821 ــ علي بن الحسن العسكري: (قبل 300 هـ / 912 م)

علي بن الحسن العسكري: (قبل 300 هـ / 912 م)

قال في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) ومن معه من الشهداء:

إنَّ الكرامَ بني النبيِّ مـــــــــــحمدٍ     خيرِ البريـــــــــــــــةِ رائحٍ أو غادِ

قومٌ هدى اللهُ الــــــــــعبادَ بـجدِّهمْ     والمؤثـــــــرونَ الـضيفَ بالأزوادِ

كــــــــــــانوا إذا نهلَ القنا بأكفِّهمْ     ســـــــكبوا السيوفَ أعاليَ الأغمادِ

ولهم بجنبِ (الطفِّ) أكرمُ موقفٍ     صبروا على الريبِ الفظيعِ العادي

حولَ الحــــسينِ مصرَّعينَ كأنّما     كانت مناياهمْ على مــــــــــــــيعادِ (1)

الشاعر

قال المرزباني في ترجمته بعد أن ذكر الأبيات: (علي بن الحسن بن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب هو القائل لعلي بن عبد الله الجعفري ـ وكان عمر بن فرج الرُخجي ــ حمله من المدينة:

صبراً أبـا حسنٍ فالصبرُ عادتكمْ     إنَّ الكرامَ على ما نابهمْ صُبرُ

أنــتمْ كرامٌ وأرضى الناسِ كلّهمُ     عــن الإلهِ بما يجري به القَدرُ

واعـــــلمْ بأنكّ محفوظٌ إلى أجلٍ     فلن يـضرَّكَ ما سدَّى به عُمرُ (2)

حمله عمر بن فرج الرُخجي هذا وكان وزيراً للمعتصم والمتوكل وكان ناصبياً خبيثاً معادياً لأهل البيت (عليهم السلام) حتى قيل: ما صحب السلْطَان أَخبث من عمر بن فرج الرخجي (3) وكان والياً على المدينة فحاول اغتيال الإمام الجواد (عليه السلام) بالسم (4) وبعد المعتصم كان الواثق يوكل اليه تعذيب الوزراء والجباة، الذين يغضب عليهم، ليستخرج منهم الأموال (5)

وقال أبو الفرج الأصفهاني: (استعمل المتوكل على المدينة ومكة عمر بن الفرج الرخجي، فمنع آل أبي طالب من التعرض لمسألة الناس، ومنع الناس من البر بهم، وكان يبلغه أن أحدا أبر أحدا منهم بشيء وان قل الا أنهكه عقوبة وأثقله غرما) (6)

في تلك الأجواء عاش هذا الشاعر العلوي فنفس عن آلامه برثاء شهداء الطف متأسياً بهم، وقد ذكره السيد ابن عنبة الحسني فقال: (أما أبو الحسن علي العسكري بن الحسن بن علي الأصغر وفي ولده البيت والعدد فأعقب من ثلاثة رجال: أبو علي أحمد الصوفي ـ لأنه كان يلبس الصوف ـ الفاضل المصنف، وأبو عبد الله الحسين الشاعر المحدث، وأبو محمد الحسن الناصر الكبير الأطروشي وهو إمام الزيدية ملك الديلم، صاحب المقالة، اليه ينتسب الناصرية من الزيدية، وكان مع محمد بن زيد الداعي الحسني بطبرستان، توفي بآمل سنة أربع وثلثمائة. وله من العمر تسع وتسعون سنة وقيل خمس وتسعون) (7)

ويعقب السيد جواد شبر على قول الحسني بالقول: (ولما كان الولد قد توفي بعد القرن الثالث بقليل جاز لنا أن نعتبر الوالد ــ أي الشاعر ــ من القرن الثالث). (8)

وقد ذكر الكرباسي أن وفاته كانت قبل عام (300 هـ) (9)

......................................

1 ــ معجم الشعراء للمرزباني ج 1 ص 285 / أدب الطّف ج 1 ص 337 / أعيان الشيعة ج ٨ ص ١٨٧

2 ــ نفس المصادر الثلاثة السابقة

3 ــ الفرج بعد الشدة / المحسن بن علي التنوخي ج 4 ص 17

4 ــ الثاقب في المناقب / ابن حمزة الطوسي ص 517

5 ــ التذكرة / ابن حمدون ج ٢ ص ١٠٦

6 ــ مقاتل الطالبيين ص 396

7 ــ عمدة الطالب ص 309

8 ــ أدب الطف ج 1 ص 338

9 ــ دائرة المعارف الحسينية / ديوان القرن الثالث ص 80

المرفقات

كاتب : محمد طاهر الصفار