إلـى أمـيـر الـقـلـوب الإمـام أمـيـر الـمـؤمـنـيـن عـلـي بـن أبـي طـالـب (عـلـيـه الـسـلام)
عـلـى أرخـبـيـــلٍ قـرّبَ الـحـلـــــــمُ مـنـظـرَه *** تـآلـفَ بـردٌ وازرقــــــــــــــــــاقٌ وقــنـطـرَه
ورقّـت خِـصـــالُ الـمــــــاءِ حـتــى بـنـفـضـةٍ *** يـجـفُّ الـذي قـد غـــاصَ فـــيــه لــيُـبـصِـرَه
وفـزَّتْ شـجـيــــــراتٌ تُـشـــــــــاجِـرُ ظُـلـمـةً *** تُـجـنِّـدُ ضـدَّ الـلـيـلِ أشـيــــــــــــــاءَ مُـقـمِـرَه
وأحْـسَـبُـهـا الأحـــــلامَ فـي غـصـنِ مِـحــــنـةٍ *** ومـن مـحـنـةِ الأغـصــانِ جــــاءتـه مُــنْـذِرَه
بـأنَّ الـنَّـدى مـن غـضـــبـةِ الـوردِ قــــــــــادمٌ *** لـيَـنـحِـتَ مـن صـمـتِ الـحـجــارةِ حُــنْـجـرَه
جـلالٌ تـمـــاهـى فــي جـلالِ مـحــــــــــــــمـدٍ *** فـمـالَ الـمـدى وارتــابَ لـحــظــــةَ أبــصـرَه
ودُكّ جـلالٌ فـي جـمــــــــالِ مُـحـمــــــــــــــدٍ *** فـلاحـتْ مـصــــــابـيـحُ الـــولايــــةِ مُـبْــهِـرَه
بـوجـــــهِ عـلـــــــيٍّ إذ يـرتِّــــــــلُ آيـــــــــــةً *** تـرتِّـلـه الآيــــــــــــــــــــــاتُ وهــيَ مُـحـيَّـرَه
لـقـد حــــــــــــــــاولـتْ تـأويـــــلَـه ذاتَ لـيـلـةٍ *** وجـاءتْ جـمـيـعُ الـراسـخـــــــــاتُ لـتـنـظـرَه
فـمـــــــــــــــا أبـصـرتْ إلا تـشــــابُـه مـحـكـمٍ *** كـمـالاتِ كـلّ الـــــــــــــكـونِ فــيـه مُـصـوَّرَه
فـعـنـدَ الـجـبـيـنِ الـغـضِّ إشــــــــراقـةُ الـهـدى *** وعـنـدَ احـــــوِرارٍ وازنَ الـــــعـــدلُ مـحـورَه
فـيـمـنـــــــــــــاهُ يُـسـرٌ كـامـلٌ فـي يـمـيـــــــنـهِ *** ويـسـراهُ يُـسـرٌ مُـسـتـتـــــــــــــــرٌّ بـمــيـسَـرَه
تـجـلّـى صـراطـاً مـسـتـقـيــــمـاً فـمـــــــــــا لـه *** عـلـى مـرتـقـى الـقـوسـيــنِ مــيـلٌ لـيُـــظـهِـرَه
عـبـوديـةٌ فـــــــاضـتْ فـذي ثـفـنــــــــــــــــاتُـه *** عـلـى كـلِّ جـبَّـــار أتـتْ مُـتــجـبِّـــــــــــــــــرَه
يـحـطّـمُ أصـنـــــــــــامَ الـنـفـــــــوسِ بــسـجـدةٍ *** ويـكـسـرُ كـســـرى كـلَّ كـبْــرٍ وقـيــــــــصـرَه
تـعـاظـمَ فـاروقــــــــــــــاً وصـديـــــقَ مـبـعـثٍ *** وصـارتْ بـنـوريــــــــهِ الـجـنــانُ مُـعـــــطّـرَه
بـوحـدتِـهِ قـــــــــامَ الـوجـــــــــــــــــودُ بـوحـدةٍ *** وصــــــارَ بـبـــسـمِ اللهِ فـــي كـفِّـــــه كُـــــــرَه
يـنـــــــاصِـرُ سِـرَّاً مُـرسَــــــــلاً بـــعـدَ مُـرسَـلٍ *** لـسـيِّـدِهــم شــــــــاءَ الـعـــلــيُّ تَـمَـــــــظـهُـرَه
فـكـانَ عــلـيـاً والـفـقـــــــارَ مُـقـسَّـــــــــــــــــــمٌ *** فـإمَّـا جِـنــــــــــــانٌ أو جـحــــيــمٌ مُـسَـــــعَّـرَه
تـنـــــــــامَـى غُـمـوضـاً حـزنُـــه لا كــــــغـابـةٍ *** ولا كـشـتـــاءٍ دونَ ســـــــقـــــــــفٍ ومِـجـمَـرَه
ولـكـنَّ كــــــــاللاشـيءَ شــــــــــــــابَـهَ دمـــعـةً *** بـهـا أرِقَ الـمـخـتــــــــارُ لـحـــــــــــظـةَ أمَّـرَه
وكـانَ عـلـى عـلـمٍ بـأنــفـــــــاسِ أمَّــــــــــــــــةٍ *** سـتـغـتـــــــــالُ جـهـراً زهـرتـيـــــهِ وكــوثـرَه
وإذ أذّنَ الإشـــــــراقُ مـــن بـعـدِ ظُـــــــــلـمـــةٍ *** ونـسـخـةِ إســـــــلامٍ تـعــــــــانــتْ مُــــــزوَّرَه
