الحَمْدُ لِلهِ الّذِيْ بِرَحْمَتِهِ يُسدِلُ النِّعَمْ ، وَبِرَجَاءِ عَفوِهِ وَلُطفِهِ دَافِعٌ لِلبَلاءِ وَالنِّقمْ ، وَأفْضَلُ الصَّلاةِ وَالسَّلامِ عَلَى رَسُولِهِ الْهَادِي الأمِيْنَ ، الّذِي اُرْسِلَ بِنُوْرِ الوَحْي لِيَكُوْنَ رَحْمَةً لِلعَالمِيْنَ ، وَالصّلَاةُ وَالسَّلامُ عَلى آلِ البَيْتِ الأطهارِ أجْمَعينَ ، سُفُنِ النَّجاةِ ، الدّاعيْنَ لِلهُدَى وَالْحَقِّ المُبيْنِ .
بَينمَا تدوْرُ عَجَلة الأزمَانِ بتداعِيَاتِها ومُتغيّراتِها ، الّتِيْ لا تَحِط رِكَابِهَا عِندَ مَرْفئٍ وَلا حُدُوْد ، وَلا يُوقِفُ عُنفوانهَا مَوْطِنٌ ولا سُدوْد ، وَلا يُشبِعُها مَقامٌ يَزوْل أوْ ظِلَّ فَيْءٍ مَمْدُوْد ؛ لِتَعْدُوْا بِالطمُوْحِ لِلْبَعِيدِ ، والتّحْليقِ بفضَاءَاتِ عَوَالِمِ الخَيَالِ والأحْلام ، والرَّغبَة لِلمَجدِ والرُّقيّ والإقدَامِ ، مَا دَامَ الإنسَانُ هُوَ مَنْ يُفجِّرُ طاقاتِ الدَّفِين ، وَيُضِجُ سُكوْنَ أعْماقِ المَكنُون ، ويُثيرُ وَهَجَ الرُّوْحِ وَخَزَائِنَ الإرَادَة ، ويَقودُ تطلّعَاتِ الفِكْرِ لِصُرُوْحِ الْقِيَم ، لِيَغْرُسَ فِي رُبَى الْوَاقِعِ بذوْرَ الثّقافَةِ ومَنائِرَ الْعِلْم ، ولِيَبْنِيَ عَلى جَبِينِهِ صُرُوْحَ النَّهْضَةِ والْحَضَارَة ، وَلِيُؤجِّجَ فِيْ الْمَيَادِيْنِ بَرَاكِيْن الْهِمَمِ وَالإرادَة ، لإدْرَاك المَأمُول وَنيْلهُ بثوْرَاتِ القِيَم ، وَيُنقِّب عَنْ يَنابيْعِ الفِكْرَ الّذِيْ يَشْدُوْ الرُّقيَّ وَالصَّلاح ، وَالسَّعْيَ لِبَوَادِرِ التّقدُّمِ وَالفَلاح .
إنَّهُ الإنسَانُ الّذِي إسْتخلفَهُ اللهُ تعَالى فيْ الأرْضِ ، لِيَحْمِلَ الأمَانَةَ نحْوَ نِهَايَةِ الطريْقِ ، لِيَسيْرَ فيْ عَالَمِ التّكلِيفِ بِخُطى الْعِلمِ المُنيْر ، وليُجالِدَ الجَهْلَ والظلمَ لِكيْلا يَغْدُوَ هَالِكٌ حَسِيْر ، يَنظرُ فيْ أفُقِ الطرِيْقِ بِرُوْحِ التطلّعِ والسَّرِيرَةِ الوَاثقةِ والحَيْرَى ، وَيَمْضِي بِخُطى العِلْم والْعَمَلِ نحْوَ البَعيدِ الْمَحْجُوب ، لِيَطلِعَ إلى مَا وَرَاءَ الأسْتار ، ومَا تُخفِيْهِ طيَّاتُ صفحَاتِ الأسْفَار ، وانْبَرَى لِتَحَمُّلِ أعْبَاءِ السَّفَر ، لِبُلوْغِ مَوَاطِنِ الْحِكْمَةِ وجَوْهَرِ العِبَر .
