700 ــ ناجي حرابة (ولد 1399 هـ / 1979 م)

ناجي حرابة (ولد 1399 هـ / 1979 م)

قال من قصيدة (كبريت لاء) وتبلغ (31) بيتاً:

عــلـــى كفِّهِ هبـطتْ (كربلاءُ)     فــأطــلــقَ هــامتَها للسماءِ

هيَ الشمسُ لكن بلونِ الأصيلِ      هيَ الماءُ للساردينَ الظماءُ

وفي خــــدِّها لــطمةُ الافتجاعِ       وفي عينِها حمرةٌ من دماءِ (1)

الشاعر

ناجي حرابة، ولد في محافظة الأحساء بالسعودية، وهو حاصل على شهادة البكالوريوس في اللغة العربية، ويعمل في مجال التعليم.

صدر له من الدواوين:

شفة التوت ــ 1431 هـ

عثرات الكمان ــ 1437 هـ

عندما يبتسم الوجع ــ 1423 هـ

شعلة ــ 1428 هـ

فمي والعنقود الأحمر ــ 1431 هـ

محاكمة الأسلحة

كقافية فيها مصباح ــ 1437

لم أغرد بعد: نتف في العشق والشعر والذات ــ 2015 م

ما رآه الأعمى

شارك في العديد من الأمسيات والمهرجانات وقد حصل خلال مسيرته الأدبية على العديد من الجوائز منها:

جائزة شاعر شباب عكاظ ــ 2010

جائزة أبها للشعر ــ 1432 ــ 1433

المركز الأول لجائزة راشد بن حميد للثقافة والعلوم في دورتها الـ 32 في في مجال الشعر الفصيح العمودي

المركز الأول في مجال الإبداع الشعري في مسابقة جائزة دبي للثقافة في دورتها التاسعة لعام 2015م عن ديوانه (ما رآه الأعمى)

المركز الثاني لجائزة راشد بن حميد للثقافة والعلوم في الشعر الفصيح العمودي في دورتها الـ 35 لعام 2017م (2)

كما أصدر مؤخراً من الدواوين:

غرق في نغمة عالية ــ 2022

سفر مع الذوات

كتب عنه الشاعر الكبير جاسم الصحيح مقالاً نقدياً عن دواوينه قال منه: (الشاعر البديع (ناجي حرابة) شاعرٌ مفتونٌ بالعرفان حدَّ النشوة منذ نعومةِ أظفارِ وَجْدِه ... لقد اتَّخذ شاعرُنا من الظاهرِ طريقا يقود إلى الباطن، واعتمدَ الشعاعَ مسلكاً إلى مصدر النور، ولأنَّهُ في بحثٍ مستمرٍّ عن حياةٍ شعرية، تراه دون سأمٍ يضربُ في صحراءِ المعنى بحثاً عن الماء والكلأ كي يبتكر المراتع الخضراء في أرض قصائده ....) (3)

شعره:

قال من قصيدة (كبريت لاء) والتي تبلغ (31) بيتا وقد قدمناها:

حسينٌ مــن النورِ من ذا إذنْ      سيعرفُ ما يضمرُ الانـــــتماءْ

عــشــقـناهُ جمراً همى أنهراً      هلِ العشقُ إلّا نـــــدىً واكتواءْ

على كفِّه ســبَّــحــتْ رمـــلةٌ      وفـي قـلـبِــــــهِ النارُ تنثالُ ماءْ

بــهِ ألــمٌ طـــاعنٌ في الأسى      ولــكـنـــــه فــوقَ سقفِ الرثاءْ

نزيفُ الجراحاتِ مِن صدرِهِ      تــفــــــجَّـــرَ بين الــبرايا فداءْ

فلا جــبــلٌ يــــعصمُ المستبدّ      إذا اجـتاحَ طوفــــانَه الأدعياءْ

حــســينٌ سفينةُ بحرِ الوجودِ      نجاةُ الــمـريــــديـنَ والأبرياءْ

هنا الأرضُ حين التظى ذلها      وجفَّفَ آمــــالها الانــحــنـــاءْ

أتـتـه وقــد أوقـــرتْ ظهرَها      جبالُ الـــجراحِ مِن الامـتطاءْ

فأطــعــمَــهــا مـــن دمٍ عزَّةً      وروَّى ظماها من الــــكبرياءْ

وعـلّـمَـهـا كـيــفَ تَـستلُّ من     حُـطـامِ الـمهانةِ كـــبريتَ لاءْ

وقال من قصيدة (خَطرَ الوردُ على فكرته) وتبلغ (24) بيتاً:

