955 ــ علي العذاري الصغير (1300 ــ 1382 هـ / 1882 ــ 1961 م)

الشيخ علي بن محمد بن عبد الله بن علي (العذاري الكبير) بن حسين بن عبد الله بن كاظم بن علي بن تريبان العلي الشمري الدغيري، شاعر وخطيب وأديب، ولد في الحلة ودرس فيها القراءة والكتابة على يد والده الشيخ محمد، وقرأ القرآن على الشيخ عبد الله بن صالح الكواز والنحو على يد السيد علي شناوة والسيد فاضل حمد، والمنطق على يد الشيخ محمود سماكة.

علي العذاري الصغير (1300 ــ 1382 هـ / 1882 ــ 1961 م)

قال من قصيدة في الوعظ ورثاء الإمام الحسين (عليه السلام):

رضرضتْ صدرَه الخيولُ عناداً     لعنَ اللهُ أهـــــــــــــلها والخيولا

جــــــــــــــرَّدُوه مِن بعدما قتلوهُ     ظــــــــــامئاً للثلاثِ يبقى جديلا

أيّ خطبٍ يــعادلُ (الطفَّ) وزناً     في غضونِ الزمانِ خطباً جليلا (1)

الشاعر

الشيخ علي بن محمد بن عبد الله بن علي (العذاري الكبير) بن حسين بن عبد الله بن كاظم بن علي بن تريبان العلي الشمري الدغيري، شاعر وخطيب وأديب، ولد في الحلة ودرس فيها القراءة والكتابة على يد والده الشيخ محمد، وقرأ القرآن على الشيخ عبد الله بن صالح الكواز والنحو على يد السيد علي شناوة والسيد فاضل حمد، والمنطق على يد الشيخ محمود سماكة.

هاجر العذاري إلى النجف الأشرف، مع عمه الشيخ تقي وابن عمه الشيخ عبد الكريم بن عزيز، وبقي فيها لمدة خمسة عشر عاما درس خلالها مختلف العلوم، ثم رجع إلى الحلة بعد وفاة والده ثم عاد إلى النجف لإكمال دراسته فدرس على يد السيد كاظم اليزدي الذي أرسله وكيلا شرعيا عنه إلى ناحية الإمام في المحاويل.

عرف العذاري بزهده وورعه وتقواه وله نشاطات دينية كثيرة في نشر العلم والثقافة الدينية في المجتمع وإرشاد الناس ووعظهم وكان يتكسب من حانوت له ترفعاً عمّا في أيدي الناس، توفي في الحلة ودفن في النجف الأشرف (2)

قال عنه الخاقاني: (اجتمعت معه أوائل عام 1371 هـ في قرية المحاويل، وكان معي الشيخ علي البازي والسيد موسى السيد عمران، قاصدا أن أقف على ما عنده كما استفدت من أحاديثه التي كانت كمكتبة واسعة مخطوطة، ورأيته رجلا تقيا صالحا اقتدى بسيرة الأئمة الهداة، ولقد آنسني بما يحفظه من مليح النكت والنوادر، وهو بمجموعه صورة من صور الحياة الثمينة ترى فيه كل ما يعجبك أن تراه، فقد جمع صفات عديدة واختص بمواهب واسعة، فعنده كما يعتقد علم النقطة والرمل وفهم رموز الجفر الذي ورثه عن آبائه وعنده الأدب والفقه والبديع وسائر نواحي العلوم..) (3)

وقال عنه الدكتور سعد الحداد: (كان خطيب القرية وشاعرها ومرشدها الديني، فقد كان يعتلي المنبر في شتى المناسبات ليلقي محاضراته في الوعظ والإرشاد، وكان يقرأ مقتل الإمام الحسين عليه السلام يوم العاشر من محرم الحرام من على مرقد الإمام أبي محمد الأسمر) (4)

شعره

قال من قصيدته

لا تكن غافلاً بها أو جــــــــــهولا     إنَّما العمر حــــــكمةً أن يزولا

ينقضي العمرُ والذنــــــوبُ بواقي     وإلى اللهِ قد بلغتَ الرحـــــــيلا

كنتَ في عالمِ الــــــــــغياهبِ ذرَّاً     فبراكَ الإلهُ شيخاً جــــــــــميلا

فاستعدْ في الحياةِ نـــــــــسكاً ليومٍ     قالَ فيه الإلــــــــــهُ يوماً مهولا

إنَّ يومَ النشـــــــــورِ خمسونَ ألفاً     مِن سنـــــينِ الحياةِ يوماً طويلا

ذاكَ يـــــــــومُ المعادِ تحضرُ حياً     حــــــــاملاً للذنوبِ تمشي ذليلا

ليسَ ينجيكَ مِن عذابٍ ألــــــــــيمٍ     غيرُ مَن كانَ بـ(الطـفوفِ) قتيلا

أفأنسى يومَ الحســـــــــينِ وقد كا     نَ يوماً على المــــــسلمينَ ثقيلا

أظهرَ الديــــــــــنَ في دماهُ ولكن     أورثتنا الشجـــــونَ جيلاً فجيلا

أفمَن كانَ للرسولِ حبـــــــــــــيباً     ولبنتِ الــــــــرسولِ كانَ سليلا

وأميراً للمســــــــــــــلمينَ جميعاً     خصَّه اللهُ هادياً ودلـــــــــــــيلا

رضرضتْ صدرَه الخيولُ عناداً     لعنَ اللهُ أهـــــــــــــلها والخيولا

جــــــــــــــرَّدُوه مِن بعدما قتلوهُ     ظــــــــــامئاً للثلاثِ يبقى جديلا

أيّ خطبٍ يــعادلُ (الطفَّ) وزناً     في غضونِ الزمانِ خطباً جليلا

.................................................

1 ــ الحسين في الشعر الحلي ج 1 ص 391

2 ــ شعراء الحلة ج 5 ص 463 ــ 464

3 ــ نفس المصدر ص 464

4 ــ خطباء الحلة الفيحاء ص 241

كما ترجم له:

محمد حمزة العذاري / تراجم شعراء آل العذارى مع نماذج من نتاجاتهم الأدبية ج 1 ص 59 ــ 75

كاتب : محمد طاهر الصفار