وَهكذا تمْضِيْ أجْيالُ الشعُوْبِ وَالاُمَم ، تفجِّرُ بإرَادَاتِها ثورَاتِ التّطلّعِ لِبُلوْغِ المَأمُوْلِ ، وتبنِي بِعَزَائِمِهَا صُرُوحَ الأوْطانِ والحَضَارَات ، وتعدُوا بِصَولاتِهَا لِمَا وَرَاءَ المُحِيْطات ، إنّهَا ثوْرَاتُ التّطلّعِ لِلْمَجْد ، وَخَط المَنَاهِجِ لإثباتِ مَاهيّةِ الذات ، والتّوَغُلِ فيْ غُمُوضِ المَجْهُولِ لِكَشفِ الأسْرَار ، لِتَسْعَى الحَضَارَاتُ لِنَيلِ المَأمُولِ المَطلوب ، ولِتمْضَي الشعُوبُ فيْ طريقِ التّنافُسِ لِنَيلِ الصَّدَارَة والرُقيّ ، وَالإنسَانُ بِفِكْرِهِ هُوَ اللّبِنَةُ وَالجَوْهرُ الذي يَقودُ المَسيْرة ، الذيْ دَفَعَهُ تطلّعُهُ لِلبَحْثِ والتّنقِيبِ عَنْ كُلِّ مَا يُوصِلُهُ لِهَدَفِهِ ، وَالتفكِيرْ فيْ زُحَامِ الأحْداثِ لِفَهْمِ حَقيقةِ الْحَيَاةِ وطبيعَةِ مُجْريَاتِهَا ، بَلْ التّطلعْ وَالتَوْقْ لِمَعْرفةِ أنْفَسِ مَا فيْ الحَيَاة ؛ ألَا وَهُوَ الإنسَانُ نَفْسُهُ ، والخَوْضْ فيْ مَيَادِينِ فِكْرِهِ وعَقلِهِ وَرُوْحِهِ ، لِتكُونَ مَعْرِفة لَهَا أبْعَادُها التيْ يُبنَى عَليْها التّواصُلُ ؛ لِغَزلِ نَسِيْجِ المُجتمَعِ الإنسَانِي ، وَالمُفتاحْ الذيْ يَفتَحُ أبْوَابَ التوَاصُلِ مَعَ جَميْعِ شعُوْبِ العَالَمِ وَفَهْمِهَا ، الّذيْ يفتحُ بِدَوْرِهِ أبْوَابَ التنقيبِ عَنْ كُلِّ وَسَائِلِ الخِطابِ المُؤثر ، لِنشرِ ثقافةِ الفِكْرِ وتحْديدِ مُقوّمَاتِ الرُؤيةِ ؛ لِتكُوْنَ صَرْحاً قَائِماً وفاعِلاً ومُؤثراً فيْ الوَاقِعِ الإنسَاني ، ويَبلغُ صَداهُ جَمِيعَ أرْكانِهِ وَأرْجَائِهِ ، وَمُخاطِباً لِجَميْعِ أطيَافِهِ ، بَعْدَ أنْ تأسَّسَ عَلَى دِرَاسَةٍ مُعمَّقةٍ وَهيْكليَّةٍ مُتكامِلةٍ لهَا حَظوَتُهَا فيْ النّفْسِ وَالرُّوْحِ وَالفِكْرِ ، قَبلَ قِرَاءَتِها كَحَقِيقَةٍ قائِمَةٍ لِلْعَيَانِ عَلَى مَسْرَحِ الوَاقِعِ المُكْتظِ بِالزُحَامِ .
لِيَنبَرِيَ مِنْ بَيْنِ تفاعُلاتِ الوَاقِعِ الإنسَانِي كِيَانٌ أخَذَ بِالنّمَاءِ وَالتعَاظمِ فيْ وَاقِعِ الفِكْرِ وَالرُّوْحِ وَالمِيْدَانِ المُحْتَدِمَ بأطيافِ الحُضُورِ ، إنّهُ ( الفَنُ ) ذلِكَ الصَّرْحُ اللّطِيفُ بإطلالتِهِ ، النّدِيُّ بانسِيَابِهِ ، العَلِيْلُ بِنَسَائِمِهِ ، الّذيْ ارْتَمَى فيْ وَاقِعِ المَادّياتِ وَالمَألوفاتِ ، لِيبنِيَ فيْ مِيدانِهَا مَمْلكَتَهُ المَخْمَلِيَّة ، السَّاحِرَةْ بِعَوَالِمِهَا وَأطيَافِهَا وَأسْتارِها ، المُنسَابة مِنْ عَوَالِمِ الْمَاوَرَاءَ وَاقِعِنا المَشُوبِ بِالكَدَرِ وَالحَقائِقِ المُرَّة ، إنّهُ عَالمُ الجَمَالِ المُنْحَدِرِ مِنْ قَبَسِ المُخيَّلةِ العَبقريَة ، والخَاطِرَةَ النَدِيَة ، لِتصُوغَ بِعَبِيْرِها شدْوَ الخَيَالِ ، وَرُؤْيتَهُ الحَالِمَة عَلى سُفوْحِ قيُودِ وَاقِعِنا المَأسُور ، لِتُخَاطِبَ الفِكْرَ وَتسْحَرَ العَين ؛ بِرِسَالةٍ عَذبَةِ الهَدِيْر ، فَائِقةِ الجَمَالِ بِمِدَادِ ألْوَانِهَا وَشَذَى مَعَانِيْهَا ، عَلى صَفْحَةِ لَوْحَةٍ أطّرَها الخَيَالُ وَالزّمَانُ .