جرحُكَ المرخيْ على الدنيا جناحَه      باذراً في أذنِ الــدنـــيا صــداحَــه

لــم يــجــدْ غــصــنـــاً ليبني عشّه      فــدعــاهُ الأفـــقُ أهـــــداهُ صباحَه

تــشــربُ الــشــمـــسُ ندى أنفاسِه      ويشمُّ الضوءُ في الصبحِ انشراحَه

وإذا الــلــيــلُ صــحـا حـفَّـــتْ بهِ      أنــجــمٌ نــشــــوى لكي تنهلُ راحَه

خــطـرَ الــوردُ عـلـى فـكــرتِــــهِ      وشذا أجرى على الأرضِ اقتراحَه

لاحَ لــي أحــمــرُه فــاحــتــلّـــني      ربَّ جفنٍ لم تــغــادره الــتــيـــاحَه

كــلّــمـا بـلّــلــه الــدمــــعُ انتضى      من شــظايا غضبِ الطفِّ انقداحَه

فاضَ مــيزابُ الهدى مــن نــزفِهِ      إيُّها الــظــمــأى رِدوا اليومَ قِراحَه

ذاكَ جــرحٌ فـــاضَ مِــــن عليائهِ      وسرى كي يــعـمرُ الأرضَ فلاحَه

الــنــواويـــــسُ عـــــــلى أمواجِه      تــســـــرجُ الحزنَ وتطويهِ سباحة

كـــان جـــرحــــاً واحــــــداً لكنه      بــثّ فــي كـلِّ الـبـسـاتـيـــنِ لقاحَه

فــإذا أشــجــارُنــا ثـــوراتُـــنــــا      نضجَ الحزنُ بنا فــاقــطفْ رماحَه

وقال من قصيدة (عروج) وتبلغ (33) بيتاً:

أسافرُ في ذكرياتِ الــطــفوفِ      بــعــيـــنِكَ أستنطقُ المأتــــما

أهــرولُ بــيـنَ الــخــيـامِ التي      غدتْ ـ أسفاً ـ بعدما، مــــيتما

فــأعــثــرُ فـــي وتــدٍ ثـــاكـلٍ      وأكبو عــلــى أمـــــلٍ فـــحِّما

وأشبحُ نحو اصطكاكِ الخيولِ      أرى جسداً إذ تــهــــاوى سما

فمِن مطلعِ الـفجرِ فـي ذلكَ الـ     ـجبينِ الذي في حشايَ ارتمى

إلى ثغرِ خــنـصرِكَ الـمشتهى      يــقــبِّـــلُـــه خـــنـــجرٌ مبسما

أراكَ فــيـنـطـــلــقُ الكـونُ في      تــراتــيــلــه فــاتـــحاً موسما

فمِن نحرِكَ الــبسملاتُ ابـتدت      وتأبى جراحُكَ أن تُـــخــتــما

وشمَّرتَ لــلــطفِّ كفَّ الأسـى      فماذا ؟ بهِ احــمــرَّ خدُّ السما

فخذني كما شــئــتَ يــا سيدي      هــيــامـــاً صــــــلاةً إباءً دما

وقال من قصيدة (محاكمة العمود):

أبو الفضلِ مزمارُ مـــحــرابِهِ      وأنشودةُ الحبِّ تــتـــلى به

رأى الله فـي قــلــبــــــهِ نورَه      فأودعــه بــيــتَ أحــبـــابِه

فما حجَّتِ الــشــمــــسُ إلا له      وما أشرقتْ من سوى بابه

سقى الطفَّ مِن نزفِه فانتشتْ      فما ارتشفتْ مثلَ أنــخــابِه

بــكــفــيـــهِ خبَّأ جيشَ الحِمام      وسربَ الــحَــمـــامِ بأهدابه

وطا هامةَ الحربِ في صدرِهِ      دعاءً يــفــوحُ بــأطــيـــابه

...........................................................

1 ــ القصائد عن: كتاب (هو الحسين) وهو عرض للنصوص المشاركة في أمسية (هو الحسين) الشعرية السنوية المقامة في حسينية المصطفى بقرية الدالوة بالأحساء بين عامي (1433 ــ 1442 هـ) وهو من جمع مصطفى عبد الله المسيليم الطبعة الأولى (1443 هـ / 2021 م) ص 355 ــ 383

2 ــ موقع ويكيبيديا

3 ــ (ناجي حرابة) الشاعر الذي يعزفُ نايَ العرفان صحيفة بشائر الألكترونية بتاريخ 16 / 8 / 2020 

المرفقات

كاتب : محمد طاهر الصفار