مـعـنـاهُ يُـشـيِّـدُ الـصَّـبـر

 

إلـى سـيـدي الإمـام الـحـسـن (عـلـيـه الـسـلام)

 

تـحـشّـدَ طـوفــــــــــــــــــــانٌ فـحَـشَّـدَ نـوحَه   ***   لـيـنـفـخَ فـي روحِ الـنـهـايــــــــــــــــاتِ روحَـه

هـوَ الـحـسـنُ الـمـعـنـــــيُّ فـي كـلِّ صـرخـةٍ   ***   تـعـمَّــــــــــــدَ صـمـتُ الـدهـرِ إلا يــصــيـــحَـه

هـو الـنـخـلـةُ الـشـمَّــــاءُ مـا اهـتـزَّ جـذعُـهـا   ***   وإنْ جـدَّتِ الأيَّـــــــــــــــــامُ فـي أن تُــطـيـــحَـه

عـجـيـبٌ كـمـعـنـى الـوردِ يـمـتـدُّ قــــــاطـفٌ   ***   بـكـلِّ أكـفِّ الـحـقـدِ كـي يـسـتــبــيـــــــــــــــحَـه

فـيـبـدِلـه عـطـراً قـمـيـــــــــــــصٌ مـــــعـتَّـقٌ   ***   تـوارثَ أبـنــــــــــــــــــــاءُ الـنـبــيــــيـنَ ريـحَـه

مـن الـغـسـقِ الـورديِّ يـنـسـجُ قـبَّـــــــــــــــةً   ***   ويُـتـقِـنُ مـا بـيـنَ الـغـمــــــــــــــــــامِ صـروحَـه

يـؤثِّـثُ عـرشـاً فـي الـنـجـــــــــومِ وإنْ يـكُـن   ***   يـجـيـدُ بـرمـضـــــــــــــــاءِ الـبـقــيـــعِ جـروحَـه

فـيُـتـلـى عـلـى الـرمـلِ الـقـديـــــــمِ مـلامـحـاً   ***   إلـى الـسـمـرةِ الأولـى تـعـيـــــــــــــــــدُ نـزوحَـه

كـأنَّ الـصــخـورَ الـسـمـر تــــــــاجٌ مـرصَّـعٌ   ***   إلـى كـربـلاءِ اللهِ مـدَّ ضـريــــــــــــــــــــــــــحَـه

كـأن لـه قـرب الـحـسـيـن مـنـــــــــــــــــــارةً   ***   وتـقـصـدُ جـدبـــــــــــــــاءُ الــنـفـوسِ نـضــوحَـه

ولـو ضــــــاقـتِ الـدنـيـا وضـجَّــتْ بـأهـلِـهـا   ***   لـمـا ضـيَّـقـتْ كـلُّ الـهـمــــــــــــــــــومِ فـسـيـحَـه

أنـاديـــــــــــــــــــكَ والأيـامُ تـزهـقُ لـهـفـتـي   ***   بـقـسـوةِ غـابٍ تـسـتـبـيــــــــــــــــــــــحُ جـريـحَـه

أيـا شـــــــــاهـقـاً بـالـجـودِ قـد جـاوزَ الـعُـلـى   ***   وتـخـشـى الـجـبـــالُ الـشـامـخـــــــــاتُ سـفـوحَـه

ويـا ذو الـفـقـــــــــــــارِ اللهِ فـي كـفَّـةِ الـسـمـا   ***   يـبـيِّــــــــــــــــــــــــنُ مــذ يـومِ ابـنَ ودٍ رجـوحَـه

ويـا مـلـهـمَ الـقـــــــــــــــدَّاحِ نـكـهــةَ عـطـرِهِ   ***   فـهـل يـسـتـطـيـــــــــــــــــعُ الـوردُ أنْ لا يـفـوحَـه

أراكَ كـأنَّ الـلـيـلَ يـضـــــــــــــــــمـرُ كُـنـهَـه   ***   ويـضـفـي عـلـى عـيـنـيــــــــــــكَ سـرَّاً جـمـوحَـه

لـيـكـتـبَ تـاريـخَ الأبــــــــــــــــــاةِ بـمـعــزلٍ   ***   عـن الـضـوءِ حـتـى صـــــــرتَ أنـتَ وضــــوحَـه

فـعـيـنـكَ فـي عـيـنِ الـرَّدى لا تـمـيـــــــــلـهـا   ***   ووجـهُـك فـي وجـهِ الــــــرَّدى لـم تـشـيــــــــــحَـه

تـراهـنُ مـن شـادَ الـقـصـــــــــورَ بـصــخـرةٍ   ***   سـتـبـقـى وتـذرو الـذاريـــــــــــــــــــاتُ طـمـوحَـه

لأنَّـكَ مـعـنـىً فـي الـقـلـــــــــــــوبِ مُـشــــيَّـدٌ   ***   عـظـيـمُ الـمـبـــــــــــــانـي مـا سـعـى لـن يـزيـحَـه

لأنَّـكَ ثـأرُ الله فـي كـفِّ صـبـــــــــــــــــــــرِهِ   ***   وقـبـرُك سـرُّ اللهِ حـتـى يـــــــــــــــــــــــــــــبـوحَـه

 

خـلـيـل الـحـاج فـيـصـل

 

 

 

 

 

 

المرفقات

: خليل الحاج فيصل