وَلمَّا ازدَهرَتْ رُبُوعُ المُجتمعِ الإنسَاني بِنمَاء مَكوِّناتِهِ وَمُرتكزاتهِ ، وَمنهَا عَالمُ الثقَافَةِ الوَاسِع وَمُقوِّماَتهِ الرَّصيْنة ، لِيَحتلَ الفَنُ فيْهَا المَكانَةَ المَرمُوقَةَ ، والتميّزَ المُلفَت لِلنظرِ وَالاِهْتمَامِ ، لِيَنبَريَ الفَنُ عَلى السَّاحَةِ الثقافيَة وَكذلكَ الإعْلامِيَّة كقوَّةٍ فاعِلةٍ وَلُغَةٍ مُؤثِرةٍ ، تُحْدِثَ التأثيرَ ذاتَ الفاعِليَّةِ الرُوحَانِيَة عِندَ التأمُلِ لِمَكنُونَاتِ الْعَوَالِمِ المُحِيطةِ بالإنسَانِ ، لِلخرُوجِ بِحَصِيلةِ إدْرَاكِ القِيمَةِ الجَمَالِيةِ فِيْهَا ، ثمَّ ليُوَاكِبَ الفَنُ بتطوّرَاتِهِ عَجلةَ تطوّرَاتِ المُجتمَعِ ؛ لِيَكُوْنَ عَالمْ وَاسِعْ لَهُ فَلسَفتُهُ وَقوَاعِدُهُ وَرُؤيتُهُ الخَاصَّةُ بِهِ ، وَلِيقوْمَ بِدوْرٍ فَاعلٍ فِيْ المُجتمَعِ ، بِخِطابٍ رِيَادِي وَقُوَّةٍ تأثِيرِيَّةٍ عَلَى الفِكْرِ والوِجْدانِ ، التيْ بَاتَتْ بِقوَّتِهَا وَفَاعِليَّةِ تأثيرِهَا هَالةً مِنَ الإشعَاعِ الحَضَاري عَلى مَدَارِ التاريْخ ، لِيَمْضِي الفَنُ كَمَنظوْمَةٍ مُتكَامِلةٍ ؛ لِيُناقِشَ ويُعَالِجَ بِرُؤيَةِ أجِندَتِهِ جَمِيْعَ قضَايَا مُجتمَعِ الإنسَانِ وَمُشكِلاتِهِ ؛ لِتحْلِيلِهَا وَالإرْشَادِ لِطرُقِ عِلاجِهَا ، لِيَكُونَ الفَنُ بذلِكَ مُرتكزاً ثقافِي رَصِيْن ، وَوَسِيلة فاعلة لِتوثيقِ مُجْريَاتِ الأحْدَاثِ وانعِطافاتِهَا السَّاريَة فِيْ قَلبِ المُجتمَعَاتِ المُختلِفَة ؛ مُنَافِسَةً لآلِيَاتِ وَقُوَى تَوثيقِ التاريْخِ أجْمَعَها ، مِنْذ أزمَانٍ بَعِيدَةٍ مَضَتْ ، لِتكُوْنَ عَبْرَ التاريْخِ خَزيْناً هَائِلاً ، مِنَ الإرْثِ الحَضَارِي الإبداعِي فِيْ مِيْدَانِ العَطاءِ والإنجَازِ القيِّمِ ، الذيْ سَاهَمَ بِشِكْلٍ مُنفرِدٍ بِجَمَالِيتِهِ وَقيْمَتِهِ التارِيْخِيَةِ ، وَكإرْثٍ حَضَارِي ثقافِي تتبَاهَى بِهِ الشعُوْبُ وَالأمَمُ .
وَالدِّينُ كانَ لهُ الحَظ الأوْفرَ مِنْ هَذا المَنهلِ الرُّوحَاني الإبداعِي ، كَوْنْ الدِّينْ هُوَ المَضمُونُ المُقدَّسَ لِدَى حَيَاةِ الشعُوبِ ، وَالهُويَّة الأسْمَى الّذي تعْكِسُهُ الإنسَانيَّة تِجَاهَ عَوَالِمِ آفاقِ الرُؤى والتواصُلِ الحَضَارِي ، لِذا عَمَدتْ طاقاتُ الفِكْرِ لدَيْها ، وأسَاطِينُ عَبَاقِرةِ الفَنِ تنقشُ بِمِدَادِهَا أسْفاراً مِنْ صُرُوحِ الإبداعِ عَلى سُفوْحِ الأزمَانِ والعُصُورِ ، لِتكُونَ لَوْحَاتٍ سَامِيةً تجُوْدُ بهَا الأزمَانُ عَلى الأجْيَالِ ؛ حَامِلةً فيْ جَوَانِحِهَا نَفحَاتٍ مِنْ مَشاهِدَ تَشِفُ بِسحْرِها المُلهِمَ ؛ عَنْ إشارَاتٍ ومَضَامِينَ رِسَالة السَّمَاءِ المُقدَّسَةِ ؛ لِدَفائِنِ الإنسَانِ التّوَاقةِ لِمَعْرِفَةِ عَالَمِ الغيْبِ وَذاتِ الإلهِ المُقدَّسِ ، ولِمَعرِفَةِ السُّبُلِ السَّامِيَةِ المُوصِلةِ إليهِ ، المُتمثلةِ سَواءً فيْ ذواتِ العَارِفينَ الصَّالِحِينَ ، أمْ فيْ القِيَمِ التيْ تَحْكِيهَا النّصُوصُ المُقدَّسَةُ وَرُؤى الفِكْرِ الدّاعِي لِاتّباعِ النّهْجِ واقتفَاءِ الأثرِ ؛ لَتُصْبِحَ هَذهِ الجُهُودُ وَالأعْمَالُ الإبدَاعِيّةُ إرْثاً ضَخْمَاً بِكَمِّهِ وَجَوْهَرِهِ .
