أكد الأمين العام للعتبة الحسينية المقدسة الاستاذ حسن رشيد العبايجي، على أنه من منظور الفكر الإداري الإسلامي الذي تبنته الإدارة العليا في العتبة الحسينية المقدسة وتحت مظلة المرجعية الدينية العليا والتي جمعت خلالها بين الاحكام الوضعية والاحكام الشرعية، فقد تم تحقيق طفرات نوعية كبيرة وواسعة منقطعة النظير بما ساهم في خدمة المجتمع والتنمية الوطنية الشاملة، جاء ذلك خلال كلمته في مؤتمر بالتنمية والتطوير نرتقي الثاني والذي اقامته كلية العلوم الاسلامية التابعة لجامعة وارث الانبياء (عليه السلام) تحت شعار (فاعلية الجودة في تطوير الاداء المؤسسي).
وقال الأمين العام للعتبة الحسينية المقدسة، إنه "من منظور الفكر الإداري الإسلامي الذي تبنته الإدارة العليا في العتبة الحسينية المقدسة وتحت مظلة المرجعية الدينية العليا والتي جمعت خلالها بين الاحكام الوضعية والاحكام الشرعية، فقد تم تحقيق طفرات نوعية كبيرة وواسعة منقطعة النظير بما ساهم في خدمة المجتمع والتنمية الوطنية الشاملة وهي تجربة فريدة من نوعها على مر العصور بفضل التخطيط الاستراتيجي الاني والسريع واستثمار الفرص التنموية على جميع الأصعدة الدينية والثقافية والفكرية والصحية والتربوية والاقتصادية وتنمية الموارد البشرية".
وأضاف "وحققت العتبة الحسينية المقدسة انجازات تنموية بشرية ومادية هائلة في تنفيذ برامجها بنوايا وروحية صادقة مستندة على مبادئ وقيم الإمام الحسين (عليه السلام) فأصبحت عضدا وسندا للدولة وقد تبنت هذا الفكر الحديث من خلال رعاية قسم تنمية وتطوير الموارد البشرية وأكاديمية وارث للتنمية البشرية".
وأوضح أن "أعظم ما يميز ديننا الإسلامي الحنيف أنه دين سماوي كامل صالح لهداية البشرية على مر العصور والأزمان، إضافة إلى شموليته لكافة شؤون الحياة ومنها تأكيده على أهمية العمل وجودته في حياة المسلم وفقا لأعلى معايير الدقة والإتقان تطبيقا لتعاليم ديننا الحنيف الذي يحث على إتقان العمل وجودته لتحقيق أعلى درجات العلاقة مع الله (تبارك وتعالى) وهذه العلاقة لو وضعها كل واحد منا نصب عينه والتزم بتطبيقها لما احتجنا إلى البحث والتقصي عن معايير وفعالية الجودة في تطوير العمل، لان الانسان استلهم مبادئ الفكر الإداري المتقدم من وحي القرآن الكريم ومنها العمل المتقن والجودة الشاملة".
وتابع "كما أن إتقان العمل واجب عيني على المسلم أن يؤديه باتقان كما يؤدي صلاته وصومه وبقية الفرائض كأنه يرى الله أو كأن الله يراه، وكذلك العمل الخاص وجب أن يؤديه الانسان على أكمل وجه وكأن صاحب العمل موجود ويتابعه وهذا ينطبق على مبدأ تحسين الأداء وأداره الجودة الشاملة".
وأشار "ومن معايير الجودة والتطوير في العمل المؤسسي هو مفهوم العمل الجماعي والتعاون وضمن معايير أدارة الجودة الشاملة"، لافتا إلى أن "جميع العبادات تجمع بين التكليف الفردي والأداء الجماعي، وتؤدي إلى تنمية روح الجماعة ولا شك أن هذا يتطابق مع مبدأ مشاركة العاملين في إدارة الجودة الشاملة".
ونوه "وتعتبر الرقابة على الأداء من المعايير المهمة الإدارة الجودة الشاملة سوى كانت من خلال البيانات الرقمية أو الرقابة الميدانية المباشرة وهذا المبدأ من المعايير الإسلامية التي يؤكد عليها القرآن الكريم".
ولفت إلى أنه "من خلال هذا الاستعراض لمعايير ومبادئ الإدارة ولو بصورة مختصرة فإنه لا مجال للمقارنة بين المنهج الإسلامي والمنهج الوضعي أو البشري، فان المقارنة هي للتأكيد على حقيقة مهمة مفادها أن المنهج الإداري في الإسلام هو المعيار والنموذج الأمثل للاقتداء به مع التأكيد على عدة نقاط ومنها أن نموذج النظام الإسلامي لا يلغي أو يقلل من قيمة النشاط البشري وما يتضمنه من نظريات إدارية ما دامت لا تقدح في المنهج الإسلامي أو تتعارض مع أصوله ومبادئه وقيمه، فقد أثرت هذه النظم والنظريات الفكر الإنساني بإبداعات ونماذج وطرائق تطبيقية ولكن بشرط أن لا نقع في مهاوي الفكر الإداري والتقني المتحلل والمنافي للدين والقيم السماوية العليا".
واستطرد قائلا: إن "هناك نقطة اخرى وهي أن المنهج الإسلامي يتميز بالثبات في الأصول والمبادئ والقيم ويتميز في نفس الوقت بالمرونة والانفتاح على النظم والنظريات الأخرى قديمها وحديثها للانتفاع بما توصلت إليه ولذلك تجد المشرع الديني مستمرا في الاجتهاد وفي كل الظروف والاحوال بما يواكب التطور التقني والتقدم البشري وضمن الاطار الشرعي ورسالة السماء والقرآن الكريم والسنة النبوية".
اترك تعليق