738 ــ علي عبد الرسول الغسرة

علي عبد الرسول الغسرة

قال من قصيدة في الإمام الحسين (عليه السلام)

وكـأنَّ لا أكَــلَ الزمانُ على دمٍ     كدم الحسين بـ(كربلاء) ولا شربْ

أوَلَمْ يَحِنْ كفُّ البكاء فما عسى     يُـبدي ويُجدي والحسين قد احتسبْ

فأجـبـتـه ما للـحـسـيـنِ وما لكم     يا رائــدي نــدواتِ آلــيــةِ الطربْ

الشاعر

علي بن عبد الرسول بن سلمان الغسرة، ولد في قرية بني جمرة في البحرين، وقد نُسبت قصيدته إلى الشاعر السوري نزار قباني وهي في الحقيقة ليست له، وقد أكد ذلك العديد من الخطباء، كما أنها ليست موجودة في كل دواوينه، ولغتها تختلف عن لغة قباني ولكن الذي ساعد على اعتقاد الناس أنها لقباني انتشارها على الشبكة العنكبوتية انتشار النار في الهشيم ونشرها في المواقع ونسبتها لقباني خطأ، كما ساعد على ذلك أن الشاعر كان لا يحب الظهور والتبجح والادعاء فسكت وعندما لاموه على سكوته قال بأنه كتبها للإمام الحسين (عليه السلام) ويريد ثوابها في الآخرة ولا يهمه إلى من تنسب في الدنيا.  

وقد أكد ذلك الشيخ محسن ابن الشاعر الحسيني الكبير الملا عطية الجمري حيث قال: (هذه القصيدة لها قصة عجيبة، فقد انتشرت في المواقع الالكترونية كالنار في الهشيم والكل ينسبها لنزار قباني إلّا أنها في الواقع لشاعر آخر... هو شاعر حسيني أثرى مواكب العزاء في محل سكناه في التسعينات

الشاعر لطالما حضر احتفالات ومحاضرات تغنى فيها عريف الحفل أو الخطيب بقصيدته ثم في النهاية ينسبها لنزار قباني

والمسكين ملتزم للصمت وعندما سألناه: لم الصمت عن حقك قال أنا نظمتها أطلب شفاعة الحسين ولا يهمني إذا قيل إن فلان ناظمها، الشاعر اسمه علي عبد الرسول الغسرة من قرية بني جمرة). (1)

ولم نعثر للشاعر على ترجمة أخرى أو أي شعر سوى هذه القصيدة.

القصيدة

سألَ المخالفُ حين أنهكَه العجبْ     هلْ للحـسينِ معَ الروافـضِ مِن نسبْ

لا ينقضي ذكرُ الحسـيـنِ بثغرِهم     وعلى امتدادِ الدهـرِ يُـــْوقِــدُ كاللَّـهبْ

وكـأنَّ لا أكَــلَ الـزمانُ عـلـى دمٍ     كـــدمِ الحسينِ بـ(كربلاء) ولا شـربْ

أوَلَمْ يَحِنْ كفُّ البـكاء فما عـسـى     يُـبدي ويُجدي والـحـسيـنُ قد احتسبْ

فأجـبـتـه ما للـحـســيـنِ وما لـكـم     يا رائــدي نــدواتِ آلــيــةِ الــطــربْ

إن لمْ يكن بين الحــسينِ وبـيـنـنـا     نــسبٌ فـيـكـفـيـنا الـرثــاءُ له نـــسبْ

والحـرُّ لا يـنـسى الجـمــيلَ وردَّه     ولَإنْ نـسى فـلـقــد أســاءَ إلى الأدبْ

يا لائمي حـبُّ الحـسينِ أجـــــنَّـنا     واجـتاحَ أوديةَ الضـــمائرِ واشــرأبّْ

فلقد تـشرَّبَ في النخاعِ ولم يـزلْ     سـريــانُه حتى تســـلَّـطَ في الـرُكــبْ

مَن مـثـله أحــيا الكـرامةَ حـينـما     مـاتت على أيـدي جــبـــابرةِ الـعربْ

وأفـاقَ دنــيـاً طـأطـأتْ لـولاتِــها     فــرقا لـذاكَ ونالَ عــالــيــةَ الـرُّتــبْ

وغــدى الصـمـودُ بإثرِه مُتحفّزاً     والذلُّ عن وهجِ الـحـيـاةِ قـــد احتجبْ

أمَّا الــبـكاءُ فــذاكَ مصدرُ عزِّنا     وبه نــواســــيـهـمْ لــيـومِ الـمـنـقـلــبْ

نبكي على الرأسِ المُــرتِّـلِ آيـةً     والــرمحُ مـنـبـرُه وذاكَ هوَ الــعــجبْ

نـبـكي على الثـغـرِ المكسَّرِ سنُّه     نـبكي على الــجــسدِ السليبِ المُنتهبْ

نـبكي على خدرِ الفواطمِ حسرةً     وعلى الـشـبـيـــبـةِ قُـطّـعوا إرباً إربْ

دعْ عنكَ ذكرَ الخالدينَ وغبطهمْ     كــي لا تــكــونَ لنارِ بارئـهـمْ حـطبْ

...................................................

1 ــ على موقع ابن السكيت

المرفقات

: محمد طاهر الصفار