وَحينما اسْتضَاءَ العَالمُ البَشَرِيّ بنُورِ الإسْلام ، لتمتدَ خيُوطُ إشعَاعِهِ في مَيَادِينِ رَوْضِ العُقوْلِ وَالقلوبِ وَأصْقَاعِ جَمِيْعِ الشعُوْبِ ، ولتصِلَ فتوحَاتُهُ لِمَا وَرَاءَ المُحيْطاتِ والقارَّاتِ ، ولتبلغ دَعْوتُهُ إلى مَا بَلغَهُ الليلُ والنهارُ ، لِتكُونَ الحَضَارةُ الإسْلامِيّة مِنْ أعْظمِ الحَضَارَاتِ التي بُنِيَتْ بِجَميْعِ مُقوِّمَاتِ الكمَال ، وَرَصَانةِ المُرْتكز ، التِي فَاقَت بِوَزنِها الْعَقَدِي والثقافيّ وَالعِلْمِي والحَضَارِي جَمِيْعَ مْن سَبَقهَا على مَدَارِ التاريخ الإنسَانِي ، وتمْضِي الحَضَارَةُ الإسْلاميّة بِعَطائِهَا المُسْتفيْضِ ؛ لِتُغْدِقَ الإنسَانِيَّةَ بأرْوَعِ صُرُوْحِ القِيَم السَّامِيَة ، والْمَدِ الرُّوْحِي والفِكْرِي المُسْتنِيرِ ، ولتُحَقِقَ أبْهَى الإنجَازَاتِ الخَالِدَة على مَدَارِ الأجْيَالِ والعُصُورِ .
وَمِنْ بَينِ تِلكَ الإنْجَازاتِ العظيْمةِ ، والإشرَاقَاتِ السَّاحِرَةِ الجَمِيْلةِ ( الفنُوْنَ الإسْلاميَّة ) التيْ بَلغَتْ أوَجَ الرُّقِي المَعنوي والإبْداعِي ، لِتُأسِّسَ مَدرسَةً ساحِرةً بعطاءِها الزّاخِر ، وَرُؤْيتِهَا لِلقيمَة الجَمَاليَّة المُنسَدِلة مِنْ مَكنُوناتِ العَبقريَّة الفَذّة ، لِتُؤَسِّسَ فنّاً ومنهَجِيَّةً فريدةً بإطلالتها عَلى رُبُوعِ رَصْدِ البَصَرِ ، والأفئِدَة المُتعَطِشَة لِفَلسَفةِ الفِكرِ ؛ وَرُؤيَةِ مَا وَرَاءَ أستارِ مَمْلكةِ الجَمَالِ ، وكنُوْزِ عَالمِ الخَيَالِ والعَبقريَّةِ لِصُنْعِ الإبْداعِ ؛ التِيْ بِدَوْرِهَا كَانَتْ إرْثاً كَبِيْراً عَلى جَمِيْعِ الأصْعِدَةِ ، لِتمْتَلِأ بِهَا أشْهَرَ المَتَاحِفِ العَالَمِيَّةِ ، لِتَتَبَاهَى بقِيمَتِهَا الحَضَارِيَّةِ ، وزِينتِهَا المَعْنويَّة والجَمَاليِّة ، وَوَزنُها الثقافِي والإبدَاعِي ، لِيُبرْهِنَ الفَنُ الإسْلامِي عَلى امْتدادِ التاريْخِ بأنّهُ الفَنُ المُتكَامِلُ الّذِي أحْدثَ ثوْرَةً حَضَاريَّة ، وَرُؤيَةَ لَهَا تأثِيرُهَا الوَاضِحُ عَلى الفَنِ العَالمِي وَعَلى عَبَاقِرَتِهِ .
