العتبة العباسية تفتتح الخط الإنتاجي الجديد الأول من نوعه لدار الكفيل بحضور رسمي ونخبوي

شهدت مطبعة (دار الكفيل ) للطباعة والنشر والتوزيع التابعة للعتبة العباسية المقدسة حفل افتتاح الخطّ الإنتاجي الجديد (Hard cover) الذي أُقيم في مقر الدار صباح هذا اليوم الخميس (29ربيع الثاني 1436هـ) الموافق (19شباط 2015م) بحضور سماحة السيد( أحمد الصافي) الأمين العام للعتبة العباسية المقدسة الجهة الراعية والمتبنية للمشروع والسيد (أفضل الشامي) نائب الأمين العام للعتبة الحسينية المقدسة والدكتورة (سعاد الوائلي) عضو مجلس النواب- لجنة التربية والتعليم والأستاذ (نعمة الربيعي) نقيب الصحفيين العراقيين ونخب علمية ودينية وسياسية وثقافية وإعلامية وممثلين عن العتبات والمزارات المقدسة في عموم العراق.وقال سماحة السيد (أحمد الصافي ) في كلمة للأمانة العامّة للعتبة العباسية المقدّسة: لايخفى على الإخوة المتتبعين أنّ الطباعة ليست جديدة على مدينة كربلاء المقدسة، فهي نشأت في هذه المدينة نهاية القرن التاسع عشر الميلادي، وتعلمون أنّ الأحداث عادةً في العراق أحداثٌ متسارعة، ونتيجة بعض السياسات الهوجاء وسياسات الجهل حورب العلم، ومن أدوات العلم التي تُحارب عادةً هي الطباعة باعتبار أنّ الطباعة تسهّل على الباحث والمفكّر والكاتب أن يوصل ما عنده إلى الآخرين، فالقضاء على الطباعة والمفكّرين كان سلاحاً مارسته السياسات السابقة، وبالنتيجة دفع هذا البلد ثمناً باهضاً في تأخّره.مضيفاً : نحن لا نريد دائماً أن نذكر الماضي إنّما نذكره فقط من باب التحفيز والهمّة، ومن باب تعويض ما فات قامت العتبات المقدّسة بعددٍ من المشاريع ومنها المشاريع الفكرية، وهناك قسم خاصّ يسمّى (قسم الشؤون الفكرية والثقافية ) وله نتاجات واسعة وكبيرة إضافة إلى أقسام الشؤون الدينية التي بين فترة وأخرى أيضاً تطلع علينا برأي وبفكرة وبكتيب وبكتاب وبمجموعة من الإرشادات، أيضاً تحتاج إلى من يتبنّاها فكان لابُدّ للعتبات المقدّسة أن تنهض مكمّلة لذلك المعنى عن طريق الطباعة.

وتابع السيد الصافي : إن المشروع واقعاً يتكوّن من ثلاث مراحل: المرحلة الأولى التي هي فعلاً قائمة وابتدأ العمل بها على نحوٍ جدّيّ لعلّه قبل سنوات، والمرحلة الثانية اليوم نشهد افتتاح هذا الخطّ الإنتاجي وهو خطّ التجليد الفنيّ الذي لم يكن موجوداً، والمرحلة الثالثة -إن شاء الله تعالى- ستكون في المستقبل القريب وهي توفير بعض الأماكن المتطوّرة جداً لغرض طباعة المصحف الكريم، وهذا الهدف واقعاً نسعى جادّين إلى تنفيذه إضافة إلى أعمال طباعية أخرى.مبيناً : من خلال الإخوة الحاضرين أحبّ أن أبيّن شيئاً وهو واقعاً رسالة لكلّ الإخوة المسؤولين في الدولة العراقية أنّ العقل العراقيّ هو عقل مفكّر ومُبدِع يحتاج إلى رعاية، وقد ذكرنا في أكثر من مرّة والإخوة يسمعونه ولا يعيرونه أهمية والبعض يسمعونه ويهملونه، والواقع نحن ليس لدينا مصلحة إلّا أن ينهض البلد، العقول العراقية عقولٌ غير قاصرة عقولٌ تنهض بالبلد لو توفّرت لها الإمكانات الممكنة ولو شعرت هذه العقول برعايةٍ خاصة، فالتاريخ الآن يسجّل ونحن نمرّ بمرحلةِ استثارة العقول ومرحلة استنهاض الهمم وحلّ الكثير من مشاكلنا عن طريق أبنائنا، لا مانع من الاستعانة بخبرات أجنبية وكثير من الدول قد سبقتنا بمجالات معينة وهذا حقّ، ولكن لابدّ أن نستثمر ذلك من أجل أن ينهض هذا البلد، وتعلمون البلد يمرّ بظروف صعبة سواءً من جهة أمنية ابتُلينا بعصابات (الدواعش) والمشاكل الأمنية التي سبقتها، ومشاكل اقتصادية، ونحن واثقون أنّ هذه المشاكل يستطيع أن يحلّها أبناءُ البلد مع الإرادة الحقيقية ومع النية الصادقة، ومع الاستعانة بأهل الخبرة من الذين يحملون همّ هذا البلد نستطيع أن نتجاوز المحنة، مسألة طبيعية كل بلد يمر بمحنٍ ومشاكل لكن هناك همم كبيرة هي من يحيي البلد.فيما قال الشيخ( ميثم الزيدي) مسؤول دار الكفيل : بالعلم تحيا الشعوب بهذه الحكمة عمل فريق المطبعة بشكل دوؤب حتى أثمرت إنتاجاتهم بهذه الحلة التي اليوم نحتفل بها،مبيناً أن الجميع من لجان فرق التفاوض والفريق العامل والمدير حصلوا على صلاحيات واسعة في إنجاح المشروع رغم محدودية الموارد المالية للعتبة المقدسة،موضحاً أن العمل المتواصل في التفاوض مع الجهات المختصة بالمطابع وهي شركة (هايدربرج) الألمانية استمر سنتين حتى تمكن الوفد من إبرام عقود البناء لخطوط الجديدة لمطبعة دار الكفيل،ويؤكد الزيدي أن الدار أول مؤسسة عراقية تبرم عقود مباشرة مع شركة ألمانية بعد أن فرضنا ضوابط محكمة مع المشاريع الحكومية،مشيراً إلى أننا اليوم نحتفل باستكمال وتشغيل خط التجليد الذي تعاقدت الدار مع شركة (كولبس kolbs )الألمانية.وتحدث الأستاذ (علي زيتون) ممثل شركة( كولبس) ومدير مبيعاتها في لبنان عن تاريخ الشركة وسمعتها في العالم وتأثيرها على المطبوع ،مشيداً بالتعاون المفتوح مع العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية مؤملاً أن يتوسع العمل مؤكداً أن الشركة تسعى إلى فتح فروع لها في العراق وبالخصوص في مدينة كربلاء المقدسة.ومن ثم قص سماحة السيد أحمد الصافي شريط افتتاح المشروع وتجول الحضور لمشاهدة تشغيل الماكنة وأخذ منتجها الأول في الطباعة والتجليد وهي مفكرة صادرة من الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة وسط نبذة تعريفية عن آلية العمل والتشغيل لهذا الخط الانتاجي المهم.

حيدرعاشور العبيدي الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة

 

المرفقات