مدح الفقيه الأصولي السيد نظام الدين المازندراني الحائري ـ وهو من أعلام القرن الثالث عشر الهجري ـ في خطبة كتابه (تبيان الأصول) لأستاذه النبيل والمحقّق الجليل أستاذ الفقهاء والأصوليين آية الله العظمى السيد إبراهيم القزويني ت1262هـ المشهور بصاحب الضوابط قال: ( .. رأيت هذا العلم الذي صَنَّف فيه مصنفاتٍ غيرُ واحد من الأصحاب أشرفَ من سائر العلوم المشتملة على الحدائق والأبواب؛ لكونه مفتاح فلاح دار خلاصة الحساب، ومنهاجاً لدخول الجنة من كلّ باب. فشمّرت عن ساعد الجدّ من غير كدّ للغوص في بحار عوائده، والفحص عن جواهر أحكامه، والخوض في خزائن أسراره. فعند ذلك وجدت كشّاف مفصّلات التحقيق، وفتّاح مفصّلات التدقيق، على وجه رشيق أنيق، جامع جوامع مسالك الحلال والحرام، وقامع مدارك شرائع الأحكام، وصارع الإشارات التي زلّت فيها الأقدام، مهذّب قواعد التذكرة بمناهل مفاتيح جواهر الكلام، مرتّب مقاصد السرائر إلى نهاية معارج الأفهام. وهو ذو خلق حليم وذوق سليم، الموسوي نسباً، والقزويني موطناً، والحائري مسكناً، السيد الجليل، والمسدّد بلا نظير وعديل، المسمّى باسم الخليل رضوان الله عليه في الدارين، وأعزه في النشأتين بحق أبي عبد الله الحسين. وقد كان البحار قطرة من ضوابط أسراره، والمطالع إبرة من دلائل أنواره، والمناهج جمرة من نتائج أفكاره. وهو مع ذلك كان وحيداً في إتقان بنيان المطالب الأصولية، وإطلاق القواعد الممهّدة لاستنباط الأحكام الشرعية الفرعية. فلا جرم ألزمت على نفسي بالملازمة في مجلس تحقيقه ومدرس تدقيقه أعواماً، وتمسّكت بذيل ألطافه بعدما اخترت الغربة واطرحت في الوطن أقواماً، وتشرّفت لحلّ معضلات المطالب بحضرته في الخلوات أياماً. فاستنرت من أنوار تقريراته الوافية، وانتفعت من المراجعة إلى تحريراته الشافية، وربحت من أسواق بياناته الكافية، حتى حصل لي رأس مال من هذه التجارة التي صرفت فيها كنوز الأنفاس الغالية .. ).
ملاحظة: (تبيان الأصول) دورة أصولية كاملة مفصّلة استدلالية، وهو من الكتب المهمة بشهادة جمع من أهل العلم والفضل، والكتاب قيد التحقيق، وسيطبع لأوّل مرة متجاوزاً الـ (15) مجلداً.
علماً بأنه سيصدر قريباً الجزء السابع والثامن بعد صدور ستة أجزاء منه.
الكتاب من اصدارات مركز إحياء التراث الثقافي والديني التابع لقسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة الحسينية المقدسة.
اترك تعليق