967 ــ محمد رضا فرحات (ولد 1355 هـ / 1936 م)

محمد رضا فرحات (ولد 1355 هـ / 1936 م)

قال من قصيدة (دمعة في دروب العز) وتبلغ (38) بيتاً:

وأنتَ في (كربلا) أطلـــقتَ أغنيةً     قد ألــــهبتْ كونَنا معنىً وتكوينا

مولايَ أعليتَ للإنـــــــسانِ قيمتَه     لمَّا تهاوى بسيفِ الجورِ مطعونا

وحكّمتْ في رقابِ الناسِ شرذمةٌ     ظنَّتْ بأنَّ لـــــــها دانتْ أراضينا (1)

وقال من حسينية أخرى تبلغ (40) بيتاً:

مولايَ مَن حاربتَهم في (كربلا)     ملأوا الـــــربوعَ وكلّهمْ قمقامُ

فـــــــيزيدُ عادَ بألفِ ألفِ مُتاجرٍ     فإذا مضى جاءَ الوجودَ هشامُ

فلمَن ســأشكو غصَّةً قد أحرقتْ     صـــدري وليسَ لهمْ بها إلمامُ

ومنها:

وتساقطتْ أبطالنا في (كربلا)     والــــــــذلُّ سادَ فزُلزلتْ أقدامُ

وتـــــــفرَّقتْ أجنادُنا مهزومةً     والموتُ يعصفُ والنساءُ عِقامُ

الداءُ شـــــــرسٌ لم تفده تمائمٌ     والطبُّ أعــــجزَ والشفاءُ سقامُ

الشاعر

الشيخ محمد بن رضا بن محمود فرحات، عالم وأديب وشاعر، ولد في النجف الأشرف، ونشأ في موطن أسرته الأصل عربصاليم في لبنان، فأكمل الابتدائية في لبنان والثانوية في سوريا وحصل على الشهادة الجامعية في الأدب العربي.

عمل في التدريس في برج حمود في لبنان، ثم سافر إلى النجف الأشرف للدراسة، ومنها إلى قم المقدسة، ثم عاد إلى موطنه.

صدر له ديوان (جراح جنوبية) ومسرحية شعرية بعنوان (سلام للعصافير)

قال من قصيدة الحسينية الأولى:

 

يهزُّنا في حروفِ الدمِّ حــــــــادينا      بصوتِه غنّةُ الأحــــــزانِ تُشجينا

كأنَّ ذكراهُ في الأيامِ مـــــا وُجْدتْ      إلّا لتـــــــــــــــغرقها دمعاً مآقينا

ونظهرُ الوجدَ أيــــــــــاماً وتحملنا      للــــــطفِّ مخنـوقةً أشعارُ ناعينا

نظلُّ نبكي ونــــــبكي كلّما عبرتْ      ذكراهُ في الطفِّ كي نبـدي تأسينا

تسودُّ أيامُنا حزناً مشنَّـــــــــــــجةً      ويلبسُ الدمعَ والآهــــــــاتِ نادينا

يلقي بنا الحزنُ نغفو فــي مساربِهِ      دهراً وفي هدأةِ الأيامِ يــــــــرمينا

مولايَ ذكراكَ بالآهـــاتِ نمزجُها      حتى مزجنا معَ الشكوى أمــــانينا

حفظتَ في دمِكَ الزاكي قوانــــينا      أردتَ مــــــــولايَ فيها أن تنجِّينا

فأنتَ بالطفِّ قد أحييتَ ما هــدموا      لولا صمودُكَ مـــــا أبقوا لنا دينا

وأنتَ للدينِ قد جدَّدتَ جـــــــذوتَه     فنحنُ لولاكَ ما كنّا مُــــــــــصلّينا

