كـبـريـاءٌ مـن قِـبـابِ الـصَّـبْـر

 

إلـى بـابِ الـحـوائـج مـوسـى بـن جـعـفـر الـكـاظـم (عـلـيـه الـسـلام)

 

تـدُقّ ثـوانـي الـصـمـتِ .. والـصـبـرُ يَـحـمِــلُــهْ   ***   غـريـبـاً وأعـمـاقُ الـسـجـــــــــــــونِ تُـرتِّـلُـهْ

إذا مـا انـطـفـى لـيـلاً وَهَـوَّمَ جُـرحُـــــــــــــــــهُ   ***   تُـفَـزِّعُـهُ الـقُـضْـبَـــــــــانُ والـفـجـرُ يُـشـعِـلُـهْ

رآهُ حـديـدُ الـقـيـدِ كـفَّـاً سـخـيَّـــــــــــــــــــــــــةً   ***   تـجـودُ عـلـى الـدنـيــــــــــــا فـأهـوى يُـقَـبِّـلُـهْ

ومـهـزومـةً تـأتـيـهِ كـلُّ عـظـيـــــــــــــــــــــمـةٍ   ***   إذا قـامَ لـلـخـطـبِ الـجـلـيـــــــــــــلِ يُـزلـزِلُـهْ

إذا مـا انـتـضـى صـبـراً وَسَـنَّ دُعـــــــــــــــاءَهُ   ***   وَسَـلَّ صـلاةَ الـلـيـــــــــــــــــلِ لا بـدَّ يـقـتُـلُـهْ

تـدقُّ ثـوانـي الـصـمـتِ والــصـبـرُ يَـحـمِــــــلُـهْ   ***   ومـا سـاءَهُ مـن صُـفـرَةِ الـعـمـــــــــــرِ أرذلُـهْ

عـلـى صـفـحـةِ الأيَّـــــــــــامِ يـخـتـطُّ مــــــجـدَهُ   ***   لـيـزدادَ فـي عـمـقِ الـسـنـيـــــــــــــنِ تـوغُّـلُـهْ

تـذودُ قـبـابُ الـصـبـرِ عـن كـبـريــــــــــــــــائـهِ   ***   كـمـا ذادَ عـن قـمـحِ ابـن يـعـقـــــوبَ سُـنـبـلُـهْ

وتـطـرقُ بـابَ الـلـيـلِ فـحـوى ضـيـــــــــــــائـهِ   ***   شـمـوسـاً يـحـارُ الـدهـرُ أيَّــــــــــــــانَ يُـؤفَـلُـهْ

ويُـلـقـى رداءً فـي غـيـابَــــــــــــــــــاتِ سـجـنـهِ   ***   كـأيِّ يـقـيـنٍ شـكَّ دنـيـــــــــــــــــــــاهُ يـخـذُلُـهْ

كـأيِّ عـظـيـمٍ عـادَ جـرحـاً مُـكــــــــــــــــــابِـراً   ***   تُـشـاغـلُـه الـدنـيَـــــــــــــا بـِمَـا لـيـسَ يُـشـغـلُـه

لأنَّ ضـحـى الـنـصـريـنِ لـلـمـــــــــوتِ مـوعـدٌ   ***   تُـعـجِّـلُـهُ حـيـنـاً وحـيــــــــــنـاً تُـؤجِّــــــــــــلُـهْ

تَـدقُّ ثـوانـي الـصـمـتِ والـصـبـــــــرُ يَـحـمِـلُـهُ   ***   فـآخـرُهُ سـرٌّ يُـواريـــــــــــــــــــــــــــــــهِ أوَّلُـهْ

إذا الـحُـجُـبُ الـظـلـمـــــــاءُ أرخـتْ سُـــدولَـهـا   ***   عـلـيـه وأغـلالُ الـمـنـــــــايـا تُـكـبِّـلُــــــــــــــــهْ

تـهـاوى كـفـيـضِ الـنـورِ يـجـمـعُ بـعـضَــــــــهُ   ***   ويـقـصـفُ أرجـاءَ الـمـلـمــــــــاتِ جَـــــــحـفَـلُـهْ

يـمـدُّ لـهـا كـفَّـاً كـكـفِّ سـمـيِّـــــــــــــــــــــــــهِ   ***   تـحـوكُ الـضـحـى وعـــــداً وقـد ضــاعَ مِـغـزَلُـهْ

تُـخـبِّـرُ عـن لـيـثٍ عـدا الـصـبـرَ صـبـــــــــرُه   ***   وذلَّـلَ أرقـابَ الـسـنـيــــــــــــــــــــــــنِ تَـحَـمُّـلُـهْ

طـواهـا عِـجَـافـاً والـظـمـا يـحـمـلُ الــظــــــمـا   ***   وأدبـرَ والـمـجـدُ الـتـلـيــــــــــــــــــــــــدُ يُـظـلِّـلُهْ

لِـيـرسـمَ لـلأجـيـالِ سـجـنـاً مُـمــــــــــــــــــزَّقـاً   ***   وصـورةَ سَـجَّــــــــــــــــانٍ بـهـا الـظـلــمُ يـأكـلُـهُ

وكـوخـاً عـلا فـوقَ الـثّـريَّـــــــــــــــــــا بـعِـزِّهِ   ***   وقـصـراً ذلـيـلَ الـوجـهِ فـي الـبـــــــــابِ يــسـألُـهُ

 

خـلـيـل الـحـاج فـيـصـل

المرفقات

: خليل الحاج فيصل