المرجعية العليا: هل تحقق الاصلاح الذي خرج من اجله الامام الحسين ام لم يتحقق، وماهي اولى العقبات

تساءل ممثل المرجعية الدينية العليا خلال خطبة الجمعة، هل تحقق الاصلاح الذي خرج من اجله الامام الحسين عليه السلام ام انه لم يتحقق. وقال السيد احمد الصافي في خطبة الجمعة التي اقيمت في الصحن الحسيني الشريف اليوم الجمعة (5/10/2018)، ان نفس الامام الحسين عليه السلام عظيمة جدا وحاشاه ان يبذلها في قضية مضنونة او مشكوكة، مبينا ان مسألة القتل تهون على اي انسان والموت هو النتيجة الحتمية وان الانسان لاتوجد عنده مشكلة فاما ان يقتل او انه سيموت. واضاف ان الامام الحسين في هذا المقام خرج من اجل هدف حدده بمقولته (اني لم اخرج اشرا ولا بطرا ولا مفسدا وانما خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي)، مبينا ان الامام الحسين يعلم علم اليقين بان هذا الهدف لايتحقق ببقاء حياته وانه سيقتل في يوم العاشر من المحرم ومع ذلك بقي هذا الشعار معه. ولفت السيد الصافي ان هذه القضية في غاية الاهمية، اي عندما يتكلم شخص بمقام سيد الشهداء ويريد ان يحقق الاصلاح لايمكن ان يفشل ولابد ان يتحقق هذا الاصلاح. ونوه ان الامام الحسين عليه السلام تارة يريد من الناس ان يصلحوا انفسهم، مبينا ان هذا الاصلاح غير معلوم تحققه لان الناس قد لايصلحون انفسهم لان ارادتهم تكون ضعيفة، مستشهدا بموقف نبي الله نوح عليه السلام الذي لبث في قومة ما  شاء الله واراد منهم ان يؤمنوا فلم يؤمن حتى ولده، موضحا ان الخلل ليس بالنبي نوح عليه السلام بل في قومه، وتارة اخرى هو نوح يريد ان يؤمن، مؤكدا ان مثل نوح عليه السلام لايمكن ان يفشل. واوضح ان الامام الحسين عليه السلام خرج لطلب الاصلاح في امة جده، مستدركا انه من غير الممكن ان يتحقق الاصلاح في خطب يوم العاشر من المحرم لانه غير كافي لتحقيق هذا المطلب. واردف انه بعد استشهاد الامام الحسين في واقعة الطف انطلقت مسيرة الاصلاح التي قاد زمامها الامام السجاد عليه السلام بشكل قوي. وكشف ممثل المرجعية الدينية العليا ان اولى العقبات الحقيقية التي واجهت الامام السجاد عليه السلام تتمثل بمشكلة الدعاية المضللة والاعلام. وبين ان الامام واجه مجتمع لا يعرفونه اصلا قد تشبعت اذانهم وقلوبهم وعقولهم بدين اخر لايمت لدين النبي بصلة. ويرى السيد الصافي ان الماكنة الاعلامية الشامية مع امكانيات السلطة وتفشي النفاق ووجود المال، لعبت دورا كبيرا في تضليل عامة الناس. واكد انه في بعض الحالات لايستطيع الانسان الواعي والحكيم والخبير ان يفعل شيئا اذا كانت الامة في ضلال ولاتفهم، مشيرا الى ان المجتمع لم يمنح الامام الحسين عليه السلام الفرصة ليتحدث معه او ان يبين لهم في يوم الطف بل كان جوابهم (لقد ابرمتنا بكثرة كلامك) فلم يعطوه المجال الكافي وسدوا اذانهم. واوضح ان مهمة الامام السجاد عليه السلام كانت شاقة فواجه جيل اشد، كما ان العنوان الكبير المتمثل بمركز القرار الاسلامي بيد الاعداء وهم يتربعون على منبر خلافة رسول الله، يبدأون خطبهم بالحمد والثناء والصلاة على النبي وان الجمهرة من المجتمع كانت تعتقد ان هذا هو الدين الصحيح. واشار خطيب جمعة كربلاء ان المجتمع الذي واجهه الامام السجاد عليه السلام كان يرى ويعتقد بان الذي قُتل في الكوفة (الامام الحسين) عبارة عن رجل من الخوارج خرج عن حكم الامير (يزيد لعنه الله) فامكن الله الامير منه، اي ان الامير استعان بالله ووفقه الله لقتل الامام الحسين عليه السلام، جاء ذلك بسبب الدعاية المضللة والاعلام. واكد ان الدعاية والاعلام لايرتبطان بذلك الوقت فقط بل انهما في كل زمان ومكان. ولاء الصفار تصوير: خضير فضاله  الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة

المرفقات