وأنتَ في كربــــــلا أطلقتَ أغنيةً      قد ألهبتْ كــــــونَنا معنىً وتكوينا

مولايَ أعـــــــليتَ للإنسانِ قيمتَه      لمَّا تهاــوى بسيفِ الجورِ مطعونا

وحكّمتْ في رقابِ الناسِ شرذمةٌ      ظنَّتْ بأنَّ لـــــــــها دانتْ أراضينا

هـدمتَ عرشَـهمُ في وثبةٍ صمدتْ      للدهرِ تُرعبُ حكَّامـــــــــــاً أذلّونا

هلْ وثـــبةُ مثـلَ يومِ الطفِّ تنقذنا      وهل يعودُ لنا الكرَّارُ يُشفيــــــــــنا

وقال من الثانية:

يا ابنَ الـــــــذي نـادى بهِ الــعلّامُ      وبـــــــــنورِه قد أشرقَ الإسلامُ

راياتُه رفّتْ بــــــــــأنحاءِ الــدنى      تزهو بها الأجواءُ والأنـــــــسامُ

خطّتْ على هامِ النجومِ حــضارةً      وتحفَّزتْ لولا يُشدُّ لــــــــــــجامُ

يا ابنَ الحداءِ بهِ تــــــرنَّمَ ركـــبُنا     وبهِ العبادةُ والصــــــــــلاةُ تُقامُ

يا ابنَ الذي ذهلَ الزمـانُ بـــكنهِهِ      وتحيَّرتْ بـــــــــــــصفاتِه أقوامُ

إيهٍ أبيُّ الضيمِ إنَّ حيـــــــــــــاتَنا      مـــــــــــــوتٌ وإنَّ نعيمَنا أوهامُ

مولايَ مَن حاربتَهم فـــي كـربلا      ملأوا الربوعَ وكلّـــــــــهمْ قمقامُ

فيزيدُ عادَ بألفِ ألــــفِ مُتــــاجرٍ      فإذا مضى جاءَ الـــوجـودَ هشامُ

فلمَن سأشكو غــــصَّةً قد أحرقتْ      صدري ولــــــيسَ لهمْ بها إلمامُ

لمَّا توارى مِــــن رؤى أفكـــارِنا      نــــــــــــورٌ أضـاءَ دروبَنا دوَّامُ

فتثلّمتْ أسيــــــــــــــافُنا في خيبرٍ      خجلاً وغابَ الفارسُ الضرغامُ

وتساقطـــــتْ أبطالنـــا في كربلا      والذلُّ سادَ فزُلزلتْ أقـــــــــــدامُ

وتفرَّقـــــتْ أجنادُنا مـــــــهزومةً     والموتُ يعصفُ والـــنساءُ عِقامُ

الــــــداءُ شرسٌ لم تفده تمــــــائمٌ      والطبُّ أعجزَ والشفــــــاءُ سقامُ

مـــولايَ مِن ذاكَ الزمانِ تهافتتْ      أجيالنا وتـــــــــــــفشَّتِ الأورامُ

يا مهرقينَ على الحسينِ دموعَكمْ      أسَـــــــفاً وهذي الحادثاتُ جِسامُ

وطــــــنٌ يُباعُ ويُشترى ومواكبٌ      ضاعتْ وديــــــنٌ هزَّهُ الإرحامُ

هلْ فيـــــــــــكمُ بطلٌ يثورُ لعزَّةٍ      سُحِقتْ وهلّا فــــــــــارسٌ مقدامُ

هلْ رائحٌ للهِ يبــــــــــــــغي جنةً      فيها الثمارُ تفيضُ والأنـــــــــعامُ

هذي يدي إن كانَ منكمْ مـخلصٌ      فأنا بكفِّ الـــــــــــثائرينَ حسامُ

....................................................

1 ــ ترجمته وشعره عن: عاشوراء في الأدب العاملي المعاصر ــ السيد حسن نور الدين ــ الدار الإسلامية ــ لبنان 1408 هـ / 1988 م ص 183 ــ 188

كاتب : محمد طاهر الصفار