سنّة القتل

للهِ مشكاةٌ بها الخلقُ اهتدى     أصلُ الوجودِ ونورُه طولَ المدى

سرُّ الخليقةِ كنههُ فوقَ النهى     لولاهُ تفنى الأرضُ تمحى في بدا

هوَ علّة التكوينِ كنزُ حقيقةٍ     حارتْ به الأفهامُ باباً مُوصدا

ظهرُ السماءُ قد انحنى لفجيعةٍ     ضجَّتْ لها الأفلاكُ حزناً في صدى

وجعٌ تردَّدَ في السماواتِ العُلى     طهرٌ تصيحُ الحزنُ باتَ مُؤبَّدا

نادته من قلبٍ تفتَّتَ لوعةً     عُد لي أيا روحاً لها نفسي فدا

صبّت تواسيها الغوادي ماءها     جمرُ الغضا قد بانَ في عينِ الهُدى

يومٌ به فُريتْ حشاهُ بلدِّهم     ذي سنةٌ للقتلِ فالجورُ ابتدا

منعوهُ تأكيداً لحقّ وصيـهِ     قومٌ لهم إبليسُ صارَ مُسدِّدا

صخبُ النفاقِ وقد تعالى زعْقُهمْ     مَنَعَ الدواةَ السامريُ مُهدّدا

أقصاهمُ، أبقى علياً نفسه     وترقبي يا طهرُ أمراً اسودا

يوما ظلامٍ في صحائفِ رزئِنا     قد كرَّرتْ بنتُ العجوزِ المشهدا

قالَ اخرجوا قالتْ لنعشِ حبيبِه     لا تقربوا فالشملُ باتَ مُبدّدا

ما إن مضى والكونُ في رعشاته     هرعوا إلى دارٍ بها مكروا العدى

مشقوا السيوفَ ببغضِهم إذ أضرموا     بالنارِ داراً بالملائكِ تُفتدى

للهِ سيفٌ أيّ صبرٍ قد حوى     فالدارُ مشهدها يُذيبُ الجلمدا

قد مزَّقوا القرآنَ حتى اسقطوا     آياتِه والضلعُ مكسوراً غـدا

نزَفَ النجيعُ وزادَ لمّا أرجعت     جندَ السماءِ، ترقّبتْ منها ندا

سيفٌ مغمّدُ للوصيّ طعامهُ     هامٌ لجبارِ الحروبِ لها الردى

يومٌ به اهتزت جبالٌ برّئت     مِن جرمِ قومٍ كان شرٌ محتدا

المرفقات

شاعر : أسعد البصري