴿أَنَّا صَبَبْنَا الْـمَاءَ ﴾ يعني الغيث، قرئ بالكسر على الاستئناف، وبالفتح على البدل من الطعام" [20] .
وقال أبو حيان: "وقرأ الجمهور: (إنّا) بكسر الهمزة، والأعرج وابن وثاب والأعمش والكوفيون ورويس: (أنّا) بفتح الهمزة، والحسين بن عليّ (رضي الله تعالى عنهما): (أنّى) بفتح الهمزة مُمالاً؛ فالكسر على الاستئناف في ذكر تعداد الوصول إلى الطعام، والفتح قالوا: على البدل، وردّه قوم؛ لأنّ الثاني ليس الأول، قيل: وليس كما ردّوا؛ لأن المعنى: (فلينظر الإنسان إلى إنعامنا في طعامه)، فترتب البدل وصح، كأنّهم جعلوه بدل كلّ من كلّ، والذي يظهر أنّه بدل الاشتمال"[21] .
وممّا نُسب إلى الإمام الحسين (عليه السلام) أيضاً قراءته قوله تعالى: ﴿فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ﴾[22]، قرأه (يُرَه) بضم الياء على البناء للمجهول بدلاً من فتحها، وهنا يكون الفاعل غير الرائي في حين أنّه الرائي نفسه في القراءة[23]، وقد فصّل أبو حيان القول في قراءات هذه الآية وقرّائها قائلاً: "وقرأ الحسين بن علي وابن عباس وعبد الله بن مسلم وزيد بن علي والكلبي وأبو حيوة وخليد بن نشيط وأبان، عن عاصم والكسائي في رواية حميد بن الربيع عنه: (بضمها)، وهشام وأبو بكر: (بسكون الهاء فيهما)، وأبو عمرو: (بضمهما مشبعتين)، وباقي السبعة: (بإشباع الأُولى وسكون الثانية)، والإسكان في الوصل لغة حكاها الأخفش، ولم يحكها سيبويه، وحكاها الكسائي أيضاً عن بني كلاب وبني عقيل، وهذه الرؤية رؤية بصر. وقال النقاش: ليست برؤية بصر، وإنّما المعنى يصيبه ويناله. وقرأ عكرمة: (يراه) بالألف فيهما، وذلك على لغة مَن يرى الجزم بحذف الحركة المقدرة في حروف العلّة، حكاها الأخفش، أو على توهم أنّ (مَن) موصولة لا شرطية، كما قيل في (أنّه مَن يتّقي ويصبر) في قراءة مَن أثبت ياء (يتّقي) وجزم (يصبر)، توهم أنّ مَن شرطية لا موصولة، فجزم (ويصبر) عطفاً على التوهم"[24].
ومنها أيضاً قراءته قوله تعالى: ﴿فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ﴾[25]، إذ نُسب إليه (عليه السلام) أنّه قرأ: "(فلتفرحوا) بالتاء خطاباً للمؤمنين، يدلّ عليه قول النبي(صلّى الله عليه وسلّم) في بعض مغازيه: لتأخذوا مصافكم..."[26]. وقد رُويت هذه القراءة عن أُبي بن كعب أيضاً، قال الطبري: "حدّثنا ابن وكيع، قال: حدّثنا أبي، عن سفيان، عن أسلم المنقري، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزي، عن أبيه، عن أُبيّ بن كعب: أنّه كان يقرأ: (فَبِذَلِكَ فَلْتَفْرَحُوا هُوَ خُيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ)، بالتاء"[27].
وقد فصّل ابن عطية القول فيها ذاكراً أنّ معنى الآية: "قل يا محمد لجميع الناس: ﴿بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ﴾ ، فليقع الفرح منكم، لا بأُمور الدنيا وما جُمع من حطامها، فالمؤمنون يقال لهم: (فلتفرحوا)، وهم متلبسون بعلة الفرح وسببه، ومحصلون لفضل الله، منتظرون الرحمة، والكافرون يقال لهم: ﴿بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ﴾ فلتفرحوا، على معنى أن لو اتّفق لكم، أو لو سعدتم بالهداية إلى تحصيل ذلك.وقرأ أُبي بن كعب وابن القعقاع وابن عامر والحسن على ما زعم هارون ورويت عن النبي(صلّى الله عليه وسلّم) (فلتفرحوا)، و(تجمعون) بالتاء فيهما على المخاطبة، وهي قراءة جماعة من السلف كبيرة، وعن أكثرهم خلاف.
وقرأ السبعة سوى ابن عامر وأهل المدينة والأعرج ومجاهد وابن أبي إسحاق وقتادة وطلحة والأعمش: بالياء فيهما على ذكر الغائب. ورويت عن الحسن: بالتاء من فوقٍ فيهما، وقرأ أبو التياح وأبو جعفر وقتادة: بخلاف عنهم. وابن عامر بالياء في الأوْْلى وبالتاء في الآخرة.
وقرأ الحسن بن أبي الحسن وجماعة من السلف ورويت عن النبي(صلّى الله عليه وسلّم): بالياء في الأوْلى وفي الآخرة، ورويت عن أبي التياح. وإذا تأملت وجوه ذلك بانت على مهيع الفصيح من كلام العرب؛ ولذلك كثر الخلاف من كلّ قارئ.
وفي مصحف أُبي بن كعب: (فبذلك فافرحوا)، وأما مَن قرأ (فلتفرحوا)، فأدخل اللام في أمر المخاطب، فذلك على لغة قليلة، حكى ذلك أبو علي في الحجة، وقال أبو حاتم وغيره: الأصل في كلّ أمر إدخال اللام، إذا كان النهي بحرف فكذلك الأمر، وإذا كان أمراً لغائب بلام، قال أبو الفتح: إلّا أن العرب رفضت إدخال اللام في أمر المخاطب لكثرة ترداده.
