(ثأر الله) عنوان سجادة تحمل قصة ملحمة الطف تم حياكتها عبر أنامل عاشقة للإمام الحسين

أثارت السجادة المهداة الى ضريح الإمام الحسين (عليه السلام) بجماليتها ودقة عملها  دهشت الزائرين من الوفود الأجنبية والعربية وجاء الى رؤيتها العديد من المهتمين بفن السجاد ... فمن اجل تسليط الضوء على أهمية هذا الكنز الثمين الذي تربع على ركن من أركان متحف الإمام الحسين (عليه السلام) أجرى مراسل الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة هذا اللقاء السريع مع السيد علاء الدين مسؤول المتحف  لتوضيح قصة هذه السجادة الفاخرة التي صنعها أشهر فناني إيران في زمانه فتحدث قائلا: ان لهذه السجادة قصة واحدة لصناعتها ولكن في محتواها مجموعة لا تنتهي من القصص المؤلمة التي حلت بسيد الشهداء واهل بيته (عليهم السلام) في كربلاء .

قصة البحث عن السجادة

قبل أربع سنوات  كانت هناك سجادة معروضة في متحف الامام الرضا (عليه السلام) وقد تميزت تلك السجادة بالزخرفة الجميلة والعمل الفني والحرفي المدهش حيث امتازت لكون المصمم المنفذ لها هو فنان له اسمه في ايران...حين شاهدنا  روائع الفن الحياكة في متحف الامام الرضا (عليه السلام) سألنا عن السجادة الامام الحسين (عليه السلام) وبطريقة عفوية أتضح فعلا ان هناك سجادة مخصصة للامام الحسين (عليه السلام) بدءنا بالبحث عنها ولمدة طويلة وتفاجأنا بحضور الفنان (زفتر زادة يد الله حقيقي) من جمهورية ايران الاسلامية الى زيارة كربلاء ليتبرع بها ووضعها في متحف الامام الحسين (عليه السلام ).

ويواصل مسؤول المتحف حديثه: ان فكرة السجادة بدأت قبل 30 سنة تقريبا حيث وضع الفنان أساسيات عملها ليبدأ رحلة الحياكة تحت عنوان(  ثار الله ) ومن حينها لم يتوقف عن العمل حتى في ايام سنوات الحرب العراقية الايرانية  رغم توقف بعض المعامل الحياكة وتعرض المعمل الى قصف جراء الحرب الا انه حفظت السجادة ولم تتعرض الى ضرر لكونها مخصصه الى الإمام الحسين (عليه السلام).

وعن فكرة السجادة ومضامينها استرسل قائلا: ان السجادة اشرف عليها المصمم المعروف (محمود فرجيان) فحول تصميمها الى لوحة الفنية من الرسوم الزيتية تمتاز بالحرفية حيث ان لكل سجادة مركز بالوسط ويسمى (الطرة) ويكون متميز باللون الغامق ولكن في هذه السجادة كان في مكان (الطرة) هو بياض وتدرج هرمي لوني يستخدم فيه الالون الطبيعية وهو اللون الأحمر وتدريجات الألوان بطريقة فنية وصولها الى مركزها لذا اراد المصمم ان يضع رأس الامام الحسين (عليه السلام) في وسطها هذه السجادة لأنها قصة حقيقية  وتحتوي على عمق  فلسفي، قريبة الى عالم السريالي في الفن.

ويذكر المصمم  انه اراد  ان يضع رأس الامام الحسين (عليه السلام) في وسط السجادة ولكنه غير فكرته عندما جاءه في المنام شخصا وطلب منه رفعه من وسط السجادة  وان يضع شيئا رمزيا  عبارة عن نقطة حمراء من الدم لكي ترمز الى الامام الحسين (عليه السلام) وهي لا تتجاوز السنتيم الواحد  وحين وضعها ظهر إشعاع لطيف ورائع جدا مر بتدرج لوني وكان من الصعب تنفيذه كونه ينسج بالحرير والألوان الطبيعية، وسيتم عرضها في الايام القليلة في متحف الامام الحسين (عليه السلام) بامر الامين العام للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي مع خريطة تعريفية تميز مفاصلها بشكل كامل للمشاهد . 

ويذكر ان قياس السجادة هو ثلاثة أمتار ونصف تحمل مواصفات  ومميزات وغرائب حيث تحتوي على 30 مليون عقدة وهي على عدد نفوس العراق اهديت الى حرم الامام الحسين (عليه السلام) في شهر شعبان المعظم وبمناسبة ولادة الاسباط المحمدية.

والجدير بالذكر ان قصة هذه السجادة رواها السيد علاء الدين على لسان الفنان (زفتر زادة يد الله حقيقي)

ابراهيم العويني

الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة

المرفقات