سيرة للنور

إلى علي عليه السلام

مذ أول الاشياء قبل قيامِها

قبل استدارة كونها ونظامِها

كنت الضياء المرتقي وعروجه

لا قاب قوسيها لقوس تمامها

متفردا كنت اكتمال بهائها

ومسافة للنور دون ظلامها

من قبل أن تلج الملائك ساحها

أنت استباق وجودها ومرامها

من خمسة انوارهم قدسية الـ

ـمعنى الموشى بازدهار مقامها

وعبرت ما عبروا مسافة عالم

ألغازه أخفت رديء قوامها

بالنور خضت غمارها وبخفة

متنقلا بالطهر في ارحامها

حتى إذا ما شاء ربّك أينعت

دنيا لتقبل ممسكا بزمامها

يا بن التي شقت جيوب جدارها

واتتك تشكو من أذى أصنامها

حضنتك كعبته وكنت وليدها

ودليل بعثتها وسيف إمامها

وعضيده حين الوغى ووصيه

وكفيل أمته على اسلامها

اقبلت فرحتها فأنت منارها

ومزيل دمعتها وعيد صيامها

يا أيها الهادي الى ملكوتها

وصراط آخرة وحسن ختامها

وقسيم جنتها تذود حياضها

وتسوق من جحدوا لحوض حمامها

وأتيت يا ذوق النبي تعلم الـ

ـصحراء منطقها وحسن كلامها

وتعلم الأزهار رونق عطرها الـ

ـمخبوء مثل الماء تحت لثامها

وتعلم الحرب الضروس فنونها

فتكون عندك رحلة استجمامها

وتعلم الإنسان معنى أن يكو

ن بروح إنسان بكل سلامها

ولأنّك المعني في إذلالها

راشت لك الدنيا دنيء سهامها

قصدتك تعرف أن وجهك بسمة الـ

أيتام فامتدّ الردى بحسامها

يا سيد البلغاء جئتك مطرقا

وقصيدتي خجلى بكل كلامها

لا ماء الا انت فاسعف لهفتي

وامنح حروفي بهجة لتمامها

شاعرة : نوفل الحمداني