وقرأ أبو الفتوح والحسن: بكسر اللام من (فلتفرحوا)، فإن قيل: كيف أمر الله بالفرح في هذه الآية؟ وقد ورد ذمه في قوله: ﴿لَفَرِحٌ فَخُورٌ﴾[28]، وفي قوله: ﴿لا تَفْرَحْ إِنَّ الله لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ﴾[29]، قيل: إنّ الفرح إذا ورد مقيداً في خير فليس بمذموم، وكذلك هو في هذه الآية، وإذا ورد مقيداً في شرٍّ أو مطلقاً لحقه ذم؛ إذ ليس من أفعال الآخرة، بل ينبغي أن يغلب على الإنسان حزنه على ذنبه وخوفه لربِّه، وقوله: (مِمَّا يَجْمَعُونَ) يريد من مال الدنيا وحطامها الفاني المؤذي في الآخرة[30].
ولم يرتضِ هذه القراءة عددٌ من العلماء، قال الأخفش معلقاً عليها: "وقال بعضهم: (فَلْتَفْرَحُوا)، وهي لغة العرب ردية؛ لأنّ هذه اللام إنّما تدخل في الموضع الذي لا يُقدر فيه على (أَفْعَل)، يقولون: (لِيَقُلْ زَيْدٌ)، لأنّك لا تقدر على (أَفْعَل)، ولا تدخل اللام إذا كلّمت الرجل فقلت: (قُلْ)، ولم تحتج إلى اللام" [31].
ومن القراءات المنسوبة إليه (عليه السلام) قراءته قوله تعالى: ﴿ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ﴾[32]، حيث ذكروا أنّ الإمام الحسين بن عليّ قرأ على المنبر (أنّك) بفتح الهمزة، أسنده إليه الكسائي واتّبعه فيها، ورأوا أنّ المعنى واحد في المقصد، وإن اختلف المؤخذ إليه[33]. وروَوا عن قتادة في سبب نزول الآية: «أنّ أبا جهل لما نزلت: ﴿إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ * طَعَامُ الْأَثِيمِ﴾[34]، قال: أيتهددني محمد وأنا ما بين جبليها أعزّ منّي وأكرم. فنزلت هذه الآيات، وفي آخرها: ﴿ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ﴾[35]، أي: على قولك، وهذا كما قال جرير: ألم يكن في وسوم قد وسمت بها من خان موعظة يا زهرة اليمنِ
يقولها للشاعر الذي سمّى نفسه به، وذلك في قوله
أبلغ كليباً وأبلغ عنك شاعرها أنّي الأعزّ وأنّي زهرة اليمنِ
جاء بيت جرير على هذا الهزء[36]
المبحث الثاني: ما روي عن الامام الحسين (عليه السلام) في التفسير
أوّلاً: ما رُوِي عنه عليه السلام في تفسير ألفاظ القرآن
ومن ذلك تفسير قوله تعالى: ﴿أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ﴾[37]، فقد اختلف المفسرون في معنى (شاهد) على أقوال كثيرة، منها ما رووه عن الإمام الحسين عليه السلام من أنّ المقصود بالشاهد هو رسول الله محمد صلى الله عليه وآله، فقد ورد في تفسير الطبري قوله: «حدّثنا محمد بن بشار، قال، حدّثنا ابن أبي عدي، عن عوف، عن سليمان العلاف، عن الحسين بن علي في قوله: ﴿وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ﴾، قال: الشاهد محمد(صلّى الله عليه وسلّم)"[38].
وقال صاحب المحرر الوجيز: "وكذلك اختلف في المراد بـ(الشاهد)، فقال ابن عباس وإبراهيم النخعي ومجاهد والضحاك وأبو صالح وعكرمة: هو جبريل. وقال الحسين بن علي: هو محمد(صلّى الله عليه وسلّم). وقال مجاهد أيضاً: هو ملك وكّله الله بحفظ القرآن. قال القاضي أبو محمد: ويحتمل أن يريد بهذه الألفاظ جبريل. وقال علي ابن أبي طالب والحسن وقتادة: هو لسان النبي(صلّى الله عليه وسلّم). وقالت فرقة: هو علي بن أبي طالب (رضي الله عنه). وروي ذلك عنه، وقالت فرقة: هو الإنجيل. وقالت فرقة: هو القرآن. وقالت فرقة: هو إعجاز القرآن" [39]. وقال السيوطي: "وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن عساكر، عن الحسين بن علي في قوله ﴿وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ﴾، قال: محمد هو الشاهد من الله"[40].
وقد جمع أغلب هذه الآراء صاحب تفسير زاد المسير قائلاً: وفي المراد بـ(الشاهد) ثمانية أقوال:
أحدها: أنّه جبريل، قاله ابن عباس، وسعيد بن جبير، ومجاهد، وعكرمة، وإبراهيم في آخرين. الثاني: أنه لسان رسول الله(صلّى الله عليه وسلّم) الذي كان يتلو القرآن، قاله علي ابن أبي طالب، والحسن، وقتادة في آخرين. الثالث: أنه علي بن أبي طالب، و(يتلوه): بمعنى يتّبعه، رواه جماعة عن عليّ بن أبي طالب، وبه قال محمد بن علي، وزيد بن علي. الرابع: أنّه رسول الله(صلّى الله عليه وسلّم) هو شاهد من الله تعالى، قاله الحسين ابن علي عليه السلام. الخامس: أنه ملَك يحفظه ويسدده، قاله مجاهد. السادس: أنه الإنجيل يتلو القرآن بالتصديق، وإن كان قد أُنزل قبله؛ لأنّ النبي(صلّى الله عليه وسلّم) بشّرت به التوراة، قاله الفراء. السابع: أنّه القرآن ونظمه وإعجازه، قاله الحسين بن الفضل. الثامن: أنّه صورة رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) ووجهه ومخايله؛ لأنّ كلّ عاقل نظر إليه علم أنّه رسول الله(صلّى الله عليه وسلّم)[41].وفي تفسير قوله تعالى: ﴿وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ * وَالْيَوْمِ الْـمَوْعُودِ * وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ﴾[42]، روى المفسرون عن الإمام الحسين (عليه السلام) أنّ الشاهد (النبي محمد صلى الله عليه وآله) والمشهود (يوم القيامة)، "أخرج عبد بن حميد، والطبراني في الأوسط، والصغير، وابن مردويه، عن الحسين بن عليّ في الآية، قال: الشاهد جدّي رسول الله(صلّى الله عليه وسلّم)، والمشهود (يوم القيامة)، ثمّ تلا: ﴿إِنَّا أرسلناك شَاهِداً﴾[43]، ﴿ذَلِكَ يَوْمُ مَّشْهُودٌ﴾[44]" [45].
