انت الطليق

للإمام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام بذكرى استشهاده..

هَلْ لي عَلَى طولِ البكاءِ مُعينُ

وَلِعَبرَتي هَلّا تُعارُ عُيونُ

لا عَينَ ظَلّت بَعدَ وَقعةِ كربلا

واليَومَ موسىٰ للمَنونِ رَهينُ

وَمِنَ العَجائبِ أن يطالَ الموتُ مَنْ 

لَولاهُ لا كَونٌ ولا تَكوينُ

أَفديهِ لَو يُفدىٰ الوجودُ لساقهِ الـ

ـمرضوضِ، فالمِعشارَ ليس يكونُ

قُل لابنِ شاهكَ هل درىٰ أم ما درىٰ

قلبُ البتولِ بسجنهِ مرهونُ

هٰذا ابن جعفرَ روحه روح الهدىٰ

سرُّ السماءِ بصدرهِ مكنونُ

من دوحةِ المجدِ المؤثّلِ هاشمٍ

فرعت له للعالمينَ غصونُ

وهو الكتابُ على البريةِ منزلٌ

في طيِّهِ التّذكيرُ والتّبيينُ

قد كانَ يونسَ في السّجونِ مُسَبّحًا

ظلماتُها التقمته فهي النُّونُ

حتّىٰ إذا قذفتهُ فوقَ الجسرِ قَد

حفّت بهِ الأرواحُ لا اليقطينُ

لكنّما ذو النونِ عاشَ وإنّما

وافت سليلَ الأكرمينَ منونُ

ولهُ الكليمُ سميُّهِ صَعِقًا هوىٰ

لمّا رآه، وناحهُ ياسينُ

لطمًا علىٰ الأضلاع مالَ لنعشِ مَنْ

مالت بهِ خفّاقةٌ ومتونُ

وعليه داوودُ اعتراه ذهولهُ

والدَّمعُ من هولِ المُصابِ هتونُ

ويقولُ قد لانَ الحديدُ بسرّكم

فعجبتُ كيفَ القيدُ ليسَ يلينُ!

أم لَيسَ يعلمُ غارَ في كَفٍّ بها

شدُّت عُرىٰ التّقوىٰ وشيدَ الدينُ

يا أيها القنديلُ شعشعَ في الدُّجىٰ

رغمًا علىٰ الظلماتِ راحَ يبينُ

عَنَتِ القيودُ لمعصميكَ وأذعنت

وإليكَ طأطأ صاغرًا هارونُ

أُمذلَّ قضبانِ الطغاةِ وسِجنِهِمْ

أنت الطليقُ وخصمُكَ المَسجونُ 

شاعر : مثيل جبار الزيدي