من المفاهيم المشتركة مع مفهوم الولاية
الأول: هو مفهوم الامامة
الإمامة لغة: الإمامة من الأمّ، وهو القصد المستقيم والتوجه نحو المقصود، ومنه قوله تعالى: ((ولا آمين البيت الحرام))[1] وتأتي بمعنى التقدم، فيقال: أمّ القوم وأمّ بهم، إذا تقدّمهم وصار لهم إماماَ[2]، وجمعه أئمة[3].
الامامة اصطلاحا : اختلف القول في مسالة الامامة بين الشيعة والسنة في ان الامامة من المسائل العقائدية او من الأمور الفرعية فالسنة عندهم ان الامامة على مستوى الحكومة السياسية والاجتماعية والقول بانها ليست من الشؤون الإلهية فهم يرونها مسالة فقهية بخلاف الشيعة الذين يرون الامامة اعظم من ذلك بالإضافة الى ما ذكروه فهي على مستوى النبوة من حيث الأهمية فهي امتداد للنبوة وسوف نذكر بعض ماذكر في مسالة الامامة من كتب السنة :
1ـ الماوردي (450هـ) : " الامامة موضوعة لخلافة النبوة في حراسة الدين وسياسة الدنيا وعقدها لمن يقوم بها واجب بالاجماع"[4] .
2ـ امام الحرمين الجويني (478هـ): " الامامة رئاسة تامة وزعامة عامة تتعلق بالخاصة والعامة من مهمات الدين والدنيا"[5].
3ـ الامام أبو حامد الغزالي (505هـ): " ان النظر في الامامة أيضا ليس من المهمات وليس من فن المعقولات بل من الفقهيات"[6] .
4ـ القاضي عضد الدين الايجي (756هـ) :" الامامة رئاسة عامة في أمور الدين والدينا"[7].
5ـ السيد الشريف الجرجاني (816هـ):" هي خلافة الرسول في إقامة الدين وحفظ حوزة الملة"[8].
اما الامامة من وجهة نظر الشيعة فهي تختلف عن نظر اهل السنة فهي يعدون الامامة امرا دنيويا تقف عند حدود السياسية والاجتماعية بل يذهب الامامية الى عد الامامة امرا الهيا صادرا عن الوحي ونستعرض مجموعة من تعاريف علماء الشيعة:
اـ الشيخ الصدوق ( 381هـ): " الامامة انما هي مشتقة من الائتمام بالإنسان والائتمام هو الاتباع والاقتداء والعمل بعمله والقول بقوله "[9].
2ـ الشيخ المفيد (413هـ): " الامام هو الانسان الذي له رئاسة عامة في أمور الدين والدنيا نيابة عن النبي"[10].
3ـ المحقق الطوسي (460هـ): " الامام هو الانسان الذي له الرئاسة العامة في الدين والدنيا بالاصالة في دار التكليف"[11].
4ـ العلامة الحلي (726هـ) : " الامام هو الانسان الذي له الرئاسة العامة في أمور الدين والدنيا بالاصالة في دار التكليف"[12].
5ـ الفاضل المقداد السيوري (826هـ):" رئاسة عامة المسلمين في أمور الدنيا والدين على سبيل الخلافة والنيابة عن النبي"[13].
الفرق بين الامامة والولاية
فمن جميع التعريفات نرى ان الصبغة العامة فيها تؤكد على الرئاسة والحكومة كما هو سائد بين اهل السنة وكذلك النظرة الأولى على تعاريف الامامة عن الشيعة فيظهر ان كلا المذهبين الكلاميين يقدم تعريفا واحدا مشتركا عن الامامة بكونها رئاسة عامة في الدين والدنيا .
