في كثير من الأحيان تكون التربية الممارسة من قبل الأهل جيدة ولا إشكال عليها في حد ذاتها كعملية تربية بحتة ، ولكن الذي يحصل أنهم يضيعون هذا النجاح من خلال اختلافات تقع بينهم يكون لها أثر سلبي على الأولاد وتعطل كل النتائج الإيجابية التي حصلت عليها من خلال التربية السليمة لولا هذا الخطأ .
هذه الأخطاء ذات أوجه مختلفة يجمعها عنوانان هما :
أ- خلافهما فيما بينهما :
في هذه الحالة يكون الخلاف بين الزوجين لأمور لها علاقة بمشاكل زوجية خاصة بهما ، ولكن الأمر لا يكون سرياً بينهما ، بل يقومان بالاختلاف أمام أولادهما مما ينعكس سلباً على الأولاد لعدة جهات منها اهتزاز صورتها أمام الأولاد ، فلا يعودوا للاستمتاع إليهما لأنهما لا يستطيعان حل خلافاتهم فكيف يحلان مشكلة غيرهما .
هذا من جهة و من جهة أخرى فإن الأولاد إما أن يسقط احترام أحدهما في أعينهما أو أن يسقط احترامهما معاً ومن المعلوم أنه لا تأثير على الولد ممن لا يحترمه وهذا يؤدي إلى فشل عملية التربية .
ب- خلافهما على تربية أولادهما :
في هذه الحالة يكون الخلاف على أمر خارجي متعلق بتربية الولد نفسه فأحدهما يريد الأمر الفلاني والآخر يريد أمراً غيره في هذه الحالة يحاول كثير من الأولاد اللعب على وتر هذا الخلاف كي يستطيع أن يفعل في النهاية ما هو أكثر راحة له ، فيقوم بعضهم بأعمال يصور فيها للكل أنه يستطيع أن يفعل في النهاية ما هو أكثر راحة له فيقوم بعضهم بأعمال يصور فيها لكل من أبيه وأمه أنه معه وهو في الحقيقة ليس مع أحد ,بل يلعب على الموضوع لمصلحة شخصية يجب على الأهل الاتفاق فيما بينهما على الأسلوب الأفضل وعدم إظهار الاختلاف لو كان للأولاد كي لا يستغلوه سلباً .
في المحصلة فإن السعي لانسجام كامل بين ركني العملية التربوية في البيت وهما الأب والأم هو الطريق الأسلم لعملية تربوية سليمة .
من كتاب : مشاكل الأسرة بين الشرع والعرف / للمؤلف : الشيخ حسان محمود عبد الله.
اترك تعليق