وَلكنْ نَظراً لظرُوفِ المُتغَيِّراتِ التيْ تَجْتاحُ مُجتمعَاتِ الإنسَانِ وتداعِيَاتهَا ، والحِرَاكِ الدَّائمِ فيْ جَميْعِ مَفاصِلِ الحَياةِ وأنشِطتِهَا ، الذي اسْتدْعى انْ يَدْفعَ الفنانُ لِمُواكبَةِ هذه المُتغيّراتِ الجَذريَّةِ فيْ مُجتمَعِهِ ، واسْتطرَادِ الفِكرِ الفنِي فيْ المُواكبَةِ ، والتعَمُقِ لِرَصْدِ القِيَمِ المَعْنوِيَّةِ الغَيْر مُدْرَكَة ، والمَحجُوبَةَ بالطبيْعَةِ المَحْسُوسَة ؛ لِلبَحْثِ عَنْ القِيَمِ الجَمَاليَّةِ ومَضامِينِهَا المَكنونة فيْ مُحِيطِ الإنسَانِ ومَكنُونَاتِ أعْمَاقِهِ مِنْ فِكْرٍ وعَقلٍ ورُوْح ، الذي أفضَى بدَوْرِهِ إلَى الحِرَاكِ السَّريْعِ والتداعيْ لِلوُلوْجِ فيْ أعْمَاقِ المَشاهِدِ المَاديَة والروحِيَّة المَعنويَّة ، لِتفرُزَ ثورَةُ الإنسَانِ التّوَاقَ لِلتّطلّعِ ؛ الذِي لَا يَحُدُّهُ حُدُودٌ ، وَلَا يَسْتَوقِفُهُ تَحقِيقُ طمُوْح ، لِتتجَلى بالمُقابِلِ على صَعِيدِ وَاقِعِ الفَنِ الإسْلامِي ؛ الذي يَشهَدُ تراجُعاً كبيْراً وَوَاقعاً مُؤلِماً ، مَا بيْنَ الجُمُودِ وَالرُكوْدِ في استراتيجيَّةِ نمَاءٍ وتحَرُّكِ منظومَتِةِ ، التيْ تفتقرُ للحيَويَّةِ والتطويْر الفَعَّال ؛ لترتقي لِمستوى التأثيْر وإعادَةِ صَدَى المَاضِيْ ، ومَا بَيْنَ الاضمِحْلالِ وفتوْرِ التوَاجُدِ والحُضُورِ فِيْ سَاحَةِ التفاعُلِ المُعَاصِرِ ، والمُحَافَظةِ عَليْهِ كَإرْثٍ ثقَافِي وَحَضَاريْ .
لِذَا يَفتقرُ الفنُ الإسْلاميْ خِلالِ مَسِيْرتِهِ لِلكثيْر ــ عَلى مُسْتوَى الحَاضِرِ والمَاضِي ــ ؛ قِيَاساً بمَا خَلّفَهُ الفنانُ الغربي مِنْ إرْثٍ فنيٍّ زاخِرٍ ومَهُول لِدِينِهِ وتاريخِهِ ــ وإنْ كَانَ الفنانُ الغَربيّ قَدْ تأثرَ بالفَنِّ الإسْلامِيْ ــ ، لِذلِكَ كُلَّ مَا خَلفهُ الفنانُ العَرَبيّ المُسْلِم ــ وَمَا زَالَ يُنتِجُهُ ــ لَا يُعدُّ شيئاً مُقابِلِ وَزنِ حَضَارَةِ الإسْلامِ وعَطائِها الكبيرِ لِلبَشريَّة ، ومُقابِلِ مَا أنجَزَهُ قادةُ رجَالِهَا العُظمَاء ، وَعَلى مُقدِّمتِهم مُحمَّدٌ رسُولُ اللهِ صَلى الله عليْه وَآلِهِ وسَلم ، وآلُ بَيتِهِ الأطهَار سَلامُ اللهِ عَليْهِم أجْمَعِيْن ، وَعُلمَاءُ أمّتِنَا الأفذَاذ ، وغيرُها مِنَ الأحْداثِ والصِّراعَاتِ ومَا تُفرِزُهُ المُتَغيِّراتُ على وَاقِعِنا العَرَبيْ والإسْلامي ، التي تُعدُّ منْ المُلهِمَاتِ أمَام رَصْدِ الفنَانِ المُنَقبِ عَنْ مَضَانِ الإبْدَاعِ ! فَلا تُوجَدُ أعْمَالٌ فنيَّة حَقيقيَّة لهَا وَزنُهَا وقيْمَتُها تعْطِي هَذا حَقَّهُ ، وتُصَوِّرُهُ للأجْيَالِ بخيْرِ ابداعِ وجَدارةِ تَوثيْقِ ، بَلْ القصُورُ واضحٌ ومُتفاقِمٌ ، والمُضيّ على سِيَاسةِ التهْمِيشِ مُتجذّرٌ قائِم !!! ليَنتهِيَ المَطافُ بالفنانِ العَرَبي المُعَاصِر ؛ إلَى أنْ يَسْبَحَ فيْ فَلكِ الرُؤيَة الغَربيَّة والإنغماسِ فِيْهَا ، تَحتَ مُسميَاتٍ ومُصْطلحَاتٍ شتى وباسْمِ الحَدَاثةِ وَمَا بَعْدَ الحَدَاثَةِ !
