إضاءات قرآنية (5):
(وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (١) الَّذِينَ إِذَا اكْتالُوا عَلَی النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (٢) وَإِذا كالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ (٣)) سورالمطففين (1-3)
كيف ينظر القرآن الكريم للحقوق المتبادلة في المجتمع الإنساني؟
1- قوله تعالی: «وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ» دعاء علی المطففين والتطفيف نقص المكيال و الميزان.
2- قد نهی الله تعالی عنه وسماه إفساداً في الأرض كما فيما حكاه من قول شعيب: (وَيا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيالَ وَالْمِيزانَ بِالْقِسْطِ وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْياءَهُمْ وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ) (هود ٨٤) وقد تقدم الكلام في تفسير الآية في معنی كونه إفسادا في الأرض.
3- قوله تعالی: (الَّذِينَ إِذَا اكْتالُوا عَلَی النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ وَإِذا كالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ) الاكتيال من الناس الأخذ منهم بالكيل، وتعديته بعلی لإفادة معنی الضرر، و الكيل إعطاؤهم بالمكيال يقال: كاله طعامه و وزنه وكال له طعامه ووزن له والأول لغة أهل الحجاز وعليه التنزيل والثاني لغة غيرهم كما في المجمع.
4- والاستيفاء أخذ الحق تاماً كاملاً، والإخسار الإيقاع في الخسارة.
5- والمعنی: الذين إذا أخذوا من الناس بالكيل يأخذون حقهم تاما كاملاً، و إذا أعطوا الناس بالكيل أو الوزن ينقصون فيوقعونهم في الخسران.
6- فمضمون الآيتين جميعا ذم واحد وهو أنهم يراعون الحق لأنفسهم ولا يراعونه لغيرهم وبعبارة أخری لا يراعون لغيرهم من الحق مثل ما يراعونه لأنفسهم و فيه إفساد الاجتماع الإنساني المبني علی تعادل الحقوق المتقابلة وفي إفساده كل الفساد.
.
.
.
المصدر:
تفسير الميزان