وروى ابن أبي حاتم قائلاً: "حدّثنا أبو سعيد الأشَجّ، ثنا حفص المكْتِب، ثنا إدريس، عن شيخ مِن بني أسد، عن أبي الضُّحى، عن الحسن، والحسين بن عليّ، قال: المَشْهُودُ: يَوْمُ الْقِيَامَةِ. وروي عن مجاهد نَحْوُ ذلك"[46].
وممّا روي عن الإمام الحسين (عليه السلام) تفسيره (العذاب الأدنى) في قوله تعالى: ﴿وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾[47]، فقد اختُلف في تفسيره، "قال الحسن وأبو العالية والضحاك وأُبي بن كعب وإبراهيم النخعي: العذاب الأدنى مصائب الدنيا وأسقامها ممّا يُبتلى به العبيد حتى يتوبوا. وقاله ابن عباس، وعنه أيضاً أنّه الحدود. وقال ابن مسعود والحسين بن علي وعبد الله بن الحارث: هو القتل بالسيف يوم بدر. وقال مقاتل: الجوع سبع سنين بمكّة حتى أكلوا الجِيَف. وقاله مجاهد، وعنه أيضاً: العذاب الأدنى عذاب القبر. وقاله البراء بن عازب، قالوا: والأكبر عذاب يوم القيامة. قال القشيري: وقيل: عذاب القبر. وفيه نظر لقوله: ﴿لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾"[48].
وكذلك اختُلف في تفسير لفظة (الطاغوت) في قوله تعالى: ﴿لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِالله فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَالله سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾[49]، فمنهم مَن قال: إنّه الساحر، ومنهم مَن قال: إنّه الأصنام، ورووا عن الإمام الحسين (عليه السلام) أنّ معنى الطاغوت: (الشيطان)، قال الآلوسي مُفسِّراً هذه اللفظة: "أي: الشيطان، وهو المروي عن عمر بن الخطاب والحسين ابن عليّ (رضي الله تعالى عنهما)، وبه قال مجاهد وقتادة، وعن سعيد بن جبير وعكرمة أنّه الكاهن، وعن أبي العالية: أنّه الساحر، وعن مالك بن أنس: كلّ ما عُبِد من دون الله تعالى، وعن بعضهم: الأصنام. والأَولى أن يُقال بعمومه: سائر ما يطغى، ويجعل الاقتصار على بعض في تلك الأقوال من باب التمثيل"[50]. وممّا روي عن الإمام الحسين أيضاً ما ورد في تفسير قوله تعالى: ﴿قَالَ ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلَا عُدْوَانَ عَلَيَّ وَالله عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ﴾[51]، فقد "أنبأ عبد الرحمن، نا إبراهيم، نا آدم، نا أبان العطار، عن أبي عمران الجوني، قال: قال جبريل للنبي (صلّى الله عليه وسلّم): إن سألوك: أي الأجلين قضى موسى؟ فقل: أفضلهما وأكرمهما. وإن سألوك: أي الجاريتين تزوّج موسى؟ فقل: أصغرهما. وكان اسمها صفوريا. أنا عبد الرحمن، ثنا إبراهيم، نا آدم، ثنا حبان، عن سعد بن طريف، عن مقسم أبي عبد الرحمن، قال: قلت للحسين بن علي: أي الأجلين قضى موسى؟ قال: أكثرهما، قلت: فما كان اسم امرأته؟ قال: بلاقيس"[52].
ثانياً: ما رُوِي عن الامام الحسين( عليه السلام) في تفسير آيات القرآن
وذكر صاحب تفسير زاد المسير في تفسير قوله تعالى: ﴿لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً﴾[53]، أنّ في سبب قتلهم يحيى بن زكريا قولين: "أحدهما: أنّ ملِكهم أراد نكاح امرأة لا تحلُّ له، فنهاه عنها يحيى. ثمّ فيها أربعة أقوال: أحدها: أنها ابنة أخيه، قاله ابن عباس. والثاني: ابنته، قاله عبد الله بن الزبير. والثالث: أنّها امرأة أخيه، وكان ذلك لا يصلح عندهم، قاله الحسين بن علي (عليهما السلام). والرابع: ابنة امرأته، قاله السدي عن أشياخه، وذكر أنّ السبب في ذلك: أنّ ملك بني إسرائيل هويَ بنت امرأته، فسأل يحيى عن نكاحها، فنهاه، فحنقت أُمّها على يحيى حين نهاه أن يتزوّج ابنتها، وعمدت إلى ابنتها فزينتها، وأرسلتها إلى الملك حين جلس على شرابه، وأمرَتْها أن تسقيَه، وأن تعرض له، فإن أرادها على نفسها، أَبت حتى يؤتى برأس يحيى بن زكريا في طَسْت، ففعلت ذلك، فقال: ويحك سليني غير هذا. فقالت: ما أُريد إلّا هذا. فأمر، فأُتي برأسه، والرأس يتكلّم ويقول: لا تحلُّ لك، لا تحلُّ لك.
والقول الثاني: أنّ امرأة الملك رأت يحيى (عليه السلام)، وكان قد أُعطيَ حسناً وجمالاً، فأرادته على نفسه، فأبى، فقالت لابنتها: سلي أباك رأس يحيى، فأعطاها ما سألت. قاله الربيع ابن أنس. قال العلماء بالسِّيَر: ما زال دم يحيى يغلي حتى قُتِل عليه من بني إسرائيل سبعون ألفاً، فسكن. وقيل: لم يسكن حتى جاء قاتله، فقال: أنا قتلته. فقُتِل، فسكن[54].