وَتمْضِيْ السُّنُونُ وَالأجْيَالُ ، عَلى هَذا الوَاقِعِ وَالحَالِ ، لِيَجِيْءَ مَا يَخْتَرِقُ هَذا الرُكُودَ وَالوَهْنَ ، وَيضُجَ فيْ فَضَاءِ الصَّمْتِ الطويْل ، بِولادَةِ مَشرُوعٍ فنيٍّ كَبيْر ، كبيرٌ برُؤيتِهِ ومُهمَّتِهِ وعَطائِهِ ؛ وبتصَدِّيهِ لِمُعالجَةِ خللاً ، قد بَاتَ حَقيقةً وَوَاقِعاً لمُجتمعَاتِنا مُتجَذِراً ، ألَا وَهُو ؛ مَشرُوْع ( الفَنُّ الحُسَينِي ) الّذي انْطلَقَ مِنْ رُبُوعِ رَوْضِ سَيِّدِ الشهَداءِ وَرَمْزِ التضْحِيَة والفِداءِ ، مِنَ ( العَتبةِ الحُسَينيَّةِ المُقدَّسَة ) ، التي عَمَدَت فيْ ظِلِّ تداعيَاتِ مُجتمَعِنا ، وَالتحَدِّيَاتِ التيْ بَاتَتْ مُتجَذِرَة فيْ أوسَاطِهِ السِّياسِية والثقافِيَة ، أنْ تكونَ كمَنظومَةٍ وكَحَاضِنةٍ بالرِّعَايَةِ لِكوْكبَةٍ مِنَ الكِيَانَاتِ والصُّرُوْحِ البَنّاءَةِ لِلمُجْتَمَعِ ، سَوَاءْ عَلَى الصَّعِيدِ الدِّينِي والدَّعْوَةِ لِمَنهَجِهِ المُنِيْرِ ، وَعَلى الصَّعِيدِ الثقافِي والإعْلامِي والفَنِي والفِكْرِي ، لِتكُونَ العَتبَةُ الحُسَينيَّةُ المُقدَّسَةُ في إشعَاعَاتِها البَهيَّةِ التي تَخَطت الحُدُودَ والأمْصَارَ ؛ صَوتَ ثوْرَةِ الإمَامِ الحُسَيْنِ عَليْهِ السَّلامَ الذي يَمِسُ شِغَافَ الوَالِهيْنَ ، والمَفجُوعِيْنَ بِمُصَابِ أبيْ الأحْرَارِ وشَهيْدِ كَرْبَلاءِ ، عَلَى مَدَارِ كُلِ زَمَانٍ ومَكان ، وَكَصَوْتٍ يدعُو البَشريَّةَ جَمْعَاء ؛ إلى اقْتفَاءِ نَهْجِ آلِ البيْتِ الأطهَارِ سَلامُ اللهِ عليْهِم أجْمَعيْن ، والسَعِي لِنُصْرَتِهِ .
وَمِنْ بَيْنِ إشرَاقَاتِ هَذا العَطاءِ الوَافِرِ ، وَالسَّعِيْ الحَثيْثِ الزاخِرِ ؛ إشرَاقة تأسِيْسِ مَشرُوْعِ ( الفَنِ الحُسَينِي ) الّذِي تَأسَّسَ عَلى رُؤيَةِ دِرَاسَةِ واقِعنا المُعَاصِر ، والتأمُلِ فيْ عُمْقِ تاريْخِ مَسيْرَةِ الفَنْ العَرَبيْ الإسْلامِي ــ الذي لَا شَكَّ مِنْ أنَهَا مَسيْرةٌ طويلةٌ وحَافِلةٌ بالعَطاءِ ، وَذاتَ إرْثٍ إبدَاعِي ضَخْم ، على امتِدَادِ تَارِيخِ الحَضَارةِ الإسْلاميَّة الزاهِرَةِ ــ ، وَلكِن ( الفَنْ الحُسَينِي ) حَدَّدَ هَدَفَهُ مِنْذ تأسِيْسِهِ فيْ سَنَةِ 2009، وهُوَ مُعالجَةُ الجَانِبِ الذي يَفتقرُ إلى الإنجَازاتِ الإبداعيَّةِ الفنيَّة ، وبالأخَص ( الجانبُ الدِّيني ) ، وَتَوثيقُ أهَمِ تفاصِيلِ مُجْريَاتِ أحدَاثِهِ التاريْخيَّة وَالحَدِيثةِ المُعَاصِرَةِ ، لِذا لَاقَى ( الفَنُ الحُسَينِي ) الدَّعْمَ الكبيْرَ والمُبارَكةَ الفيَّاضَةَ ؛ من قِبَلِ سَمَاحَةِ الشّيْخِ عَبْدُ المَهْدِيْ الكَرْبَلائِي ( حَفِظهُ اللهَ تعَالَى بِحِفظِهِ ) المُتوَلِي الشرْعِي لِلعَتبَةِ الحُسَينيَّة المُقدَّسَة ، بِمَا أبْصَرَهُ لِلْآفاق التي يَبلغُها هَذا المَشرُوْعُ الفنيُ الثقافِي الكبيْر ، والقيْمَة المَعنويَّة التِيْ يتَضَمَّنُها .
