زيارة المجارح

إن الزيارةَ للمجارحِ أولا   ثمَ الزيارةُ للمقامِ تهلُّلا

زُر فيه أهدافَ القيامِ كمصلحٍ   ما راغَ فيهِ على الشعارِ وأبدلا

بل لم يقلْ حرفاً بصيغةِ قائلٍ   قالَ الحروفَ وكانَ فيها الأفعلا

الزَّوْرَ من أقصى اليقين يكونُ في   أقصى الأماكنِ وهو يثبتُ مَحملا

عمن يزورُ زيارةَ القربِ التي   يعتادها طقساً ولا ما غربلا

أشتاقُ أستخلي الحسينَ إلى ضميـ   ري والضميرُ من الحسينِ فما خلا

لو كانَ مُنفصلاً بحكمِ نُحاتها   بالحقِ مُتصلٌ وكانَ الأَعدلا

بجمالِ مولانا الحسينِ لِجُرحهِ   ذاتُ اتصالِ ضميرنا مُتجمِّلا

هذي زيارةُ عارفٍ بمقامهِ   من بعدِ مُشتاقٍ وحيَّزَ مَدخلا

حيثُ الدخول هي المبادئ بالوفا   ءِ وبالفداءِ مداخلاً كي نكملا

ونكونُ قد زرنا على أوجاعنا   لك طازجَ الجرحِ الهمولِ لنغسِلا

ولتطهرَ الأرواحُ من نزفِ الدما   ورداََ على ماءِ الطهارةِ قد عَلا 

لا فصلَ في هذي الزيارة بين أجـ   سادٍ وأرؤسها أبت أن تُفصَلا

فالرأسُ من عقلِ الحسينِ يديرُ أجـ   سادَ الحراكِ المُكثِراتِ تنقُّلا

كي نعقلَ الدربَ الذي نختارهُ   زرنا مجارحكم هدىً كي نعقِلا

ولكي نثورَ من التوؤدة كلما   ثرنا ملكنا للوجودِ مدوَّلا

هذي زيارتنا وذي أوصافها   في المنسكِ الأمميْ فرضاََ أمثلا 

هذي زيارةُ مُضعِفٍ في الأمسِ تُثـ   خِنُهُ المجارحُ حيثَ عاشَ تَوسُّلا

واليومَ تَملؤهُ الفتوحُ يفتِّحُ الـ   زهراتِ منها والمجارحَ أقفلا

والبدءُ في الجُرحِ الذي نَبلى به   واليومَ ننفضُ للمجارحِ والبِلا

شاعر : سلمان عبدالحسين