ثالثاً: ما رُوِي عن الامام الحسين (عليه السلام) في أسباب نزول الآيات القرآنية
عرّف الزرقاني سبب النزول فقال: "هو ما نزلت الآية أو الآيات متحدّثة عنه، أو مبيّنة لحكمه أيام وقوعه. والمعنى: أنّه حادثة وقعت في زمن النبي (صلّى الله عليه وسلّم)، أو سؤال وُجِّه إليه، فنزلت الآية أو الآيات من الله تعالى ببيان ما يتّصل بتلك الحادثة، أو بجواب هذا السؤال"[55]. وتعد أسباب النزول "أوفى ما يجب الوقوف عليها، وأوْلى ما تصرف العناية إليها، لامتناع معرفة تفسير الآية وقصد سبيلها، دون الوقوف على قصّتها وبيان نزولها. ولا يحلّ القول في أسباب نزول الكتاب إلّا بالرواية والسماع ممّن شاهدوا التنزيل، ووقفوا على الأسباب، وبحثوا عن علمها، وجدّوا في الطلاب، وقد ورد الشرع بالوعيد للجاهل ذي العثار في هذا العلم بالنار"[56].
أمّا دواعي أسباب النزول فقد: "يكون الداعي لنزول الآيات الكريمات هي حادثة وقعت، أو واقعة حدثت، فنزلت الآيات المقدّسات بياناً لها، أو ردّاً عليها، ومن ذلك قوله تعالى: ﴿وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى * مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى﴾[57]، فسبب نزول هذه الآيات أنّ امرأة من المشركين أقبلت على الرسول (صلى الله عليه وآله) "بعد أن أُرجئ عنه الوحي مدّة ليست بالقصيرة، فقالت له: يا محمّد، ما أرى شيطانك إلّا وقد قلاك، فنزلت هذه الآيات؛ تسلية لنفس الرسول؛ وتعضيداً له؛ وإشعاراً من الله إليه بأنّه سبحانه معه على الدوام، دون أن تكون هنالك لحظة انقطاع البتة"[58].
وممّا روي عن الإمام الحسين (عليه السلام) في أسباب نزول الآيات ما ورد في تفسير قوله تعالى: ﴿وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآَن﴾[59]، فقد ذكر صاحب تفسير فتح القدير أنّ سبب نزول الآية أنّ رسول الله رأى "وِلد الحكم بن أبي العاص على المنابر كأنّهم القردة، فأنزل الله ﴿وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآَن﴾، يعني: الحكم ووِلده. وأخرج ابن أبي حاتم، عن يعلى بن مرّة، قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم): رأيت بني أُميّة على منابر الأرض، وسيملكونكم فتجدونهم أرباب سوء. واهتمّ رسول الله (صلى الله عليه وسلّم) لذلك، فأنزل الله الآية. وأخرج ابن مردويه عن الحسين بن عليّ نحوه مرفوعاً وهو مرسل[60].
المبحث الثالث: ما روي عن الامام الحسين (عليه السلام) في غير القراءات والتفسير
أولاً: الرواية عنه مباشرة
ذكر الآلوسي أنّه: "أخرج جميل بن دراج، عن الإمامية، عن أبي عبد الله الحسين(رضي الله تعالى عنه) قال: درهم ربا أعظم عند الله تعالى من سبعين زنية كلّها بذات محْرَم في بيت الله الحرام"[61]، ومثله ما ورد في جامع لطائف [62].
وروى السيوطي في سبب قتل نبي الله يحيى بن زكريا عن ابن عساكر من طريق علي بن زيد بن جدعان، عن علي بن الحسين، عن الحسين بن علي أنه قال: "كان ملك مات وترك امرأته وابنته، فورث مُلكَه أخوه، فأراد أن يتزوّج امرأة أخيه، فاستشار يحيى بن زكريا في ذلك، وكانت الملوك في ذلك الزمان يعملون بأمر الأنبياء، فقال له: لا تتزوّجها فإنها بغي. فبلغ المرأة ذلك، فقالت: ليقتلن يحيى أو ليخرجن من ملكه. فعمدت إلى ابنتها فصيغتها، ثمّ قالت: اذهبي إلى عمِّك عند الملأ، فإنّه إذا رآك سيدعوك، ويجلسك في حجره، ويقول: سليني ما شئت، فإنّك لن تسأليني شيئاً إلّا أعطيتك، فإذا قال لك: قولي. فقولي: لا أسألك شيئاً إلّا رأس يحيى! وكانت الملوك إذا تكلّم أحدهم بشيء على رؤوس الملأ، ثمّ لم يمضِ له، نُزِع من ملكه، ففعلت ذلك، فجعل يأتيه الموت من قتله يحيى، وجعل يأتيه الموت من خروجه من ملكه، فاختار ملكه، فقتله، فساخت بأُمّها الأرض. قال ابن جدعان: فحدّثت بهذا الحديث ابن المسيب، فقال: أما أخبرك كيف كان قتل زكريا؟ قلت: لا. قال: إنّ زكريا حيث قُتِل ابنه، انطلق هارباً منهم، واتّبعوه حتى أتى على شجرة ذات ساق، فدعته إليها فانطوت عليه، وبقيت من ثوبه هدبة تلعبها الريح، فانطلقوا إلى الشجرة، فلم يجدوا أثره عندها، فنظروا تلك الهدبة، فدعوا المنشار، فقطعوا الشجرة فقطعوه فيها"[63].
وروى الزمخشري عن الإمام الحسين بن علي (عليهما السلام) أنّه قال لبعض الخوارج في كلام جرى بينهما: "بِمَ حفظ الله الغلامين؟ قال: بصلاح أبيهما، قال: فأبي وجدّي خير منه. فقال: قد أنبأنا الله أنّكم قوم خصمون"[64]
وذكر أبو حيان أنّ عصام بن المصطلق الشامي قد سبّ الإمام الحسين (عليه السلام) سبّاً مبالغاً وأباه؛ إذ كان مبغضاً لأبيه، فقال الحسين بن علي: "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ... ﴾. إلى قوله: ﴿...فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ﴾[65]، ثمّ قال: خفض عليك أستغفر الله لي ولك، ودعا له في حكاية فيها طول، ظهر فيها من مكارم أخلاقه وسعة صدره، وحوالة الأشياء على القدر ما صيّر عصاماً أشدّ الناس حبّاً له ولأبيه وذلك باستعماله هذه الآية الكريمة وأخذ بها"[66].
وذكر البغوي أنّه رُوي عن جعفر بن محمد الصادق عن أبيه عن جدّه عن الحسين ابن عليّ قوله: "إذا صاح النسر، قال: يا بن آدم، عش ما شئت آخره الموت. وإذا صاح العقاب، قال: في البعد من الناس أُنس. وإذا صاح القنبر، قال: إلهي العن مبغضي آل محمد. وإذا صاح الخطاف، قرأ: الحمد لله ربِّ العالمين. ويمدّ الضآلين كما يمدّ القارئ"[67]. وذكر الرازي أنّه رُوي عن الإمام الحسين بن علي عليه السلام أنّه قال: "إذا عملت خيراً فحدِّث إخوانك؛ ليقتدوا بك"[68]. وذكر صاحب تفسير الفتح القدير أنّ الديلمي أخرج عن الحسين بن علي مرفوعاً: "لو علم الله شيئاً من العقوق أدنى من أفٍّ لحرّمه"[69].
ثانياً: ما روي عن الإمام الحسين عن أبيه عن جدّه (عليهم السلام)
فقد ورد في الدرّ المنثور للسيوطي أنّه: "أخرج الطبراني وإسماعيل بن عبد الغافر الفارسي في الأربعين والبيهقي، عن الحسين بن علي، قال: كنّا على مائدة أنا وأخي محمد ابن الحنفية، وبني عمِّي عبد الله بن عباس، وقثم، والفضل، فوقعت جرادة، فأخذها عبد الله بن عباس، فقال للحسين: تعلم ما مكتوب على جناح الجرادة؟ فقال: سألت أبي فقال: سألت رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم)، فقال لي: على جناح الجرادة مكتوب: إنّي أنا الله، لا إله إلّا أنا ربُّ الجرادة ورازقها، إذا شئت بعثتها رزقاً لقوم، وإن شئت على قوم بلاء. فقال ابن عباس: هذا والله من مكنون العلم" [70].
وفي تفسير قوله تعالى: ﴿وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا﴾[71]. أورد الثعلبي: "عن الإمام الحسين ابن علي عن أبيه علي بن أبي طالب (رضي الله عنهما)، قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم): عليكم بالعدس؛ فإنّه مبارك مقدّس، وإنّه يُرقق القلب ويُكثر الدمعة، وإنّه بارك فيه سبعون نبيّاً آخرهم عيسى" [72].
وذكر الثعلبي أنّه أخبره ابن السري النحوي في (درب حاجب) قال: "أخبرنا محمد بن عبد الله بن محمد العماني، قال: أخبرنا عبد الله بن أحمد بن عامر، قال: حدّثنا أبي، قال: حدّثني علي بن موسى الرضا، قال: حدّثني أبي موسى بن جعفر، قال: حدّثني أبي جعفر بن محمد، قال: حدّثني أبي محمد بن علي، قال: حدّثني أبي علي بن الحسين، قال: حدّثني أبي الحسين بن علي، قال: حدّثني أبي علي بن أبي طالب، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): إنّ الله (عزّ وجل) قدّر المقادير ودبّر التدبّر قبل أن يخلق آدم بألفي عام"[73].
وذكر أيضاً أنّه أخبره "أحمد بن السري العروضي في درب الحاجب، أخبرنا محمد بن عبد الله بن أحمد بن جعفر العماني، أخبرنا عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي، حدّثني أبي، حدّثنا علي بن موسى الرضا، حدّثنا أبي موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه علي بن أبي طالب، قال: قال رسول الله: عليكم بحسن الخُلق، فإنّ حسن الخُلق في الجنّة لا محالة، وإيّاكم وسوء الخُلق، فإنّ سوء الخُلق في النار لا محالة"[74]
وقال أيضاً: "أخبرنا يعقوب بن أحمد بن السهمي العروضي في درب الحاجب، قال: أخبرنا محمد بن عبد الله العثماني، قال: حدّثنا أبو القاسم الطائي، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني علي بن موسى الرضا، قال: حدّثني أبي موسى بن جعفر، قال: حدّثني أبي جعفر ابن محمد، قال: حدّثني أبي محمد بن علي، قال: حدّثني أبي علي بن الحسين، قال: حدّثني أبي الحسين بن علي، قال: حدّثني أبي علي بن أبي طالب، قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم): مَن قرأ ﴿إِذَا زُلْزِلَتِ﴾[75]. أربع مرّات كان كمَن قرأ القرآن كلّه"[76].
وقال أيضاً: "حدّثنا أبو الحسن محمد بن علي بن الحسين بن القيّم الحسني السُّني، قال: حدّثنا أحمد بن علي بن مهدي بن صدقة بالرملة، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثنا علي ابن موسى الرضا، قال: حدّثني أبي موسى بن جعفر، قال: حدّثني أبي جعفر بن محمد، قال: حدّثني أبي محمد بن علي، قال حدّثني أبي علي بن الحسين، قال: حدّثني أبي الحسين ابن علي، قال: حدّثني أبي علي بن أبي طالب، قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) في قول سبحانه: ﴿ثُمَّ لَتُسْألُنَّ يومئذٍ عَنِ النَّعِيمِ﴾[77]، قال: الرطب والماء البارد"[78].
