جعفر الجرجفجي (1300 ــ 1344 هـ / 1882 ــ 1925 م)
قال من قصيدة في الإمام الحسين (عليه السلام):
لا كـــــيومٍ مثلَ يومِ (الطفِّ) قد بكتِ البـــيضُ عليهِ والقِفارْ
قد مشى في فتيةٍ صوبَ الوغى بـــــــــــثباتٍ ولدينِ اللهِ ثارْ
أيّ جــــــــرمٍ هدَّ أركانَ الهدى ومصابٍ فوقَ دينِ اللهِ دارْ؟ (1)
ومنها:
في عراصِ (الطفِّ) ظلماً قُتلوا وقضوا عطشى صغاراً وكبارْ
وُزِّعــــتْ أشلاؤهمْ فوقَ الثرى وتــــباكى الكونُ واظلمَّ النهارْ
قُتلَ الســــــــــبط وحَزُّوا رأسَه لــيتَ ذاكَ اليومَ لا دارَ وصارْ
الشاعر
جعفر بن محمود الجرجفجي، قال عنه عبد العزيز البابطين: (ولد في مدينة كربلاء بالعراق، وتوفي فيها. عاش في العراق. درس على والده مبادئ الكتابة والقراءة وحفظ القرآن الكريم، وعلّم نفسه باطلاعه على الكتب الأدبية والفقهية واللغوية، اشتغل بالعلوم الدينية وقام بتدريسها، له مجموعة مخطوطة لدى ولده محمد حسن الجرجفجي) (2)
وقال الخطيب السيد مصطفى الفائزي آل طعمة: (كان شاعراً أديباً فاضلاً له اليد الطولى في النظم، ويتمتع بشخصية مرموقة بين معاصريه، وهو حسن الأخلاق، لين العريكة، كريم الطبع، لا يخشى في الله لومة لائم) (3)
وآل الجرجفجي من البيوت المحترمة التي عرفت بتدينها وملازمتها لعلماء الدين وهم ينتسبون لقبيلة بني كعب، وجاء لقبهم (الجرجفجي) من تجارة العباءة النسائية وأغطية الرأس والفراش وغيرها وهي كلمة تركية.
ومن أعلام هذا البيت محمد أمين الجرجفجي أمين عام حزب النهضة الذي تأسس عام 1922 في الكاظمية، وكان يضم في عضويته مهدي الجرجفجي، وكان بزعامة السيد محمد الصدر.
شعره
قال السيد سلمان هادي آل طعمة: (الأبيات القليلة التي وصلتنا من شعره منسجمة ومتماسكة في القوة ووحدة الموضوع وجودة الطبع، وأثبت في قرظه مقدرة وكفاءة) (4)
قال من قصيدة في الإمام الحسين (عليه السلام):
طــــــأطئوا الهاماتِ يـا آلَ نزارْ قُتلَ الــــــــســــبطُ ففيمَ الافتخارْ
لا كـــــيومٍ مثلَ يومِ (الـطفِّ) قد بكتِ الــــبــيــــضُ عليهِ والقِفارْ
قد مشى في فتيةٍ صـوبَ الوغى بـــــــــــــــــــثباتٍ ولدينِ اللهِ ثارْ
أيّ جــــــــرمٍ هدَّ أركـانَ الهدى ومصـــــــابٍ فوقَ دينِ اللهِ دارْ؟
يا ليوثاً أرخــــــــــصوا أنفسَهمْ وســــموا فـوقَ معاني الافـــتخارْ
في عراصِ (الطفِّ) ظلماً قُتلوا وقضوا عطشى صــــغاراً وكبارْ
وُزِّعــــتْ أشلاؤهمْ فوقَ الثرى وتــــباكى الكــــونُ واظـلمَّ النهارْ
قُتلَ الســــــــــبط وحَزُّوا رأسَه لــيتَ ذاكَ الـــــيومَ لا دارَ وصارْ
قد قضى حقَّ العُلى فـي موقفٍ وحباهُ اللهُ آيـــــــــــــــــاتِ الفَخارْ
راعَ قلبَ المـــــجدِ والعليا معاً أيّ طــــــــــودٍ قد تهاوى ذو وقارْ
حقَّ أن تندبَ أمــــــلاكُ السما جزعاً والدينُ أضحى في احتضارْ
يا قتيلاً لمْ يزلْ يُدمــــي الحشا ألماً قد صـــــــــــــعَّدَ الأنفاسَ نارْ
غرَّةٌ مشرقةٌ مِن حيــــــــــــدرٍ مثلما البدرُ تباهـــــــــــــــى وأنارْ
وقال من قصيدة في استنهاض الإمام المهدي (عليه السلام):
أعلّلُ القلبَ أن يسلو مِن الـــــــوصبِ والـــــــــــجسمُ هدَّ قواهُ فادحُ النوبِ
فكمْ أصعِّدُ أنفاسَ الغــــــــــــــرامِ بها وشبَّ في القلبِ نارُ الوجدِ بـــاللهبِ
أبدي ابتساماً وأخــــــفي للشجى جلداً بينَ الجوانحِ مِن راءٍ فيشـــــمتُ بي
مهلاً أبا صـــــــــالحٍ فانهضْ إلى بلدٍ أضحى به الدينُ والإسلامُ في رعبِ
كمْ ذا نقاسـي من الدهرِ الخطوبَ فلا شــــمسٌ تضيءُ لنا من سوءِ مُنقلبِ
فــــــــــــــــتلكَ أيَّامُنا في مأزقٍ لججٍ فلمْ نــرَ الراحةَ الكبرى مِن الصخبِ
ما زلتَ مهـديَّ هذا الدهرِ خيرَ حمىً وأنتَ قــــــرَّةُ عينِ الفضلِ والحسبِ
مَن نشتكي الأمرَ في هذي الحياةِ فلا صبرٌ لكلِّ فــــــــــتىً مِن شدَّةِ التعبِ
فانهضْ وفرِّحْ همومَ القومِ مُنتقـــــماً مِن العدى قد أتوا فــــي جحفلٍ لجِبِ
يا حجَّةَ اللهِ قمْ واسقِ الــــــــجناةَ دماً فقد رُزِئنا مدى الأعـــــــوامِ والحُقُبِ (5)
.......................................
1 ــ شعراء كربلاء ج 1 ص 114
2 ــ المعجم ج 1 ص 1610
3 ــ تصريح وإيضاح ص 9
4 ــ شعراء كربلاء ج 1 ص 113
5 ــ نفس المصدر والصفحة
اترك تعليق