قال المقاتل الجريح، عباس زهير، إنه بعد أن فقد بصره بالكامل في معارك تحرير بيجي، شمال العراق، أصبح لا يرى سوى رحمة الباري والبصيرة.
عباس من أهالي، الديوانية، جنوب العراق، كان قد تخرج من جامعته وقرر الالتحاق بالحشد الشعبي لمقاتلة تنظيم داعش الإرهابي، فماذا حدث له بعد ذلك؟
فقد عباس بصره بالكامل قبل عام، إثر إصابته في المعركة، لكنه لا يزال يشعر برغبة شديدة للعودة إلى ساحات القتال.
يقسم عباس لوفد العتبة الحسينية المقدسة، الذي جاء لمتابعة إنجاز بناء بيته الذي لم يكتمل بعد، "والله.. لو أن شيئاً من بصري عاد لي الآن؛ لن أكون الا في ساحات الشرف فقد اصبحت بالنسبة لي بيتي الثاني وهذا شرف لي".
يقول لنا، الجريح، سارداً قصته من وراء عتمة ربما لا أمل في انتهائها "بعد شهر واحد من تخرجي من الجامعة التحقت بلواء علي الأكبر.. كانت معركتنا مع تنظيم داعش في بيجي شرسة، لكنني على أية حال كنت متلهفاً لمنازلة مسلحي التنظيم الإرهابي".
يضيف عباس "أصبت في الأول من تموز عام 2015 كنت على سطح منزل تمركزت فيه مجموعة من قوتنا.. كل ما اذكره إن شيئاً حدث وتناثرت الشظايا في عيني ولم أعد أرى شيئاً منذ ذلك الوقت".
يستجمع عباس ذاكرته عن ذلك اليوم ثم يقول "سحبوني رفاقي داخل المنزل وهم يرددون (لبيك يا حسين لبيك يا زهراء لا تهتم يا بطل لقد قتلت الذي اصابك)".
لهجته وهو يسرد ما تبقى من تفاصيل القصة كانت تظهر "عدم اكتراث" لفقده البصر بعد أن انتهى كل شيء في هذه المعركة كما ينبغي أن يكون.
يقول "انتهى الاشتباك بعد ساعات بقتل الدواعش والاستيلاء على منازلهم التي كانت مقرات ثابتة لهم في بيجي".
شعبة رعاية ذوي الشهداء والجرحى
تحرير: حسين الخشيمي
الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة
اترك تعليق