وروى البغوي قائلاً: "أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي، أنبأنا أحمد بن عبد الله النعيمي، أنبأنا محمد بن يوسف، أنبأنا محمد بن إسماعيل، أخبرنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب، عن الزهري، أنبأنا علي بن الحسين: أنّ الحسين بن علي أخبره: أنّ عليّاً أخبره: أنّ رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) طرقه وفاطمة بنت رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) ليلة، فقال: ألا تصلِّيان؟ قلت: يا رسول الله، إنّ أنفسنا بيد الله، فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا. فانصرف رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) حين قلت له ذلك، ولم يرجع إليّ شيئاً، ثمّ سمعته وهو مولٍّ يضرب فخذه، وهو يقول: ﴿وَكَانَ الإنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً﴾[79]" [80].
ثالثاً: ما روي عن الامام الحسين عن جدّه (صلى الله عليه وآله)
وروى ابن كثير عن أحمد بن حنبل، أنّه قال: "حدّثنا عبد الملك بن عمرو وأبو سعيد [قالا]: حدّثنا سليمان بن بلال، عن عمارة بن غَزِيّة، عن عبد الله بن الحسين، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي: أنّ رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) قال: البخيل مَن ذُكرت عنده، ثمّ لم يصلِّ عليّ. وقال أبو سعيد: فلم يصلِّ عليّ. ورواه الترمذي من حديث سليمان بن بلال، ثمّ قال: هذا حديث حسن غريب صحيح، من الرواة مَنْ جعله من مسند (الحسين بن علي)، ومنهم مَن جعله من مسند (علي) نفسه"[81]. وذكر السيوطي: "أنّ أحمد وابن ماجة والبيهقي أخرجوا في شعب الإيمان عن الحسين بن علي، عن النبي (صلّى الله عليه وسلّم) قال: ما من مسلم يُصاب بمصيبة فيذكرها وإن طال عهدها، فيحدث لذلك استرجاعاً إلّا حدد الله له عند ذلك، فأعطاه مثل أجرها يوم أُصيب"[82].
وذكر أيضاً: "أنّ أحمد وأبا داوود وابن أبي حاتم أخرجوا عن الحسين بن علي، أنّه قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم): للسائل حقّ، وإن جاء على فرس"[83]، و" أخرج أبو يعلى والطبراني وابن السنّي وابن عدي وأبو الشيخ وابن مردويه، عن الحسين بن علي، قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم): أمان لأُمّتي من الغرق إذا ركبوا في السفن أن يقولوا: بسم الله الملك الرحمن، ﴿بِسْمِ الله مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ﴾[84]، ﴿وَمَا قَدَرُوا الله حَقَّ قَدْرِهِ﴾[85]، إلى آخر الآية"[86].و"أخرج أحمد والترمذي عن الحسين بن علي (رضي الله عنه): أنّ رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم)، قال: البخيل مَن ذُكرتُ عنده فلم يصلِّ عليّ" [87].
وذكر الثعلبي: "أنّ الإيمان لا يتمّ ولا يقوم إلّا بثلاثة أشياء: تصديق بالقلب، وقول باللسان، وعمل بالأبدان. يدلّ عليه ما روى جعفر بن محمد، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي بن أبي طالب، قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم): الإيمان: تصديق بالقلب، وإقرار باللسان، وعمل بالإيمان" [88]. وذكر ابن الأثير عن الطبراني أنّه قال: "حدّثنا مَسْعَدَة بن سَعْد العطار المكّي، حدّثنا إبراهيم بن المنذر الحِزامي، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم مولى جميع بن حارثة الأنصاري، حدّثنا عبد الله بن ماهان الأزدي، حدّثني فائد مولى عبيد الله بن أبي رافع، حدّثتني سُكينة بنت الحسين بن علي، عن أبيها، قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم): حملة القرآن عُرَفاء أهل الجنة يوم القيامة" [89].
ونقل ابن كثير عن أحمد بن حنبل قوله: "حدّثنا يزيد، وعَبّاد بن عباد، قالا: حدّثنا هشام بن أبي هشام، حدّثنا عباد بن زياد، عن أُمّه، عن فاطمة ابنة الحسين، عن أبيها الحسين بن علي، عن النبي (صلّى الله عليه وسلّم) قال: ما من مسلم ولا مسلمة يُصاب بمصيبة فيذكرها، وإن طال عهدها. وقال عبّاد: قدم عهدها. فيحدث لذلك استرجاعاً، إلّا جدد الله له عند ذلك فأعطاه مثل أجرها يوم أُصيب. ورواه ابنُ ماجه في سُنَنه، عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن وَكِيع، عن هشام بن زياد، عن أُمّه، عن فاطمة بنت الحسين، عن أبيها [الحسين]. وقد رواه إسماعيل بن عُلَية، ويزيد بن هارون، عن هشام بن زياد عن أبيه، كذا عن، فاطمة، عن أبيها"[90]،و"حدث ابن كثير، عن وَكِيع وعبد الرحمن، أنّهما قالا: حدّثنا سفيان، عن مصعب ابن محمد، عن يعلى بن أبي يحيى، عن فاطمة بنت الحسين، عن أبيها الحسين بن علي، قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم): للسائل حقّ وإن جاء على فرس[91] .
ومثله ما أورده الآلوسي في تفسير قوله تعالى: ﴿والسائلين﴾[92]، قائلاً: "أي: الطالبين للطعام، سواء كانوا أغنياء إلّا أنّ ما عندهم لا يكفي لحاجتهم، أو فقراء، كما يدلّ عليه ظاهر ما أخرجه الإمام أحمد وأبو داوود وابن أبي حاتم، عن الحسين بن علي (رضي الله تعالى عنهما)، قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم): للسائل حقّ وإن جاء على فرس. فإن الجائي على فرس يكون في الغالب غنياً، وقيل: أراد المساكين الذين يسألون فتعرف حالهم بسؤالهم، والمساكين... الذين لا يسألون وتعرف حاجتهم بحالهم، وإن كان ظاهرهم الغنى؛ وعليه يكون التقييد في الحديث لتأكيد رعاية حقّ السائل، وتحقيق أنّ السؤال سبب للاستحقاق، وإن فرض وجوده من الغني كالقرابة واليتم"[93].
