يتم توزيع وتنظيم الكلمات لأي نص مخطوط داخل مساحة معينة على وفق نسق فني معين.. تتحقق من خلاله جمالية ذلك التوزيع وتوازنه وتتابعه الايقاعي، فهو في الواقع يشكل خطة تنتج عنها البنية التصميمية المرئية للوحة او المخطوطة، وهو ايضاً يعد طريقاً تتوافق فيه الوحدات الخطية وتتراصف لتتجاور مع بعضها البعض، حيث تتحول العناصر الكتابية من حروف وكلمات وجمل وبكل توصيفاتها اللونية والاتجاهية، سواء كان اتجاه نظام التوزيع بشكل شريط كتابي او بشكل توزيع محوري داخل المساحة وباتجاه عقارب الساعة او حتى متراكب وفق مستويات.
ولا شك ان هذا التوزيع يكون في ضوء انظمة متعددة تمثل بمجملها اسس التصميم او الخطة التي تحدد طريقة تنظيم الكلمات ويتم بموجبها جمع وضم العناصر لإنتاج تأ ثير معين في نفس المتلقي، ليحقق تنظيماً متكافأ في توزيع كلمات النص وما يحتويه من عناصر ووحدات تصميمية في وحدة فنية متناسقة ومنظمة لتكون الشكل النهائي للتكوين، ويكون ذلك عادة من خلال مجموعة من الاسس بالإمكان حصرها بالاتي:
1- التكرار-
ويعد التكرار من الأسس المهمة في تنظيم كلمات النصوص داخل اي مساحة فنية، ليشمل كافة اجزائها، مما يحقق نسيجاً مترابطاً من خلال ابراز الوحدات ذات النوع الواحد وبشكل مكرر عدة مرات، سواء في اللون والخطوط و الاتجاه والشكل والقيمة الضوئي، فضلاً عن توالد الوحدات من خلال التكرار المتجسد على شكل علاقات تتكون ما بين العناصر سواء كانت متماثلة او متقاربة او متضادة .
2- التباين اوالتضاد -
وهو احداث نوع من الاختلاف النوعي ما بين الوحدات الخطية والزخرفية من خلال الكلمة او الكلمتين، والاختلاف ما بين هذه الكلمات والمساحة المنفذة عليها، مما يؤسس نوع من الاتزان والوحدة التصميمة المستحصلين من خلال تفعيل التناسب المظهري ما بين الجزء المتمثل بالكلمة والكل المتجسد بالشكل العام للوحة، ويتحقق التباين ايضاً من خلال وجود ثنائية الاختلاف اللوني ما بين الكلمات والمساحة بشكل مقروء ومتعاكس، ويتمثل التباين في الخط العربي في اشكال الحروف العربية العمودية والحروف المستقرة على سطر الكتابة، اذ يكون فيها ولكل حرف اوضاع اتجاهية تختلف من حرف الى اخر، فالتباين في التكوينات الخطية والمنفذة بالخط الكوفي المربع و المضفور، لايستغنى عنه لكونه وسيلة فاعلة في ابراز التفاصيل الدقيقة لهذه التكوينات الخطية والافصاح عن قوة ادائها، من خلال الاختلاف في الدرجات اللونية المستخدمة كاللون الغامق مع اللون الفاتح لتحقيق التباين التام في التكوين.
3- التوازن-
كل عمل تصميمي او خطي لابد ان تكون اجزاؤه متوازنة، وذلك من خلال توزع الحروف والكلمات داخل المساحة التصميمية باعتباره من الاسس الرئيسة في التكوينات الخطية او الزخرفية وعلى مختلف الخامات في الفنون المختلفة كفن الرسم والعمارة وغيرها من الفنون التي يعد التوازن فيها اساس في توزيع العناصر داخل المساحة او الفضاء المكونة له، والخط الكوفي المربع الذي تتسم حروفه بكونها مستقيمة تقاس بوحدة الشكل المربع المتساوي الاضلاع تكون فيه الموازنة لجميع الأجزاء والعناصر الموجودة داخل مساحة الشكل او التكوين وفي حقل مرئي معين، اذ يجهد الخطاط او المصمم على ان تتزن في لوحته جميع القوى المتعارضة.
4- السيادة-
وتتمثل السيادة هنا في التأكيد و التمييز على عنصر معين او على مجموعة من العناصر المحيطة به داخل مساحة التكوين المصمم، فهو يعامل كمركز اهتمام وجذب لبصر المتلقي، وتتحقق السيادة من خلال الاختلاف في الخصائص المكونة للعنصر السائد عن خصائص العناصر الاخرى التي تشترك معه في العمليات التصميمة، حيث ان المفهوم الجوهري للسيادة يقوم على اساس التفرد او التمييز و التركيز على عنصر معين من العناصر البنائية للعمل الخطي زخرفي او خطي اولوني ، وهو يمثل اهمية استثنائية في التحفيز على اثارة الاهتمام والانتباه نحو ذلك العنصر الذي يجعل من بقية العناصر الاخرى بمثابة التبعية بأن تكون لها دور ثانوي بالنسبة الى العنصر الرئيسي داخل التكوين .
وولا اختلاف على ان للسيادة اهمية فضلى في العمليات التصميمية الخطية وبالخصوص في الخط الكوفي المضفور، مما حدا بالخطاط والمصمم الى ابتكار عدة وسائل تصميمية لتعزيز دور السيادة واظهارها في اللوحة مثل سيادة نوع الخط وسيادة اتجاهه ، فضلاً عن سيادة الشكل واللون
اترك تعليق