إلى عليّ في مولده المقدس:
حُزني مداراتٌ وقَهريَ شاسعُ
وأنا وحيدٌ والحياةُ مَدافعُ
لغةٌ منَ الأحزانِ تعصفُ مُهجتي
فبأيِّ أسفارِ السُّطورِ أدافِعُ
علّقتُ أمنيَتي بكتْفِ غمامةٍ
وأنا بما تُعطي الغمامةُ قانعُ
قلبي تَوارى في دروبِ حقيقةٍ
وأنا بصبرِ الفاقدينَ أقارعُ
أنا ذلكَ الرّجلُ الذي في صوتِهِ
أملٌ ويأسٌ بالسِّلاحِ تَنازَعُوا
كَوَّرْتُ ذاكرةَ الحروفِ ورُحتُ في
شجَنٍ عميقٍ للغريِّ أبايعُ
فبه الذي تَحيا القلوبُ بذِكرِه
وتئنُّ من شوقٍ إليهِ صوامعُ
مرَّ اسمُهُ القُدسيُّ فوقَ شِفاهِنا
فتبلسَمَتْ برُبا الغَرامِ أضالِعُ
طافَتْ بهِ الكلماتُ، كعبتُها التي
حجَّتْ لها والمؤمنونَ تتابَعُوا
ولأنَّ معناهُ استفاقَ على فمٍ
حُرٍّ تَنادى بالبشارةِ ناصعُ
ومشى اسمُهُ المكنونُ في كنزِ الهُدى
فتَعطَّرَتْ حينَ الحضورِ مَرابعُ
وبِليلِ مكّةَ حينَ جاءَ كآيةٍ
كُبرى يُقدِّسُها الفؤادُ الطّائعُ
مرَّتْ على عينَيهِ سيرتُهُ التي
صدحَ الكتابُ بها وأسرى السّامِعُ
يا مَنْ منَحْتَ القلبَ دفءَ كيانِهِ
وجرَتْ إلى الأرواحِ منكَ منابعُ
أنا قادمٌ لكَ من بلادٍ مُزِّقَتْ
أسمالُها وطوى سَناها الطّالعُ
جُعِلَتْ بأنيابِ الذّئابِ فريسةً
ولقد تحَكَّمَ بالمصيرِ توابعُ
طَبّبْ بِحُبِّكَ عريَ أرضٍ جُرِّحَتْ
قد جاءَ في يدِكَ الشِّفاءُ السّاطِعُ.
اترك تعليق