وذكر القرطبي عن مروان بن سالم: "أنّه روى عن طلحة بن عبيد الله بن كريز، عن الحسين بن علي عن النبي (صلّى الله عليه وسلّم) قال: أمان لأُمّتي من الغرق إذا ركبوا في الفلك: بسم الله الرحمن الرحيم ﴿وَمَا قَدَرُوا الله حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾[94]، ﴿بِسْمِ الله مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ﴾[95]" [96].
وروى أيضاً عن الإمام الحسين بن علي عليهما السلام أنّه قال: "سمعت جدّي رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) يقول: أدِّ الفرائض تكن من أعبد الناس، وعليك بالقنوع تكن من أغنى الناس، يا بني إنّ في الجنة شجرة يُقال لها: شجرة البلوى، يُؤتى بأهل البلاء فلا يُنصب لهم ميزان، ولا يُنشر لهم ديوان، يُصبّ عليهم الأجر صبّاً، ثمّ تلا النبي (صلّى الله عليه وسلّم): ﴿إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾[97]" [98]
خاتمة البحث
تابع الباحث كتب التفسير عند العامّة، واستقرأ أغلب ما ورد فيها من مرويات عن الإمام الحسين عليه السلام في القراءات والتفسير وسواهما، مُصنِّفاً إيّاها بحسب موضوعاتها العامّة، ولعلّ أهم ما توصّل إليه البحث ما يأتي:
1ـ وجد الباحث أنّ عدداً لا يُستهان به من المرويّات عن الإمام الحسين (عليه السلام) قد رويت عنه (عليه السلام) بلا سند للرواية، لذا هي بحاجة إلى التحقيق فيها، والتثبّت منها؛ ليتيقن من ورودها عنه (عليه السلام)، ثمّ اعتمادها نصّاً معيّناً في تفسير القرآن.
2ـ لم تخلُ أغلب التفاسير من ذكر القراءات القرآنية لألفاظ القرآن، ونسبتها إلى قرّائها، والتعليق عليها، وبيان المعاني التي تؤدّيها، ومنها القراءات المنسوبة إلى الإمام الحسين (عليه السلام)، فقد رووا عنه عدداً من القراءات القرآنية، مُعلِّقين عليها، ذاكرين المعنى الذي أدّته.
3ـ تتعدّد الآراء التفسيرية في كتب التفسير باختلاف المفسّرين واختلاف مشاربهم، ويحاول أغلب المفسّرين أن يحيط بأغلب ما ذكره الأئمّة والصحابة والتابعون في تفسير لفظة أو عبارة قرآنيتين، وممّن روى عنهم المفسّرون الإمامُ الحسين عليه السلام؛ إذ استشهدوا بعدد من الروايات المروية عنه في بيان معنى كلمة أو عبارة قرآنية، أو سبب نزول آية، أو فيمَن نزلت الآية.
4ـ لم يتعامل مفسّرو العامّة مع مرويات الإمام الحسين (عليه السلام) على أنّها ملزمة ومقدمة على غيرها في التفسير، وإنّما نظروا إليها على أنّها رأي من الآراء التي وردت في تفسير الألفاظ أو الآيات القرآنية، فتراهم يُقدِّمون عليه غيره في تسلسل ذكر الآراء، وقد يخالفونه الرأي في مواضع.
5ـ وجد الباحث عدداً لا يُستهان به من الأحاديث المروية عن الإمام الحسين (عليه السلام) فيما لا يرتبط بالقراءات ولا بالتفسير، وإنّما هي أحاديث يُؤتى بها للاستئناس بقوله (عليه السلام) فيما يدعم آراء المفسّرين، أو زيادة في توضيحها، ومنها ما يتعلّق بمسائل تأريخية أو أخلاقية، وهذه الروايات منها ما هو مروي عن الإمام مباشرة، ومنها ما روي عنه عن أبيه عن جدّه (عليهم الصلاة والسلام)، ومنها ما روي عنه عن جدّه مباشرة.
[1] السيوطي، جلال الدين، الدر المنثور: ج2، ص60.
[2] الزبيدي، محمد مرتضى، تاج العروس: ج1، ص221.
[3] البدري، محمد سمير، أثر القرآن والقراءات في النحو العربي: ص309.
[4] القضاة، محمد أحمد، مقدمات في علم القراءات: ص47.
[5] السيوطي، جلال الدين، الإتقان في علوم القرآن: ج1، ص45..
[6] اُنظر: الباقلاني، محمد بن الطيب، نكت الانتصار لنقل القرآن: ص415.
[7] الزركشي، بدر الدين، البرهان في علوم القرآن: ج1، ص318.
[8] الصغير، محمد حسين، تاريخ القرآن: ص117.
[9] اُنظر: طه حسين، في الأدب الجاهلي: ص95.
[10] الزرقاني، محمد عبد العظيم، مناهل العرفان: ج1، ص439.
[11] اُنظر: المصدر السابق: ج1، ص434.
[12] اُنظر: الأمين، إحسان، منهج النقد في التفسير: ص238 ـ 239.
[13] اُنظر: الزركشي، بدر الدين، البرهان في علوم القرآن: ج1، ص319.
[14] اُنظر: مؤمل جواد، القراءات القرآنية المنسوبة لأهل البيت وآثارها، رسالة ماجستير، كلية الفقه/جامعة الكوفة، 2015.
[15] نوح: آية28.
[16] الآلوسي، محمود بن عبد الله، روح المعاني: ج21، ص330.
[17] اُنظر: الزمخشري، محمود بن عمر، الكشاف: ج7، ص150.
[18] عبس: آية24ـ25.
[19] الزمخشري، محمود بن عمر، الكشاف: ج7، ص236.
[20] المصدر السابق.
[21] التوحيدي، علي بن محمد، البحر المحيط: ج10، ص437. واُنظر: الآلوسي، محمود بن عبد الله، روح المعاني: ج22، ص190.