أتَـى الـكـوفـةَ الـعـلـيــــاءَ فـي كـلِّ ثـقــــــــــــلِـهِ *** لـيـبـنـيَ فـي الإسـلامِ مـا الـزيــــــــفُ أهــدرَه
فـأرجـعَـه عـشـقــــــــــاً وصـدقــاً وبـسـمــــــــةً *** ونـقّـى مـن الـظـلـمِ الـمُـخَـبَّـــــــــــئ جـوهــرَه
وركّـــــــــبَ عِـطـراً سُـلَّ مـن كـــــــلِّ شِـرعـةٍ *** ورشَّ عـلـى وعـيِ الأنــــــــــــــــــامِ تـفـكّــرَه
فـأوجـزَهـم عـدلاً أخــــــــاً ونـظـيـــــــــــــــــرَه *** كـنـهـريـنِ سـارا لـلأقـــاصـي الـمُـــــشـجَّـــرَه
تـمـثّـل قـرآنـــــــــــــــــــــاً أحــــــــاطَ بـسـمـتـهِ *** زبـوراً وتـوراةً وإنـجـيــــــــــــــــــلَ مـغـفــرَه
لـذلـكَ أعـطـى الـكـــــــــوفـةَ الـضــــــــوءَ كـلّـه *** ومـسـجـدُه مـنـهـا اسـتـمـــــــــــــــدَّ تـحـضُّــرَه
وأرشـفَ فـي ذهـنِ الـمـجـــــــــــــرَّاتِ مـوطـنـاً *** نـمـتْ مـدنٌ فـي مـقـلـتـيـــــــــــــــــــهِ وأديِــرَه
ولـكـنْ أبـى الـطـغـيــــــــــانُ إلّا انـتـفـــــــاضـةً *** ونَـمَّـقَ لـلـشـرِّ الـمُـبَـيَّـــــــــــــــــــتِ خِـنــجَـرَه
فـأعـلـى عـلـيٌّ ذا الـفـقــــــــــارِ حـدائــــــــــــقـاً *** تـذوِّبُ فـي قـلـبِ الـمــــــــــــــــراراتِ سُــكّـرَه
فـمـا كـلُّ قـتـلٍ كـانَ ظـلـمـــــــــــــــــاً وغِـلـظـةً *** ومـا كـلُّ إحـيــــــــــــــاءٍ عـطــــــــاءٌ ومــأثـرَه
فـفـي سـحـقِ بـعـضِ الـعُـشـبِ إنـصــــافُ وردةٍ *** وفـي سـقـيـــــــــهِ تــمـتـدُّ فـي الأرضِ مَــقـبـرَه
لـذاكَ عـلـيٌّ نـسَّـقَ الـغـيــــــــــــــــــــمَ وفـقَ مـا *** تـراءتْ حـقـولٌ بـالـتـنـــــــــــــــاقـضِ مُـزهِـرَه
وكـانَ بـغـيـبِ الـحــــرفِ والـنـســلِ مُــــبـصِـراً *** فـجـذَّ أصـولاً لـلــــــــــــــــدواعـــشِ مُـضْـمَـرَه
بـبـدرٍ أقـرَّ الـمـوتَ فـي أدعـيــــــــــــــــــــائِـهـم *** لـذا حـشـدُنـا الـشـعـبـيُّ أفـنــــى الــمُـكَـفّــــــــرَه
وفـي أحـدٍ قـد كـانَ فـرداً مـــــــــــــــــــــــوازنـاً *** لـمـن هـربـوا جـمـعـاً فـرجَّــــــــــــــحَ مَـفْـخَـرَه
وعـمـرو بـنَ ودٍ حـيـنـمـا اجـتــــــازَ خـنــــــدقـاً *** وأحـــــــــزابُـه جـــــــــــــاءتْ لـفــتـكٍ مُـشـمِّـرَه
دخـيـلُـكَ يـا كـرار صــــــــــــــاحـــتْ قـلـوبُــهـم *** وإن أبـرقـتْ مـنـهـم سـيـــــــــــــــوفٌ مُـكـشِّـرَه
وفـي خـيـبـرٍ عـنـدَ اسـتـحـــــــــــــــالـةِ فــتـحِـهـا *** وقـد فـشـلـتْ تـلـكَ الـوجـــــــــــــــوهُ الـمُـكـرَّرَه
أتـاهـا عـلـيٌّ بـابـتـســــــــــــامـةِ قـــــــــــــــــادرٍ *** وأجـرَى عـلـى جـدبِ الـمـــــــــــروءاتِ أنـهُـرَه
فـأمـسـكَ بــــــــابَ الـحـصـنِ بـعـدَ اقـتـــــــلاعِـهِ *** لـتَـعـبُـرَ أرتــــــالُ الـجـيــــــــــــوشِ الـمُـحَـرِّرَه
ومـن بـرزخِ الـمـعـنـى أتـى صـوتُ مـرحـــــــبٍ *** بـأرجـوزةٍ لـلـعـاشـقـيـــــــــنَ مُـقــــــــــــــــــدَّرَه
لـنـا الـفـخـرُ يـا كـــــــرار حـيـن قـتـلـــــــــــــتـنـا *** فـأنـتَ الـذي سـمَّــــــــــتـكَ أمُّــــــــــــكَ حَـيْـدَرَه
حـيـدر أحـمـد عـبـد الـصـاحـب
اترك تعليق