حين يصبح الماء رسالة.. العتبة الحسينية تستجيب لعطش البصرة

في أحد أحياء منطقة (مهيجران) بقضاء أبي الخصيب في البصرة، كانت (أم محمد) تنتظر عند باب دارها، تراقب الطريق المؤدي إلى الحي على أمل أن تصل صهاريج الماء قريبا، فمنذ أشهر، باتت هذه اللحظة تشبه طقوس الانتظار المقدس، لا بحثا عن رزق أو غائب، بل عن جرعة ماء نظيف تعيد الحياة إلى بيتها وأطفالها.

(مثل الغيث).. الماء الذي لا يتأخر

تقول وهي تمسح جبينها بطرحة خفيفة "جالون الماء غال، وأحيانا لا نجده، وصهاريج العتبة الحسينية اصبحت لنا مثل الغيث، لا تتأخر، وتصلنا كل يوم”.

صهاريج يومية ومحطات تعمل بلا توقف

في مشهد يتكرر يوميا في البصرة، تنطلق الصهاريج المحملة بالماء المعقم، بينما تستعد محطات التحلية التابعة للعتبة الحسينية المقدسة لإنتاج مئات الأمتار المكعبة من المياه الصالحة للشرب، في محاولة جادة لسد العجز المائي في المدينة.

العتبة الحسينية في قلب الخدمة

رئيس قسم الصيانة في العتبة الحسينية المهندس عبد الحسن محمد، يؤكد أن “ملاكات العتبة الحسينية المقدسة تعمل على مدار الساعة لصيانة وتطوير خمس محطات لتحلية المياه (RO) تم إنشاؤها في مناطق متعددة من البصرة”.

ويضيف "نقوم باستبدال أغشية التناضح العكسي وصيانة المضخات لضمان استمرارية إنتاج الماء النقي وبطاقة تتجاوز (700) متر مكعب في الساعة”.

صوت الناس.. (شعرنا بأن أحدا يسمع أنيننا)

وفي شط العرب، حيث تختلط مياه النهر بالملوحة، يقول الحاج أبو زهير، "الناس هنا عطشى منذ سنين، لكن هذه المرة شعرنا بأن أحدا يسمع أنيننا، فمبادرة العتبة الحسينية لم تقتصر على الدعم اللحظي، بل أسست لحضور دائم في حياتنا”.

الماء رسول رحمة.. والمحطات منابر حياة

في مدينة تعاني من العطش، تتحول صهاريج الماء إلى رسل رحمة، وتنقلب محطات التحلية إلى منابر حياة، فيما يكتشف الناس أن الحلول قد تأتي أحيانا من القلب، ومن كربلاء تحديدا.

كربلاء تسقي العطاشى.. من جديد

وفي كل قطرة ماء تصل إلى البصرة، رسالة غير معلنة مصدرها ممثل المرجعية العليا الشيخ عبد المهدي الكربلائي (أنتم لستم وحدكم)، فهذه هي كربلاء التي لا تكتفي بالبكاء على العطاشى، بل تسقي العطاشى اليوم، فهي (ماء وحياة).

المرفقات

تحرير : فارس الشريفي