[22] الزلزلة: آية7ـ 8.
[23] اُنظر: التوحيدي، علي بن محمد، البحر المحيط: ج11، ص12. الآلوسي، محمود بن عبد الله، روح المعاني: ج23، ص89.
[24] التوحيدي، علي بن محمد، البحر المحيط: ج11، ص12. واُنظر: الآلوسي، محمود بن عبد الله، روح المعاني: ج23، ص89.
[25] يونس: آية58.
[26] الثعلبي، أحمد بن محمد، الكشف والبيان: ج7، ص38.
[27] الطبري، محمد بن جرير، جامع البيان عن تأويل آي القرآن: ج15، ص109.
[28] هود: آية10.
[29] القصص: آية76.
[30] ابن عطية الأندلسي، عبد الحق بن غالب، المحرر الوجيز: ج3، ص126.
[31] الأخفش الأوسط، سعيد بن مسعدة، معاني القرآن: ج1، ص375.
[32] الدخان: آية49.
[33] اُنظر: ابن عطية الأندلسي، عبد الحق بن غالب، المحرر الوجيز: ج6، ص94.
[34] الدخان: آية43ـ44.
[35] الدخان: آية49.
[36] ابن عطية الأندلسي، عبد الحق بن غالب، المحرر الوجيز: ج6، ص94.
[37] هود: آية17.
[38] الطبري، محمد بن جرير، جامع البيان عن تأويل آي القرآن: ج15، ص271.
[39] ابن عطية الأندلسي، عبد الحق بن غالب، المحرر الوجيز: ج3، ص407.
[40] السيوطي، جلال الدين، الدر المنثور: ج5، ص285.
[41] ابن الجوزي، عبد الرحمن، زاد المسير في علم التفسير: ج3، ص328.
[42] البروج: آية1ـ3.
[43] الأحزاب: آية45.
[44] هود: آية103
[45] الشوكاني، محمد بن عبد الله، فتح القدير: ج7، ص462.
[46] ابن أبي حاتم، عبد الرحمن بن محمد، تفسير القرآن العظيم: ج8، ص262.
[47] السجدة: آية21.
[48] القرطبي، محمد بن أحمد، الجامع لأحكام القرآن: ج14، ص98.
[49] البقرة: آية256.
[50] الآلوسي، محمود بن عبد الله، روح المعاني: ج2، ص322.
[51] القصص: آية28.
[52] المخزومي، مجاهد بن جبر، تفسير مجاهد: ج2، ص484.
[53] الإسراء: آية4
[54] ابن الجوزي، عبد الرحمن، زاد المسير في علم التفسير: ج4، ص144.
[55] الزرقاني، محمد عبد العظيم، مناهل العرفان: ج1، ص106.
[56] الواحدي، علي بن أحمد، أسباب نزول القرآن: ج1، ص8.
[57] الضحى: آية1 ـ3.
[58] الجنابي، سيروان عبد الزهرة، تاريخ القرآن وعلومه: ص163. واُنظر: السيوطي، جلال الدين، لباب النقول في أسباب النزول: ص230. الواحدي، علي بن أحمد، أسباب نزول القرآن: ج1، ص301.
[59] الإسراء: آية60.
[60] الشوكاني، محمد بن عبد الله، فتح القدير: ج4، ص328.
[61] اُنظر: الآلوسي، محمود بن عبد الله، روح المعاني: ج2، ص 378.
[62] اُنظر: القماش، عبد الرحمن بن محمد، جامع لطائف التفسير: ج9، ص314.
[63] السيوطي، جلال الدين، الدر المنثور: ج6، ص446.
[64] الزمخشري، محمود بن عمر، الكشاف: ج4، ص45.
[65] الأعراف: آية199ـ200.
[66] التوحيدي، علي بن محمد، البحر المحيط: ج6، ص22.
[67] البغوي، الحسين بن مسعود، تفسير البغوي: ج6، ص149.
[68] الرازي، عبد الرحمن بن محمد، القرآن العظيم: ج17، ص86.
[69] الشوكاني، محمد بن عبد الله، فتح القدير: ج4، ص299.
[70] السيوطي، جلال الدين، الدر المنثور: ج4، ص292.
[71] البقرة: آية61.
[72] الثعلبي، أحمد بن محمد، الكشف والبيان: ج1، ص145.
[73] المصدر السابق: ج13، ص56.
[74] المصدر السابق: ج13، ص332.
[75] الزلزلة: آية1.
[76] الثعلبي، أحمد بن محمد، الكشف والبيان: ج14، ص182.
[77] التكاثر: آية8
[78] الثعلبي، أحمد بن محمد، الكشف والبيان: ج14، ص199.
[79] الكهف: آية54.
[80] البغوي، الحسين بن مسعود، تفسير البغوي: ج5، ص182.
[81] ابن كثير، إسماعيل بن عمر، تفسير القرآن العظيم: ج6، ص467.
[82] السيوطي، جلال الدين، الدر المنثور: ج1، ص312.
[83] المصدر السابق: ج1، ص345.
[84] هود: آية41.
[85] الزمر: آية67.
[86] السيوطي، جلال الدين، الدر المنثور: ج5، ص306.
[87] المصدر السابق: ج8، ص203.
[88] الثعلبي، أحمد بن محمد، الكشف والبيان: ج7، ص317.
[89] ابن كثير، إسماعيل بن عمر، تفسير القرآن العظيم: ج1، ص96.
[90] المصدر السابق: ج1، ص469.
[91] المصدر السابق: ج7، ص418.
[92] البقرة: آية177.
[93] الآلوسي، محمود بن عبد الله، روح المعاني: ج2، ص106.
[94] الزمر: آية67.
[95] هود: آية41.
[96] القرطبي، محمد بن أحمد، الجامع لأحكام القرآن: ج9، ص33.
[97] الزمر: آية10.
[98] القرطبي، محمد بن أحمد، الجامع لأحكام القرآن: ج15، ص211.
اترك تعليق