كثير من الروايات تدعو من جميع الجوانب وبوضوح مفهوم من قبل جميع الناس لحماية حق اليتيم، وقبول تكفله وإدارة شؤونه حتى إن رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: "فإن لليتيم حقاً"، وحتى إن أمير المؤمنين علياً (عليه السلام) أوصى به في آخر وصية له عندما كان على فراش الشهادة بقوله:
"الله، الله! في الأيتام، فلا تغبوا أفواههم، ولا يضيعوا بحضرتكم". (شرح نهج البلاغة، ج 17، الباب 47، ص 5، من وصية له للحسن والحسين (عليهما السلام) بعدما ضربه اللعين ابن ملجم).
وورد من قبيل هذه الروايات شيء كثير عن المعصومين (عليه السلام)، واستقصاؤها جميعاً يحتاج إلى كتاب مستقل، وبالجملة حذرتنا التعاليم الإسلامية من انتهاك حرمة اليتيم، وعدت أن إبكاءه يسبب العقوبة لفاعله، وأن إدارة شؤونهم وتكفلهم أمر عادي وطبيعي، وواجب على المسلم.
أجر تكفل اليتيم :
أجل! واجبنا الإسلامي أن نتولى شؤون اليتيم، حتى لو لم يأمر الإسلام بهذا فلا يسقط عن كاهلنا هذا الواجب الإنساني، فهؤلاء مجرد كونهم يتامى فإن حق الإنسانية يحكم بضرورة الاهتمام بهم، وفي الوقت نفسه فإن الله لا يضيع أجر أحد في هذا الطريق، وجاء عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) أنه قال:ـ"أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة" (هاتين يعني بهما: إصبعيه الشريفين الوسطى والسبابة)، وفي حديث آخر روي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: " من مسح يده على رأس يتيم، ترحماً له، كتب الله له بكل شعرة مرت يده حسنة" (بحار الأنوار، ج 82، ص 79، رواية 16، وفي رواية أخرى " قصراً أوسع من الدنيا بما فيها، وفيها ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين وهم فيها خالدون" ج8، ص 179؛
وفي حديث آخر: "من عال يتيماً حتى ينقطع يتمه أو يستغني بنفسه أوجب الله عز وجل له الجنة، كما أوجب النار لمن أكل مال اليتم" (بحار الأنوار، ج 79، ص 271، الرواية 16، الباب 103)؛
وعن الإمام الصادق (عليه السلام) عن أبيه قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) : " إن من كفل يتيماً وكفل نفقته، كنت أنا وهو في الجنة كهاتين في الجنة، وقرن بين إصبعه المسبحة والوسطى". حتى أن الإسلام عد ملاطفة اليتيم سبباً لتليين قساوة القلب "من أنكر منكم قساوة قلبه، فليدن يتيماً، فيلاطفه وليمسح رأسه، يلين قلبه بإذن الله".
من كتاب : علم النفس وتربية الأيتام / للمؤلف : د. عليّ قائميّ / بتصرّف .
اترك تعليق