فَحِينمَا أبْدَع الفنانُ العَرَبيُ المُسْلم فِيْ جَميْعِ مَجَالاتِ الفنُوْنِ الإسْلاميَّةِ ؛ كالمِعْمَاريَّة وَالهَندَسِيَّة وَالزخْرُفة وَالنّقشِ وَالرَّسْمِ والخَطِ العَرَبيْ ، وفنُوْن المَعَادِنِ وَالزُجَاجِ وَالسَّجَادِ وَالسِّلاحِ والفَخَار وَغيْرُهَا ــ وَبِغَضِّ النَظرِ عَنْ طبيْعةِ الرُؤيَةِ لِلفَن ؛ بمَنظورِ دِيْنِ الإسْلامِ وَمَسَاحَتِها وَحُدُودِهَا وَضَوَابِطهَا ــ وَطبيْعَةِ المُجْتمَعَاتِ التيْ عَاشَ الفنُ العَرَبي الإسْلامِيْ فِيْ كَنفِهَا ؛ إلّا أنَّ الفَنَ العَرَبي فيْ ظِلِ العُصُورِ الحَدِيثةِ المُتأخِرَةِ ، وَوَجْهَاتِ مَسَارِ مُجْتمَعَاتِنا وتداعِيَاتِهَا ؛ عَكَسَت ضُغُوطاً وتَحْجِيماً لِدَورِ الفنانِ العَرَبي ، وطبيْعةِ تفاعُلاتهِ وَوجْهتهَا في ظلِّ المُتغيِّراتِ ذاتِ الهُويةِ ؛ التي أخذتْ شيئاً فشيئاً تُبعِدُ الفنّانَ العَرَبي عن عَوالِمنَا الشرْقيَّةِ ومَا يَدُورُ فيْهَا ، نَحْوَ مَفاهِيْمِ الرُؤيَةِ الغربيَّةِ ، وَمُواكبتِهَا لِتطوّرِ المُجتمَعَاتِ الإنسَانيَّةِ ، وانبِهَار الفَنَانِ العَرَبي بِهَا ؛ التيْ بَاتتْ بِدَورِهَا تقُودُ مَسِيْرَةَ عَالَمِ الفَنِ وتَحْدِيْثِ نَهْجِهِ بِدُوْنِ مُنازِعٍ ، الذيْ كانَ مُدْعاةً لِلْانصِرَافِ والإنشِغَالِ عَنْ قضَايَانا ، فَضْلاً عَنْ إمْلاءِ الفرَاغِ وَترَاكُمَاتِهِ فيْ تارِيْخِ فَنِنَا العَرَبي الإسْلامِيْ .
فَالفَنُ الحُسَيني هُوَ فيْ حَقيقةِ الأمْرِ رُؤيةٌ مُعَاصِرَة ؛ خَطتْ خُطوَاتِهَا الأوْلى لإغْنَاءِ وَاقِعِنَا المُعَاصِر وَتاريْخنا كذلك ، بالأعمَالِ الفنيَّةِ ذاتِ المَضمُونِ الدّيني ، وَذلكَ بِفَنِّ الرَّسمِ ــ على وَجْهِ الخُصُوصِ ــ والسَعِي لِفنُون أخرَى مُستقبَلاً ؛ فتاريْخُنا الفنِي يَفتقرُ بشدَّةٍ ؛ تَوثيقَ تاريْخ أمَّتِنا الإسْلامِيَّة ومَا حَوَاهُ مِنْ أحْداثٍ غَيَّرَتْ مَجْرَى التاريْخ الإنسَانِي ، وَكذلِكَ حَيَاةَ عُظمَاءِ أمَّتِنَا وَعَلى مُقدِمتِهِم رَسُولُ اللهِ صَلى اللهُ عليْهِ وآلهِ وسَلم ، وَالأئِمَّةُ الأطهَارُ مِنْ آلِ البَيْتِ سَلامُ اللهِ عليْهِم أجْمَعيْن ، ومَا قدَّمُوهُ مِنْ عَطاءٍ لإعْلاءِ كلمَةِ اللهِ فيْ الأرْضِ مِنْ جُهُودٍ وتضْحِيَاتٍ ، ولكَوْن هَذا المِضْمَارِ يُعَانِي الإهْمَالَ ولمْ يتنبَهْ لَهُ أحدٌ أوْ جِهَةٍ ما ؛ بِرُؤيتِهِ عَلى أنّهُ خلل وتَقْصِير كَبيْر على مُستَوى التّارِيخِ الفنّي وَالحَضَارِيْ لِأمّتِنَا ، مُقارنَة بغيرِنَا مِنَ الشعُوبِ الغَربِيَّةِ ، خُصُوصاً وأنَّ مُجتمَعَاتِنَا العَرَبيَّة تواكِبُ تطوّرَاتِ الفنِ وتُدْعِمُهُ بشَكْلٍ كبيْر ، وكل مَا بُذِلَ مِنْ جُهُودٍ على مُستوى جَمَاعَاتٍ وأفرادِ ، بإنجَازِ لوْحَاتٍ فنيِّةٍ ذاتِ مَضمُونٍ دينِيّ ، كَانت لَا تُعَدُّ شيئاً تِجَاه سِعَةِ هَالَةِ التقصيْر على طوْلِ مَدَى التاريْخ ، وَكذلك لَا تُعَدُّ شيئاً أمَامَ الكَم الهَائِل الذيْ خَلَّفَهُ الفنانوْنَ الغربيُونَ لِأمَمِهِمْ وللأجيَالِ التيْ جَاءتْ بَعْدهُم ، ولا توازي أصْلاً سِعة المُخاطبَة وحَجْمُها ، وَقِيْمَتُهَا الجَمالِيَة ، وتنوّع أنماط حِرَفِيتِهَا ، وسِعَةَ تناوُلِ المَضمُونِ وأبْعَادِهِ التاريْخيَّة والرُوحِيَّة ، إضَافة إلى العشوائية وَعَدم المَنهَجيَّة فيْ المَسِيْرةِ برُبُوعِ هذا المِضْمَارِ الكبيرِ، الذيْ دائِماً يُختَمُ بالإخفاقِ والضُمُورِ والذبُولِ كهَشيْمٍ تذرُوهُ الرِّيَاحُ .
لِذَا فإطلالةُ مَشرُوعِ ( الفنِ الحُسينِي ) ؛ كحقيقةٍ قائمَةٍ عَلى رُبُوعِ أرضِ الوَاقِعِ ، مُتخطيَةٌ بمنهَجيتهَا الرَصِينةِ جمِيعَ المَظاهِرِ والمُقوِّمَات التقليديةِ ؛ التيْ كانتْ ومَا زالتْ جَاثمَةً على وَاقِعنا الفنِي ، فالفنُ الحُسيني حَركةٌ وثورةٌ فنيَّةٌ رائِدةٌ بِخُطاها ، مُشرقةٌ عَلى وَاقِعِ الفَنِ العَربِي بِسِحرِهَا وَسَناهَا ، وصَوْتاً مُدوياً يَضُجُ بِأرْوقةِ الفنِ العَالَمِي بِعَوْدَةِ الغَائِبِ المَفقُودِ ، وَعَبيْراً يَفُوحُ بِمِدادِهِ لِيتخَطى الجُمُودَ والتهْمِيشَ وَالحُدُودَ ، وَقبَسْ رُوحَانِي مُنسَدِل مِنْ عَبَقِ التحْلِيقِ بِأرْوِقَةِ القِيَمِ وَالقدَاسَةِ ، لِيُعَانِقَ الأفئِدَةَ الحَيْرَى والنفُوسَ العَطشَى ؛ لِمَلْقَاتِ أطيَافٍ مِمَّنْ رَحِيْلهُم أدْمَى القلوْبَ ، ومَآثِرُهُم آسَرَتْ الأرْوَاحَ وَذرَفَتْ لَهَا الأحْدَاقُ ، لِيَكُونَ فناً يَنشِرُ بِأريْجِهِ بُطوْلاتِ مِمَنْ عَانقُوا الصِعَابَ والجِرَاحَ ، ويَكتبُ بِمِدَادِ ألوَانِهِ حِكايَة الأمْسِ وَالقادِمِ مَعَ الصَّبَاحِ .
وَخِتَاماً نَسْألهُ تعَالى التَوْفِيْقَ لِنيْلِ الثوابِ ، الدَّاعِيَ لِلتقوَى وَتَرْكِ مُوْجِبَاتِ العِقَابِ ، الكريْمَ بِإنْعَامِهِ بِغَيْرِ احْتسَابٍ ، أنْ يُوَفِقنَا وَجَمِيْعَ العِبَادِ لِمَرْضَاتِهِ ، وَيَرْزُقَنا الإخْلَاصَ بِأعْمَالِنَا وَعِبَادَتِهِ وَمُنَاجَاتِهِ ، وَأنْ نَكُونَ لَلْحَقِّ مِنَ المُنَاصِريْنَ ، وَعَلى نَهْجِ الرَّشَادِ سَائِريْنَ ، وَلِخُطى الرَّسُولِ الكَرِيم وَالأئِمَّةِ الأطهَارِ مُتّبِعِيْنَ وَمُقتَفِيْنَ ، وَالْحَمْدُ لِلهِ رَبِ العَالَمِيْن ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلامُ عَلى الرَّسُوْلِ الأمِيْن ، وَعَلَى آلِ بَيتِهِ الطاهِرِيْنَ
بقلم الفنان
( حسن حمزة شاهر )
مسؤول الفن الحسيني
29/8/2016م
اترك تعليق