زيـارة سـامـرائـيـة

 

إلـى الإمـامـيـن الـعـظـيـمـيـن عـلـي الـهـادي والـحـسـن الـعـسـكـري (عـلـيـهـمـا الـسـلام)

 

لـلـعَـسْـكـرِيَـيـنِ وردٌ فـــــــــــــــــيَّ يَـنْـفَـتِـحُ   ***   وبُـركةٌ فـي جَـفَــــــــــــــــــــــافِ الـروحِ تُـقْـتَـرَحُ

وقـصـةٌ فـي أقـــاصـي رغــبـتـي انـكـتـمـتْ   ***   لـكـنـهـا فـي كـتـابـــــــــــــــــــــــاتـي سـتُـفْـتـضَـحُ

أدري بـخـيـبـةِ أشـعــــــــــــــاري، أعـلّـلُـهـا   ***   أنْ ربَّـمـا سـأحـــــــــــــــــــاكـي مـعـشـراً مَـدَحـوا

ومـن سـيـشـرحُ أبـعـــــــــــــادَ الـنـبـيِّ وفـي   ***   أبـنـائـهِ أنـبـيــــــــــــــــــــــــاءٌ بـعـدُ مـا شُـرِحـوا؟

يـا خـمـرةَ الـشـعـرِ, أحــزانــي مُـعـتّـــــــقـةٌ   ***   فـإنْ أقُـلْ شـطـرَ بـيـتٍ يـنـكـســــــــــــــــــــرْ قـدحُ

وإن أصَـبَّ مـواويـــــــــــــلـــي عـلـى ورقٍ   ***   يـبـتـلُّ بـالـدمـعِ حـتــــــــــــــــــــى يـحـزنَ الـفـرحُ

كـيـفَ الـضـريـحُ الـذي شـاهـــدتُ, مُـنـهـدمٌ   ***   وتـحـتَ أعـمـاقــــــــــــــهِ الـكـونُ الـذي ضُـرحـوا؟

وكـيـفَ لـم يـكـنِ الـتـــــــــاريــخُ سـاعـتَـهـا   ***   قـبـراً, وكـيـفَ سُـعَـــــــــــــــاةُ الـوقـتِ مـا كُـبِـحـوا

ولـو عـمـىً مـسَّ أرضـاً ثـمَّ أغـمـضَـــــــهـا   ***   عـنـا، فـبـيـتُ رســـــــــــــــــــــــــــولِ اللهِ يـتَّـضِـحُ

قـومٌ نـديّـون، تـصـحـو الأرضُ يـــــــــانـعـةً   ***   لـو مـرةً فـي ضـمـيـرٍ يــــــــــــــــــــابـسٍ سُـنِـحُـوا

تـجـمَّـلـوا بـرداءِ اللهِ فـاخـتــــــــــــــــــــلـفـوا   ***   عـن الـذيــــــــــــــــــــــــــــنَ بـثـوبٍ آخـرٍ قُـبِـحُـوا

مـازالَ ذكـرهـمُ الـقــــــــــــــــانـي يـدورُ أمـا   ***   تـرى الـمـدى بـدمـــــــــــــــــــــــاءِ الـذكـرِ يَـتّـشِـحُ

لـم يُـلـمـحـوا دونَ أشـجـــــــــارٍ تـحـفُّ بـهـم   ***   كـأنّـهـم بـسـوى الأمـطـــــــــــــــــــــارِ مـا لُـمِـحُـوا

يـا أيـهـا الـعـطـرُ ســــــــــــــامـراءُ سـوسـنـةٌ   ***   بـغـيـرِ لـمـسـةِ طـفـلٍ كـيـفَ تـنـجـــــــــــــــــــــرحُ؟

وكـيـفَ تـفـزعُ أسـرابُ الـحـمــــــــــــامِ بـهـا   ***   كـيـفَ الـضـحـى اغـتـيـلَ فـيـهـا وامَّـحَـى الـوَضَـحُ؟

كـيـفَ الـبـراءةُ مـسـفُـــــــــــــوحٌ بـهـا دمُـهـا   ***   لـحـدِّ أنَّ بـنـيـــــــــــــــــــــــــهـا كـالـدَّمِ انـسـفـحـوا؟

وحـدَّ أنْ صـارَ أهـلُــــــــــــــوهـا لـمـرقـدِهـمْ   ***   سُـوراً وكـالـوردِ فـي أنـحـــــــــــــــــــــائِـهـا نَـفَـحـوا

وُلـدُ الـضـفـافِ..، الـعـراقـيـــــون حـسـبُـهــمُ   ***   أنْ كـلّـمـا جـفَّـفـتـهـمْ مـيــــــــــــــــــــــــتـةٌ نَـضَـحـوا

لـكـنْ إلـى الآن لـم تـحـلُ الــدروبُ بـهـــــــم   ***   كـأنّـهـمْ مـن بـــــــــــــــــــــــــــــــــــلادٍ مُـرَّةٍ نَـزَحـوا

لـهـمْ مِـنَ الـمـوتِ أرزاقٌ مـقــــــــــــــــــدَّرةٌ   ***   فـهـم بـكـلِّ اتِّـجـــــــــــــــــــــــــــــــــارٍ فـادحٍ فَـلـحـوا

قـومٌ بـمـيـزانِ قـتـالـيــــــــــــهـمُ انـتـكـــسـوا   ***   ذبـحـاً فـضـاعـوا, وفـي مـيـزانِـــــــــــــــــهـمْ رجَـحـوا

تـوزَّعُـوا فـي الـجـهـاتِ الـبـيـضِ أضـــرحةً   ***   حُـمـراً ومـن لـــغـةٍ ورديـــــــــــــــــــــــــــــةٍ رشَـحَـوا

 

مـهـدي الـنـهـيـري

المرفقات

: مهدي النهيري