وكما ذكرنا سابقا ان الولاية: وهي ـ لغة ـ مصدر بمعنى القيام بأمر شيء والتسلط عليه، تقول: ولي الشيء ولاية، أي ملك أمره وقام به[14]. وتقع في الاصطلاح مرادفة للإمامة إذا استعملت في التولي لأمور المسلمين بعد النبي الأعظم (صلى الله عليه واله )، حيث صرحت الأخبار بإمامتهم. وقد استعملها الفقهاء في أصناف متفرقة من الولايات، كولاية الأب في تزويج البنت، وولاية القضاء والجائر، فتكون الولاية ـ بهذا المعنى ـ أعم من الإمامة.
والثاني: هو مفهوم الخلافة
الخلافة لغة: مصدر خلف يخلف يقال: خلفه يخلفه صار خلفه والخليفة الذي يستخلف ممن قبله والخلافة الامارة[15] وقال الزبيدي نقلا عن ابن الاثير قوله: " الخلف بالتحريك والسكون كل من يجيء بعد من مضى الا انه بالتحريك في الخير وبالتسكين في الشر[16]. وقال الامام الجرجاني في كتاب التعريفات: " الخلافة من خلف يخلف الشي كان خليفة[17] وتاتي الخلافة بمعنى الامامة[18] والفرق بينهما ان الامامة ماخوذة من التقدم فهو المتقدم فيما يقتضي وجوب الاقتداء بغيره وفرض طاعته فيما تقدم فيه[19].
الخلافة اصطلاحا:
1ـ ابن خلدون (808هـ): " الخلافة حمل الكافة على مقتضى النظر الشرعي في مصالحهم الاخروية والدنيوية الراجعة اليها"[20] .
2ـ السيد الشريف الجرجاني : هي خلافة الرسول في إقامة الدين وحفظ حوزة الملة"[21].
3ـ السيد مرتضى العسكري: الخلافة في المصطلح الإسلامي: (ورد مصطلح (خليفة الله في الأرض) في المصطلح الإسلامي بمعنى من اصطفاه الله من البشر وجعله إماماً للناس وحاكماً... وقد جعل الله تعالى خلفاء في الأرض أئمة للناس وآتاهم الكتاب والنبوة...فإن من جعله الله خليفة في الأرض يحكم بين الناس، جعله ـ أيضاً ـ إماماً لهم يهديهم بكتاب الله ويبلغهم شريعته. وبناءً على ذلك يكون أهم وظائف خلفاء الله التبليغ.[22].
فعلى هذه التعريفات المذكورة يكون معنى الخلافة مرادفا لمعنى الولاية وهي إذا استعملت في التولي لأمور المسلمين بعد النبي الأعظم (صلى الله عليه واله )
ألهوامش:-----
[1] المفردات في غريب القران: الاصفهاني، ص87.
[2] العين : ج8، لسان العرب : ج1،ص213.
[3] مجمع البحرين: ج1، ص77.
[4] الاحكام السلطانية،ص5.
[5] غياث الأمم في التياث الظلم ص22
[6] الاقتصاد في الاعتقاد ص275.
[7] شرح المواقف، ج8،ص376.
[8] نفس المصدر .
[9] معاني الاخبار ، ص69.
[10] سلسلة المؤلفات النكت الاعتقادية ج10،ص29.
[11] تلخيص المحصل ، ص426.
[12] الالفين في امامة مولانا امير المؤمنين ، ص12.
[13] اللوامع الإلهية ، ص319.
[14] المعجم الوسيط ،ج2،1057،النهاية، ابن الاثير ،ج5،ص228-229.
[15] لسان العرب لابن منظور مادة خلف9/82.
[16] تاج العروس للزبيدي باب الفاء فصل الخاء مع اللام 23/247.
[17] التعريفات الجرجاني ص165.
[18] المعجم الوسيط ،ج1،ص252.
[19] معجم الفروق اللغوية، ص222.
[20] مقدمة ابن خلدون ص 91.
[21] شرح المواقف ،ج8،ص381.
[22] المصطلحات الإسلامية ، مرتضى العسكري ،ص68-69.
اترك تعليق