ورد في زيارة ابي الفضل العباس عليه السلام عن الامام الصادق عليه السلام (جِئْتُكَ يَا بْنَ اَميرِ اْلُمْؤْمِنينَ وَافِداً اِلَيْكُمْ)..
نلاحظ هنا مدى التقيم العالي لمقام أبا الفضل من الامام الصادق عليه السلام حيث يقول أنه جاء إليه وافدا اي مسافرا قاصدا العباس عليه السلام.
ثم يقول عليه السلام:(وَقَلْبي مُسَلِّمٌ لَكُمْ وَتابِعٌ).
نلاحظ في هذا المقطع البلاغة العالية والإشارة المهمة التي لا يتوقف عندها الا القلة وهي أن القلب مسلم وتابع في نفس الوقت حتى يتم التفريق بين من يدعي محبة ال محمد وفي النفس الوقت يحب ويتبع أعدائهم وهذا ما يقوله بعض المخالفون بأنهم يحبون ال محمد وفي نفس الوقت يحبون الصحابة ( ليس كل صحابة النبي وانما اعداء ال محمد ابتداءاً من الاول والثاني وعثمان وطلحة و.. وهم من اسسوا اساس الظلم وصولا الى معاوية) وهذا يخالف القاعدة التي تقول (استحالة أجتماع النقيضين) فمن غير الصحيح انك تدعي حب علي عليه السلام وتتبع معاوية في نفس الوقت وقد أشار القرآن الكريم إلى ذلك بالقول {مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ} .
ومن يدعون ذلك اي حب ال محمد وأتباع وحب أعدائهم بحجة أنهم محايدين أو وسطيين والحقيقة هؤلاء مجرد منافقين لا أكثر ولا أقل والدليل إن الامام الحسين عليه السلام عندما سأل أحد القادمين من الكوفة عن الأحوال وميول الناس ولعله الطرماح، فقال للإمام عليه السلام : (إن قلوب القوم معك وسيوفهم ضدك) وبكاء أهل الكوفة بل وبكاء عمر بن سعد لم ينفعهم بشيء لان الله أمر المسلمين بمودة ال محمد وأتباعهم ونصرتهم وليس قتلهم وهذا ماأكده رسول الله صلى الله عليه واله في يوم الغدير (اللهم وال من والاه، وعادي من عاداه، وأنصر من نصره) .
ومن هنا الامام الصادق عليه السلام يؤكد هذه الحقيقة بقوله:
(وَاَنَا لَكُمْ تابِـعٌ وَنُصْرَتي لَكُمْ مُعَدَّةٌ حَتّى يَحْكُمَ اللهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحاكِمينَ).
ونلاحظ كيف يربط الامام هذا النص بما سبقه بدقة ليؤكد بأنه ليس فقط قلبيا مع ال محمد بل عمليا تابع لهم وانه على أتم الاستعداد للنصرة ومستعد لذلك وهذا هو المطلوب لمن أراد أن يكون مسلما مؤمنا.
وطبيعة حال مقطع الزيارة هذا يؤكد أننا نحن المعنين بهذا الكلام ولكن الأمام يريد أن يبين مقام أبا الفضل العباس عليه السلام والقيمة الاعتبارية له من خلال صدور هذه الزيارة من المعصوم صاحب القيمة الاعتبارية الكبيرة وان هذا الكلام أنما هو شهادة من المعصوم بحق أبا الفضل وقد قال الامام في مقطع سابق شرحناه بأنه (يُشهد ويُشهد الله ...) .
ثم يقول عليه السلام: (فَمَعَكُمْ مَعَكُمْ لا مَعَ عَدُوِّكُمْ اِنّي بِكُمْ وَبِإيابِكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنينَ، وَبِمَنْ خالَفَكُمْ وَقَتَلَكُمْ مِنَ الْكافَرينَ..)
وهنا أشارة مهمة في كلامه وهي الاشارة الى حقيقة رجعة أبا الفضل العباس ابن أمير المؤمنين عليه السلام وهذه الرجعة حسب فهمي ستكون مع الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف وأن كانت هناك روايات تشير إلى رجوعه بعد الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف لكن المرجح هو هذا.
ثم يقول عليه السلام:(قَتَلَ اللهُ اُمَّةً قَتَلَتْكُمْ بِالاَيْدي وَ الاَلْسُنِ..)
وهنا أشارة مهمة أيضا؛ فمن المعروف لدى كل مطلع سواء من المسلمين وغيرهم من قتل الامام الامام الحسين وأبا الفضل العباس وذرية النبي وأبناء أمير المؤمنين وهم العصابة الميدانية المتمثلة بابن مرجانه وابن سعد وشمر وكل الجيش الأموي ومن ورائهم الملعون الزنديق يزيد وهذا واضح وضوح الشمس لكن الامام هنا يشير إلى أن هناك فئة قد قتلت الحسين وأبا الفضل وال محمد ولكن باللسان ؟!! والعجيب أن هولاء مشتركين مع من قتل ونفذ باليد فمن هؤولاء ؟!!
هؤولاء الذين يظهرون في كل عام على القنوات الفضائية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي للنيل من حركة الامام الحسين عليه السلام وإثارة الشبهات حولها وهؤلاء من المخالفين حصرا.
ثم يشترك معهم من يظهر على منصات التواصل وغيرها ممن يدعون التشيع وعلى أنهم باحثين فيبحثوا هنا وهناك في روايات ضعيفة مخالفة للمشهور بل هي مدسوسة لاجل أثارة الشبهات والتشكيك ومحاولة تفتيت صور كربلاء الخالدة على سبيل المثال لا الحصر يقول لك (هناك جيش كبير للحسين وان العباس لم يذهب للمشرعة وانه قتل في الاشتباك) فهنا بهذا الطرح يمحي صورة العباس الخالدة في تاريخ الإنسانية عندما أزاح الجيش بمفرده من المشرعة وهو يحمل القربة ثم أغترف غرفة من الماء ليشرب وهو في أشد حالات العطش لكنه تذكر عطش الحسين وأطفاله فرمى الماء وقال (يانفس من بعد الحسين هوني)الى اخر ما قاله عليه السلام.
وايضا يشترك في قتلهم من يريد منع السير إلى الحسين بحجج مختلفة وايضا من يريد أن لاتقدم المواكب خدمة للزائرين من خلال طرح شبهة أعطاء المال للفقراء مع كونه طول العام لم يذكر الفقراء بدينار واحد ولكنها كلمة حق يراد بها باطل وقد قلنا في تعريف أموال المواكب في الرد عليهم بأنها تعرف بصفة( الكرم ) ومن هنا يأكل منها السيد والعامي والغني والفقير أما أموال الفقراء فهي تعرف بصفة (الصدقة) فهي محرمة على السيد وكذلك الغني وهنا الفرق .
ولو بقينا نعد من يصدق عليه قتل أهل البيت عليهم السلام باللسان خاصة ممن يدعي التشيع لطال بنا المقام!
اترك تعليق