الأمناء العامون للعتبات المقدسة يشاركون بمراسيم تسلم الرئاسة الجديدة لديوان الوقف الشيعي في النجف الأشرف

شارك الأمناء العامون للعتبات المقدسة في العراق بالمراسيم الخاصة التي أقامها ديوان الوقف الشيعي في العتبة العلوية المقدسة بمناسبة تسلم السيد (علاء الدين عبد الصاحب الموسوي) مهام رئاسة الديوان من السيد( صالح الحيدري).

ابتدأ الحفل بآيٍ من الذكر الحكيم تلاها على أسماع الحاضرين المقرئ (هاني الموسوي) ، ومن ثم جاءت كلمة الأمين العام للعتبة العلوية المقدسة الشيخ (ضياء الدين زين الدين) قال فيها : في هذه الرحاب المطهرة تحت قبة أمير المؤمنين (عليه السلام) وعلى أعتاب الأيام الفاطمية نجتمع هذا الاجتماع المبارك لنكرم أخوين علمين من أعلام شيعة أهل البيت (عليهم السلام) في هذا البلد الطاهر ، أحدهما العلامة السيد (صالح الحيدري) تكريماً لجهوده المبذولة في خدمة أهل البيت(عليه السلام) من خلال رئاسته للوقف الشيعي ، وأما التكريم الثاني فهو تكريم للسيد (علاء الدين الموسوي) لتسلمه مهامه الجديدة في هذا الوقت وأملنا أن يواصل المسيرة التي شاء الله (عزوجل) أن يجعله أهلاً لها بمباركة المرجعية العظمى.

مبيناً أن ديوان الوقف الشيعي يؤدي دوراً مهماً في أمور جذرية ومصيرية، فلو استعرضنا جانباً من مهامه نقول: إن أول مهمة من مهامه هي تصحيح الأخطاء الماضية وإرجاع الحقوق التي انتهكها السابقون الذين أرادوا أن يطفئوا نور الله (عزوجل) في ظل النظام السابق، أما المهمة الثانية هي أن يمثل هذا الوقف رؤية المرجعية العظمى التي أرادتها في الاتجاهات السياسية القادمة لتنفذ كلمتها على الجميع، أما المهمة الثالثة فهي تمثيل كلمة هذا المذهب الطاهر بما فيها من رؤية واضحة في جميع المحافل الدولية والسياسية والدينية ، حيث الصادع لهذه الرؤية هو الوقف الشيعي، الرابعة تتمثل في توجيه ريع الأوقاف الشيعية في الاتجاهات التي يكون عطاؤها على القريب والبعيد والفقراء والمساكين ومن يحتاج هذا الريع ، وفي أيدٍ أمينة يمكن توجيه ما يمكن توجيهه في الطريق الصحيح.

فيما قال السيد (صالح الحيدري) في كلمته : لقد جاهدنا وسعينا وعملنا وتوكلنا على الله (عزوجل) وكنتم لنا نعم العون حيث أنشئت بتعاونكم آلاف المساجد وشيدت المزارات الشريفة وتواصلت خطوط الثقة بين بلدنا وبلدان العالم ، وقد كان منتسبو ديواننا نعم ما كانوا ؛ لذا أوصيكم إخواني في ديوانكم خيراً وأوصيكم ببذل المزيد من الجهود في خدمة مذهبنا ووطننا، مشيراً إلى أن الوقف الشيعي له أنشطة ثقافية منها المدارس التي أنشاها الوقف في أغلب المدن العراقية وما يتعلق بالجامعات وما يخص الامتحانات الخارجية وكذلك في النشاط القرآني الذي كان في داخل العراق وخارجه ، كما تم طبع البحوث القرآنية وإنشاء معهد للدراسات القرآنية.

مؤكداً أن لديوان الوقف الشيعي دوراً كبيراً في التقريب بين الآراء وتحقيق الوحدة في البلد بين أطياف المذاهب والملل الأخرى، معبراً عن شكره للعتبة العلوية المقدسة لإقامة حفل التسليم في رحاب المرقد العلوي الطاهر بدلاً من ديوان الوقف الشيعي، وإلى السادة الأمناء العامين في العتبات المقدسة والمزارات، الذين لهم الفضل الأكبر لما نشاهده من تطور وعمل متواصل في خدمة العتبات المقدسة وزائريها الكرام.

أما كلمة الرئيس الجديد لديوان الوقف الشيعي السيد (علاء الدين الموسوي) أكد فيها قائلاً : هذا درسٌ جديدٌ نتعلمه اليوم من مدرسة أهل البيت(عليهم السلام) ومدرسة المرجعية ، وهو درسٌ في الإخلاص والترفع عن الدنيا ومناصبها ودرس في طريقة التعامل مع المسؤولية ، إذ يقوم المسؤول بمسؤوليته على أفضل ما يرى بإخلاص حتى إذا انتهت مدة عمله، قدم مسؤوليته إلى غيره بكل وئام وسلام، موضحاً أن عيوننا ممدودة فيما يأتي من الأيام إلى أفق مفتوح للتعامل مع مصالح الناس، وأرجو من جميع المخلصين أن يوحدوا أهدافهم ونواياهم لهدف واحد وهو حفظ مصالح العراق ومصالح الناس بشكل عام، منوهاً إلى أن الوقف الشيعي له دور مهم في وحدة المسلمين ، مضيفاً في هذه اللحظات التي نحتفل فيها هناك مقاتلون تسيل دماؤهم من أجل تحقيق النصر وتحقيق وحدتنا ، نسأل الله أن ينصر المجاهدين وأن يحفظهم ويثبت أقدامهم ويعجل فرج مولانا صاحب العصر والزمان (عجل الله تعالى فرجه الشريف).

من جانبهم عبّر السادة الأمناء العامون للعتبات المقدسة والمزارات كافة عن عميق تقديرهم للجهود التي بذلها السيد (صالح الحيدري) في مسيرته برئاسة الديوان ، وعن تمنيهم إكمال المسيرة من قبل السيد (علاء الدين الموسوي) خدمة للصالح العام وللبلد والمذهب وزائري العتبات المقدسة والمزارات الشيعية.

الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة

المرفقات