الإستهانة بعذاب الله تعالى قد يسبب الخلود فيه!

قد يخطر على ذهن الانسان احياناً وسوسة وهوى النفس، ان المؤمن اذا لم يكن مخلدآ في النار فليرتكب من الذنوب ما يشاء وليستمتع بحياتة كيفما يريد ,وليست العاقبة الا زمناً قل او كثر يكون في جهنم ثم يعفى عنه ويخرج من النار الى الجنة بالشفاعة .

ولكي يتضح الخطأ والاشتباه الفادح الذي يقع فيه اصحاب هذه التوهمات نعرض بعض الروايات التي تصف نار جهنم وعذابها وحالات المعذبين فيها حين وصف القران ذلك بقوله تعالى { فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ (*) وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ } الفجر ‌25 , أي انه في ذلك اليوم لا يعذب عذاب الله احد من الخلق ولا يوثق وثاق الله احد من الخلق بمعنى ان عذابه ووثاقه تعالى يومئذ فوق عذاب الخلق ووثاقهم , وكيف يمكن تحمل نارسجرها جبارها لغضبه كما وصفها امير المؤمنين علي (عليه السلام) روى الصدوق رحمه الله باسناده عن الامام جعفر الصادق(عليه السلام) قال :بيننا رسول الله (صلى الله عليه واله):ذات يوم قاعدً اذ اتاه جبرئيل (عليه السلام)وهو كئيب حزين متغير اللون فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : ياجبرئيل مالي اراك كئيبآ حزينآ؟ فقال :يامحمد فكيف لا اكون كذلك وانما وضعت منافيخ جهنم اليوم فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) وما منافيخ جهنم ياجبرئيل ؟ فقال : ان الله تعالى امر بالنار فأوقد عليها الف عام حتى احمرت ثم امر فأوقد عليها الف عام حتى ابيضت , ثم امر بها فأوقد عليها الف عام حتى اسودت وهي سوداء مظلمة ,فلو ان حلقة من السلسلة التي طولها سبعون الف ذراعآ وضعت على اهل الدنيا لذابت الدنيا من حرها ولو ان قطرة من الزقوم والضريع قطرات في شراب اهل الدنيا مات اهل الدنيا من نتنها قال :

فبكى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وبكى جبرئيل (عليه السلام)فبعث الله اليهما ملكآ فقال :ربكما يقرئكما السلام ويقول :اني امنتكما من ان تذنبا ذنبآ اعذبكما عليه ) علم اليقين في اصول الدين .

وعن الامام محمد الباقر (عليه السلام) قال :لما نزلت هذه الايه {وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ}الفجر 23,سأل عن ذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال :أخبرني الروح الامين ان الله لا اله غيره اذا جمع الاولين والاخرين اتى بجهنم تقاد بألف زمام .أخذ بكل زمام الف ملك من الغلاظ الشداد لها هدة وتغيظ وزفير ,وانها لتزفر الزفرة فلولا ان الله اخرهم الى الحساب لأهلكت الجميع , ثم يخرج منها عنق محيط بالخلائق البر منهم والفاجر , فما خلق الله عبداً من عباده _ملك ولا نبي الا ينادي :يارب نفسي نفسي , وانت تقول : يارب أمتي أمتي)الامالي للشيخ الصدوق .

وباسناد الصدوق عن الامام الباقر (عليه السلام) ايضاً قال : ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) لما اسري به لم يمر بخلق من خلق الله الا رأى مايحب من البشر واللطف والسرور ,حتى مر بخلق من خلق الله فلم يلتفت اليه ولم يقل شيئآ فوجده قاطبآ عابسآ

فقال يا جبرئيل ما مررت بخلق من خلق الله الا رايت البشر واللطف والسرور منه الا هذا فمن هذا ؟

قال هذا مالك خازن النار , هكذا خلقه ربه , قال : فأني احب ان اطلب اليه ان يريني النار .فقال له جبرئيل : ان هذا محمد رسول الله (صلى الله عليه وآله)وقد سألني ان اطلب اليك ان تريه النار

قال :فاخرج له عنقاً منها فرآها

قال :فما افتر رسول الله (صلى الله عليه وآله) ضاحكاً حتى مات )بحار الانوار .

فهذه النار التي يستهين بها من يعتقد انه ليس بمخلد بالنار على حد القول ولكن لو نظر الى كلام الله تعالى بريهة لوجد الكثر من الايات القرآنية المصرحة بخلودهم في النار منها قوله تعالى: { خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ }ال عمران88.

الكاتب: فراس الكعبي

المرفقات